الأحد، 21 أبريل 2013

أخطاء القرآن اللغوية

الكتاب الوحيد الذي ليس به تحريف أو تزيف أو أخطاء هو القرآن الكريم
لماذا ؟ لأنه منزل من عند الله
أما من يخرج منه أخطاء لغوية فهو جاهل أو عالم يريد أن يشكك المسلمين فيه وفي الحقيقة لا يرد عليه إلا متخصصي اللغة العربية لأنهم يعرفون أصول ومعاني الكلمات والاستخدامات النحوية المستخدمة في المذاهب المختلفة .
ومن أمثلة ذلك :
المثال الأول: 
قوله تعالى: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } (آل عمران:59) 
والإشكال الذي قد يَرِد هنا، قوله تعالى: { فَيَكُونُ } حيث جاء الفعل مضارعاً، مع أن الحَدَثَ قد حصل وانتهى. وأُجيب عن هذا بأن الفعل جاء حكاية لحال ماضية، فيجوز فيه الوجهان، فلا إشكال إذن .

المثال الثاني: 
قوله تعالى: { ... إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } (الأعراف:56) 
والسؤال: لماذا جاءت الصفة وهي قوله تعالى: { قَرِيبٌ } مخالفة للموصوف، وهو قوله: { رَحْمَتَ } مع أن الأصل موافقة الصفة للموصوف، تذكيراً وتأنيثاً ؟ 
وأجيب عن هذا بأجوبة نختار منها اثنين: 
- أن { قَرِيبٌ } صفة لموصوف محذوف، تقديره: شيء قريب . 
- أنَّ { قَرِيبٌ } على وزن فعيل، وما كان كذلك فيصح أن يوصف به المذكر والمؤنث . 
ومثل هذه الآية أيضاً، قوله تعالى: { ... لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ } (الشورى:17) والتقدير في الآية: لعل مجيء الساعة قريب؛ وهذا جائز بلا خلاف يُذكر .

المثال الثالث: 
قوله تعالى: { ... وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ ... } (التوبة:62) . 
والسؤال، لماذا جاء الضمير في قوله تعالى: { يُرْضُوهُ } بصيغة المفرد؟ 
وأُجيب عن ذلك بأنه لا فرق ولا تفاوت بين رضا الله تعالى، ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم، فكانا في حكم مَرْضيٍّ واحد، كقولك: إحسان زيد وإكرامه نعشني وجَبَرَ مني. ولك أن تقول: هو من باب التقديم والتأخير، وعلى هذا يكون المعنى: والله أحق أن يرضوه، ورسوله كذلك. وهذا من البلاغة أيضـاً، فتنبه إليه . 

المثال الرابع: 
قوله تعالى: { فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } (يوسُف:15) 
فإن قلت: أين جواب "لمَّا" ؟ قلنا: جوابها محذوف؛ لاستطالة الكلام مع أمن الالتباس، ولأن في الآية ما يدل عليه، وهو قوله تعالى: { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ } والحذف أولى من الإثبات، للوجازة والبلاغة .

المثال الخامس:
قوله تعالى: { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ... } (الحج:19) 
قد يُشْكِل في الآية مجيء الفعل { اخْتَصَمُوا } بصيغة الجمع، مع أن الفاعل { خَصْمَانِ } قد جاء بصيغة المثنى. 
وأجابوا عن ذلك، بأن قوله تعالى: { هَذَانِ خَصْمَانِ } هو لفظ، فكل خصم فريق، وكل فريق مؤلَّف من عدد من الخصماء، وقوله: { اخْتَصَمُوا } هو للمعنى - وهو مجموع الخصماء - لا للفظ - وهو الخصمان - فناسب أن يقول: { اخْتَصَمُوا } لأن كل فريق من الذين كفروا والذين آمنوا كبير. وليس في شيء من هذا ما تأباه اللغة، وذلك ظاهر لمن خَبُر العربية وتذوقها .

المثال السادس: 
قوله تعالى: { إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ... } (التحريم:4) 
الخطاب في الآية لعائشة وحفصة، واستعمال الجمع في قوله: { قُلُوبُكُمَا } مكان المثنى أو المفرد أو العكس أمر وارد وصحيح في اللغة، على سبيل النيابة، أي يُذكر الجمع ويُراد به المثنى أو المفرد. ووجَّه بعض العلماء الآية بأن أقلَّ الجمع اثنان، وعلى هذا التوجيه فلا إشكال حينئذ .

المثال السابع:
ما هي القاعدة التي بُنيت عليها هذه الآية ؟قال تعالى : ( لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء 162لاحظوا معي الكلمات التالية ( الراسخون ـ المؤمنون ـ المقيمين ـ المؤتون ـ 
المؤمنون )

لماذا لم تأتِ كلمة ( المقيمين ) مرفوعة أيضا ؟

السبب : هو النصب على الاختصاص مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره أخص  لأنها شيء هام جداً خصها الله للتركيز على الصلاة التي ترجع دائما العبد لربه .
المثال الثامن :
والإشكال في سورة التوبة (الخالية من البسملة) وهذه الآية:
(وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
وإشكالي هو لماذا أتت كلمة (رسوله) بالضم وقد عُطفت (في نظري ورأيي الخاص) على لفظ الجلالة (الله)؟؟ وقد بينتها باللون الأحمر كي تكون واضحة أنها معطوفة على الله


"ورسوله": الواو عاطفة، ومبتدأ، خبره محذوف، أي: ورسوله بريء كذلك، والجملة معطوفة على المفرد "بريء" في محل رفع، من قبيل عطف الجملة على المفرد، فقد أخبر عن الله بخبرين، الأول: براءته من المشركين، والثاني براءة رسوله
المثال التاسع:
الدرس التالي : 
( الجمع بين الفاعل الظاهر والضمير في القرآن )
جاء في سورة الأنبياء قوله تعالى: { ... وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ ... } (الأنبياء:3) 
قد استشكل بعض الناس ذكر واو الجماعة في الآية، مع وجود الفاعل الظاهر، وهو قوله تعالى: { الَّذِينَ ظَلَمُواْ }، وادعوا أن الذي تقتضيه قواعد اللغة، أن يقول: { وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ } بغير واو الجماعة، ويكون التقدير في الآية: وأسر الذين ظلموا النجوى، فيكون في الآية تقديم وتأخير. فما وجه الإتيان بضمير الفاعل ( واو الجماعة )، مع الفاعل الظاهر { الَّذِينَ ظَلَمُواْ } ؟ . 


لقد أجاب العلماء عن الآية بوجوه عديدة، تبين أن الآية الكريمة لا إشكال فيها أبدًا، وأنها جاءت على حسب لسان العرب؛ وإنما الإشكال الحقيقي في سوء الفهم للغة العرب، وليس في مجيء الآية على الشكل الذي جاءت عليه . 

ولا بد من التذكير بداية، أن لغات العرب لغات متعددة، فهناك لغة قريش، وهناك لغة طيئ، وهناك لغة تميم، وهناك لغة هذيل، وهناك لغة كنانة، وغير ذلك من لغات العرب .
والقرآن الكريم وإن كان قد نزل بحسب لغة قريش في معظم ألفاظه، إلا أنه قد جاء في بعض ألفاظه على غير لغة قريش؛ فلفظ { تخوف } في قوله تعالى: { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ ... } (النحل:47) 
جاء على لغة أزد شنوءة، ويعني: التنقص؛ وحذف ياء المتكلم والتعويض عنها بكسرة في قوله تعالى: { ... وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } (البقرة:40) 
وقوله: { ...فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ } (العنكبوت:56) 
ونحو ذلك من الآيات، إنما جاء على لغة هذيل. وهذا أمر معلوم لمن كان على علم بلغات العرب، ومعروف لمن كان على معرفة بما نزل عليه القرآن من لغات العرب غير لغة قريش . 

فإذا رجعنا إلى القرآن، وجدناه قد جاء في موضع آخر على أسلوب الآية التي معنا، وذلك في قوله تعالى: { وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ ... } (المائدة:71)
فقوله تعالى: { ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ } جاء على غير لغة قريش، فبحسب لغة قريش كان ينبغي أن يأتي الفعلان: { عَمُواْ وَصَمُّواْ } من غير واو الجماعة؛ لوجود الفاعل الظاهر، وهو قوله: { كَثِيرٌ مِّنْهُمْ } لكن جاءت الآية على وفق لغة أخرى من لغات العرب .


وقد جاء في أشعار العرب من ذلك، فمنه قول أحيحة بن الجلاح : 
يلومونني في اشتراء النخيـ = ـل قومي وكلهم ألوم
فجاء بواو الضمير، الدالة على الجماعة مع الفعل في قوله: ( يلومونني )، وجاء في الوقت نفسه بالفاعل الظاهر في قوله: ( قومي ) . 
وقال أبو تمام : 
بك نال النضال دون المساعي = فاهتدين النبال للأغراض
فأتى الشاعر بضمير النسوة ( النون ) في قوله: ( فاهتدين ) مع وجود الفاعل الظاهر، وهو قوله: ( النبال ) .


فهذا الاستعمال الذي جاءت بحسبه الآية، استعمال عربي صحيح فصيح لا غبار عليه، ولا ينبغي أن يكون محل اعتراض أو إشكال . 

ويشار هنا إلى أن المفسرين قد ذكروا توجيهات أخرى للآية، منها: أن { الذين ظلموا } مبتدأ مؤخر، { وأسروا النجوى } خبر مقدم؛ فيكون في الآية تقديم وتأخير، وتقدير الكلام: الذين ظلموا أسروا النجوى . 

وهذه اللغة التي جاء على أسلوبها قوله تعالى: { وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ } تسمى عند أهل اللغة، لغة ( أكلوني البراغيث )، وهي لغةبني الحارث ، أو لغة أزد شنوءة ، وأهل هذه اللغة يلحقون ضمير الجمع والتثنية والنسوة بالفعل، مع وجود الفاعل الظاهر، تشبيهًا لهذه الضمائر بتاء التأنيث التي تدخل على الفعل، في قولك: قامت هند ، فكما تلحق تاء التأنيث الفعل، لتكون علامة على التأنيث، فكذلك تلحق ضمائر التثنية والجمع والنسوة الفعل دلالة على المثنى والجمع المذكر والجمع المؤنث. وهي ليس لها محل من الإعراب، بحسب هذه اللغة، وإنما هي مجرد علامات على الفاعلين .

المثال العاشر :
قال تعالى ( لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ ) البلد 1-2 وقال سبحانه ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ) التين 1-3فكيف قال : لا أقسم بهذا البلد ثم أقسم به ؟
ألا يُعتبر هذا تناقضا في القرآن الكريم ؟

قد يُفهَمُ أن (لا) في ( لا أقسِمُ ) نافية ، وهذا جهل بلغة العرب ، وإنما تأتي لا في القسم توكيدا وهذا شائع في اللغة ، كما في قوله تعالى : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ .. ) أي أقسم بربك أنهم كذلكوكما قال النابغة : 
وقول الآخر : 
وقول طرفه : 


وقال علماء اللغة :إن هذا القسم يفيد تعظيم المقسوم به ، كما في سورة البلد ، وكما في قوله تعالى : ( فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) [الواقعة:75-77]
وكقوله :( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) [القيامة:1-2]
فهذه كلها أقسام وليس هذا من دقائق اللغة وإنما هو من أولياتها ولكن القوم لا يعلمون .


وإذا اعتبرت (لا) نافيه والجملة خبرية فهي مقيدة ؛ أي لا أقسم به و أنت حل به ، ولكن أقسم به وأنت غير حل به ، فلا تناقض أيضاً .


أمثال أُخر :
قال تعالى: ((إنما أُمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها ..)) سورة النمل - الآية رقم 91
لماذا جاءت بعد البلدة كلمة الذي و ليس ( التي) لأنها تعتبر صفة للبلدة وهي مؤنثة ؟

الذي تعود على الله عز وجل
وامرأته حمالة الحطب  بالفتح  لأنها وصف للحالية .

ليست هناك تعليقات: