السبت، 15 يوليو 2023

إعجاز اللفظ القرآني والنبوي

لُغَتُكَ الْعَرَبِيَّةُ فَخْرٌ لَكَ؛ لأَنَّهَا لُغَةُ الْجَنَّةِ، وَالْقُرْآنِ، وَمُحَمَّدٍ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

انتقاء اللفظ في الكلام المقدس له أسباب تُكشف عبر العصور والأزمان ويفسرها المقام والحال والإشارات الكونية والعقلية والعلمية، "ما فرطنا في الكتاب من شيء" وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى"، القرآن محكم والسنة الصحيحة محكمة والألفاظ توقيفية تُنتقى بعناية: لأنها وحي يصلح لقيام الساعة
الآن تأمل وفكر في كلمة من القرآن على سبيل المثال(دقة كونية)
تعرج: في قوله "تعرج إليه الملائكة"
العرج السير في غير استقامة أو في انحناء أو في دائرة أو مدار، وهذا ما يحدث عند الصعود للسماء وخارج الغلاف السماوي فما يُلقى فيها يسير في انحناء ومدارات ولا يصعد في خط مستقيم، فانتقاء اللفظ دلالة سيطرة الله من أعلى على كونه، ودلالة وإرشاد للعلماء على طريقة الصعود، ودلالة طرق إلقاء الأقمار الصناعية وغيرها في الفضاء، ودلالة صدق المعراج: لأنه بالطريقة العلمية الصحيحة فاختيار اللفظ برهان إرشادي للعلماء، فاختيار العرج بدلا من الصعود والسير والدوران والمشي والجري كلها ألفاظ لا تستقيم مع المعراج الذي يتطلب السير بطريقة مدارية غير مستوية طالما عرجت للسماء مثل الرجل الأعرج.
ولنأخذ مثالا من الحديث النبوي(دقة فسيولوجية)
القوارير: في قوله -صلى الله عليه وسلم- : "يا أنجشه؛ رفقا بالقوارير"
القوارير الزجاج الرقيق سهل الكسر وبه الضعف والجمال والزينة والرقة، وهو ما يستدعي التعامل معه باللين والرفق والحفاظ عليه، وما بداخله ولعل كل الصفات النفسية والجسدية والاجتماعية والجمالية التي توجد في النساء قد مُثلت واستبدلت وكُني عنها بلفظ رقيق وهو القوارير  بصيغة منتهى الجموع لتخص عموم الجنس الأنثوي مهما كانت، ويدل على مراعاة المشاعر الأثوية في الرفق، وليس المنع بتغذية المشاعر الرقيقة من الأصوات الجميلة مثل صوت أنجشه حادي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو مغني الأبل بصوته العذب لتسرع الإبل وقد تضر النساء في الهودج من السرعة، فلا بد من التأني والهدوء والتعامل بكل صفات القوارير.