الخميس، 8 نوفمبر 2012

المنفلوطي المرحلة التأسيسية لمن أراد الكتابة

لا زلت أذكر ذلك النص الذي درسناه في المرحلة الابتدائية بعنوان "الحرية للمنفلوطي" للكاتب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي. بحثت عنه فوجدته قد تم نقله للمرحلة الإعدادية. لعل السبب في ذلك أن المناخ الذي نشأ فيه أطفال هذا العصر يحول بينهم وبين فهم معني الحرية، فكان لابد من تأخير دراسة النص حتى تتمكن عقولهم البريئة من إدراك معنى هذه الكلمة الغريبة عليهم "الحرية".
لن أتوقف كثيراً عند القصة التي تحكي قصة هرة وجدها الكاتب في منزله، عليها علامات القلق والحزن والألم، وبعد محاولات عديدة من الكاتب أدرك غرضها، ففتح لها الباب، فنطلقت تعدو وقد تحولت حالتها من حزن وهم إلى غبطة وسرور.
لكني أتوقف عند عبارات جزلة عميقة علق بها المنفلوطي على قصة هذه الهرة.
قال المنفلوطي: "الحرية شمس يجب أن تشرق فى كل نفس فمن عاش محروما منها عاش فى ظلمة حالكة".
وقال: "الحرية هي الحياة ولولاها لكانت حياة الإنسان أشبه شئ بحياة اللعب المتحركة فى أيدي الأطفال".
وقال أيضاً: "إن الإنسان الذي يمد يده لطلب الحرية ليس بمتسول ولا مستجد وإنما هو يطلب حقا من حقوقه التى سلبته إياها المطامع البشرية فإن ظفر بها فلا منه لمخلوق عليه ولا يد لأحد عنده" .

حين شرعت في كتابة المقال كان في نيتي التعقيب على هذه العبارات، لكني وجدتها تعبر عن نفسها أفضل تعبير. فرأيت أنه من الأفضل أن أتركك معها، انظر إليها، وتأملها، ثم اختر لنفسك.. هل تفضل أن تعيش مشرقاً بشمس الحرية، أم تراك سعيداً بالعيش في ظلمة حالكة؟؟؟!!!
بقي أن أذكر لك شيئاً تعجبت حين قرأته. بعد عرض مسلسل الجماعة حرصت على قراءة أشهر كتب الشيخ حسن البنا وهو "الرسائل"، فوجدته في موضع من الكتاب يقول عن الإسلام شيئاً لم أسمعه من أحد قبله. قال عن الإسلام: "... والحرية فرض من فرائضه".

ليست هناك تعليقات: