الخميس، 25 مايو 2017

الفرق بين إنَّ أنَّ إنْ أنْ

 
الخلاصة
 
إنَّ ناسخة في بداية الجملة+اسم : إنَّ الله حق.
أنَّ ناسخة في وسط الكلام+اسم : أعلم أنَّ الله حق .
إنْ شرطية في بداية الجملة+فعل : إن تذاكر تنجح.
أنْ مصدرية في وسط الكلام+فعل : يجب أن تذاكر.
 
 
 
الشرح والتفصيل
 
إنَّ    +    الجملة الإسمية
 
إنَّ وأنّ حرفان يفيدان التوكيد ويدخلان على الجملة الاسمية فينصبان المبتدأ ويرفعان الخبر، والفرق الأساسي بينهما هو اختلاف موقعهما في الجملة فـ"إِنّ" يُبتدأ بها الكلام مثل: إِنَّ اللهَ غفورٌ رحيم، و"أَنّ" لا يُبتدأ بها بل تأتي ضمن جملة متصلة بما قبلها مثل: أعلمُ أنّ اللهَ غفورٌ رحيم.
أ/ (إنَّ، أنَّ ) ~> لا تكون إلا ناسخة للجملة الاسمية.
مثال (إنَّ ) :
1- قول الله تعالى : { إنَّا أنزلناه في ليلة القدر} [ القدر:1]
2- إنَّ زيدًا ناجحٌ .
 
 
مواضع كسر همزة إنَّ
 
إن الله حق              في البداية
 
قال إني عبد الله        بعد الفعل قال
 
حيث إنك مجتهد     بعد كلمة    حيث
 
إذ إنك على الحق       بعد كلمة    إذ
 
والله إنك على الحق      في أول جملة جواب القسم
هناك حقيقة علمية ثابتة بالنسبة لكسر همزة { إنَّ } ذلك أنَّها تُكتب كذلك عند وقوعها في جملة الابتداء، مهما كان موقع تلك الجملة أول الكلام، أو وسطه، ويمكن حصر ذلك في الجمل التالية
أ - الجملة الابتدائية :
إنَّ العراقيين لصامدونَ

ب - جملة القول :
قال الأستاذُ : إنَّ الصدقَ سلاحُ المخلصينَ، وأضاف قوله : إنَّ خيرَ العلماءِ مَنْ انتفعَ بعلمِه الناسُ، فعقَّبَ سعيد قائلا: إنَّ مصاحبةَ عالمٍ فقيرٍ خيرٌ منها لجاهلٍ وافرِ المالِ

ج - جملة الخبر لمبتدأ هو اسم عين { ذات } :
زيدٌ إنَّه فاضلٌ

د - جملة صلة الموصول :
حضر الذين إنَّهم زينةُ الدارِ

ه - جملة الحال :
قدمتْ سلوى وإنَّها لفي أحسنِ حالٍ

و : الجملة الاستئنافية :
التواضعُ مِن أسمى الأخلاقِ، إنَّه تاج المبدعينَ، وزينةُ المؤمنينَ

ز - جملة جواب القسم :
والله، إنَّ كلمةً طيبةً لأثمرُ مِن فعلٍ خبيثٍ
وهنا يُشتَرَط أن تدخل في خبرها اللام المزحلقة

ح - الجملة المعطوفة على جملة ابتدائية :
إنَّ الحبَّ لسرٌّ من أسرارِ الكونِ، وإنَّه لمفتاحٌ للقلوبِ

ط - في الجملة المؤكدة لأخرى بالتكرار :
إنَّ الصبرَ جميلٌ، إنَّ الصبرَ جميلٌ

ك - بعد { ألا } الاستفتاحية :
{ ألاْ إنَّهمْ همُ السفهاءُ } ، ألاْ إنَّ الجاهلَّ مسكينٌ

ل - بعد فعل من أفعال القلوب وقد عُلِّقَ عنها باللام :
علمتُ إنَّه لَشاعرٌ

م : بعد { حيثُ } الظرفية التي تلازم الإضافة إلى جملة :
اجلسْ حيثُ إنً الحكماءَ يجلسونَ

ملاحظة مهمة : انفردتْ { إنَّ } دون غيرها بأن خبرها تلحقه { لام } التوكيد المفتوحة المزحلقة نحو : {إنَّ الأبرارَ لفي نعيمٍ }، إنَّ الطلابَ لحاضرونَ، وإنَّهم لمنشغلونَ، لهذا فإنَّ دخول اللام في خبرها من أسباب كسر همزتها
 
 
 
 
 
 
أنَّ    + الجملة الأسمية
 
أعلم أنَّ الله على كل شيء قدير
 أخبر محمد علي أنه ناجح
مثال (أنَّ ) :
1- قول الله تعالى : { ومن آياته أنَّك ترى الأرض خاشعة } [فصلت:39]
2- بلغني أنَّك ناجحٌ.
 
لا تقع في بداية الجملة
ولكن بعد أفعال تدل على الظن والاعتقاد والمعرفة
 
مواضح فتح همزة أنَّ
 
مواضع الفتح وجوبايتوجب فتح همزة { أنَّ } عندما يصح سبك مصدر مُؤوَّل منها ، ومن اسمها ، وخبرها ، والمقصود بالمصدر المُؤوَّل أنَّه يُفَسَّرُ بكلمة واحدة تشتق من معنى الجملة ، ويعرب هذا المصدر حسب موقعه من الإعراب كما مبين أدناه
أ - المبتدأ المُؤَخَّر:
من المعلومِ أنَّكَ صادقُ القولِ ، من المعلوم : خبر متقدم على المبتدأ ، وفُهمَ ذلك لكونه شبه جملة ، و{ أنَّ واسمها وخبرها } مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ متأخر ، والتقدير : من المعلومِ صدقُكَ

ب - الخبر :
المعلومُ أنَّكَ صادقٌ : أنَّ ومعمولاها في محل رفع خبر المبتدأ الذي جاء اسم معنى، معرفة { اسم المعنى مثل : الثابت ، المقصود ، المفهوم ، أمّا اسم الذات فمثل: زيد ، بحر }

ج - الفاعل :
أسعدَ الحضورَ أنَّ الحفلَ بهيجٌ ، المصدر المؤول من أنَّ ومعمولَيها في محل رفع فاعل

د - نائب الفاعل : سُمِعَ أنَّ المحتلِّينَ راحلونَ ، أمفهومٌ أنَّ أخاكِ قادمٌ ؟ ،
المصدر المؤول في محل رفع نائب فاعل

ه - المفعول به : سمعَ الملحنُّ أنَّ مطربا صوتُهُ جميلٌ ، المصدر المؤول من أنَّ ومعموليها في محل نصب مفعول به ، ظنَّ الأحرارُ أنَّ الغزاةَ راحلونَ ، المصدر المؤول في محل نصب، سدَّ مسد مفعولي الفعل ظنَّ المتعدي إلى مفعولينِ أصلهما مبتدأ وخبر ، أعلمَ المذيعُ المستمعينَ أنَّ الغزاةَ راحلونَ،
المصدر المؤول من أنَّ ومعموليها في محل نصب سد مسد المفعولين الثاني والثالث للفعل أعلمَ المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ثانيهما وثالثهما أصلهما مبتدأ وخبر

و - في محل جر بالحرف : شعرتُ بأنَّ طيفَكِ قد زارَني،
المصدر المؤول من أنَّ ومعموليها في محل جر بحرف الجر، الباء
ز - في موقع معطوف على مصدر صريح :
تذكّرْ نصيحَتي وأنِّي حذَّرتُكَ من أصحابِ السوءِ، أو معطوف على مصدر مؤوَّل مثله : تذكَّري أنِّي نصحتُكِ وأنِّي حذَّرتُكِ من أصحابِ السوءِ





جواز الكسر أو الفتحيجوز كلا الحالين عندما يكون الحرف ومعمولاه قابلا للتفسير بجملة فيجوز عندها الكسر، أو يقبل التأويل بمصدر فيجوز الفتح نحو

أ - بعد { إذا الفجائية } :
خرجتُ فإذا إنَّ زيدا يقابلني، خرجتُ فإذا أنَّ زيدا يقابلني

ب - في جواب القسم غير المُقترِن باللام :
لَعَمْرُكَ إنَّ أباكَ نبيلٌ، لَعَمْرُكَ أنَّ أباكَ نبيلٌ

ج - بعد فاء الجزاء الواقعة في جواب الشرط :
مَنْ يزرْني فإنَّهُ لكريمٌ، مَنْ يزرْني فأنَّهُ كريمٌ

د - إذا وقعت بعد مبتدأ هو في المعنى قول، وخبر إنَّ قول، والقائل واحد :
خيرُ القولِ إنِّي أحمدُ اللهَ، خيرُ القولِ أنَّي أحمدُ اللهَ
ففي الأولى { إني أحمد الله } جملة في محل رفع خبر المبتدأ

وفي الثانية { أنَّ ومعمولاها } مصدر مؤول في محل رفع خبر المبتدأ، أي أنه بتقدير كلمة واحدة , وليس جملة
 
 
الشرطية 

(إنْ) ~> حسب السياق تكون :
1/ شرطية جازمة .
 
1- قول الله تعالى : { وإنْ تطعْ أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ... } [ الأنعام:116] 2- إنْ تذاكرْ تنجحْ

2/ نافية غير عاملة.
3/ عاملة عمل ليس في لهجة العالية وبشروط .
4/ مهملة تفيد التوكيد لا عمل لها غالبا.
ب/ (إنْ) ~> حسب السياق تكون :
1
/ شرطية جازمة :مثل :

2/ نافية غير عاملة بمعنى (ما):
1- قول الله تعالى : { إنْ يتبعون إلا الظن وإنْ هم إلا يخرصون } { من آية 116 الأنعام]
أي: ما يتبعون إلا الظن وما هم إلا يخرصون.

• فيأتي بعد (إنْ النافية فعل أو اسم )

3/ عاملة عمل (ليس) في لهجة العالية وبشروط :
1- أن لا يتقدم خبرها على اسمها .
2- أن لا ينتقض نفيها بـ (إلا).
3- أن لا يتقدم معمول خبرها على اسمها إلا إذا كان المعمول شبه جملة .
4- تعمل (إنْ) في اسم معرفة وخبر نكرة ، مثل : إنْ الخيرُ ضائعًا بمعنى : (ليس الخير ضائعا)

4/ مهملة تفيد التوكيد لا عمل لها غالبا :
1- بعدها اسم مثل : قول الله تعالى: { وإنْ كُلٌُّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} [يس:23]
2- بعدها فعل من الأفعال الناسخة لحكم المبتدأ والخبر وهي (كان وأخواتها ، وكاد وأخواتها ، وظن وأخواتها)
مثل : قوله تعالى: {وإنْ كانت لكبيرةً ... } [البقرة:143]
• وهنا يعرب اسم (إنْ) ضمير الشأن والجملة الناسخة خبره.
 
المصدرية
 
 
(أنْ)
 
1/ مصدرية ناصبة للفعل المضارع وتكوِّن مع الفعل مصدرا مؤولا وهذا كثير مثل: قول الله تعالى : {يُرِيدُ اللهُ أن يُخَفِّفَ عنكم ... } [ النساء : 28]
 
 

1/2/ ناسخة بشروط:
1- أن يكون اسمها محذوفا ، والأغلب اعتبار هذا الاسم ضمير شأن.
2- أن يكون خبرها جملة اسمية مثل قول الله تعالى : { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمين } [يونس : 10]
3- أو أن يكون خبرها جملة فعلية إن كان فعلها جامدا أو دعاء لم تحتج لفاصل مثل قول الله تعالى :{ وَأنْ لَيْسَ لِلإنْسَانِ إلاَّ مَا سَعَى } [النجم :39]، ويجب الفصل في غيرهن بـقد مثل: قول الله تعالى :{ ونعلم أنْ قد صدقتنا } أو حرف تنفيس مثل: { عَلِمَ أنْ سَيَكُونُ} [المزمل:20] أو نفي بلا أو لن أو لم مثل { أيَحْسَبُ أنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أحَدٌ} [البلد :5] ..
 
 

 
 
 
 
 
أ
 

أدوات التوكيد العشر





1-إنَّ:
إن الله حق

نا سخة في بداية الجملة     تنصب المبتدأ وترفع الخبر



مواضع كسر همزة إن :


أ - الجملة الابتدائية :
إنَّ العراقيين لصامدونَ
ب - جملة القول : قال الأستاذُ : إنَّ الصدقَ سلاحُ المخلصينَ، وأضاف قوله : إنَّ خيرَ العلماءِ مَنْ انتفعَ بعلمِه الناسُ، فعقَّبَ سعيد قائلا: إنَّ مصاحبةَ عالمٍ فقيرٍ خيرٌ منها لجاهلٍ وافرِ المالِ
ج - جملة الخبر لمبتدأ هو اسم عين { ذات } : زيدٌ إنَّه فاضلٌ
د - جملة صلة الموصول : حضر الذين إنَّهم زينةُ الدارِ
ه - جملة الحال : قدمتْ سلوى وإنَّها لفي أحسنِ حالٍ
و : الجملة الاستئنافية : التواضعُ مِن أسمى الأخلاقِ، إنَّه تاج المبدعينَ، وزينةُ المؤمنينَ
ز - جملة جواب القسم : والله، إنَّ كلمةً طيبةً لأثمرُ مِن فعلٍ خبيثٍ


ح- بعد حيث : حيث إنك

ط- بعد ألا : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم

ك- بعد إذ: إذ إنك



2-أنَّ

اعلم أن الله حق


3- ولامُ الابتداءِ:

لمحمد خير الناس
إن محمد لخير الناس
إن في خلق السموات والأرض لآيات


4- ونونا التوكيدِ
 
وتالله لأكيدنَّ أصنامكم
 
لنسفعن بالناصية
 
 
 واللامُ التي تقع في جواب القسَم،
 
 
 5- وقد
 
 
 
6-  لقد.

>> و"نونا التوكيد" إحداهما ثقيلةٌ والأخرى خفيفةٌ.
وقد اجتمعتا في قوله تعالى {ليُسجَننْ وَليَكُوناً من الصّاغرين} .

>>~~~>> ولا يُوكّدُ بهما إلا

## فعلُ الأمر، نحو "تَعلّمَنَّ"،
## والمضارعُ المُستقبلُ الواقعُ بعدَ أداةٍ من أَدواتِ الطلبِ، ونحو "لِنجتهدَنَّ ولا نكسلَنَّ"،
## والمضارعُ الواقعُ شرطاً بعدَ "إن" المؤكّدةِ بما الزائدة، كقوله تعالى
 
7- {فإمَّا يَنزَغَنَّكَ من الشيطانِ نزغٌ فاستعِذْ باللهِ} ،
## والمضارعُ المنفيُّ بلا. كقوله {واتّقُوا فِتنةً لا تُصيبنَّ الذينَ ظَلموا منكم خاصّةً} ،
## والمُضارعُ المُثبتُ المستقبلُ الواقعُ جواباً لقسمٍ" كقوله {تاللهِ لأكيدَنَّ أصنامكم} .

وتأكيدُهُ في هذهِ الحالِ واجبٌ، وفي غيرها، ممّا تقدَّمَ، جائزٌ.



8- حروف القسم
و ب ت



>> و"لامُ القسم" هي التي تقعُ في جواب القسمِ تأكيداً له،
كقوله تعالى {تاللهِ لقد آثرَك اللهُ علينا} .
والجملةُ بعدَها جوابُ القسم

وقد يكونُ القسمُ مُقدَّراً، كقوله سبحانه {       لقد كان لكم في رسولِ الله أُسوةٌ حَسنةٌ} .

==============>>
  وتختصُّ "قد" بالفعل الماضي والمضارع المتصرِّفينِ المُثبَتينِ
ويشترَطُ في المضارع أن يَتجرَّدَ من النواصب والجوازم والسينِ وسوف.

ويُخطىءُ من يقولُ "قد لا يذهب، وقد لن يذهب".

((@))
(وقد شاع على ألسنة كثير من أدباء هذا العصر وعلمائه وأقلامهم دخول "قد" على "لا".
ولم يسلم من ذلك بعض قدماء الكتاب وعلمائهم.
((@))
وإنَّ "ربما" تقوم مقام "لا" في مثل هذا المقام،
فبدل أن يقال "قد لا يكون" مثلاً، يقال "ربما لا يكون") .
((@))
ولا يجوزُ أن يُفصَلَ بينَها وبينَ الفعل بفاصلٍ غيرِ القسم،
لأنها كالجُزءِ منه، أَمَّا بالقسم فجائزٌ، نحو "قد واللهِ فعلتُ".

=====>> وهي،
إن دخلت على الماضي أفادت تحقيقَ معناهُ.قد جاء الحق

وإن دخلت على المضارع أَفادت تقليل: قد تمطر السماء
إلا مع الله تفيد التحقيق: قد يعلم الله

نحو "قد يَصدُقُ الكذوبُ. وقد يجودُ البخيل".

وقد تُفيدُ التحقيقَ مع المضارع، إن دلَّ عليه دليلٌ،
كقوله تعالى {قد يَعلم اللهُ ما أَنتم عليه} .

ومن معانيها التّوقُّعُ، أَي تَوَقُّعُ حصولِ ما بعدها، أَي انتظارُ حصولهِ،
تقولُ "قد جاءَ الأستاذُ"، إِذا كان مجيئُهُ مُنتظراً وقريباً، وإن لم يجىء فعلاً،

وتقولُ "قد يقدُمُ الغائبُ". إذا كنتَ تَترَقّبُ قُدومَهُ وتَتوَقعُهُ قريباً.
ومن ذلك "قد قامت الصلاةُ"، لأنَّ الجماعة يَتوَقعونَ قيامَها قريباً.

[[#]]
ومنها التقريبُ، أَي تقريبُ الماضي من الحالِ،
تقولُ "قد قُمتُ بالأمر"، لِتدُل على أنَّ قيامك بهِ ليسَ ببعيدٍ من الزمانِ الذي أنتَ فيه.
ومنها الكثيرُ، نحو {قد نَرى تَقلُّبَ وَجهِك في السماءِ} .

<>[[]]<>

وتُسمَّى "قد" حرفَ تحقيقٍ، أو تقليلٍ، أو تَوقعٍ، أو تقريبٍ، أو تكثير،
حَسَبَ معناها في الجملة التي هي فيها.
 
 
 
9-إنما
 
 تفيد الحصر والقصر
إنما المؤمنون أخوة
 
10- أمَّا
 
حرف شرط وتفصيل
يقترن جوابها بالفاء
 
يجب اقتران جوابها بالفاء
 
أما كلامه فجميل وأما فعله فقبيح
 
 
 
 
 

أسلوب الأمر صيغه أغراضه إعرابه

الأمـــــــــر: وهو طلب حدوث الفعل بصيغة الإلزام والاستعلاء ويأتي بخمسة صيغ.

الصيغ :

1- فعل أمر : قم
2- لام الأمر : لتقم
3- مصدر نائب: قيامًا
4- اسم فعل أمر :( هلم - حذار- رويدك - عليكم - أمامك - صه - مه - هات - آمين- نزال - هاك - حي- بله - إليك)


أغراض الأمر :

1- النصح والإرشاد : يا بني اجتهد
2- الالتماس: يا أخي يا صديقي يا حبييبي تفوق
3- التمني : يا شمس اغربي
4- الدعاء : يا رب اغفر
5- التعجيز : فأتوا بسورة من مثله
6- الإهانة والتحقير: فغض الطرف إنك من نمير
7- الإباحة : وكلوا واشربوا
8- التهديد والوعيد: اعملوا ما شئتم
9- أخذ العبرة: انظروا إلى ثمره
10 - التخيير: فمن شاء فليبخل ومن شاء فليجد    كفاني نداكم عن جميع المطالب

إعرابه : يبنى على ما يجذم به مضارعه

قم - فعل أمر مبني على السكون
ادع : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة
اعملوا : فعل أمر مبني على حذف النون

لتعمل : فعل مضارع مجزوم بالسكون
لتسع : فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة.
لتعملوا : فعل مضارع مجزوم بحذف النون

حذار ........: اسم فعل أمر مبني على


تفصيل


1)صيغة فعل الأمر: ويأتي دائما مبني على الآتي

أ) مبني على السكون إذا اتصل بنون النسوة ( نَ ) وكان صحيح الآخر
ب) مبني على الفتح إذا اتصل بنوني التوكيد الثقيلة أو الخفيفة
ج) مبني على حذف حرف العلة إذا كان معتل الآخر بـ( الألف أو الواو أو الياء )
ء) مبني على حذف النون إذا اتصل بـ(ألف الاثنين- ياء المخاطبة - واو الجماعة)

الأمثلة// قال تعالى(يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّة)) خذْ : فعل أمر مبني على السكون( لأنه صحيح الآخر)
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ)) قمْ : فعل أمر مبني على السكون( لأنه صحيح الآخر)
قال تعالى: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ )) وَقرْنَ : فعل أمر مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة.
قال تعالى( وآتيْنَ الزكاةَ وأطعْنَ الله )) أطعن : فعل أمر مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة.

قال تعالى(أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)) القيا: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين
قال تعالى: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)) هزي: فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المخاطبة
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ)) امنوا:فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة

قال تعالى(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ )) ادعُ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة لأنه معتل الأخر
قولنا [ اتق ِ صحبت الأشرار ] اتق ِ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة لأنه معتل الأخر

* [ احرصَن على إغاثة الفقير ] احرصن : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
* [ اكتبَن الدرس ] اكتبن : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد

1
2) صيغة لام الأمر والفعل المضارع المجزوم

الأمثلة// قال تعالى(فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)) مجزوم وعلامة جزمه السكون لأنه صحيح الآخر
قولنا : لِنساعد الفقراء ولْنعمل وفق الشريعة.

قال تعالى(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً)) علامة جزمه حذف حرف العلة لأنه معتل الآخر
قال تعالى( فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً)) علامة جزمه حذف النون لاتصاله بواو الجماعة

ملاحظة1: اعلم أن لام الأمر جازمة للفعل المضارع ، وعليك التميز بين لام الأمر وبين أنواع اللام الأخرى
وهي [ لام التعليل ، اللام الفارقة ، لام الجحود ، لام التوكيد ، لام الأمر ]
الأمثلة// أذهب إلى المدرسة لأتعلم ( للتعليل )
(( ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم )) ( الجحود )
((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) ( التوكيد )
إن محمدا لمسافر ( الفارقة )
ملاحظة2: حركة لام الأمر الأصلية هي( الكسر ) ولكن عندما تسبقها حروف العطف فتصبح حركتها
( السكون) كما في الأمثلة
قال تعالى: (( ولْيطوفوا بالبيت العتيق )) حركتها السكون لأنها مسبوقة بحرف عطف
قولنا : لِنقولَ الحقَ حركتها الكسر لأنها لم تسبق بحرف عطف
************************************************** **************
3) المصدر النائب عن فعل الأمر المحذوف وجوبا: نحو الأمثلة الآتية
قال تعالى( وبالوالدين إحسانا)) التقدير ( أحسن إحسانا )
قال الشاعر: عطفا أمير المؤمنين فأن لي قلبا يهيم بحبكم يختار
التقدير( اعطف عطفا)
قال الشاعر: فيا قلب صبرا إن جزعت فربما جرت سنحا طير الحوادث باليمن
التقدير(اصبر صبرا) 2
قال الشاعر: فقالت عد فقلت لها رويدا مكانك أنني ثبت الجنان
التقدير ( ارود رويدا )
ملاحظة1: المصادر أعلاه تعرب [ مفعول مطلق لفعل محذوف وجوبا منصوب وعلامة نصبه الفتحة ]
ملاحظة2: المصدر( المفعول المطلق) قد لا يظهر عليه التنوين وذلك إذا أضيفه إلى اسم بعده. نحو
( غفرانك ربنا واليك المصير) التقدير( اغفر غفرانك )
************************************************** **************
4)صيغة اسم المصدر النائب عن فعل الأمر المحذوف وجوبا
ملاحظة1: المصدر [ هو ما يشارك فعله في معناه ، وحروفه موجودة في الفعل بدون نقصان ]
ملاحظة2: اسم المصدر [ هو ما شارك فعله في معناه ، وخالفه بخلوه عن بعض حروفه ]


الفعل
المصدر
اسم المصدر
اغتسل
اغتسالا
غسلا
تمهل
تمهلا
مهلا
توضأ
توضؤا
وضوءا
تكلم
تكليما
كلاما


الأمثلة// يقولون مهلا يا جميل وإنني لأقسم ما بي عن بثينة من مهل
التقدير( تمهل مهلا )
مهلا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو اسم مصدر للفعل ( تمهل )
************************************************** ****************
5)صيغة اسم فعل الأمر: ويكون على ثلاثة أنواع هي.
أ)القياسي: وهو المأخوذ على وزن( فعال) من الفعل الثلاثي التام والمتصرف.
الأمثلة// الفعل اسم فعل الأمر معناه
سمع سماع اسمع
نزل نزال انزل
حذر حذار احذر 3
مثال // قال الشاعر : هي الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار من بطشي ومن فتكي
[ حذار الثانية تعرب توكيد لفظي ]
* نزال عن الفرس * سماع النصيحة * حذار النار

ملاحظة: إعرابه يكون [ اسم فعل أمر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب .]
************************************************** ********************
ب) السماعي: وهو ما سمع عن العرب بهذا الشكل والاستعمال.


اسم فعل الأمر في جملة
معناه من فعل الأمر
صه إذا قرأ القرآن
اسكت
آمين رب العالمين
أستجب
هاك الكتاب
خذ
حي على الصلاة
اقبل
هلم إلى العمل
تعال
أيه في طلب المغفرة
زد أو استمر
هات مما عندك للفقراء
أعط
هاؤم العلم
خذ
هاء الحكمة
خذ
هيت لك
تعال أو أسرع
حيهل يا زيد
اقبل
هيا إلى المدرسة
أسرع


الأمثلة// قال تعالى( وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا)) قال تعالى: (( وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ))
قال تعالى( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ ))
ملاحظة// هاؤم: اسم فعل أمر مبني والفاعل ضمير مستتر تقديره انتم . 4
ج) المأخوذ من الجار والمجرور أو الظرف: وهو اسم فعل الأمر مأخوذ من الجار والمجرور أو الظرف
ليعطي معنى الأمر.

اسم فعل الأمر
معناه
أمامك أيها المقاتل
تقدم
عليك الحق
ألزم
وراءك
تأخر
مكانك أيها الجندي
اثبت
دونك الكتاب
خذ
إليك عني
ابتعد
إليَّ
اقبل
رويدك
تمهل
إليك الكتاب
خذ
بله الشر
اتركه
رويد أخاك
أمهله


ملاحظة 1 : ( رويد ) اسم فعل أمر إذا 1) اتصل بضمير مثل // رويدك أيها القاضي.
2) جاء بعده اسم منصوب مثل// رويد زيدا ً
وهنا نقول ( رويدك – رويد ) أسلوب أمر بصيغة اسم فعل الأمر

ملاحظة 2 // ( رويد ) إذا كانت منونة فهي مصدر وليس اسم فعل أمر.
مثل// قال الشاعر: فقالت عد فقلت لها رويداً مكانك إنني ثبت الجنان
نقول ( رويداً ) أسلوب أمر بصيغة المصدر النائب عن فعل الأمر

سؤال// حول ( رويداً ) في البيت السابق إلى صيغة اسم فعل الأمر ؟
الجواب // نقول: رويدك ( فتصبح اسم فعل أمر). 5
ملاحظة3: إذا لم ينقل الجار والمجرور والظرف إلى معنى اسم فعل الأمر فلا يعتبر اسم فعل أمر بل يبقى على
وضعه الأصلي وذلك حين يتعذر وضع فعل أمر من معناه بدله واليك الأمثلة .

* قال الشاعر: تقدم أيها العربي شوطاً فان أمامك العيش الرغيدا . ( شبه جملة خبر إن مقدم )
* قولنا : أمامكم فان الحياة عقيدة وجهاد ( اسم فعل أمر بمعنى تقدموا )
* قولنا : عليكم مستقبلكم أيها الشباب [ اسم فعل أمر بمعنى ( ألزموا) ]
* قولنا : عليكم أيها الشباب مهمة صعبة [ شبه جملة جار ومجرور ]

************************************************** ***********

أغراض الأمر
1)الحقيقي: وهو الأمر الصادر من الأعلى إلى الأسفل وفيه استعلاء.
نحو ((كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ))

2)المجازي: وهوان يخرج الأمر من معناه الحقيقي إلى معان أخرى هي

أ ) التماس: وهو الأمر الصادر من جهتين متساويتين . نحو
قال الشاعر: عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
قال الشاعر: بلغوها إذا أتيتم حماها إني متُّ في الغرام فداها

ب) الدعاء: وهو الأمر الصادر من الأدنى إلى الأعلى. نحو
قال تعالى: ((قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي))

ج) التمني: وهو الأمر الصادر إلى غير العاقل. نحو
قال الشاعر: أ عيناي جودا ولا تجمدا ألا تبكيان لصخر الندى

المصدر الصناعي

المصدر الصناعي
إن كان الاسم المنتهي بالياء المشددة والتاء المربوطة صفة أو نعتا فهو:اسم منسوب ،وإلا فهو مصدر صناعي ،مثال ذلك:
المنتوجات الوطنية أفضل من المستوردة  (اسم منسوب إلى الوطن لأنها وقعت نعت).
الوطنية شعور نبيل                          (مصدر صناعي وتعرب مبتدأ ...........).
 
عرض الأمثلة :
 
1 ـ الوطنيَّة هي حب الوطن والتضحية من أجل خدمته والدفاع عن مصالحه .
2 ـ الأفضليَّة في الإمامة لمن يحفظ القرآن .
3 ـ غدا,عندي مأموريَّة هامة .
4 ـ هل عندك قابليَّة للحفظ ؟
5 ـ الاشتراكيَّة مذهب اقتصادي .
6 ـ أناقشك من مرجعيَّة دينية .
 
القاعدة:
تعريف المصدر الصناعي :
المصدر الصناعي هو مصدر يصاغ بزيادة ياء مشددة وتاء مربوطة للدلالة على الخصائص الموجودة في الاسم الذي أخذ منه.مثال:الإنسانية,القومية,الإنتاجية...
مم يصاغ المصدر الصناعي :
يصاغ المصدر الصناعي من :
1ـ الاسم الجامد : إنسان ـ إنسانيَّة
2ـ اسم الفاعل : جاهل ـ جاهليَّة
3ـ اسم المفعول : موضوع ـ موضوعيَّة
4ـ المصدر الأصلي : نفع ـ نفعيَّة
5ـ المصدر الميمي : مصدرـ مصدريَّة
6ـ اسم التفضيل : أسبق ـ أسبقيَّة
7ـ الصفة المشبهة:حميم ـ حميميَّة
 
ملاحظة:قد يلتبس على الكثير من الناس بين النعت والمصدر الصناعي
مثلا:
الروح الوطنية غابت عن اللقاء. (الوطنية اسم منسوب فهو نعت)
الوطنية هي حب الوطن والتضحية من أجله (الوطنية مصدر صناعي فهومبتدأ وليس نعتا )
المصدر الصناعي يعرب حسب موقعه في الجملة وهو لايعرب نعتا
 
عرفت العربية هذا المصدر في وقت مبكر، فقد جاء لفظ (الجاهلية) في قوله صلى الله عليه وسلم "لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ أَوْ شَقَّ الْجُيُوبَ أَوْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ"
(صحيح مسلم، 1: 69). ويصف الرضي هذا المصدر بقوله "فإنّ ياء النسب إذا لحقت آخر الاسم وبعدها التاء أفادت معنى المصدر، نحو: الفَرَسيّة، والضاربيّة والمضروبيّة (شرح الكافية للرضي، 4: 341)، وتوسعت العربية في استعماله للتعبير عن القضايا الفكرية ووضع المصطلحات لها، فولّدت المصدر من أسماء وضمائر وظروف وحروف، ومن ذلك (الكميَّة) التي ولِّدت من (كم) و(الحيثيَّة) من (حيث) ".
 
 ومثل هذا (الشعوبية، والبشرية، والإنسانية، والنوعيَّة، والهُوِيَّة، والشخصيَّة، والغيريَّة، والقَبْليَّة، والبعديَّة، والمِثاليَّة، والمادِّيَّة والواقعيَّة، والوجوديَّة، والعلمانية، والعالِميّة، والشيوعيّة، والاشتراكية) ومن ذلك المعرَّب كـ(الديمقراطية، والأرستقراطية، والإمبريالية، والدكتاتورية، والبرقماتية).

ولما كان الناس مولعين بكل جديد وغريب أسرفوا على أنفسهم في استعمال هذا المصدر استعمال المصدر العام أو الاسم الذي هو الأصل في الاستعمال، ولعل دلالة المصدر الصناعي الوظيفية غائبة عنهم؛ فهم لا يدركون أنهم باستعمالهم المصدر الصناعي يعبرون عن معنى فكري أو مذهبي، ويتبين الخلل في استعراض أمثلة من استعمالاتهم التي نجدها في الصحف والمواقع العنكبية، بل نصادفها في الرسائل العلمية لمتخصصين في النحو والصرف واللغة،
 
 ومن أمثلة ذلك ما جاء في صحيفة (الرياض 1/ 12/ 1429ﻫ ع 14768) وهو العنوان:"أغلبية الحوادث المنزلية ناتجة من سوء استخدام الأجهزة الكهربائية"، وهو يريد (أغلب)، وثمّ فرق واضح بين (أغلب) و(الأغلبية)؛ لأن الأغلبية فكرة ذهنية كما في قولنا: بعض الأحكام تبنى على الأغلبية. ومن ذلك ما جاء في (القدس الثلاثاء 11 نيسان 2011م) وهو العنوان: "استطلاع: أكثرية الإسرائيليين يؤيدون استئناف الاستيطان بعد انتهاء قرار التجميد"، وهو يريد: أكثر الإسرائيليين. وجاء في الموقع http://www.banimalk.net/vb/banimalk135969/العنوان: (الإيراني يسحق الإماراتي بثلاثية ... ويتصدر المجموعة بكل أريحية)، وهو يريد بكل راحة، وفرق بين الراحة والأريحية، فهي ما ينال الشخص من نشاط وبهجة يستقبل بها ضيفه فهي علامة كرم وطيب خاطر، وجاء في الموقع http://www.mkgedu.gov.sa/vb/showthread.php?p=48004 العنوان: "للمعلومية إقرأ هذا"، وهو يريد: للعلم، وجاء في الموقع http://forum.roro44.com/177481.html العنوان: "(صوتك) نبغى ننهي الإشكالية بين الشاب والفتاة (الآن)"، وهو يريد: الإشكال. قال المتنبي:
وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعلا***مُضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع النّدى
 
 
 

الأربعاء، 24 مايو 2017

المرقصات و المطربات لابن سعد الأندلسي


قصص الامتاع والمؤانسة للتسلية ولا تسأل عن مصدرها وراويها بها حبكة القصة والشعر وأفعال الحواس والحركة والتسلية
ليس بذى واهنة ولا نسا ... نشأ بلحم وخبز ما إشترى
حتى شتا ينتج ذفراه اندى ... خاظى البضيع لحمه خظا بظا
كأنما جمع من لحم الخصى ... إذا تمطى بين برديه صأى
كأن عرق ... إذا ودى ... حبل عجوز ضفرت سبع قوى
يمشي على قوائم خمس زكا ... يرفع وسطاهن من برد الندى
قالت متى كنت أبا الخير متى ... قال حديثاً لن يغيرني البلى
ولم أفارق خلة لي عن قلى ... فأنتسقت فيشته ذات الشوى
كأن في أجلادها سبع كلى ... ما زال عنها بالحديث والمنى
والخلق السفساف يردى في الردى ... قال ألا ترينه قالت أرى
قال ألا أدخله قالت بلى ... فشال فيها مثل محرات الفضا
يقول لما غاب فيها وأسنوى ... لمثلها كنت أحيك الحسا
وكان من خبر سجاح ودإعائها النبوة وتزويج مسيلمة الكذّاب إياها ما أخبرنا به إبراهيم إبن النسوي يحيى عن أبيه ن شعيب عن سيف أن سجاح التميمية إدعت النبوة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجتمعت عليها بنو تميم فكان فيما إدعت أنه أنزل عليها يا أيها المؤمنون المتقون لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكنّ قريشاً قوم يبغون.
وأجتمعت بنو تميم كلها إليها لتنصرها وكان فيهم الأحف بن قيس وحارثة بن بدر وجوه تميم كلها وكان مؤذنها شبيب بن ربعي الرياحي فعمدت في جيشها إلى مسيلمة الكذاب وهو اليمامة وقالت: يا عشر تميم، أقصدوا اليمامة فاضربوا فيها كل هامة وأضرموا فيها نار مهلهلة حتى تتركوها سوداء كالحمامة.
وقالت لبني تميم: إن الله لم يجعل هذا الأمر في ربيعة وإنما جعله في مضر، فأقصدوا هذا الجمع فإذا فضضتموه كررتم على قريش.
فسارت في قومها وهم الدهم الداهم، وبلغ مسيلمة خبرها فضاق بها ذرعاً وتحصن في حجر حصن اليمامة وجاءت في جيوشها فأحاطت به، فأرسل إلى وجوه قومه وقال: ما ترون، قالوا: نرى أن نسلم هذا الأمر إليها وتدعنا فإن لم نفعل فهو البوار، وكان مسيلمة ذا دهاء فقال: سأنظر في هذا الأمر، ثم بعث إليها: إن الله تبارك وتعالى أنزل عليكِ وحياً وأنزل عليّ، فهلمي نجتمع فنتدارس ما أنول الله علينا فمن عف الحق تبعه وأجتمعنا فأكلنا العرب أكلاً بقومي وقومك، فبعث إليه إفعل، فأمر بقبة أدم فضربت وأمر بالعود المندلي فسجر فيها وقال: أكثروا من الطيب والمجر فإن المرأة شمت رائحة الطيب ذكرت الباه، ففعلوا ذلك، وجاءها رسوله يخبرها بأمر القبة المضروبة للإجتماع فأتته، فقالت: هات ما أنزل عليك فقال: ألم ترِ كيف فعل بك بالحبلى أخرج منها نطفة تسعى بين صفاق وحشي من بين ذكر وأنثى وأموات وأحياء ثم إلى ربهم يون المنتهى، قالت وماذا، قال: ألم ترِ أن الله خلقنا أفواجاً وجعل النساء لنا أزواجاً فنولج فيهن الغراميل إبلاجاً ونخرجها منهن إذا شئنا إخراجاً قالت: فبأي شيء أمرك.
قال:
ألا قومي إلي... ... فقد هيء لك المضجع
فإن شئتى ففي البيت ... وإن شئت ففي المخدع
وإن شئتي سلقناك ... وإن شئتي على أربع
وإن شئتي بثلثيه ... وإن شئت به أجمع
قال: فقالت لا إلا به أجمع، قال فقال كذا أوحى الله إليَّ فواقعها، فلما قام عنها قالت إن مثلي لا يجري أمرها هكذا فيكون وصمة على قومي وعليّ، ولكني مسلمة النبوة فأخطبني إلى أوليائي يزوجوك ثم أقود تميماً معك.
فخرج وخرجت معه، فأجتمع الحيان من حنيفة وتميم فقالت لهم سجاح أنه قرأ عليَّ ما أنزل عليه فوجدته حقاً فأتبعته. ثم خطبها زوجوه إياها، وسألوه عن المهر فقال: قد وضعت عنكم صلاة العصر فبنو تميم إلى الآن بالرمل لا يصلونها ويقولون هذا حق لنا ومهر كريمة من لا نده.
قال: وقال شاعر من بني تميم يذكر أمر سجاح في كلمة له:
أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الله ذكرانا
من كتاب:المرقصات و المطربات لابن سعد الأندلسي

الأحد، 24 أبريل 2016

المحسنات البديعية 52 مصطلح


مقدمة في تعريف علم البديع
(البديع) لغة: هو من بَدَع وأبدع، أي: أوجده لا على مثال سابق.
واصطلاحاً: هو علم يعرف به وجوه تحسين الكلام.
والمحسنات على قسمين:
1 ـ معنوية.
2 ـ لفظية.
ولنذكرهما في فصلين:
الفصل الأول: المحسنات المعنوية.
الفصل الثاني: المحسنات اللّفظية.
المحسنات المعنوية
1-التورية
التورية، وتسمّى ايهاماً وتخييلاً أيضاً، وهي أن يكون للّفظ معنيان: قريب وبعيد، فيذكره المتكلّم ويريد به المعنى البعيد، الذي هو خلاف الظاهر، ويأتي بقرينة لا يفهمها السامع غير الفطن، فيتوهّم انّه أراد المعنى القريب، نحو قوله تعالى: (وهو الّذي يتوفّاكم باللّيل ويعلم ما جرحتم بالنهار)(1) أراد من (جرحتم): ارتكاب الذنوب، وكقوله:
أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق          ومن العجائب لفظها حرّ ومعناها رقيق
فللرقيق معنيان: قريب وهو العبد. وبعيد: وهو من الرقة، والشاعر أراد الثاني، لكن الظاهر من مقابلته للحرّ إرادة العبد.
2-الاستخدام
الإستخدام: وهو أن يكون للّفظ معنيان فيطلقه المتكلّم ويريد به أحد المعنيين، ثم يذكر ضميره ويريد به المعنى الآخر، نحو قوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)(2) أراد بالشهر أوّلاً: الهلال، ثمّ أعاد الضمير عليه وهو يريد أيّام الشهر المبارك، وكقوله:
إذا نزل السماء بأرض قوم ق          رعينـــاه وإن كـــانوا غضابا
أراد بالسماء: المطر، وبضميره في (رعيناه) النبات.
3-الاستطراد
الإستطراد: وهو أن يشرع المتكلّم في موضوع، ثم يخرج منه قبل تمامه إلى موضوع آخر، ثم يرجع إلى موضوعه الأول، كقوله:
وانّا لقوم لا نرى القتل سبّة ق          إذا ما رأته عامر وسلول
يقرّب حبّ الموت آجالنا لنـا ق          وتـــكرهه آجالهم فتـطول
أراد مدح قومه، ثم خرج قبل تمام كلامه إلى ذم عامر وسلول، ثم رجع في الشطر الثالث إلى ما بدأ به في الشطر الأول.
4-الافتنان
الإفتنان: وهو الجمع بين فنّين من الكلام، كالمدح والذم، والتهنئة والتعزية، والغَزَل والحماسة، وأمثالها، كقوله: (عينه كالذئب لكن سنّه كالاقحوان... ).
وقوله: (فقلبي ضاحك والعين تبكي...).
وقوله:
فوددت تقبيل السيوف لأنها ق          لمعت كبارق ثغرك المتبسم
5-الطباق
الطباق: ويسمّى بالمطابقة وبالتطبيق وبالتطابق وبالتكافؤ وبالتضاد أيضاً، وهو: الجمع بين لفظين متقابلين في المعنى، ويكون على قسمين:
1 ـ طباق الايجاب: وهو ما لم يختلف فيه اللّفظان المتقابلان ايجاباً وسلباً، نحو قوله تعالى: (وانّه هو أضحك وأبكي)(3) وقوله سبحانه: (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء)(4).
2 ـ طباق السلب: وهو ما اختلف فيه اللفظان المتقابلان ايجاباً وسلباً فمثبت مرّة ومنفي اُخرى، نحو قوله تعالى: (فلا تخشون الناس واخشون)(5) وقوله سبحانه: (هل يستوي الّذي يعلمون والّذين لا يعلمون)(6).
6-المقابلة
المقابلة: وهي أن يؤتى بمعنيين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بمقابلها على الترتيب، قال تعالى: (فأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى فسنُيسِّرهُ لليُسرى وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسّره للعسرى)(7) ونحو قوله:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ق          واقبـــح الكفــــرَ والإفلاس بالرجل
7-مراعاة النظير
مراعاة النظير: وتسمّى بالتوافق والإئتلاف والتناسب أيضاً وهو: الجمع بين أمرين أو أمور متناسبة، كقوله تعالى: (اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانو مهتدين)(8).
ومنها: ما بني على المناسبة في (المعنى) وذلك بأن يختم الكلام بما بدأ به من حيث المعنى، كقوله تعالى: (لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللّطيف الخبير)(9). فاللطيف يناسب عدم ادراك الابصار، والخبير يناسب ادراكه للأبصار.
ومنها: ما بني على المناسبة في (اللفظ) وذلك بأن يؤتى بلفظ يناسب معناه أحد الطرفين ولفظه الطرف الآخر، كقوله تعالى: (الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان)(10) فالنجم لفظه يناسب الشمس والقمر، ومعناه - وهو النبات الذي لا ساق له ـ يناسب الشجر.
الإرصاد
الإرصاد، ويسمّى التسهيم أيضاً وهو: أن يذكر قبل تمام الكلام - شعراً كان أو نثرا ـ ما يدل عليه إذا عُرف الرويّ، كقوله تعالى: (وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)(11) فإنّ (يظلمون) معلوم من السياق، وكقول الشاعر:
احلّت دمي من غير جرم وحرّمت ق          بــلا سبب عـــند اللقاء كلامي
فـــليس الــــذي حـــلّلته بمــــحلّل ق          ولـــيس الــذي حــرَّمته بحرام
فإن (بحرام) معلوم من السياق.
أو يدل عليه بلا حاجة إلى معرفة الرويّ، نحو قوله تعالى: (ولكلّ أمّة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)(12).
الإدماج
الإدماج: وهو أن يدمج في كلام سيق لمعنى، معنى آخر غير مصرّح به، كقوله:
وليل طويل لم أنم فيه لحظة ق          أعد ذنوب الدهر وهو مديد
فإنه أدمج تعداد ذنوب الدهر بين ما قصده من طول الليل.
المذهب الكلامي
المذهب الكلامي: وهو أن يؤتى لصحة الكلام بدليل مسلّم عند المخاطب، وذلك بترتيب المقدمات المستلزمات للمطلوب كقوله تعالى: (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم)(13) فإن المسلّم عند منكر البعث ان اعادة الموتى أهون من خلق السماوات والارض، ولذا جعله تعالى دليلاً على البعث. 
 
8-حسن التعليل
حسن التعليل: وهو أن يأتي البليغ بعلة طريفة لمعلول علّته شيء آخر، كقوله:
مـا بـه قتلُ أعاديه ولـكن ق          يتقي إخلاف ما ترجو الذئابُ
فإنه أنكر كون قتل أعاديه للغلبة وقطع جذور الفساد، وادعى له سبباً آخر، وهو: أن لا يخلف رجاء الذئاب التي تطمع في شبع بطونها.
9-التجريد
التجريد: وهو أن ينتزع المتكلّم من أمر ذي صفة أمراً آخر مثله في تلك الصفة، وذلك لأجل المبالغة في كمالها في ذي الصفة المنتزع منه، حتى كأنه قد صار منها، بحيث يمكن أن ينتزع منه موصوف آخر، وهو على أقسام:
1 ـ أن يكون بواسطة (الباء التجريدية) نحو: (شربت بمائها عسلاً مصفّى...). فكأن حلاوة ماء تلك العين الموصوفة وصلت إلى حدّ يمكن انتزاع العسل منها حين الشرب.
2 ـ أن يكون بواسطة (من التجريدية) كقوله:
لي منك أعداء ومنه أحبة ق          تـــالله أيّكمــــا إلـــيّ حبيب
فكأنه بلغ المخاطب إلى حدّ من العداوة يمكن أن ينتزع منه أعداء، وكذلك بلغ غيره من المحبّة بحيث ينتزع منه أحبة.
3 ـ أن لا يكون بواسطة، كقوله: (وسألت بحراً إذ سألته) جرّد منه بحراً من العلم، حتى أنه سأل البحر المنتزع منه إذ سأله.
4 ـ أن يكون بطريق الكناية، كقوله: (... ولا يشرب كأساً بكف من بخلا) أي: أنه يشربها بكفّ الجواد، جرّد منه جواداً يشرب هو بكفّه، وحيث أنّه لا يشرب إلاّ بكف نفسه، فهو إذن ذلك الكريم.
5 ـ أن يكون المخاطب هو نفسه، كقوله:
لا خيل عـندك تـهديها ولا مـال ق          فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
فإنّه انتزع وجرّد من نفسه شخصاً آخر وخاطبه فسمي لذلك تجريداً، وهو كثير في كلام الشعراء.
10-المشاكلة
المشاكلة: وهي أن يستعير المتكلّم لشيء لفظاً لايصح اطلاقه على المستعار له إلاّ مجازاً، وانما يستعير له هذا اللفظ لوقوعه في سياق ما يصح له، كما في الدعاء: (غيِّر سوء حالنا بحسن حالك)(14) فإن الله تعالى لا حال له، وانما استعير له الحال بمناسبة سياق (حالنا) وكقوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)(15) فإن الله تعالى لا نفس له، وإنما عبّر بها للمشاكلة، وكقوله:
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه ق          قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً
أي: خيّطوا لي جبّة وقميصاً، فأبدل الخياطة بلفظ الطبخ لوقوعها في سياق طبخ الطعام.
 
11-المزاوجة
المزاوج: وهي المشابهة وذلك بأن يزاوج المتكلّم ويشابه بين أمرين في الشرط والجزاء، فيرتب على كل منهما مثل ما رتب على الآخر، كقوله:
إذا قــال قولاً فأكّد فيه ق          تجانبت عنه وأكّدت فيه
رتب التأكيد على كل من قول المتكلّم وتجانب السامع.
12-الطي والنشر
الطي والنشر، ويسمّى اللّف والنشر أيضاً، وهو: أن يذكر أموراً متعددة، ثم يذكر ما لكل واحد منها من الصفات المسوق لها الكلام، من غير تعيين، اعتماداً على ذهن السامع في إرجاع كل صفة إلى موصوفها، وهو على قسمين:
1 ـ أن يكون النشر فيه على ترتيب الطي، ويسمّى باللّف والنشر المرتّب كقوله:
آرائهم ووجــوهم وسيوفهم ق          في الحادثات إذا دجون نــجوم
منها معالـم للهدى ومصابح ق          تجلو الدجى والأخريات رجـوم
فالآراء معالم للهدى، والوجوه مصابح للدجى، والسيوف رجوم.
2 ـ أن يكون النشر فيه على خلاف ترتيب الطي، ويسمّى باللّف والنشر المشوّش، نحو قوله تعالى: (فمحونا آية اللّيل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربّكم ولتعلموا عدد السنين والحساب)(16) فابتغاء الفضل في النهار وهو الثاني، والعلم بالحساب لوجود القمر في اللّيل وهو الأول، فكان على خلاف الترتيب.
الجمع
الجمع: وهو أن يجمع المتكلّم بين أمرين أو أكثر في حكم واحد، كقوله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)(17) وقوله سبحانه: (إنَّما الخمرُ والميسرُ ولأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه)(18)، وكقوله:
انّ الشباب والفراغ والجده ق          مفسدة للـمرء أيَّ مــفسدة
13-التفريق
التفريق: وهو أن يفرق بين أمرين من نوع واحد في الحكم، كقوله تعالى: (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اُجاج)(19). 
14-التقسيم
التقسيم: وهو أن يأتي بمتعدّد ثم يحكم على كل واحد منها بحكم، كقوله تعالى: (كذَّبتْ ثمود وعاد بالقارعة فأمّا ثمود فاُهلكوا بالطاغية وأما عاد فاُهلكوا بريح صرصر عاتية)(20).
وقد يطلق التقسيم على أمرين آخرين:
1 ـ على استيفاء أقسام الشيء، كقوله تعالى: (يهب لمن يشاء اُناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوّجهم ذكراناً واناثاً ويجعل من يشاء عقيماً)(21) فإنّ الامر لا يخلو من هذه الاقسام الأربعة.
2 ـ على استيفاء خصوصيات حال الشيء، كقوله تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)(22).
15-الجمع والتفريق
الجمع والتفريق وهو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد، ثم يفرق بينهما في ما يختص بكل واحد منهما، كقوله:
قلب الحبيب وصخر الصم من حجر ق          لكـن ذا نابع والقلـــب مغلوف
16-الجمع والتقسيم
الجمع والتقسيم: وهو أن يجمع بين متعّدد ثم يقسّم ما جمع، أو يقسم أولاً ثم يجمع، فالأول كقوله:
حتـى أقـام على أرباض خرشنة ق          تشقى به الروم والصلبان والـبيع
للرق مـا نسلوا والقتل ما ولدوا ق          والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
والثاني كقوله:
قوم إذا حـاربوا ضروا عدوهم ق          أو حاولوا النفع في أشياعهم نفـعوا
سجية تلك فـيهم غير محدثة ق          انّ الخلائق فاعلم شرّهــا الـــبدعُ
17-الجمع مع التفريق والتقسيم
الجمع مع التفريق والتقسيم: وهو أن يجمع بين أمرين في شيء واحد ثمّ يفرّق بينهما بما يخصّ كلّ منهما ثمّ يقسّم ما جمع، نحو قوله تعالى: (يوم يأتي لاتكلّم نفس إلاّ بإذنه فمنهم شقيّ وسعيد، فأمّا الّذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السماوات والارض إلاّ ما شاء ربّك انّ ربك فعّال لما يريد، وأمّا الّذين سُعدوا ففي الجنّة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلاّ ما شاء ربّك عطاءاً غير مجذوذ)(23) جمع الانفس في عدم التكلّم ثمّ فرّق بينها بأن بعضها شقيّ وبعضها سعيد، ثم قسّم الشقي والسعيد إلى ما لهم هناك في الآخرة من الثواب والعقاب.
18-المبالغة
المبالغة: وهي الإفراط في الشيء، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ التبليغ، وهو أن يكون الإدعاء ممكناً عقلاً وعادة، كقوله:
جــاء رجــال البلد ق          مــليكمـــهم كــالفرقـــــــد
فإن مجيْ جميع رجال البلد ممكن عقلاً وعادة.
أباد عسكرنا ما دب أو درجـــا ق          في أرض نجد وما فرد لهم برجا
فإن الإبادة ممكنة عقلاً، مستحيلة عادة.
2 ـ الغلو، وهو أن يكون الإدعاء مستحيلاً عقلاً وعادة، كقول الغالي:
ان الوصــي هـو الإله وأنما ق          آياتــه احياء عظـــم رمــيم
فإن الوهية علي (عليه السلام) مستحيلة عقلاً وعادة.
19-المغايرة
المغايرة: وهي ـ أن، يمدح المتكلّم شيئاً ثم يذمّه، أو بالعكس، كقوله:
جـــزى الله الــحوادث منجيات ق          وأخـــزاها حــــوادث مـــاحــقات
فإن الحادثة قد ترفع الشخص وقد تضعه.
20-تأكيد المدح
تأكيد المدح بما يشبه الذمّ، وهو على ثلاثة أقسام:
1 ـ أن يأتي بمستــثـــنـــى فيه معنى المــــدح معمولاً لفعل فيـــه معنى الذمّ، نحو قوله تعالى: (وما تنقم منّا إلاّ أن آمنّا بأيات ربنا)(24).
2 ـ أن يستثني صفة مدح من صفة ذمّ منفية عن الشيء، نحو قوله:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ق          بــهنّ فلول من قـراع الكـــتائب
3 ـ أن يثبت صفة مدح لشيء ثمّ يأتي بعدها بأداة استثناء أو استدراك يعقبها بصفة مدح اُخرى، نحو قوله:
فتى كملت أوصـافه غيـــر أنّه ق          جواد فما يبقى مــن المال باقياً
ونحو قوله في مثال الإستدراك:
وجوه كاظهار الـرياض نضارة ق          ولكنها يــوم الهيـاج صخــور
21-تأكيد الذمّ
تأكيد الذم بما يشبه المدح، وهو على قسمين:
1 ـ أن يثبت صفة ذمّ لشيء ثمّ يأتي بعدها بأداة استثناء أو استدراك يعقبها بصفة ذمّ اُخرى كقوله: (كله ذم سوى أنّ محياه قبيح(.
2 ـ أن يستثني صفة ذمّ من صفة مدح منفية عن الشيء، كقوله:
خلا مـن الفضل غـر أنّي ق          أراه فــي الحُمـــق لا يجــارى 
22-التوجيه
التوجيه: وهو أن يؤتى بكلام يحتمل أمرين متضادين كالذمّ والمدح، والدعاء له وعليه، كقوله - في خيّاط اسمه عمرو، وكان أعور -:
خــاط لــي عمـرو قبــاءأً ق          لـيــت عينيه ســـواء
قلت شعــراً لــيس يدري ق          أمــديــح أم هجــاء
والفرق بين التوجيه والتورية: أن التورية لا تكون إلا فيما له معنيان بأصل الوضع، بخلاف التوجيه.
23-نفي الشيء بإيجابه
نفي الشيء بإيجابه: وهو أن ينفعي شيئاً عن شخص فيوهم اثباته له في الجملة، نحو قوله تعالى: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)(25).
وكقوله للخليفة:
لم يُشغَلَنْك عن الجهاد مكاسب ق          تــــرجو ولا لــــهو ولا أولاد
فإنه يوهم اشغال المكسب له في الجملة- كما في الأولاد-مع أنه لا كسب للخليفة.
24-القول بالموجب
القول بالموجب: وهو أن يحمل كلام الغير على خلاف مراده، كقوله:
وقــــالوا قد صفت مـــنّا قلوب ق          لـقد صدقوا ولكن عن ودادي
فإنهم أرادوا الخلوص له، فحمله الشاعر على الخلوّ من وداده.
25-ائتلاف اللّفظ والمعنى
ائتلاف اللفظ والمعنى: وهو أن يُختار للمعنى المقصود ألفاظ تؤديه بكمال الوضوح، كقوله ـ في الذمّ ـ:
ولو أن برغوثاً على ظهر قملــة ق          تكرّ علــى صفيّ تميم لـولّت
وكقوله في المدح:
اذا ما غضبنا غضبة مضرية ق          هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما
25-التفريع
التفريع: وهو جعل الشيء فرعاً لغيره وذلك بأن يُثبت لمتعلّق أمر حكماً بعد أن يُشتبه لمتعلّق آخر على نحو يُشعر بالتفريع، كقوله:
طبّــه يــنفي الـمرض ق          فقهــه ينفــي البــدع
فله الله طبيباً وفقيهاً متّبع
26-الاستتباع
الإستتباع: وهو الوصف بأمر على وجه يستتبع الوصف بأمر آخر، مدحاً أو ذماً، مدحاً كقوله:
سمح البديهة لـيس يــمسك لفظه ق          فـكأنما ألفاظه من ماله
وذمّاً، كقوله ـ في قاضٍ ردّ شهادته برؤية هلال شوال ـ:
أترى القاضي أعمــى ق          أم تــراه يتعامــى
سرق العيـد كــأنّ الـــ ق          عـــيد أمـوال اليتــامــــى
27-السلب والإيجاب
السلب والإيجاب: وهو أن يسلب صفة مدح أو ذم عن الجميع ليثبتها لمن قصد، فالمدح كقوله:
كــل شخص لقـيت فيــه هنـات ق          غير سلمى فخلقها من فضائل
والذم، كقوله: (لا أرى في واحد ما فيه من جمع الرذائل).
ويسمّى السلب والإيجاب: الرجوع أيضاً بمعنى العود على الكلام السابق بالنقض لنكتة، كقوله:
وما ضاع شعري عندكم حين قلته ق          بلــى وأبيكم ضاع فهو يضوع
28-الإبداع
الإبداع: وهو أن يكون الكلام مشتملاً على جملة من المحسنات البديعية، كقوله تعالى: (وقيل يا أرض ابلعي مائك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقُضي الامر واستوت على الجوديّ وقيل بُعداً للقوم الظالمين)(26).
قيل: أنّه يوجد في هذه الآية الكريمة اثنان وعشرون نوعاً من أنواع البديع اشيرها إليها في المفصّلات.
وكقوله:
فضحتَ الحيا والبحر جوداً فقد بكى ال ق          حيا من حياء منك والتطم البحر
29-الأسلوب الحكيم
الأسلوب الحكيم: وهو اجابة المخاطب بغير ما سأل، تنبيهاً على كون الاليق هو السؤال عمّا وقع عنه الجواب، كقوله تعالى: (يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للناس والحجّ)(27) فإنهم لّما لم يكونوا يدركون سبب اختلاف أشكال الهلال، اجيبوا بما ينبغي السؤال عنه، وهو فائدة اختلاف الأهلّة.
وكقوله:
قـلت: ثقلتُ إذ أتيتُ مـراراً ق          قــــال: ثقّلتَ كـاهلي بالأيادي
قلت: طوّلتُ، قال أوليتَ طَولاً ق          قلت: أبرمتُ، قال: حبل ودادي
30-تشابه الأطراف
تشابه الأطراف: وهو أن يكون بدء الكلام وختامه متشابهين لفظاً أو معنى:
الأول: وهو التشابه في اللــّفــــظ كقوله تعالى: (مثل نــــوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنّها كوكبٌ درّيّ)(28).
الثاني: وهو التشابه في المعنى كقوله:
سم زعــــاف قـولـه وفعاله ق          عند البصير كمثل طعم العلقم
فإن العلقم يناسب السمّ في المذاق.
31-العكس
العكس: وهو أن يكون الكلام المشتمل على جزئين أو أكثر، في فقرتين، فيقدم ما أخّره في الفترة الأولى، ويؤخّر ما قدّمه، كقوله تعالى: (لا هنّ حلّ لهم ولا هم يحلّون لهنّ)(29) وكقوله:
في هواكم يا سادتي متُّ وجداً ق          مـتُّ وَجداً يا سادتي في هـواكمُ
32-الهزل
الهزل: وهو أن يأتي بهزل يراد به الجدّ، كقوله:
إذا ما جاهلي أتاك مـــفاخراً ق          فقل: عَدّ عن ذا كيف أكلك العنب
33-الاطراد
الاطراد: وهو أن يأتي باسم من يقصده واسم آبائه على ترتيب تسلسلهم في الولادة بلا تكلّف في السبك، كقوله:
إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ق          بعتيبة بن الحــارث بـن شهاب
ومنه قوله (صـــلى الله عليه وآله وسلم): الكريم ابن الـــكريـــم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم(30).
34-تجاهل العارف
تجاهل العارف: وهو أن يرى المتكلّم نفسه جاهلاً، مع أنه عالم، وذلك لنكتة كقوله: (أمنزل الأحباب ما لك موحشاً(...؟
أما إذا وقع مثل ذلك في كلام الله سبحانه، كقوله تعالى: (وما تلك بيمينك ياموسى)(31) أو في كلام أوليائه، فلا يسمّى بتجاهل العارف، بل يسمّى حينئذ: ايراد الكلام في صورة الإستفهام لغاية.
35-الجناس
الجناس: وهو تشابه لفظين، مع اختلافهما في المعنى، وهو قسمان:
1 ـ لفظي.
2 ـ معنوي.
أقسام الجناس اللفظي
الجناس اللفظي على أقسام:
1 ـ الجناس التام: وهو ما اتفق فيه اللفظان المتجانسان في أمور أربعة:
نوع الحروف، وعددها، وهيئتها، وترتيبها مع اختلاف المعنى، كقوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة)(1) فالمراد بالساعة الاولى: يوم القيامة، وبالساعة الثانية: جزء من الزمان.
2 ـ الجناس غير التام: وهو ما اختلف اللفظان في أحد الأمور الأربعة المذكورة (النوع والعدد والهيئة والترتيب).
فالإختلاف في عدد الحرف، نحو: (دوام الحال محال).
وفي نوعه: كقوله تعالى: (ذلك بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحقّ وبما كنتم تمرحون)(2).
وفي هيئته: نحو: (الجَدّ في الجِدّ والحرمان في الكسل).
وفي ترتيبه: نحو: (رحم الله من فكّ كفّه وكفّ فكّه).
3 ـ الجناس المطلق: وهو توافق اللفظين في الحروف وترتيبها، بدون أن يجمعهما اشتقاق، نحو: (غِفار، غفر الله لها).
وإن جمعهما اشتقاق سمي جناس الإشتقاق، نحو قوله تعالى: (لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد)(3).
4 ـ الجناس المذيّل: وهو ما يكون الإختلاف بأكثر من حرفين في آخره، كقوله:
يمدون من أيد عواص عواصم             تـــصول بأسياف قواض قواضب
5 ـ الجناس المطرّف: وهو ما يكون الإختلاف بزيادة حرفين في أوله، كقوله:
وكــم غرر مـــن برّه ولطائف            لشكري على تلك اللطائف طائف
6 ـ الجناس المضارع: وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع قرب مخرجهما، كقوله تعالى: (وهم ينهون عنه وينئون عنه)(4).
7 ـ الجناس اللاحق: وهو ما يكون باختلاف اللفظين في حرفين، مع بعد مخرجهما، كقوله تعالى: (ويل لكلّ هُمَزةٍ لُمَزةٍ)(5).
8 ـ الجناس التلفّظي: وهو ما اختلف ركناه خطاً مع اتحادهما في التلفّظ، كقوله:
اعـذب خـــلق الله نطقاً وفمـاً            إن لم يــكن أحق بالحُسن فمن
فالاول تنوين، والثاني نون.
9 ـ الجناس المحرّف: وهو ما اختلف اللفظان في هيئات الحروف من حيث الحركات، نحو: (جُبة البُرد جُنّة البَرد).
10 ـ الجناس المصحّف: وهو ما اختلف اللّفظان من حيث التنقيط، بحيث لو زالت النُقَط لم يتميّز أحدهما عن الآخر، ككتاب كتبه أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية: (غَرّك عزُّك فَصار قصار ذلك ذُلّك، فاخش فاحش فعلك، فعلّك تهدى بهذي)(6).
11 ـ الجناس المركّب: وهو ما اختلف اللفظان من حيث التركيب والإفراد، كقوله:
إذا ملك لم يكن ذا هبة            فــدعه فــدولته ذاهبة
فالاول مركب بمعنى: صاحب هبة، والثاني: مفرد وهو اسم الفاعل:
12 ـ الجناس الملفّق: وهو ما كان اللّفظان كلاهما مركّباً، كقوله:
فلم تضع الأعادي قدر شأني            ولا قــــــــالوا فلان قد رشاني
الاول: مركّب من (قدر) ومن (شأني) والثاني: مركّب من (قد) ومن (رشاني).
13 ـ جناس القلب: وهو ما اختلف فيه اللفظان في ترتيب الحروف، نحو: (رحم الله امرءاً مسك ما بين فكّيه وأطلق ما بين كفيّه).
14 ـ الجناس المستوى: وهو من جناس القلب، ويسمّى أيضاً: (مالا يستحيل بالإنعكاس) وهو ما لايختلف لو قريء من حرفه الاخير إلى الأوّل معكوساً ومقلوباً، وانّما يحصل بـــعـــيــنـــــه، نحو قوله تعالى: (كلّ فــــي فلك)(7) وقوله سبحانه: (ربّك فكبّر)(8) فإنّه ينعكس بعينه، ونحو قوله:
مودّته تدوم لكلّ هولٍ            وهل كـــلٌ مودّته تدوم
وكذا قوله: (أرانا الإله هلالاً أناراً).
أقسام الجناس المعنوي
الجناس المعنوي قسمان:
1 ـ جناس الإضمار: وهو أن يأتي بلفظ يحضر في ذهنك لفظاً آخر، واللفظ الآخر يُراد به غير معناه بدلالة السياق، كقوله:
فهو إذا رأته عين الرائي            أبــو معاذ أو أخو الخنساء
فإن المراد بأبي معاذ: (جبل) وبأخ الخنساء: (صخر) وليس بمراد، وانما المراد: ذم المقصود بأنه كالصخر.
2 ـ جناس الاشارة: وهو ما ذكر فيه أحد اللفظين وأشير للآخر بما يدلّ عليه، كقوله:
ياحمزة اسمح بـوصل            وامـنن علينا بقــرب
في ثغرك اسمك أضحــى            مــصحّفاً وبقلــبي
أراد (الخمرة) و(الجمرة) إذ هما مصحفا حمزة.
 
36-التصحيف
التصحيف: وهو التشابه بين كلمتين أو أكثر خطّأً، والفارق النقط، كـ(التحلّي) و(التخلّي) و(التجلي).
37-الازدواج
الازدواج: وهو تجانس اللفظين المجاورين، نحو: (من لجّ ولج) و(من جدّ وجد).
 
38-السجع
السجع: هو توافق الفاصلتين أو الفواصل في الحرف الاخير- والفاصلة في النثر كالقافية في الشعر- وموطن السجع النثر، وأحسنه ما تساوت فقراته، كقوله تعالى: (في سدر مخضود وطلح منضود وظلّ ممدود)(9) وإن لم تتساو فقراته فالاحسن ما طالت فقرته الثانية نحو قوله تعالى: (والنجم إذا هوى، ما ضلّ صاحبكم وما غوى)(10) أو طالت فقرته الثالثة، نحو قوله تعالى: (خذوه فغلّوه، ثمّ الجحيم صلّوه، ثمّ في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه)(11) ولا يحسن العكس بأن تطول الفقرة الاولى دون الثانية، أو الثانية دون الثالثة، لأن السامع ينتظر بقيتها، فإذا انقطع كان كالمبتور.
39-التشطير
التشطير: وهو جعل كل من شطري البيت مسجوعاً سجعة مخالفة للسجعة الّتي في الشطر الآخر، وهذا يكون على القول بعد اختصاص السجع بالنثر، كقوله:
تدبير معتصم بالله منتقم            لله مــرتغب في الله مرتقب
فالشطر الاوّل سجعته مبنيّة على الميم والثاني على الباء.
40-الموازنة
الموازنة: وهي تساوي الفاصلتين في الوزن فقط لا في التقفية، نحو قوله تعالى: (ونمارق مصفوقة، وزرابيّ مبثوثة)(12) فإن كلمة (مصفوفة) متفقة مع كلمة (مبثوثة) في الوزن، لا في التقفية.
41-الترصيع
الترصيع: وهو توازن الألفاظ مع توافق الاعجاز، أو تقاربها، ومثال التوافق قوله تعالى: (إنّ الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم)(13).
ومثال التقارب قوله تعالى: (وآتيناهما الكتاب المستبين، وهديناهما الصراط المستقيم)(14).
42-التشريع
التشريع: ويسمّى (التوشيح) و(ذا القافيتين) أيضاً، وهو بناء البيت على قافيتين أو أكثر، يصح الوقوف على كلّ واحد منها، كقوله:
يا خــــــاطب الدنيا الدنية انها            شرك الـــردى وقرارة الأكدار
دار إذا ما أضحكت في يومها            أبــكت غداً تبّاً لها مــــن دار
فيصح الوقوف على (الردى) و)غدا) فتنقلب الأبيات من (بحر الكامل) وتكون من (مجزوء الكامل) وتقرأ هكذا:
ياخــاطب النيــا الدنــــ           ــــيّة انها شَرَك الــــردى
دار إذا مـــا أضحكت            فـــي يومها أبكت غداً
43-لزوم ما لا لزم
لزوم ما لايلزم: ويسمّى الالزام والتضمين والتشديد والإعنات أيضاً، وهو أن يجيء قبل حرف الرويّ - في فاصلتين وأكثر أو بيتين وأكثر - بحرف لا يتوقّف السجع عليه، كقوله تعالى: (فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر)(15).
وكقوله:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل            وحليــة الفضل زانتني لدى العَطَل
فالراء في الآية واللام في الشعر، حروف الروي، وقد جيء قبل الراء بالهاء وقبل اللام بالطاء، وهو غير لازم لتحقّق السجع بدون ذلك.
44-ردّ العجز على الصدر
ردّ العجز على الصدر: وهو ان يعاد ما بدأ به الاخير، كقوله تعالى: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه)(16).
وقوله:
سريع الى ابن العم يلطم وجهه            ولــــيس إلى داعي الندى بسريع
45-ما لا يستحيل بالانعكاس
مالا يستحيل بالإنعكاس، ويسمّى: القلب المستوي كما مرّ في جناس القلب، وهو: أن يقرأ عكساً كما يقرأ طرداً: (دام علاء العماد). ونحو: (كن كما أمكنك) فإنه إذا قرئ عكساً من الاخير الى الاوّل كان أيضاً: (دام علاء العماد) و(كن كما أمكنك).
46-المواربة
المواربة: وهي أن يجعل المتكلّم كلامه بحيث يمكن تغييره بتصحيف ونحوه، كما يحكى عن أبي نؤاس أنّه كتب على باب قصر هارون العباسي البيت التالي:
لقد ضاع شعري على بابكم            مـــــا ضاع عقد على خالصة
فلما أنكر عليه هارون ذلك، محى هلال العين، فصار البيت كالتالي:
لقد ضاء شعري على بابكم            كمـــا ضاء عِقد على خالصه
47-ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ
ائتلاف اللّفظ مع اللّفظ: وهو أن يؤتى في العبارة بألفاظ من واد واحد في الأنس والغرابة ونحوهما، نحو: (ما لكم تكاكأتم عليّ... افرنقعوا) جمع بين غريبين (تكاكأتم) و(افرنقعوا).
48-التسميط
التسميط: وهو أن يجعل الشاعر بيته على أربعة أقسام، كقوله:
فنحن في جزل، والروم في وجل            والبــرّ في شغل، والبحر في خجل
49-الانسجام
الإنسجام: ويسمّى (السهولة) أيضاً، وهو سلامة الألفاظ والمعاني مع جزالتهما وتناسبهما، كقوله تعالى: (كلٌّ في فلك يسبحون)(17) وكقوله:
ما وهب الله لامرىء هبة            أفضلَ مـن عقله ومن أدبه
هما كمال الفتى فـإن فقدا            ففقـــده للحياة أليق بــــه
50-الاكتفاء
الإكتفاء: وهو أن يحذف بعض الكلام لدلاله العقل عليه، كقوله:
قالت بنات العم يا سلمى وإن            كــان فقيراً معدماً قالت وإن
أي: وإن كان فقيراً معدماً.
51-التطريز
التطريز: وهو أن يكون صدر الكلام مشتملاً على ثلاثة أسماء مختلفة المعاني، ويكون العجز صفة مكررة بلفظ واحد، كقوله:
وتسقيني وتشرب من رحيق            خليق أن يُلقّب بـــــالخلوق
كـــأن الكأس فـي يدها وفيها            عقيق في عقيق في عقيق
52-التوشيع
التوشيع، مأخوذ من الوشيعة وهي الزهر المختلف الألوان ومن البرد الوشيع وهو الكثير النقوش، هو أن يؤتي في عجز الكلام بمثنى مفسر باسمين، ثانيهما معطوف على الأول، نحو «يشيب ابن آدم ولا تشيب فيه خصلتان: الحرص وطول الأمل».