الأحد، 26 أبريل 2015

المجاز العقلي والمجاز المرسل 2

ما الحقيقة فيها؟
الحقيقة فيها هي: انس ذكر الأغاني ـ تحقق الموت ـ لا تهتم بالدنيا وما فيها
عرفت سابقا المجاز اللغوي. فما هو؟
المجاز اللغوي هو استخدام ألفاظ اللغة وتراكيبها في غير ما وضعت له
ما هي أهم أنواع المجاز التي عرفتها؟
أهم أنواع المجاز التي عرفتها هي: المجاز العقلي والمجاز المرسل.
ما هو المجاز العقلي؟

المجاز العقلي:

المجاز العقلي هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي، فلو قلنا « بنى وزير التعليم العالي جامعةٌ » استعملنا فعل بنى في معناه، وكذلك كلمة الوزير، وأردنا منها دلالتهما الموضوعة، ولكننا سلكنا مسلك مجاز آخر هو الموسوم بالمجاز العقلي والذي يكون فيه المجاز في إسناد وبناء الجامعة إلى الوزير، أي أنّنا ادّعينا في العقل أنّه الوزير، لأنّه الآمر بالبناء مسبِّبهُ هو الباني مع أنه ليس الباني حقيقة. وهذا يختلف عما لو استعملنا لفظ السبب في المُسَبّب وأردنا منه المُسَبِّب كما في المجاز اللغوي المرسل، حيث لا يعود الوزير مستعملاً في الموضوع له. والعقل هو القرينة على هذا المجاز العقلي وهذا الادعاء والتنزيل، وهذا المجاز في الإسناد، لأن الوزير يستحيل في العادة أن يبنيَ جامعةً وحده، بل هو لا يشارك في بنائها في العادة إلا رمزياً بوضع حجر الأساس، بل رجاله من مهندسين وعُمال هم الذين قاموا بهذا العمل، وإسناد البناء إليه مجاز عقليّ وإسناد للفعل إلى غير صاحبه.
ولِهَذَا النَّوعِ مِنَ المَجَازِ علاقاتٌ مختلفةٌ باختلافِ الإسنادِ سنوضِّحُهَا مِنْ خِلَالِ الأمثِلَةِ الآتيةِ:

علاقة السببية:

يقولُ اللهُ سبحانَهُ حِكَايَةً عَنْ فِرعَونَ ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴾
فِي هَذِهِ الآيةِ نجدُ يُشبه في تحليله المثل السابق، فالفعلُ « ابنِ » أسنِدَ إلَى غيرِ فاعِلِهِ الحقيقيّ، فإنَّ هَامَانَ – وهُوَ الوزيرُ والمستشارُ – لَا يَقومُ بِفعلِ البِنَاءِ بنفسِهِ، وإنَّمَا مَنْ يَقُومُ بالفعلِ هُمُ العمَّالُ والبنَّاؤونَ، وهُوَ مَنْ يُعطِي الأَمرَ، ولكنْ لمَّا كانَ هَذَا الوزيرُ سَبَباً فِي بِنَاءِ الصَّرحِ، أُسنِدَ الفعلُ إليهِ. فعلاقَةُ هَامَانَ بالبِنَاءِ علاقَةٌ سَبَبِيَّةٌ، ولأنَّ الفِعلَ – هنَا – أُسنِدَ إِلَى سَبَبِهِ، وَهَذَا الإِسنَادُ غيرُ حقيقيّ، لأنَّ الإسنَادَ الحقيقيّ هُوَ إسنَادُ الفِعْلِ إلَى فَاعِلِهِ الحقيقيّ، فالإسنادُ هَذَا مَجَازِيٌّ، ويُسَمَّى بـ « المجاز العقلي ».

علاقة الفاعلية:

يقولُ الشَّاعِر: سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ     جاهِلاً وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ
فِي هَذَا البيتِ إسنادُ الإبداءِ إلَى الأيَّامِ، ونَحنُ نَعلمُ أنَّه لَا يُمكنُ للأيَّامِ أنْ تُبدِيَ وتُظهِرَ، وإنَّمَا هِيَ زمانٌ لِحُصولِ الإبْدَاءِ، وقَد أرادَ الشَّاعرُ حقيقةً أنْ يقولَ لمُخَاطَبِهِ: إنَّ حَوادِثَ الأيَّامِ ستُبدِي لَكَ، فإسنادُهُ الإبْدَاءَ إلَى الأيَّامِ، مجازٌ عقليٌّ، وبِمَا أنَّ الأيَّامَ جزءٌ مِنَ الزَّمَانِ، ومَحَلٌّ لِوقُوعِ الإبداءِ، تكونُ العلاقَةُ علاقَةً « زمانيّة ».

علاقة المكانية:

يقولُ الحَيصَ بِيص: مَلكْنا فكان العَفْوُ منَّا سَجيَّةً          فلمَّا مَلَكْتُمْ سالَ بالدَّمِ أبْطَحُ
لَقَدْ أُسْنِدَ سَيَلانُ الدمِ إلَى أبطحَ، أيْ إلَى غَيرِ فَاعِلِهِ لأنَّ الأبطَحَ مكانُ سَيَلانِ الدَّمِ وهُوَ لَا يَسِيلُ، وإنَّمَا يَسِيلُ مَا فيهِ وهُوَ الدَّمُ، ولمَّا كانَ الإسنادُ إلَى مَكانِ جَرَيانِ الدَّمِ صَارَ الإسنادُ مجَازِيَّا عَلاقَتَه « المكانيةُ ».

ما هو المجاز المرسل؟

المجاز المرسل:

هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة، ويجب أن تكون هناك قرينة تمنع المعنى الأصلي للفظ. أو هو كلمة لها معنى أصلي لكنها تستعمل في معنى آخر على أن يوجد علاقة بين المعنيين دون أن تكون علاقة مشابهة، وتعرف تلك العلاقة من المعنى الجديد المستخدمة فيه الكلمة.
مثال لذلك: " قبضنا على عين من عيون الأعداء"
فلفظ عين هنا ليس المقصود منها العين الحقيقية وإنما المقصود منها الجاسوس.
وعلاقات المجاز المرسل كثيرة أهمها:

الجزئية:

عندما نعبر بالجزء ونريد الكل. قال تعالى: (فتحرير رقبة مؤمنة) فكلمة (رقبة) مجاز مرسل علاقته الجزئية؛ لأنه عبر بالجزء (الرقبة) وأراد الكل (الإنسان المؤمن).

الكلية:

عندما نعبر بالكل ونريد الجزء. قال تعالى: (يجعلون أصابعهم في آذانهم) فــ (أصابعهم) مجاز مرسل علاقته الكلية؛ لأنه عبر بالكل (أصابعهم) وأراد الجزء (أناملهم أي أطراف أصابعهم).

المحلية:

عندما نعبر بلفظ المحل ونريد الموجود فيه. قال تعالى: (واسأل القرية) فــ(القرية) مجاز مرسل علاقته المحلّية؛ لأنه ذكر القرية وأراد أهلها الذين محلهم ومكانهم القرية، فالعلاقة المحلية.

 اعتبار ما كان:

بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للماضي في الحال. قال تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم.) المجاز في كلمة: اليتامى، فهي في غير معناها الأصلي؛ لأن اليتيم وهو: من فقد والده قبل الرشد لا يأخذ ماله، وإنما يأخذ المال عندما يتجاوز سن اليُتْم ويبلغ سن الرشد، فاستعملت كلمة يتامى وأريد بها الذين كانوا يتامى، بالنظر إلى حالتهم السابقة.

 اعتبار ما سيكون:

بأن يستعمل اللفظ الذي وضع للمستقبل في الحال. قال تعالى: (إنَّكَ ميتٌ وإنهم ميتون) المجاز في كلمة: ميتٌ، فهي في غير معناها الأصلي؛ لأن المخاطب بهذا هو النبي -صلى الله عليه وسلم -وقد خوطب بلفظ (ميت) وهو لا يزال حيًا بالنظر إلى ما سيصير إليه أي باعتبار ما سيكون.

ما الذي يقدمه المجاز المرسل للكلام بلاغيا؟
الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة مع المبالغة المقبولة.

تمرين تطبيقي:

وضّح المجاز العقلي فيما يأتي وبين علاقته وقرينته:

قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا ﴾
كان المنزلُ عامراً            وكانَت حجرُهُ مضيئةً
عظمتْ عظمَتُهُ                وصَالتْ صولتُه
لقد لمتِنَا يا أمَّ غيلانَ فِي السُّرَى         ونمتِ وما لَيْلُ المَطّيِّ بنائِمِ
ضربَ الدهرُ بينهم                       وفرَّق شملَهم
والهمُّ يَختَرِمُ الجسيمَ نحافةً               ويُشيبُ ناصيةَ الصبيِّ ويُهرِمُ
فبتُّ كأنِّي ساوَرَتنِي ضئيلةٌ               مِنَ الرُّقشِ فِي أنيابِها السُّمُّ ناقعُ

بين كل مجاز مرسل وعلاقته فيما يأتي:

  قال تعالى: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ.) (إبراهيم: من الآية 37).
 سأوقد نارا.
 له أيادٍ عليّ سابغةٌ.
 تفرقت كلمة العرب.
 سكن الكثير من العظماء مصر.
 وقال تعالى على لسان نوح عليه السلام: (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً) (نوح:27)
(.. فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (آل عمران: من الآية 107)
(.. فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ.) (طـه: من الآية 40)
 

ليست هناك تعليقات: