الخميس، 3 مارس 2022

كناية عن صفة كناية عن موصوف كناية عن نسبة

لُغَتُكَ الْعَرَبِيَّةُ فَخْرٌ لَكَ؛ لأَنَّهَا لُغَةُ الْجَنَّةِ، وَالْقُرْآنِ، وَمُحَمَّدٍ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

الكناية عن صفة

هي التي يُطلبُ بها صفةٌ من الصفات،الشرف، المجد ، كالكرم ، والسماحة ، والشجاعة ،والطول و البخل الخ .

 إذا قلْت :طَويلَ النِجادِ رَفيعَ العِمادِ. قد سادَ عَشيرَتَهُ أَمرَدا

فإنك تطلب : صفة طول القامة، وصفة الشرف، وصفة القيادة 

؛ لأن تعبيرَ: طويل النجاد حمالة السيف، وطولها دليل على طول القامة،

1-  قال عمر بن أبي ربيعة في هندٍ:

بعيـدةُ مهـوى القـرط إمـا لنوفـلٍ  ***  أبوهـا و إمّـا عبـد شـمسٍ و هاشـمِ

الكناية : بعيدة مهوى القرط.

المعني اللازم: طول الجيد أو العنق.

المعني الحقيقي: المسافة من شحمة الأذن إلى الكتف.

نوعها: كناية عن صفة ( لمّا قال بعيدة مهوى القرط أراد أن يُبيِّن  لنا أنّ هندًا محبوبته طويلة الجيد؛ لأنّ بُعْدَ المسافة من شحمة الأذن إلى الكتف يستلزم طول العنق، و معنى ذلك: أنّه بدل أن يقول: طويل الجيد، قال: بعيدة مهوى القرط.

2-  ققال أحمد شوقي :

لهفي على القدسِ انطـوَتْ أعلامُـه  ***  و كبَـتْ بأشـبالِ النضـالِ خيـولُ

الكناية : انطـوَتْ أعلامُـه.

المعني اللازم: السقوط، أو ضياع فلسطين.

المعني الحقيقي: نكست الأعلام.

نوعها: كناية عن صفة ( فبدل أن يقول: لهفى على القدس الضائعةِ، قال : لهفى على القدس انطوتْ أعلامُه ) .

الصفة الملازمة أو التي تستلزم هذا اللفظ هي ؛ لأنّ انطواء الأعلام يلازمه ضياعُ الاستقلال.

3-  نئوم  الضحى .

الكناية : نئوم  الضحى.

المعني اللازم: منعمة ، مخدومة.

المعني الحقيقي: النوم إلي وقت الضحى.

نوعها: كناية عن صفة ( منعمة ، مدللة ، تعيش في رفاهية ).

4-  ناعمة الكفين

الكناية : ناعمة الكفين.

المعني اللازم: تعيش في رخاء.

المعني الحقيقي: يدها ناعمة.

نوعها: كناية عن صفة (تعيش في رفاهية يقوم عنها الخدم بشئون البيت ، ولا تعمل شيئا ) .

5-  قال تعالى : ( فأصبح يقلب كفيه علي ما أنفق فيها وهي خاوية )

الكناية : فأصبح يقلب كفيه علي ما أنفق فيها وهي خاوية.

المعني اللازم: الحسرة.

المعني الحقيقي: تقليب اليد.

نوعها: كناية    عن صفة.

6-  قال تعالى : ( ويوم يعض الظالم على يديه ……

الكناية : ويوم يعض الظالم على يديه.

المعني اللازم: الحسرة – الندم .

المعني الحقيقي: يعض الظالم يده.

نوعها: كناية    عن صفة.

7-  هذا الطالب لا تخلو لوحة الشرف من اسمه   .

الكناية : لا تخلو لوحة الشرف من اسمه.

المعني اللازم: التفوق في الدراسة.

المعني الحقيقي: اسمه مكتوب في لوحة الشرف.

نوعها: كناية  عن صفة.

8-  يشار إليه بالبنان.

الكناية : يشار إليه بالبنان.

المعني اللازم: الشهرة.

المعني الحقيقي: الإشارة إليه بالأصبع.

نوعها: كناية    عن صفة.

9-  فلان هجر الفأر  بيته.

الكناية : هجر الفأر بيته.

المعني اللازم: الفقر.

المعني الحقيقي: تركت الفئران بيته.

نوعها: كناية    عن صفة.

10-       فلان عريض القفا.

الكناية : عريض القفا.

المعني اللازم: الغباء والبلاهة.

المعني الحقيقي: قفاه عريض.

نوعها: كناية    عن صفة.

11-       فلان يمشي علي بيض.

الكناية : يمشي علي بيض.

المعني اللازم: البطء.

المعني الحقيقي: المشي علي بيض.

نوعها: كناية    عن صفة.

12-       قال تعالى:( فيهن قاصرات ا لطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان )

الكناية : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان.

المعني اللازم: العفة.

المعني الحقيقي:

نوعها: كناية    عن صفة.

13-  قال تعالى : ( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة ، كانا يأكلان الطعام )

الكناية : كانا يأكلان الطعام.

المعني اللازم: النقص.

المعني الحقيقي: يأكلان  الطعام.

نوعها: كناية    عن صفة.

14-  فلان يمشي علي ثلاث .

الكناية : يمشي علي ثلاث.

المعني اللازم: الكبر والهرم.

المعني الحقيقي: يمشي علي رجليه وعصا.

نوعها: كناية    عن صفة.

15-  قال تعالي : ( وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر )

الكناية : زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر.

المعني اللازم: الكرب الشديد.

المعني الحقيقي:

نوعها: كناية عن صفة..

16-  قال المرقش الأكبر:

شعث مفارقنا ، تغلي مراجلنا   ***  نأسو بأموالنا آثار أيدينا

الكناية : شعث مفارقنا - تغلي مراجلنا - نأسو بأموالنا آثار أيدينا.

المعني اللازم: الشجاعة  - الكرم  - العزة .

المعني الحقيقي: شعورنا شعثة - مواقدنا تغلي – نصحح ما فعلناه .

نوعها: كناية   عن صفة.

مجموعة من الكنايات عن صفة

1.               ألقى فلان عصاه = أقام بعد طول سفر.

2.               قرع فلان سِنَّهُ.       =         الندم.

3.               ركب جناحي نعامة  .  =    السرعة.

4.               لوت الليالي كفه على العصا     =   الكبر والهرم.

5.               فلان لا يضع العصا عن عاتقه(عادة العرب يربطون زادهم في نهاية عصا يحملونها أثناء سيرهم  )        =    كثير السفر.

6.               فلان لا يفارقه جواز سفره            =        كثير السفر.

7.               ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك    =   الشح والتقتير.

8.               ولا تبسطها كل البسط   =    التبذير.

9.               يلوح بغصن الزيتون      =    السلام.

10.        يضع رأسه في الرمل كالنعامة   =   الخوف.

11.        لا يلف ولا يدور      =  الاستقامة والجد.

12.        لا يرى ما تحت قدميه  =   عدم الانتباه.

13.        قلب له ظهر المجن             = انقطاع المودة.

14.         تجمد الجليد بينهما          = انقطاع المودة.

15.         رمى القفاز في وجهه)         = انقطاع المودة.

16.        ليل بطيء الكواكب (عقارب الساعة لا تدور)    =   طول الليل.

17.        أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه   =   الغيبة.

18.        كثير رماد القدر ( فلان كثير استهلاك الغاز)   =  الكرم.

19.        لا تعد قطعان بقره   =    الغنى.

20.        فلان يعرف من أين تؤكل الكتف    =   الخبرة.

21.        فلان يعرف كيف ترمى الشباك   =   الخبرة.

22.        فلان مهزول الفصيل (حجر استقباله لا تغلق)   =   الكرم.

23.        فلان جبان الكلب(بابه مفتوح دائما).  =   الكرم .

24.        تسافر يداه على المائدة  يرعى حرث غيره     =   سوء الأدب في الأكل.

 

كناية الموصوف

هي التي يُطلَبُ بها الموصوف ، أي  أنك تذكر الصفة ، و تطلبُ بها الموصوف .

مثال : سَرَت نَشْوَةُ الحديث إلى موطن الأسرار.

فإنك تقصد بهذا التعبير شيئًا يوصف بكتمان السرِّ و هو القلب.

يقول العلماء : ينبغي أنْ تكون كناية الموصوف مُختصّةً بالمكنّى عنه لا تتعدّاه من أجلِ أنْ يحصُلَ الانتقالُ من الكناية إلى المكنّى عنه أي: الموصوف.

 

1-      قال تعالى: (  و حملْناهُ على ذاتِ ألواحٍ و دُسُر ) .

الكناية : ذاتِ ألواحٍ و دُسُر.

المعني اللازم: السفينة  و السبب: أنّ الألواح و الدسر تختصُّ بالموصوف.

المعني الحقيقي : ألواح: الخشب، و أمّا الدُّسر فهي المسامير.

الشرح: بدلَ أن يقولَ: و حملناه على سفينة، استعملَ الرمزَ و قال: و حملناه على ذات ألواحٍ و دسر.

2-   يقول شوقي  :   

إنّ الـذي مـلأَ اللغـاتَ محاسـنا  ***  جعـلَ الجمـالَ و سِـرّه فـي الضّـادِ

الكناية : الضاد

المعني اللازم: اللغة العربية ، والسبب أن (حرف الضاد) يَخْتَصُّ بالموصوف و لا يتعدّاه.

المعني الحقيقي : حرف الضاد.

الشرح: بدل أن يقول: جعلَ الجمالَ و سرَّه في اللغة العربية؛ استعمل الرمزَ و قال: جعلَ الجمالَ و سرَّه في الضاد؛ لأنَّ حرف الضّاد رمز اللغة العربية.

3-         قوم تري أرماحهم يوم الوغى   ***  مشغوفة بمواطن الكتمان

الكناية : مواطن الكتمان.

المعني اللازم: القلوب.

المعني الحقيقي : أماكن حفظ الأسرار.

الشرح: كناية عن موصوف ، وهي مناسبة لموقف الحرب وطعن الأعداء .

4-    قال تعالي : ( أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين )

الكناية : الآية.

المعني اللازم: البنت أو المرأة.

المعني الحقيقي : الذي يُربَّي في الزينة.

الشرح: كناية عن موصوف ، وهي البنت لأن أهلها يجملونها بالحلية وأنواع الزينة منذ نشأتها  .

5-  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا من ذكر هاذم اللذات ) هاذم : قاطع أو مغيب.

الكناية : الحديث .

المعني اللازم: الموت.

المعني الحقيقي : الذي يمنع الركون إلي الدنيا وزينتها.

الشرح: كناية عن موصوف ، وهو الموت.

6-  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ……. )

الكناية : والذي نفسي بيده.

المعني اللازم: الله عز وجل.

المعني الحقيقي : الذي يملك روحي.

الشرح: كناية عن موصوف ، وهو الله عز وجل.

7-  كبرت سن فلان وجاءه النذير.

الكناية : جاءة النذير .

المعني اللازم: الشيب.

المعني الحقيقي : أصبح كبيرا وجاءه المنذر.

الشرح: كناية عن موصوف ، وهو الشيب لأنه نذير الفناء والهلاك.

 

8-  قال تعالي : ( القارعة ما القارعة .. )

الكناية : القارعة.

المعني اللازم: يوم القيامة.

المعني الحقيقي : القرع وهو الطرق.

الشرح: كناية عن موصوف ، وهو يوم القيامة.

9-  قال شوقي  مخاطبا المسلمين :

أمم الهلال ! مقالة من صادق  *** والصدق أليق بالرجال مقالا

الكناية : أمم الهلال.

المعني اللازم: شعوب المسلمين.

المعني الحقيقي : الذين شعارهم الهلال.

الشرح: كناية عن موصوف ، وهو شعوب المسلمين . 

10-       قال الشاعر: 

الضاربين بكل أبيض مخذم   ***  والطاعنين مجامع الأضغان

الكناية : مجامع الأضغان.

المعني اللازم: القلوب.

المعني الحقيقي : مكان تجمع البغض والحقد والحسد .

الشرح: كناية عن موصوف ، وهو القلب لأنه مجمع البغض والحقد والحسد . 

11-       قال الشاعريمدح كلية دار العلوم : 

وجدت فيك بنت عدنان دارا   ***  ذكرتها بداوة الأعراب

الكناية : بنت عدنان.

المعني اللازم: اللغة العربية.

المعني الحقيقي : ممكن أن يكون بنت رجل اسمه عدنان.

الشرح: كناية عن موصوف وهي اللغة العربية. 

12-       قال تعالي : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم )

الكناية : حرثكم.

المعني اللازم: موضع الجماع.

المعني الحقيقي :

الشرح: كناية عن موصوف ، وهو موضع الجماع.

13-       قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )

الكناية : ما بين لحييه  -  ما بين رجليه.

المعني اللازم: اللسان  -  الفرج.

المعني الحقيقي :

الشرح: كناية عن موصوف ، وهو اللسان -  وهو الفرج.

 

14-    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رفقا بالقوارير )

الكناية : بالقوارير.

المعني اللازم: النساء.

المعني الحقيقي : يجوز جمع قارورة وهي الزجاجة.

الشرح: كناية عن موصوف ، وهو المرأة.

15-       امرأة أصابتها شدة فذهبت لابن عمها ليفك كربتها فراودها عن نفسها فقالت له : ( لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه )

الكناية : الخاتم.

المعني اللازم: مكان عفتها.

المعني الحقيقي :

الشرح: كناية عن موصوف ، وهوالشرف.

16-       قال أحمد شوقي :  

ولي بين الضلوع دم ولحم  ***  هما الواهي الذي ثكل الشبابا

الكناية : الشطر الأول.

المعني اللازم: القلب.

المعني الحقيقي : دم ولحم.

الشرح: كناية عن موصوف وهو القلب ، فالقلب بين الضلوع وهو من دم ولحم .

كنايات عن موصوف- العروة الوثقى( القرآن) أم الكتاب(الفاتحة) الظلمات(الكفر) النور(الإيمان) وتصير استعارات تصريحية

والفرق بين التشبيه والاستعارة والكناية ما يأتي:

الفرق بين الاستعارة والكناية، الاستعارة هي عبارة عن تشبيه بليغ يتم حذف أحد طرفيه، فالتشبيه يجب أن نذكر فيه طرفين هما المشبه والمشبه به، حيث إذا حذف واحد منهما أصبح استعارة، للاستعارة لها نوعان هما الاستعارة التصريحية والاستعارة المكنية، وسر جمالها التوضيح، والتجسيم، والتشخيص.

الفرق بين الاستعارة والكناية

الكناية هي عبارة عن أي تعبير لا يمكن أن يقصد منه لمعنى وإنما معنى يلازم المعنى الحقيقي، ويوجد للكناية أنواع هي كناية عن صفة، وكناية عن موصوف، كناية عن نسبة، وســر جـــمــالها التجسيم، والاتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل.

الفرق بين الاستعارة والكناية

الاستعارة يوجد بها قرينة تؤدي إلى منع وجود المعنى الحقيقي، مثال على ذلك رأيت أسدا يحكي بطولاته فكلمة أسد استعارة، والقرينة يحكي والقرينة تمنع إرادة المعنى الحقيقي، حيث لا يمكن أن نجد اسد يتكلم أو يحكى، أما الكناية هي لا يمكن أن توجد قرينة تمنع وجود المعنى الحقيقي، مثال على ذلك محمد يده طويلة المعنى الحقيقي طول اليد، أما المعنى الخيالي أنه لص.

كناية النسبة

هي التي يُرادُ بها إثباتُ أمر لأمر أو نفيُه عنه. ( تخصيص الصفة بالموصوف  )

أي هي التي يُطلبُ بها إثباتُ المعنى و الأوصاف للموصوف، و تخصيصُه بها.

مثال : ( المؤمنون أعزاء ) إثبات العزة للمؤمنين ، ( المؤمن ليس جبانا ) نفي الجبن عن المؤمن .

ولما كانت النسبة إثبات شيء لشيء أو نفيه عنه ، فلابد أن نمثل لهذا القسم بنوعين :

الأول : ما كانت الكناية فيه إثباتا .          

 الثاني : ما كانت الكناية فيه نفيا .

وأظهر علامة لهذه الكناية أن يصرح فيها بالصفة ، أو بما يستلزم الصفة.

في هذا النوع من الكناية نذكر الصفة والموصوف إلا أننا بدلا من أن ننسب الصفة لصاحبها ، فسوف ننسبها لشيء آخر يتعلق به .

  الأول : ما كانت الكناية فيه إثباتا

1- قال أبو نواس مادحًا  :  

فمـا جـازه الجـود و لا حـلّ دونـه  ***     و لكـنْ يسـيرُ الجـودُ حيـثُ يسـيرُ

الكناية : يسير الجود حيث يسير.

الصفة: الجود.

الموصوف : ممدوح  الشاعر، أراد الشاعر أنْ ينسبَ، أو يُثبتَ صفة الكرم للممدوح ، و يُخصّصه بها فقال: يسير الجود حيث يسير.

السبب: كناية عن النسبة لأنّ سيرَ الجود مع الرجل المقصود بالمدح يلزم من ذلك اتِّصافُه بالجود.

2- قال زياد الأعجم في مدح ابن الحشرج:

إنّ السـماحة و المـروءة و النـدى  ***   في قبّةٍ ضُربَتْ على ابـنِ الحشـرجِ

الكناية : قبّة.

الصفة: السماحة -  والمروءة  -  و الندى.

الموصوف: الرجل الذي قَصَدَ زياد الأعجم مدحه أي: ابن الحشرج ،

أراد أن يُثبتَ صفة السماحة والمروءة  للممدوح، وأن يُخصّصه بها فقال: بيت الشعر.

السبب: لأنّ وجودَ هذه المعانى في خيمةِ الموصوف أو الممدوح يلزم إثباتها له، أو اتصافه، أو اختصاصه بها.

3- قال الشاعر مادحا :

اليمن يتبع ظله  ***   والمجد يمشي في ركابه

اليمن : البركة ، الركاب : الإبل التي يسار عليها.

الكناية : اليمن يتبع ظله     -     والمجد يمشي في ركابه.

الصفة: البركة   -  العزة

الموصوف: الممدوح ، أراد أنْ ينسبَ ، أ و يُثبتَ صفة البركة فقال اليمن يتبع ظله .  الممدوح ، أراد أنْ ينسبَ ، أ و يُثبتَ صفة العزة والفخر فقال المجد يمشي في ركابه .

السبب: وجود البركة في ظله يلزم وجودها فيه .

                وجود العزة في ركابه ( الإبل التي يركبها ) يلزم وجودها فيه .

4- قال الشاعر مادحا :

أصبح في قيدك السماحةُ والمجـ  ***   ــدُ وفضلُ الصلاح والحسبُ

الكناية : في قيدك السماحة والمجــد وفضل الصلاح والحسب.

الصفة: الكرم والعزة والصلاح.

الموصوف: الممدوح.

السبب: أراد أن ينسب لممدوحه السماحة والمجد و. فادعي أنها قيده وأسره وطوع إرادته ، وهذا يلزم وجودها فيه .

5- قال الشاعر :  

متقرب من صاحبي فإذا مشت  ***   في عطفه الخيلاء لم أتقرب

الكناية : مشت في عطفه الخيلاء.

الصفة: التكبر.

الموصوف: الصاحب .

السبب: الخيلاء لا تمشي وإنما أراد أن ينسب الكبر إ لي صاحبه بصورة أوضح وأقوي فقال إن الكبر يمشي في جانبه أو جانبيه.

6- الخيل معقود بنواصيها الخير

الكناية : نواصيها الخير.

الصفة: القوة والمنعة.

الموصوف: الخيل.

السبب: الصفة التي نسبت إلي الخيل غير مصرح بها ولكنها لم تنسب إليه مباشرة بل نسبت إلي شيء متصل به وهو النواصي والمعني البعيد أن الخيل أداة قوة ومنعة.

7- المجد بين ثوبيك ، والكرم ملء برديك

الكناية : المجد بين ثوبيك   -  الكرم ملء برديك.

الصفة: المجد  -  الكرم.

الموصوف: المخاطب  - المخاطب.

السبب:

 أراد أن ينسب المجد إلي من يخاطبه فعدل عن نسبته مباشرة ونسبه إلي ما له اتصال به و هو الثوبان .

أراد أن ينسب الكرم إلي من يخاطبه فعدل عن نسبته مباشرة ونسبه إلي ما له اتصال به و هو البردان.

8-  في ثوبيه أسد

 الكناية : في ثوبيه أسد.

الصفة: الشجاعة.

الموصوف: المخاطب.

السبب: أراد أن ينسب الشجاعة إلي من يخاطبه فعدل عن نسبتها مباشرة ونسبها إلي ما له اتصال به و هو الثوبان .

9- قال المتنبي مادحا كافور:

إن في ثوبك الذي المجد فيه  ***   لضياء يزري بكل ضياء

الكناية : ثوبك الذي المجد فيه.

الصفة: المجد.

الموصوف: الممدوح.

السبب: أراد أن يثبت لممدوحه المجد فترك التصريح بهذا وأثبته لما له تعلق بكافور وهو الثوب.

10-  وصف أعرابي امرأة : ترخي ذيلها على عُرْقُوبَي نعامة.

الكناية : ترخي ذيلها على عُرْقُوبَي نعامة.

الصفة: السقم والنحول.

الموصوف: المرأة.

السبب: أراد أن يثبت للمرأة السقم والنحول فترك التصريح بأن في ساقها صلابة ويبس كعرقوبي نعامة ادعى أن ذيلها لا يستر منها ساقيها النحيلتين ، وهذا يفيد النحول.

11-         قال تعالى ( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا )

المعنى المباشر علقنا طائره في عنقه ، وذلك أن العرب كانت تتفاءل أو تتشاءم بحركات الطيور ، فإذا مر الطائر أمام إنسان من شماله إلي يمينه ويسمى السانح تفاءل ، وإذا مر من أمامه من يمينه إلي شماله ويسمى البارح تشاءم ، فأرشد الله إلى أن أسباب الخير والشر راجعة إلي الله ومرتبطة بطبيعة الإنسان ، فالمعنى القريب نسبة تعليق الطائر بالعنق إلى الله ، كناية عن نسبة أخرى ، وهي نسبة الحوادث كلها إلى الله وهو المعنى المقصود .

 الثاني : ما كانت الكناية فيه نفيا

1-  قال الشنفري الأزدي : 

 يبيت بمنجاة من اللوم بيتها   ***   إذا ما بيوت بالملامة حلت

الكناية : البيت.

الصفة: العفة.

الموصوف: المرأة.

السبب: أراد أن يثبت للمرأة العفة ، وينفي عنها الملام، ولكنه لم يصرح بهذا بل نفي نسبة اللوم عن بيتها .

2-  تقول العرب : مثلك لا يبخل .   كناية عن نفي البخل عنه.

3-  المسلم لا يعطي الذلة .

4-  المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .

 كناية عن أن من يؤذي المسلمين ليس مسلما ، وإن لم يذكر الموصوف هنا إلا أنه يفهم من الحديث .

المراجع :

   · البلاغة فنونها وأفنانها    د. فضل عباس حسن 253- 255

   ·  البلاغة الواضحة         مصطفى أمين ، وعلى الجارم 123  130

   · البلاغة العربية  وسائلها وغاياتها في التصوير البياني   ربيعي محمد عبد الخالق 1987 طنطا كلية التربية .

   ·  الأضواء الصف الثاني الثانوي  درس الكناية .

 

 


الأربعاء، 3 يونيو 2020

تحليل المقامة البشريَّة لبديع الزمان الهمذاني

لُغَتُكَ الْعَرَبِيَّةُ فَخْرٌ لَكَ؛ لأَنَّهَا لُغَةُ الْجَنَّةِ، وَالْقُرْآنِ، وَمُحَمَّدٍ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-

الكـــــاتــــب 
* ( أبو الفضل أحمد بن الحسين ) ولد فى (همذان) وهوأول من برع في فن المقامة واشتهر بالذكاء وتأليف المقامات.أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م - 395 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، يعتبر كتاب المقامات أشهر مؤلفات بديع الزمان الهمذاني الذي له الفضل في وضع أسس هذا الفن وفتح بابه واسعاً ليلجه أدباء كثيرون أتوا بعده.
المقامة أصلها
 فن المقامة ظهرت فى العصر العباسى الثانى على يد(ابن دريد)الذى كان يبغى منها تعليم الناس أصول اللغة وغريبها،

ثم (الهمذانى)مبدع القصة الفنية القديمة والحديثة بكل عناصرها ومكوناتها، وموظف البلاغيات (بيان ومعاني وبديع) وواصف الحياة الاجتماعية ومقوي الفكر والحيل والألغاز،وموظف لغة الحياة في عصره.
 ثم(الحريرى)وتصور الحياة الاجتماعية فى القرن الرابع الهجرى.
معناها :
·اللغـــــــــوى: هى الجماعة أو المجلس والعظة أى قام رجل فى مجلس فوعظ 
· الاصطــلاحى : هى حكاية خيالية تشتمل على حادثة فى موقف لشخص طلب الاستجداء والكدية والنصب والحيلة وإعمال العقل لإظهار الموهبة العقلية واللغوية والتخيلية والقصصية المحبوكة وذلك يجلب الرزق المادي والفكري وتنتهى بالموعظة والفكاهة.
س : ما عناصر المقامة ؟ ولماذا تعد المقامة نواة للقصة ؟
تعد المقامة نواة القصة ولكنها ينقصها العقدة والحل ولكن هذا إدعاء فهي مكتملة والعقد فيها ضمنية تهدف لاستخراج قيمة يبحث عنها ويعقدها ليصل لحلها في النهاية وعناصرها هى :
(البيئة الزمانية - البيئة المكانية - الأشخاص - الحكاية «الموضوع والأحداث » العقدة الخفية والوسط والزروة ثم حل الحبكة في النهاية)
س : ما اسم بطل مقامات الهمذانى ؟ وما اسم الراوية ؟
µالبطل هو ( أبو الفتح السكندرى ) نسبه إلى الإسكندرية الى تقع على نهر (جيحون) شرقى ( فارس) والراوية هو ( عيسى بن هشام).
س : لماذا سميت المقامة البشرية بهذا الاسم ؟
نسبة إلى (  بِشْرُ بْنُ عَوَانَةُ العَبْدِيُّ ) بشر بن عوانة العبدي وهو أحد الشعراء الصعاليك الذين كانوا يعيشون في العصر الجاهلي ويعرفون بالشجاعة والفروسية والكرم،ولأنهم كانوا فقراء اتخذوا السطو وقطع الطريق وسيلة للعيش وكسب المال، وكانوا يوزعون ما يتوافر لديهم من المال على الفقراء، ويقال أيضاً أنه شخصية اخترعها بديع الزمان الهمذاني، ووضع له قصة خلاصتها أنه ظهر له أسد، وهو ذاهب يبتغي مهراً لابنة عم له، فثبت للأسد، وقتله، وخاطب أختاً له سماها بديع فاطمة بقصيدة تسمى بالمقامة البشرية،س : ما عناصر المقامة البشرية ؟
1- الزمـــــان : ( الصبح عقب الغارة ).

2- المكــــان : بِبَطْنِ خَـبْـتٍ بين مكة والمدينة وفي طريق خزاعة بالصحراء).
3- الأشخاص : ( بشر بن عوانة–زوجته القديمة من الغارة – عمه – ابنة عمه الجميلة- (داذ)الأسد-المهر الحصان-(شجاع)الحية-ابنه الغلام ) .
4- الحكايــة الحبكة(بداية الغارة والزواج والوسط العقدة والزروة في تحصيل المهر والنهاية بترك الزواج من ابنة عمه طوعا وكرها) :والقصة هي:  رغبة بشر في الزواج من ابنة عمه والإتيان بالمهر من خزاعة 100 ناقة ومواجهة العقد والصعاب في تحصيل ذلك المهر وذلك بمواجهة الأسد والحية في طريقه لخزاعة .
5-النهاية: غير المتوقعة التي تدل على الخيال الجامح للمبدع بديع الزمان
بين النص والتحليل


حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ: كَانَ بِشْرُ بْنُ عَوَانَةُ العَبْدِيُّ صُعْلُوكاً. فَأَغَارَ عَلَى رَكْبٍ فِيهِمُ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ، فَتَزَوَّجَ بِهَا، وَقالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَومِ، فَقالَتْ:


أَعْجَبَ بِشْراً حَوَرٌ في عَيْنِي *** وَسَاعِدٌ أَبْيَضُ كالُّـلـجَـيْنِ
وَدُونَهُ مَسْرحَ طَرْفِ العَـيْنِ *** خَمْصَانَةٌ تَرْفُلُ فَي حِجْلَـينِ
أَحْسَنُ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْليَنِ *** لَوْ ضَمَّ بِشْرٌ بَيْنَهَا وَبَـيْنـي
أَدَامَ هَجْرِي وَأَطَالَ بَـيْنِـي *** وَلَوْ يَقِيسُ زَيْنَهَـا بِـزَيْنِـي
لأَسْفَرَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ
التحليل
صعلوك: فقير هجام شجاع  يأخذ من الأغنياء ويعطي الفقراء
أغار : هجم وقطع الطريق
ركب: قافلة
ما رأيت كاليوم: تعبير يدل على شدة الإعجاب بهذه المرأة وجمالها
تحليل أبيات زوجة بشر/
تتحدث عن جمالها ومواطن إعجاب بشر بها ، وتصف ابنة عمه له وتقارن بينها وبين ابنة عمه في الجمال وتنصف ابنة عمه على نفسها لتصرفه إليها ليتزوجها ولا يتركها لوضيع لا يستحقها
1-حور: حول وجمال وتكحيل العين واتساعها مثل البقر الوحشي/ساعد:ذراعها أبيض كالفضة(تشبيه مجمل)
2- وغفل وترك امرأة أخرى تسرح العين في جمال خصرها النحيل وتتبختر في مشيته وتحجل من فرض النعمة والذهب
3-أجمل نساء الكون مشت على رجلين ولو قارن بشر بيني وبينها وجمع بيننا لفضلها
4- ولو رأها لداوم على هجري والبعد عني(ترادف/ وحسن تقسيم)ولو قاس زينتها ومحاسنها بي لوضح له الأمر مثل الصبح الجلي أنها الأجمل.

 قَالَ بِشْرٌ: وَيْحَكِ مَنْ عَنَيْتِ؟ فَقَالَتْ: بِنْتَ عَمِّكَ فَاطِمَةَ، فَقالَ: أَهِيَ مِنَ الحُسْنِ بِحَيْثُ وَصَفْتِ؟ قالَتْ: وَأَزْيَدُ وَأَكْثَرُ، فَأَنْشَأ يَقُولُ:
وَيْحَكِ يَا ذَاتَ الثَّـنَـايَا الـبِـيضِ *** مَا خِلْتُنِي مِنْكِ بِمُـسْـتَـعـيضِ
فَالآنَ إِذْ لَوَّحْتِ بِـالـتَّـعْـرِيضِ *** خَلَوْتِ جَوّاً فَاصْفِري وَبِـيِضـي
لاَ ضُمَّ جَفْنَايَ عَلى تَـغْـمِـيضِ *** مَا لَمْ أُشُلْ عِرْضِي مِنَ الحَضِيضِ
التحليل
1-ويحك: تقبيحا وحلف وعهد/ الثنايا:الأسنان البيضاء/خلتني: ظننتني/مستعيض:ليس لديك بديلا عني ولن أتحول عنك
2-لوحت :أشرت/التعريض: التلميح والإشارة/خلوت جوا:خليت من القرين وصرفتي فكري وصنعتي لي جوا ومحبوبة أفكر فيها/اصفري وبيضي:(استعارة تمثيلية)اطمأني فأنت في حمايا فأين تذهبين مثل قاله طرفة في الحاجة يتمكن منها صاحبها.
3-لا ضم: لن أغلق عيني(كناية عن دوام الفكر في ابنة عمه)/ أشل:أشيل وأحمل وأرفع/ عرضي : شرفي ابنة عمي/من الحضيض: من أن ينالها غيري من الوضعاء.(كناية عن عدم تركها لغيره)
فَقَالَتْ:
كَمْ خَاطِبٍ فِي أَمْرِهَا أَلحَّا *** وَهْيَ إِلْيكَ ابْنَةُ عَمٍّ لَحَّـا
ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عَمِّهِ يَخْطُبُ ابْنَتَهُ، وَمَنَعَهُ العَمُّ أُمْنِيَّتَهُ، فَآلى أَلاَّ يُرْعِىَ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ إِنْ لَمْ يُزَوِّجَهُ ابْنَتَهُ، ثُمَّ كَثُرَتْ مَضَرَّاتُهُ فِيهِمْ، وَاتَّصَلَتْ مَعَرَّاتُهُ إِلَيْهِمْ؛ فَاجْتَمَعَ رِجَالُ الحَيِّ إِلَى عَمِّهِ، وَقَالُوا:كُفَّ عَنَّا مَجْنُونَكَ، فَقَالَ: لاَ تُلْبِسُوني عَاراً، وَأَمْهِلُونِي حَتَّى أُهْلِكَهُ بِبَعْضِ الحِيَلِ، فَقَالُوا: أَنْتَ وَذَاكَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عَمُّهُ: إِنِّي آلَيْتُ أَنْ لاَ أُزَوِّجَ ابْنَتِي هَذِهِ إِلاَّ مِمَّنْ يَسُوقُ إِلَيْهَا أَلْفَ نَاقَةٍ مَهْراً، وَلا أَرْضَاهَا إِلاَّ مِنْ نُوقِ خُزَاعَةَ، وَغَرَضُ العَمِّ كَانَ أَنْ يَسْلُكَ بِشْرٌ الطَّرِيقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خُزَاعَةَ فَيَفْتَرِسَهُ الأَسَدُ؛ لأَنَّ العَرَبَ قَدْ كَانَتْ تَحَامَتْ عَنْ ذَلكَ الطَّريقِ، وَكَانَ فِيهِ أَسَدٌ يُسَمَّى دَاذاً، وَحَيَّةٌ تُدْعَى شُجَاعاً، يَقُولُ فِيِهِمَا قَائِلهُمْ:
أَفْتَكُ مِنْ دَاذٍ وَمِنْ شُجَاعٍ *** إِنْ يِكُ دَاذٌ سَيِّدَ السِّبَـاعِ
التحليل
ألح الخطاب عليها وأنت بها أولى لحوقا ونسبا ولاحقة باسمك واسم العائلة
ابنته/ أمنيته: سجع/آلى: حلف/يرعي: يهتم/معراته:المساءة والضرر والأذى والشر/كف:إنشائي أمر/ مجنونك:بشر/تلبسوني عارا/أهلكه بالحيل:استعارة مكنية/يسوق: يأتي سائقا بأحسن السيارات النوق من خزاعة/إلا: قصر وحصر وتأكيد/ أفتك من:استعارة تمثيلية/داذ:اسم الأسد/وشجاع : اسم الحية

فَإِنَّهَا سَيِّدَةُ الأَفَاعي ثُمَّ إِنَّ بِشْراً سَلَكَ ذَلِكَ الطَّرِيقَ، فَمَا نَصَفَهُ حَتَّى لَقِيَ الأَسَدَ، وَقَمَصَ مُهْرُهُ، فَنَزَلَ وَعَقَرَهُ، ثُمَّ اخْتَرَطَ سَيْفَهُ إِلَى الأَسَدِ، وَاعْتَرَضَهُ، وَقَطَّهُ، ثُمَّ كَتَبَ بِدَمِ الأَسَدِ عَلى قَميصِهِ إِلَى ابْنَةِ عَمِّهِ:
التحليل:
نصف: منتصف الطريق لخزاعة/ قمص مهره: رفع الفرس رجليه معا لأعلىخوفا من الأسد/عقره:ذبحه لأنه جبان/اخترط:وجه/اعترضه:وقف في وجهه/قطه:شقه نصفين/ابنة عمه: فاطمة ويدللها بفاطم وليست أخته.
وصف حي لمعركته مع الأسد
أَفَاطِمُ لَوْ شَهِدْتِ بِبَطْنِ خَـبْـتٍ *** وَقَدْ لاَقى الهِزَبْرُ أَخَاكِ بِشْـرَا
إِذاً لَـرَأَيْتِ لَـيْثـاً زَارَ لَـيْثـاً *** هِزَبْرَاً أَغْلَباُ لاقـى هِـزَبْـرَا
تَبَهْنَسَ ثم أحجم عَنْهُ مُهْـرِي *** مُحَاذَرَةً، فَقُلْتُ: عُقِرْتَ مُهْـرَا
أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرْضِ؛ إِنِّـي *** رَأَيْتُ الأَرْضَ أَثْبَتَ مِنْكَ ظَهْرَا
وَقُلْتُ لَهُ وَقَدْ أَبْـدَى نِـصـالاَ *** مُحَدَّدَةً وَوَجْهاً مُـكْـفَـهِـراًّ
يُكَفْـكِـفُ غِـيلَةً إِحْـدَى يَدَيْهِ *** وَيَبْسُطُ للْوُثُوبِ عَلـىَّ أُخْـرَى
يُدِلُّ بِمِخْـلَـبٍ وَبِـحَـدِّ نَـابٍ *** وَبِاللَّحَظاتِ تَحْسَبُهُنَّ جَـمْـرَا
وَفي يُمْنَايَ مَاضِي الحَدِّ أَبْقَـى *** بِمَضْرِبهِ قِراعُ المْـوتِ أُثْـرَا
أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا فَعَـلَـتْ ظُـبـاهُ *** بِكَاظِمَةٍ غَدَاةَ لَقِـيتُ عَـمْـرَا
وَقَلْبِي مِثْلُ قَلْبِكَ لَيْسَ يَخْـشَـى *** مُصَاوَلةً فَكَيفَ يَخَافُ ذَعْرَا ؟!
وَأَنْتَ تَرُومُ للأَشْـبَـالِ قُـوتـاً *** وَأَطْلُبُ لابْنَةِ الأَعْمامِ مَـهْـرَا
فَفِيمَ تَسُومُ مِـثْـلـي أَنْ يُوَلِّـي *** وَيَجْعَلَ في يَدَيْكَ النَّفْسَ قَسْرَا؟
نَصَحْتُكَ فَالْتَمِسْ يا لَيْثُ غَـيْرِي *** طَعَاماً؛ إِنَّ لَحْمِي كَـانَ مُـرَّا
فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُـصْـحِـى *** وَخالَفَنِي كَأَنِي قُلْتُ هُـجْـرَا
مَشَى وَمَشَيْتُ مِنْ أَسَدَيْنَ رَامـا *** مَرَاماً كانَ إِذْ طَلَبـاهُ وَعْـرَا
هَزَزْتُ لَهُ الحُسَامَ فَخِلْتُ أَنِّـي *** سَلَلْتُ بِهِ لَدَى الظَّلْماءِ فَجْـرَا
وَجُدْتُ لَـهُ بِـجَـائِشَةٍ أَرَتْـهُ *** بِأَنْ كَذَبَتْهُ مَا مَـنَّـتْـهُ غَـدْرَا
وَأَطْلَقْتُ المَهَّنَد مِـنْ يَمِـيِنـي *** فَقَدَّ لَهُ مِنَ الأَضْلاَعِ عَـشْـرَا
فَخَرَّ مُـجَـدَّلاً بِـدَمٍ كَـأنـيَّ *** هَدَمْتُ بِهِ بِناءً مُـشْـمَـخِـرا
وَقُلْتُ لَهُ: يَعِـزُّ عَـلَّـي أَنِّـي *** قَتَلْتُ مُنَاسِبي جَلَداً وَفَـخْـرَا؟
وَلَكِنْ رُمْتَ شَـيْئاً لـمْ يَرُمْـهُ *** سِوَاكَ، فَلمْ أُطِقْ يالَيْثُ صَبْـرَا
تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمـنِـي فِـرَاراً! *** لَعَمْرُ أَبِيكَ قَدْ حَاوَلْتَ نُـكْـرَا!
فَلاَ تَجْزَعْ؛ فَقَدْ لاقَـيْتَ حُـرًّا *** يُحَاذِرُ أَنْ يُعَابَ؛ فَمُـتَّ حُـرَّا
فَإِنْ تَكُ قَدْ قُتِلْتَ فَلـيْسَ عَـاراً *** فَقَدْ لاَقَيْتَ ذا طَرَفَـيْنِ حُـرَّا
            وصف حي لمعركته مع الحية(ابن الفلا)
فَلمَّا بَلَغَتِ الأَبْيَاتُ عَمَّهُ نَدِمَ عَلَى ما مَنَعَهُ تَزْوِيجَهَا، وَخَشِيَ أَنْ تَغْتَالَهُ الحَيَّةُ، فَقَامَ في أَثرِهِ، وَبَلَغَهُ وَقَدْ مَلكَتَهُ سَوْرَةُ الحَيَّةِ، فَلمَّا رَأَى عَمَّهُ أَخَذَتْهُ حَمِيَّةُ الجَاهِلِيَّةِ، فَجَعلَ يَدَهُ فِي فَمِ الحَيَّةِ وَحَكَّمَ سَيْفَهُ فِيهَا، فَقَالَ:
بِشْرٌ إِلَى المَجْدِ بَعِيدٌ هَمُّهُ *** لَمَّا رآهُ بِالعَرَاءِ عَمُّـهُ
قدْ ثَكِلَتْهُ نَفْسُـهُ وَأُمُّـهُ *** جَاشَتْ بِهِ جَائِشَةٌ تَهُمُّهُ
قَامَ إِلَى ابْنٍ للفَلاَ يَؤُمُّـهُ *** فَغَابَ فِيهِ يَدُهُ وَكُـمُّـهُ
وَنَفْسُهُ نَفْسِي وَسَمِّي سَمُّهُ
                   مفاجأة القصة(الغلام ابنه)
فَلَمَّا قَتَلَ الحَيَّةَ قَالَ عَمُّهُ: إِنيِّ عَرَّضْتُكَ طَمَعاً في أَمْرٍ قَدْ ثَنَى اللهُ عِنَانِي عَنْهُ، فارْجِعْ لأَزَوِّجَكَ ابْنَتِي، فَلَمَّا رَجَعَ جَعَلَ بِشرٌ يَمْلأُ فَمَهُ فَخْراً، حَتَّى طَلَعَ أَمْرَدُ كَشِقِّ القَمَرِ على فَرَسِهِ مُدَجَّجَاً في سِلاَحِهِ، فَقَالَ بِشْرٌ: يَا عَمُّ إِني أَسْمَعُ حِسَّ صَيْدٍ، وَخَرَجَ فَإِذَا بِغُلامٍ عَلى قَيْدٍ، فَقالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا بِشْرُ! أَنْ قَتَلْتَ دُودَةً وَبَهِيمَةً تمَلأُ ماضِغَيْكَ فَخْراً؟ أَنْتَ في أَمَانٍ إِنْ سلَّمْتَ عمَّكَ فَقَالَ بِشْرٌ مَنْ أَنْتَ لا ُأَّم لكَ قَالَ اليَوْمُ الأَسْوَدُ والمَوْتُ الأَحْمَرُ، فَقالَ بِشْرٌ: ثَكِلَتْكَ مَنْ سَلَحَتْكَ، فَقالَ: يَا بِشْرُ وَمَنْ سَلَحَتْكَ، وَكَرَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا علَى صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَتَمكَّنْ بِشْرٌ مِنْهُ، وَأَمكَنَ الغُلاَمَ عِشْرُونَ طَعْنَةً في كُلْيَةِ بِشْرٍ، كُلَّمَا مَسَّهُ شَبَا السِّنانِ حَمَاهُ عَنْ بَدَنِهِ إبِقْاَءً عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بِشْرُ كَيْفَ تَرَى؟ أَلَيْسَ لَوْ أَرَدْتُ لأَطْعَمْتُكَ أَنْيَابَ الرُّمْحِ؟ ثُمَّ أَلْقَى رُمْحَهُ واسْتَلَّ سَيْفَهُ فَضَربَ بِشْراً عِشْرينَ ضرْبةً بِعَرْضِ السَّيْفِ، وَلَمْ يَتَمَكَّنْ بِشْرٌ مِنْ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا بِشْرُ سَلِّمْ عَمَّكَ وَاذْهَبْ فِي أَمانٍ، قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ بِشَريطَةِ أَنْ تَقُولَ منْ أَنْتَ، فَقَالَ: أَنَا ابْنُكَ، فقالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ مَا قَارَنْتُ عَقِيَلةً قَطُّ فَأَنَّى لِي هَذِهِ المِنْحَةُ؟؟ فَقَالَ: أَنَا ابْنُ المَرْأَةِ التِّي دَلَّتْكَ عَلى ابْنَةِ عَمِّكَ، فَقالَ بِشْرٌ:
تِلْكَ العَصَا مِنْ هَذِهِ العُصَيَّةْ *** هَلْ تَلِدُ الحَيَّةَ إِلاَّ الحَـيَّةْ!
وَحَلَفَ لاَ رَكِبَ حِصاناً، وَلا تَزَوَّجَ حَصَاناً. ثُمَّ زَوَّجَ ابْنَةَ عَمِهِ لابْنِهِ.

التحليل المجمل:
بدأالشاعر قصيدته بالنداء للتودد لترى فاطم شجاعته للوصول لمهرها، ثم وضح أن بشرا أرفع من الذي لا يعرف قدره لقد عاش بشر صعلوكا بين الأباعر(الجمال) وفي الكهوف ولذلك تميز بالقوة.عرفت عجوز انه يبحث عن عروس ولن يجد افضل من فاطمة ابنة عمه ذات الحسن والشعر الاسود كاليل الذي يتمنى البدر ان يمر من خلاله.رفض عمه تزويجه اياها ثم طلب مهرا غاليا وهو الف ناقة من نوق خزاعة.استعداد بشر للرحيل.سرى في نفس شر الحدة والغضب.وصف مخاطر الطريق.كان الجو مغبر مخيف كأنه قطعه من جهنم .سامره حفيف الغاب حينا وطيوف الذكريات حينا اخر.وفجاة جفل المهر وجمد مكانه واقشعر جسده.حدق بشر في الدجى ليعرف ما الذي خاف الفرس فوجد أسدا وهب لقتاله وقام بالدعاء على مهره أن يعقد اذا لم يثبت في المعركة ثم خاطب الأسد وضح له أنه لن يعود الا بعد أن يسمع صوت الذباب يأكله.وصف الأسد ووصف بشر .خاف الأسد مرة وبسط ظافره للهجوم مرة أخرى .عيناه كان فيهما احمرار ينظر بنظرات حادة على بشر مرارا وتكرارا كان يغلي في فمه رغوة حارة. وصف المعركة .ضج الغاب كله بالمعركة وكان بشر كالذئب عندما هجم على الأسد وقطعه عشرة قطع .فتحول الليل المظلم الى فجر.وصف شعور بشر بعد الانتصار على الأسد.من شدة فرح بشر بالنصر كان كالسكران فقدّ قميصه وكتب عليه بدم الأسد، يصور الاسد خائفا مترددا تارة ومتحفزا للهجوم والوثب باسطا اطفاره احيانا اخرى،*يصور نظرات الاسد وعيونه الغاضبة التي يروى بها خصمه مرارا وتكرارا في بداية الامر ونهايته بنيران مشتعلة من شدة الغضب،*يصور الزبد الذي يسيل من فمه بانه حار وكذلك انفاسه التي ينفثها من صدره اشد
حرا فكأنها حمم بركانية مشتعلة دلالة على قوة المعركة وشدة القتالدور الزوجة القديمة لبشر العجوز:وصفت له فاطمة ودفعته لخطبتها وطلب يدها *دور العم:رفض تزويج فاطمة لبشر وطلب من بشر مهرا غاليا *دور الاسد والافعى:احد المصاعب التي واجهت بشر في طريقه لخزاعه ،*الملثم:فارسا شجاعا أتيحت له الفرصة لقتل بشر لكنه لم يقتله وتنازل بشر عن فاطمة والزواج منها وتركها للملثم الصبي ابنه من زوجته القديمة العجوز التي أغار عليهم في بداية القصة ولم تخبرها أنها أنجبت منه قديما وأنها زوجته القديمة، لمفاجأة القصة الذي هو ابنه ؛لان بشر يمتلك القوة البدنية والعقل والسلاح فقد تغلب على الاسد والافعى اما وقوفه عاجا امام الفارس الملثم لانه يمتلك نفس القوة الجسدية والعقلية والسلاح سلالة الأبطال هو وابنه بهما نفس الروح،الايثار وتفضيل الأب ابنه على نفسه، ومحبة الأب لابنه ولحنانه عليه والاعتراف بتفوق ابنه عليه فهو أجدى بالزواج من فاطمة ابنة عم أبيه.

الثلاثاء، 2 يونيو 2020

معنى الإسلام قبل الإسلام وعند نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم

لُغَتُكَ الْعَرَبِيَّةُ فَخْرٌ لَكَ؛ لأَنَّهَا لُغَةُ الْجَنَّةِ، وَالْقُرْآنِ، وَمُحَمَّدٍ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
 الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ(الناس) مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ،
قَالَ : وَمَا الْإِسْلَامُ ؟
 قَالَ : '' أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ ، 
وَأَنْ تُوَجِّهَ وَجْهَكَ إِلَى اللَّهِ ،
 وَتُصَلِّيَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ ،
 وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ،
 أَخَوَانِ نَصِيرَانِ ،("أَخَوانِ نَصيرانِ"، أي: هما أخَوانِ يَتَناصَرانِ ويَتعاضَدان، لا أنْ يَسلُبَ أحَدُهما حُقوقَ الآخَرِ)
 لَا يَقْبَلُ اللَّهَُّ مِنْ أَحَدٍ تَوْبَةً أَشْرَكَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ (حديث )
لَا إِسْعَادَ فِي الْإِسْلَامِ ،(عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النِّسَاءِ حِينَ بَايَعَهُنَّ أَنْ لَا يَنُحْنَ , فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ نِسَاءً أَسْعَدْنَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَفَنُسْعِدُهُنَّ فِي الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا إِسْعَادَ فِي الْإِسْلَامِ "رواه النسائي ، وأحمد والبيهقي، وصححه ابن حبان- . قال الألباني في "صحيح الجامع": صحيح.والإسعادُ: معاونةُ النساء بعضهن بعضا في النياحة على الميت , وهي عادة جاهلية منهيٌّ عنها...واستقر الأمر على المنع .. والإسْعَادُ: لا يُسْتَعْمَل إلا في البُكاء والنَّوْح,وهكذا النساء.)
 وَلَا شِغَارَ ،( وَالشِّغَارُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ : زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ وَأُزَوِّجُكَ ابْنَتِي ، أَوْ زَوِّجْنِي أُخْتَكَ وَأُزَوِّجُكَ أُخْتِي )
 وَلَا عَقْرَ فِي الْإِسْلَامِ ،(يذبحون عند قبر الشخص إذا كان كريماً، ويقولون: كما أحسن إلى الناس في حياته فإنه يكون كذلك بعد وفاته، فيذبحون عنه؛ حتى يكون مطعماً حياً وميتاً.)
 وَلَا جَلَبَ فِي الْإِسْلَامِ ،( " الجلب في السباق أن يتبع فرسه رجلا يجلب عليه ويزجره ، والجنب أن يجنب إلى فرسه فرسا عريانا ، فإذا فتر المركوب تحول إليه ، والجلب والجنب في الصدقة )
 وَلَا جَنَبَ ،(في المسابقة وجنب والجلب ... مع صاحبه حتى إذا مل ... يركب الأخرى، ولا جلب الصياح والزحم عليها حتى تسبق صاحبه؛ لأنه قد يكون صاحبه ليس عنده من الصوت مثلما عند هذا، فالواجب أن يكونا جميعاً على حالة واحدة حتى لا يكون قد غبنه في شيء زائد، والمقصود اختبارهم في المسابقة، فلا يكون معه جلب ولا جنب، بل يكونان متساويين في المسابقة )
 وَمَنْ انْتَهَبَ فَلَيْسَ مِنَّا (حديث 

سُميت الديانات إما نسبة إلى اسم رجل خاص و أو أمة معينة و فالنصرانية أخذت اسمها من ( النصارى ) , وتسمت البوذية على اسم بانيها : ( بوذا ) , واشتهرت الزرادشتية بهذا الاسم لأن مؤسسها وحامل لوائها كان ( زرادشت ) , وكذلك اليهودية ظهرت بين ظهراني قبيلة تعرف ( بيهوذا ) , فسميت باليهودية , وهلم جرا . إلا الإسلام , فإنه لا ينتسب إلى رجل خاص , ولا إلى أمة بعينها , وإنما يدل اسمه على صفة خاصة يتضمنها معنى كلمة الإسلام , ومما يظهر من هذا الاسم أنه ما عني بإيجاد هذا الدين وتأسيسه رجل من البشر , وليس خاصاً بأمةً معينة دون سائر الأمم , وإنما غايته أن يحلي أهل الأرض جميعاً بصفة الإسلام , فكل من اتصف بهذه الصفة , من غابر الناس وحاضرهم فهو مسلم , ويكون مسلماً كل من سيتحلى بها في المستقبل .
الإسلام دين الجميع شرط أن يكونوا على الأخلاق السالمة السليمة المستسلمة لله تنقاد بسلامة وسلام وإسلام العقل والقلب والخلق والضمير والروح له سبحانه،فالدين هوالإسلام لمن سلم المسلمين وجميع البشر من شره وأذاه، المسلم الذي يدين بالإسلام هو صاحب الخلق الرفيع،فكل من حسن خلقه مسلم،داخل في دين الإسلام حتى وإن لم يصله خبر عنه، أو لم يسمع عنه، أو خاف من الالتحاق به، أو تعذر من الدخول فيه.


معنى الإسلام في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
أَسلَمَ ( فعل ):
أسلمَ يُسلم ، إسلامًا ، فهو مُسلِم ، والمفعول مُسلَم - للمتعدِّي
أَسلَمَ : انقادَ
دخل في دين الإسلام وأصبح مسلمًا { فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا }
أَسلَمَ : دخل في السِّلْم
أَسلَمَ عن الشيء : تركه بعد ما كان فيه
أَسلَمَ في البيعَ : تعامل بالسَّلَم
أسلم الشَّيءَ إليه : دفعه إليه ، وأعطاه له أسلِمْ هذه الرِّسالة إلى أخيك
أَسْلَمَ أَمْرَهُ إلى اللَّهِ : خَضَعَ لِما أَرادَهُ اللَّهُ ، سَلَّمَ أَمْرَهُ إلى اللَّهِ ، فَوَّضَهُ ، اِنْقادَ { وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }
أَسلَمَ الخيطُ ونحوُه : انقطع فتناثر منه الخرزُ ونحوُه
أَسلَمَ فلانًا : خَذَله وأَهملَهُ وتركه لعدوِّه وغيرِه
أَسْلَمَ الرُّوحَ إِلى خالِقِها : سَلَّمَها ، لَفَظَ أَنْفاسَهُ الأَخِيرَةَ
أسلم قيادَه إليه / أسلم قيادَه له : فوّضه ، وانقاد إليه وتبعه أسلم أمَره إلى الله ،
أسلم له القياد : تَبِعَهُ { مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ }
إسلام ( إسم ):
مصدر أسلمَ
الإِسلامُ : الخضوع لله على أي دين من الأَديان
الإِسلامُ : الدينُ الذي بعث الله به محمدًا صَلَّى الله عليه وسلَّم { وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا }
الشَّريعة الإسلاميَّة : التعاليم القرآنيّة ومصادر التشريع الأخرى كالسُّنَّة والإجماع ،
دار الإسلام : بلاد المسلمين ،
مذاهب الإسلام : الحنفيّ والشافعيّ والمالكيّ والحنبليّ
إسلام ( إسم ):
إسلام : مصدر أَسلَمَ
أَسْلَامٌ ( إسم ):
أَسْلَامٌ : جمع سَّلَمَةُ

الحب الحقيقي (طوق الحمامة حب ابن حزم الأندلسي)

لُغَتُكَ الْعَرَبِيَّةُ فَخْرٌ لَكَ؛ لأَنَّهَا لُغَةُ الْجَنَّةِ، وَالْقُرْآنِ، وَمُحَمَّدٍ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
"قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" آل عمران: 31
لا أظنُّ أنّ اللّهَ أنزلَ في كتابه شيئًا يُذْكر فيه الحبّ أقوى مِن هذا المعنى، ربما لأنه إرشادٌ واضح ليس فيه مشقة الفهم أو عناء التدبر، ليس فيه إلا الاتباع فَحسبْ، فهذا كل ما في الأمر، فقط اتبعوا أمر هذا النبي لتنالوا الحب. ولم أرَ – في الحب والإيمان- أجمل مِن هذا الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه رسول الرحمة والحب صلى الله عليه وسلم في حديثٍ عن أنس: "لا يُؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه مِن والده وولده والناس أجمعين" رواه البخاري (15) ومسلم (44). إنه حبٌّ لم يفرضهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كانت النفس الرحيمة في أغواره الشريفة تضطرنا لِأنْ نحبه ونتبعه، لعلمه بأنّ اتباعه وحبه هما أسباب سعادتنا في الدنيا وأسباب نجاتنا في الآخرة.
من أحب لقاء الله أحب الله لقائه
أوَّل مَرَاتِبِ الحُبِّ الهَوَى
ثُمَّ العَلاَقَةُ وهي الحُبُّ اللاَّزِمُ للقَلْبِ
ثُمَّ الكلَفُ وهو شِدَّة الحُبِّ
ثُمَّ العشْقُ وهو اسْم لِمَا فَضَلَ عَنِ المِقْدَارِ الذي اسْمُهُ الحُبُّ
ثُمَّ الشَعَفُ وهو إحْرَاقُ الحُبِّ القلْبَ مَعَ لَذَةٍ يَجِدُها
وَكَذَلِكَ اللَّوْعَة واللاَّعِجُ ، فإنّ تِلْكَ حُرْقَةُ الهَوَى ، وهذا هوَ الهَوَى المُحْرِقُ
ثمَّ الشَّغَفُ وهُوَ أنْ يَبْلُغَ الحُبُّ شَغافَ القَلْبِ ، وهي جِلْدَة دُوْنَهُ وقد قُرِئَتَا جَمِيعاً {شَغَفَهَا حُبّاً} وَشَغَفَهَا
ثُمّ الجَوَى وَهَو الهَوَى البَاطِنً
ثُمَّ التَّيْمُ ، وهُوَ أنْ يَسْتَعْبِدَهُ الحُبُّ ، ومِنْهُ سُمِّي تَيْمُ اللّه أي عَبْدُ اللهّ ، ومِنْهُ رَجُلٌ مُتَيم
ثُمَّ التَّبْلُ وهُوَ أنْ يُسْقِمَهُ الهَوَى
وَمِنْهُ رَجُل مَتْبُول
ثُمَ التّدْلِيهُ وهُوَ ذَهَابُ العَقْلِ مِنَ الهَوَى ، ومِنْهُ رَجُلٌ مُدَلَّهٌ
ثُمَّ الهُيُومُ ، وهُوَ أنْ يَذْهَبَ عَلَى وَجْهِهِ لِغَلَبَةِ الهَوَى عَلَيهِ ، ومِنْهُ رَجُل هَائِم