الاثنين، 23 مارس 2015

العامية مستمدة من الفصحى

لغتك العربية فخر لك لأنها لغة الجنة والقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم
 
العامية العربية أصولها من الفصحى وبينها تشابه ومنها القوي والسهل في النطق تبعا للتطور اللغوي وأسهلها العامية المصرية للتطور اللغة والحضارة لديها والموروث الثقافي والحضاري والقدم في النطق إلى أن وصلت لهذا التطور الضخم .
فالنحت في شنو من كلمة أي شيء ؟ ولعلها وردت في كتاب أحمد بن حنبل المسند وغيرها من الكلمات الواردة في كتب التراث التي تدل على جواز الاستخدام النابع من لغة الشارع والأحداث والمستجدات على العصور .
فلا غضاضة ولا استنكاف من استخدام العميات المتنوعة لأنها منذ زمن ولن تؤثر على الفصحى ولن تغير الفهم والاستيعاب لها كم عميات لم تؤثر وكم لغات لم تؤثر المسلم الأجنبي لم تؤثر عليه عميات ولا غيرها ، العربي العاميات شوارعية وغير مؤثرة على الفهم للكتب الفصحى ولا الكتاب المقدس القرآن الكريم ، العامي البسيط يفهم القرآن ببساطة رغم تحدثه التام الكامل للعامية الكتاب مفهوم لدى جميع الناس ولدى جميع اللغات وجميع الأعمار وجميع الأزمان وما العامية هي التي تمحو لغتنا العربية بل تثريه بنحت للكلمات واختزال وقلب ,إبدال وإعلال وتصريفات قلب مكاني وغيرها من تبادل الجذور والاشتقاق الدلالي وقلب الحروف والأصوات مثل ابن جني في الخصائص وكذلك ابن فارس وكذلك مثلثات قطرب ، اقلب الحروف أيس ويأس بأس أبس سبأ سأب سأي ولاحظ لا اختلاف في المعنى.


العربية الفصحى
السعودية النجدية
ليبيا
المغرب
الجزائر
مصر
الأردن وفلسطين
الشامية
العراقية
السودانية
الحجازية الحضر
اليمنية والتهامية
تونس
الكويت
الإماراتية
الحسانية(الموريتانية)
البحرينية
البحرانية
العمانية
لماذا؟
ليش/وشوله
وعلاش/عليش
عْلاش/لاش
عْلاش
ليه
ليش
ليش
ليش/لشو/لويش
ليه
ليه/ليش
لَمَهْ
عْلاش
ليش
ليش
أعلاش
ليش/شوله/شله
/لاويش
ليش
كيف؟
كيف/وشلون
كيف
كِيفَاش
كِيفَاش
إزاي
كيف/شلون
كيف/شلون
شلون
كيف
كيف
كِيفَاش
كيف/شلون
شقى/شقايل
اسم حالة/ كيف آش
شلون
شلون/جيفة (Ch)
كيف
متى؟
متى؟
امته
وقتاشْ/فوقاش/ايمتى
وقتاش
إمته
وينتا/ايمتى
إيمتى/أمَيت
إشوكت
متين
متى
متى
وقتاش
متى
متى
اسم وقت/ أيْنْت
امته
مته
متى
ماذا؟
وشهو/وشو/إيش
شني/شنو
أش/شنو
وشنو/وشي/شتاهو
ايه
شو
شو/أيش
شنو
شنو/ايه
ايش
ماهو
وشنو/وشي
شنو/شنهو
شنهو
شنهو
شنو/شنهو
ويش/شنهو
ايش
هل؟
هل
واش/وشنو
واش/وشنو
الضمير + [‡]
شي[*]
[‡]
-شْ[*]
-إه[*]
كم؟
كم
قداش/أبكم
شحال/مشحال/آش حال
شحال/قداش
كام
قديش
قدّيش
إشكد
كم
كم / قدِّ ايش
كم
قَدَّاشْ
كم/جم (Ch)
كم/جم (Ch)

الاشتقاق شروطه وأنواعه

لغتك العربية فخر لك لأنها لغة الجنة والقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم
الاشتقاق
أولا - تعريف الاشتقاق
- لغة: الاشتقاق من الشق وهو أخذ الشيء من الشيء أو أخذ شقه ؛ أي نصفه، و اشتقاق الكلام الأخذ فيه يمينا وشمالا ، و اشتقاق الحرف من الحرف أخذه منه . ويقال شقق الكلام إذا أخرجه أحسن مخرج .
- اصطلاحا : له تعاريف متعددة لا تبتعد كثيرا عن المعنى اللغوي ونورد بعضها :
1 - اقتطاع فرع من أصل يدور في تصاريفه حروف ذلك الأصل.
2 - أخذ كلمة من أخرى بتغيير ما ، مع التناسب في المعنى.
3 - نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنى وتركيبا، ومغايرته في الصيغة.
ثانيا : شروط الاشتقاق :
إن علماء النحو و الصرف وضعوا شروطا لصحة الاشتقاق نذكر منها:
1 - لابد في المشتق اسما كان أو فعلا من أن يكون له أصل ، فإن المشتق فرع مأخوذ من لفظ آخر، كما رأينا في التعاريف ولو كان أصلا في الوضع غير مأخوذ من غيره لم يكن مشتقا ، ولكن ما هو هذا الأصل المشتق منه ؟ أهو المصدر أم الفعل ، أم شيء آخر. في ذلك خلاف بين العلماء .
2- لا بد أن يناسب المشتق الأصل في الحروف من حيث عددها وترتيبها ، والمعتبر المناسبة في جميع الحروف الأصلية، فإن الاستباق من السبق مثلا يناسب الاستعجال من العجل في حروفه الزائدة و المعنى وليس مشتقا منه بل من السبق .
3- يجب أن يوافق المشتق الأصل في المعنى إما مع زيادة " كالضرب " فإنه للحدث المخصوص والضارب فإنه لذات ما له ذلك الحدث ، وإما بدون زيادة كاشتقاق الضرب من ضرب على مذهب الكوفيين .
ثالثا : الأصل في الاشتقاق
اختلف البصريون و الكوفيون في أصل الاشتقاق، فذهب البصريون إلى أن أصله هو المصدر في حين يرى الكوفيون أن الفعل أصل الاشتقاق. واحتج كل فريق بجملة من الأدلة :
أ - حجج البصريين :
1 - إن المصدر إنما سمي كذلك لصدور الفعل عنه .
2 - إن المصدر يدل على شيء واحد وهو الحدث ، أما الفعل فيدل بصيغته على شيئين الحدث و الزمان المحصل، وكما أن الواحد أصل الاثنين فكذلك المصدر أصل الفعل.
3 - إن المصدر يدل على زمان مطلق أما الفعل فيدل على زمان معين وكما أن المطلق أصل للمقيد ، فكذلك المصدر أصل للفعل .
4 - إن المصدر اسم والاسم يقوم بنفسه ويستغنى عن الفعل لكن الفعل لا يقوم بنفسه بل يفتقر إلى الاسم ولا يستغني بنفسه، وما لا يفتقر إلى غيره أولى بأن يكون أصلا مما لا يقوم بنفسه .
5 - إن المصدر مثال واحد نحو : الضرب" و "القتل" و الفعل له أمثلة مختلفة
ب - حجج الكوفيين :
1 - إن المصدر يذكر تأكيدا للفعل نحو : ضربت ضربا ، ورتبة المؤكد (بفتح الكاف) قبل رتبة المؤكد (بكسر الكاف).
2 - إن هناك أفعالا لا مصادر لها وهي : نعم ، بئس ، حبذا ، عسى ، ليس ... فلو كان المصدر أصلا لما خلا من هذه الأفعال لاستحالة وجود الفرع من غير أصل .
3 - إن الفعل يعمل في المصدر نحو : ضربت ضربا ، وبما أن رتبة العامل قبل رتبة المعمول وجب أن يكون المصدر فرعا عن الفعل .
4 - إن المصدر يصح لصحة الفعل ويعتل لاعتلاله مثل: ذهب ذهابا ، رمى رميا .
و الراجح أن أصل الاشتقاق ليس واحدا بل الصحيح أن العرب اشتقت من الأسماء والأفعال و الحروف لكن بدرجات متفاوتة، فأكثر ما اشتق منه الأفعال ثم الأسماء ثم الحروف، وهذا ما يراه عدد من الباحثين المحدثين.
رابعا : فوائد الاشتقاق وأغراضه
إن الاشتقاق يكتسب أهمية بالغة في اللغة العربية ، بل ذهب بعضهم إلى وجوب تقدم تعلمه على علم النحو؛ أي علم التصريف ، وهو نوع من أنواع الاشتقاق بل هو أهمها وأكثرها ورودا . وفي ذلك يقول ابن جني:"فالتصريف إنما هو لمعرفة أنفس الكلم الثابتة، والنحو إنما هو لمعرفة أحواله المتنقلة، ألا ترى أنك إذا قلت : قام بكر، ورأيت بكرًا، ومررت ببكرٍ فإنك إنما خالفت بين حركات حروف الإعراب لاختلاف العامل ولم تعرض لباقي لكلمة وإذا كان كذلك فقد كان من الواجب على من أراد معرفة النحو أن يبدأ بمعرفة التصريف؛ لأن معرفة ذات الشيء الثابتة ينبغي أن يكون أصلا لمعرفة حاله المتنقلة، إلا أن هذا الضرب من العلم لما كان عويصا صعبا بدئ قبله بمعرفة النحو ثم جيء به بعد ليكون الارتياض في النحو موطئا للدخول فيه، ومعينا على معرفة أغراضه ومعانيه وعلى تصرف الحال".
وللاشتقاق فوائد كثيرة منها :
1 - إنه وسع كلام العرب فتمكن الشعراء من التسلط على قوافيهم ، كما تمكن الخطباء من التوسع في خطبهم ، فكثر عندهم السجع . ولولاه لما وجد في الكلام صفة لموصوف ولا فعل لفاعل .
2 - تمكن النحويون والصرفيون من معرفة الزائد من الأصل ومعرفة المجرد من المزيد.
3 - ساعد في تحديد أصالة الكلم، وكان سبيلا إلى معرفة الأصيل من الدخيل؛ لأن الكلمة الدخيلة لا نجد لها أصلا من ناحية اللفظ، ولا من ناحية الدلالة، فالصراط والفردوس" وغيرهما من الألفاظ المعربة لا نجد لها أصلا في العربية؛ إذ لا توجد مادة "صراط"، ولا مادة " فردوس " فوجود سلسلة من المشتقات ينبئ بأصالة الكلمة في العربية .
أنواع الاشتقاق
أ -الاشتقاق الأصغر ( الصغير ) أو العام : هو نزع لفظ من آخر أصل له بشرط اشتراكهما في المعنى والأحرف الأصول وترتيبها، كاشتقاقك اسم الفاعل (ضارب) واسم المفعول (مضروب) و الفعل (تضارب) وغيرها من المصدر (الضرب) على رأي البصريين أو من الفعل ( ضَرَبَ) على رأي الكوفيين .
وهذا النوع من الاشتقاق هو أكثر أنواع الاشتقاق ورودا في العربية، وأكثرها أهمية، وإذا أطلقت كلمة (الاشتقاق) فإنها تنصرف إليه ، ولا تنصرف إلى غيره إلا بتقييد .
وقد تناوله الصرفيون و اللغويون على حد سواء ، إلا أن علماء الصرف يتناولونه بالبحث من حيث هيئات الكلمات وصورها في الاشتقاق
أما علماء اللغة فيبحثون فيه من جهة أخرى؛ أي من حيث اشتراك الكلمتين في الحروف وفي المناسبة بينهما في المعنى دون التفات إلى حركات
و سكون . هذا وقد تباينت أراء العلماء في حجم الدائرة التي يشملها الاشتقاق من الكلم :
أ - فبعضهم قال : الكلم بعضه مشتق وبعضه غير مشتق. فقال الدكتور صبحي الصالح: أما الرأي العلمي الجدير بأن ننتصر له فهو ما ذهب إليه المؤلفون في الاشتقاق ( يقصد قطرب والأصمعي وأبا الحسن الأخفش وابن دريد والزجاج والرماني وابن خالويه ) من أن بعض الكلم مشتق وبعضه غير مشتق .
ب- وقالت طائفة أخرى من متأخري أهل اللغة: الكلم كله مشتق، ونسب هذا إلى الزجاج.
جـ - وطائفة قليلة من الباحثين القدامى قالوا : الكلم كله أصل و ليس منه شيء اشتق من غيره .
ب - الاشتقاق الكبير، أو القلب اللغوي ، أو المكاني
1 - تعريفه :
هو نوع من أنواع الاشتقاق ولع به ابن جني، ولنتركه يبين لنا معناه بنفسه : "وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحدا تجتمع التراكيب الستة ، وما يتصرف من كل واحد منها عليه ، وإن تباعد شيء من ذلك رد بلطف الصنعة و التأويل إليه، كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد" .
وقد انفرد ابن جني بتسمية هذا الاشتقاق بالأكبر.
2 - مثاله : أورد ابن جني بعض الشواهد على هذا النوع نختار واحدا منها:
قال ابن جني " ج ب ر" أين وقعت للقوة و الشدة
- منها : جبرت العظم و الفقير إذا قريتهما وشددت منهما .
- و الجبر: الملك لقوته وتقويته لغيره .
- ومنها : رجل مجرب إذا جرسته الأمور ونجدته، فقويت منته واشتدت شكيمته.
- ومنها : الجراب لأنه يحفظ ما فيه .
- ومنها : الأبجر و البجرة وهو القوي السرة.
- ومنه: البرج لقوته في نفسه وقوة ما يليه به.
- ومنها: رجبت الرجل إذا عظمته وقريت أمره.
- ومنه : رَجَبٌ لتعظيمهم إياه عن القتال فيه .
- وإذا كرمت النخلة على أهلها فمالت دعموها بالرجبة وهو شيء تسند إليه لتقوى به .
- و الراجبة أحد فصوص الأصابع وهي مقوية لها .
- ولعل ابن جني وجد صعوبة بل استحالة في تعميم فكرته على الألفاظ الرباعية الأصولية أو ما يلحق بها فقصر أمثلته على الأصول الثلاثية .
- وفكرة التقاليب تعود إلى الخليل الذي حاول بعبقريته الفذة حصر كل المستعمل من كلمات اللغة العربية معتمدا على تقليب اللفظ إلى كل الاحتمالات الممكنة ومبينا المستعمل من هذه التقاليب من غير المستعمل .
وعلى نهج الخليل سار ابن دريد وغيره- وعلى أساس فكرة التقاليب هذه رتب معجمه (العين) لكن الخليل لم ير أن التقاليب الستة للكلمة الثلاثية تدخل في باب اشتقاق واحد وترجع إلى أصل واحد يجمعها بسبب اشتراكها في الحروف الثلاثة مهما يكن موقعها وترتيبها.
في ترتيب معاجمهم، ويظهر أن أستاذ ابن جني أبا علي الفارسي قد استهوته هذه الفكرة، كما يذكر ابن جني نفسه، وتعسف ابن جني واضح كل الوضوح في المذهب الذي ذهبه وحتى في الأمثلة التي استشهد بها ( ) إذ كيف يستطيع المرء أن يجد صلة بين القول و القلو وهو حمار الوحش ، أم كيف يجدها في اللوقة(الزبدة ) واللقوة (العقاب) ؟
- وقد شعر ابن جني نفسه بهذا التكلف حينما تحدث عنه بشيء من الضعف وعدم الجزم . وقد وقف الباحثون إزاء هذا النوع الذي تحمس له ابن جني ثلاثة مواقف بين مؤيد ومنكر وواقف موقف وسط .
- فقد أيده الزجاج وأنكره السيوطي قائلا : " وهذا مما ابتدعه الإمام أبو الفتح ابن جني، وكان شيخه أبو علي الفارسي يأنس به يسيرا ، وليس معتمدا في اللغة، ولا يصح أن يستنبط به اشتقاق في لغة العرب ، وإنما جعله أبو الفتح بيانا لقوة ساعده ورد المختلفات إلى قدر مشترك .
- أما الذي وقف موقفا وسطا فهو صبحي الصالح لكونه تحفظ على بعض الأمثلة التي ذكرها ابن جني في هذا الباب، وانتهى في بعض الأحيان إلى التعمق لكنه مع تحفظه رأى بأن الاشتقاق الكبير لم يعرف اللغويون العرب أعظم منه .
جـ - الاشتقاق الأكبر أو الإبدال اللغوي
- تعريفه : هو ما اتحدت فيه أكثر الحروف مع التناسب في الباقي مثل نهق ونعق .
ويتميز الإبدال اللغوي ( الاشتقاق الأكبر) عن الإبدال الصرفي الذي يقع لضرورة صوتية، فالإبدال الصرفي هو إبدال صوت من كلمة بصوت آخر، يقع عادة بين الأصوات المتقاربة في الحيز والمخرج كإبدال الواو ألفا في صام وأصلها من صوم ، والتاء طاء في اصطلح و أصلها اصطلح واختلف النحاة في عدد حروفه .
أما الإبدال اللغوي فهو أوسع من حيث الحروف حيث أنه يشمل حروفا غير موجودة في الأول، واختلفوا في القدر، فمنهم من قال: يشمل جميع حروف الهجاء ، وضيق مجاله آخرون بأن تكون الحروف متعاقبة متقاربة المخرج .
- أراء العلماء فيه :
- اعتبره بعضهم نوعا خاصا من أنواع الاشتقاق كابن جني و السيوطي .
- في حين ذهب آخرون إلى إنكاره، فقال بعضهم : إن الإبدال يتنافى وطبيعة الاشتقاق، واعتبروه ليس إلا ظاهرة صوتية تقوم على استبدال بعض الحروف ببعضها لأسباب :
- الخطأ في السمع .
- التطور الصوتي في الحرف المبدل .
- التصحيف الناتج عن قلة الاعجام قديما .
ومن أمثلة الاشتقاق الأكبر : صهل – زأر – سعل . فهذه الأفعال الثلاثة كل منها يدل على صوت، الأول صوت الحصان، و الثاني صوت الأسد، و الثالث صوت الإنسان.
وبالمقارنة بين كل وما يقابله نلاحظ أن (ص . ز . س ) أحرف صفيرية و(الهاء ،والهمزة ، والعين ) أحرف حلقية، واللام المشتركة في فعلين أخت الراء في الفعل الثالث (زأر) فهي انحرافية .
نص تطبيقي حول الاشتقاق :
يقول ابن جني :"هذا موضع لم يسمه أحد من أصحابنا ، غير أن أبا علي كان يستعين به ويخلد اليه ، مع اعواز الاشتقاق الأصغر ، لكنه مع هذا لم يسمه . وانما كان يعتاده عند الضرورة ، ويستودع اليه ويتعلل به ، وانما هذا التقليب لنا نحن ، وستراه ، فتعلم أنه لقب مستحسن
وذلك أن الاشتقاق عندي على ضربين ، كبير وصغير ، فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم كأن تأخذ أصلا من الأصول فتتقراه ، فتجمع بين معانيه وان اختلفت صيغه ومبانيه ، وذلك كتركيب ( س ل م) فانك تأخذ منه معنى السلامة في تصرفه ، نحو سلم، يسلم، سالم سلمان ، سلمى، السلامة والسليم أطلق عليه تفاؤلا بالسلامة، وعلى ذلك بقية الباب اذا تأولته ...
أما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحدا تجتمع التراكيب الستة و ما يتصرف من كل واحد منها عليه ، وان تباعد شيء من ذلك (عنه) رد بلطف الصنعة والتأويل اليه كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد ، وقد كنا قدمنا ذكر طرف من هذا الضرب من الاشتقاق في أول هذا الكتاب ، عند ذكرنا أصل الكلام والقول وما يجيء من تقليب تراكيبهما نحو : (ق س و)، (ق و س) ،(و ق س) ، (و س ق) ، (س و ق) وأهمل (س ق و) وجميع ذلك الى القوة والاجتماع منها القسوة وهي شدة القلب واجتماعه ، ومنها القوس لشدتها واجتماع طرفيها ، ومنها الوقس لابتداء الجرب و ذلك لأنه يجمع الجلد ويقحله ، ومنه الوسق للحمل ذلك لاجتماعه وشدته ..."
الخصائص ج 2
التحليل :
يتحدث ابن جني في نصه عن ظاهرة لغوية تحدث نتيجة التصاريف المتنوعة للكلمة وتقليباتها المختلفة و هي تعتبر احدى خصائص اللغة العربية وعاملا هاما
- ان لم نقل أساسيا ـ من عوامل زيادة الثروة الافرادية في هذه اللغة ونعني بها: الاشتقاق .
فذكر لنا أنواعه : الصغير والكبير معرفا كل واحد منهما ومبتدئا بالصغير الذي حدده انطلاقا من أربعة عناصر أساسية تدخل في تكوينه ، وهي :
- الحروف الأصلية : المثال الذي قدمه ، الجذر( س ل م )
- ترتيب هذه الحروف : لأن تغيير ترتيب الحروف يؤدي الى تغيير الجذر.
- المعنى الأصلي للجذر : وهو معنى السلامة .
- الاختلاف في الصيغة : فصيغة سليم هي فعيل ، وصيغة السلامة الفعالة وصيغة سلمى فعلى ...
وهي العناصر التي اعتمد عليها معظم علماء اللغة العربية في تحديدهم للاشتقاق الصغيرفقالوا أنه :" أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنى ومادة أصلية و هيئة تركيب لها ليدل بالثانية على معنى الأصل بزيادة مفيدة "
ونستخلص وجود علاقة في هذا النوع من الاشتقاق بين المشتق والمشتق منه أو بين الكلمة الأصلية والكلمة المشتقة، وتناسبا بينهما في اللفظ والمعنى.
من المعلوم أن أصل المشتقات هو المصدر- وهو رأي علماء المدرسة البصرية - وأن المشتقات هي الفعل الماضي ، الفعل المضارع ، فعل الأمر ، اسم الفاعل ، اسم المفعول ، الصفة المشبهة باسم الفاعل ، اسم التفضيل، صيغ المبالغة ، اسم المكان ، اسم الزمان ، اسم الآلة .
ولقد ضبط النحاة في هذا النوع من الاشتقاق مقاييس دقيقة للحصول على المشتقات المختلفة التي تتولد وتتفرع من الأصل المشتق منه و ذلك بالتقيد بمجموع العناصر التي ذكرت سالفا.
- أما النوع الثاني للاشتقاق ، المسمى الاشتقاق الكبير وهي تسمية يذكر ابن جني أنه أول من وضعها ، لكن الفكرة كانت معروفة عند شيوخه ، وأول من ابتدعها الخليل بن أحمد الفراهيدي حين عمد الى حصر الكلمات في اللغة العربية . يعتمد في الاشتقاق الكبير على :
- تقليب الأصول الثلاثية و هي عملية تنتج ست تقاليب والمثال الذي قدمه هو ( ق س و)، ( ق و س ) ، ( و ق س ) ، ( و س ق ) ، ( س ق و ) ، ( س و ق )
- التمييز بين المهمل والمستعمل من هذه الأصول ، حيث أهمل ابن جني الجذر ( س ق و)
- اشتراك كل التقاليب مع ما يشتق من كل تقليب ، بالاشتقاق الصغير، في المعنى العام . وذكر لنا ابن جني المعنى العام الذي تشترك فيه تقاليب
( ق س و) وهو القوة والاجتماع .
في الأخير نقول أن الاشتقاق الصغير وسيلة لغوية هامة لوضع الكلمات في اللغة العربية واثراء القاموس اللغوي العربي خاصة بالمصطلحات العلمية العربية للتعبير عن المفاهيم العلمية في مختلف العلوم والفنون و التي تفد الينا يوميا بالآلاف من الدول المتطورة و بلغاتها. خاصة اذا علمنا أن عدد الجذور في اللغة العربية يصل الى ستة آلاف جذر ، اضافة الى عدد الصيغ التي تملكها للفعل الواحد ، حيث تنص كتب اللغة أن فعلا واحدا يمكن أن يحمل عدة صيغ وهي فعل ، أفعل ، فاعل ، استفعل ، افعل (بتشديد اللام ) افعال ( بتشديد اللام ) ، افعوعل ، افعول ( بتشديد الواو ) ، انفعل ، افتعل ، تفعل ، تفاعل ، فعلل ، تفعلل . ويمكن أن نشتق من كل صيغة عدة صيغ أخرى . في حين يبقى الاشتقاق الكبير وسيلة هامة لاحصاء الكلمات في اللغة العربية وتوجد أنواع أخرى من الاشتقاق، منها: الاشتقاق الكبار (النحت) - سنفرد له درسا خاصا - والاشتقاق الابدالي .
- الاشتقاق الابدالي: وهو أن يتفق المشتق والمشتق منه في بعض الحروف ويختلفان في بعضها لكن يشترط في الحرفين الذين يختلفان فيه أن يكونا من مخرج واحد في الجهاز الصوتي ـ وهو شرط لم يأخذ به كل العلماء ـ مثل : نعق الغراب ونهق الحمار اذ يختلفان في حرفي العين والغين
ويدلان على معنى متقارب .
أقسامه : الاشتقاق في اللغة العربية أربعة أقسام : الصغير، والكبير، والأكبر، والكُبَّار .

1- الاشتقاق الصغير:(الاشتقاق العام) وهو عبارة »عن انتزاع كلمة من أخرى وذلك بتغيير في الصيغة مع تشابه بينهما في المعنى واتفاق في الأحرف الأصلية وفي ترتيبه [2]« فعلى أساسه اشتق من المصدر: اسم فاعل، واسم المفعول، الصفة المشبه، اسم التفضيل، اسم الزمان، اسم المكان، اسم الآلة. إضافة إلى الأفعال.مثل:ضرب، يضربُ، إضراب، ضارب، مضروب، مضرب. كما اشتقت العربُ من غير المصدر: فأكثرت الاشتقاق من أسماء الأعيان: كالبحر والحجر، فقالوا: أبحر، وأحجر، ومن أسماء الزمان:أصبح، وأصاف، وأخرف. ومن أسماء المكان فقالوا: أنجد وأتهم ، وَرْقَل, ومن أسماء الأعلام فقالوا: تنزَّر وتقيَّس إذا انتسب إلى نَزار وقيس...ومن حروف المعاني: سوَّف وأنعم إذا قال: سوف، ونعم.

2- الاشتقاق الكبير: هو أن يكون بين الكلمتين اتفاق في الأحرف الأصلية من دون ترتيبها، وتناسب في المعنى مثل: حَمَدَ ، مَدَحَ ويعرف بالقلب. وذهب ابن جني[3] إلى أن لتقاليب أحرف المادة الواحدة معنى جامعا يسري في جميع ما تصرف منها، وعقد لذلك بابا سمَّاه الاشتقاق الأكبر حيث يصبح للمادة الثلاثية 6 تقاليب ، وللرباعية 24 تقليبا، وللخماسية 120 تقليبا. فمادة (جبر) وتقاليبها تدل على القوة والشدة .

3– الاشتقاق الأكبر:هو أن يكون بين الكلمتين تناسب في المعنى واتفاق في بعض أحرف المادة الأصلية وترتيبها. مثل: ثلب وثَلم ، ونعق ونهق. ويعرف هذا الاشتقاق بالإبدال .

4 – الاشتقاق الكبار: أو هو ما يعرف بالنحت» وهو أخذ كلمة من كلمتين، أو أكثر مع المناسبة بين المأخوذ والمأخوذ منه في اللفظ والمعنى «[4] مثل قولهم : بسمل ، سبحل  إذا قال باسم الله , وسبحان الله  وعبشميٌّ في النسبة إلى عبد شمس. وهو قليل الاستعمال في العربية .
الخلاصة :
حصر العلماء الاشتقاق في أربعة أنواع وهي:
الأول: الصغير أو الأصغر
يُعَرَّف بأنه أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنى ومادة أصلية وهيئة تركيب لها؛ ليدل بالثانية على معنى الأصلية بزيادة مفيدة ؛ لأجلها اختلفا حروفا وتركيبا كضارب من الضرب، وحَذِر من الحذَرِ.
وهذا النوع هو أكثر أنواع الاشتقاق ورودًا وهو المراد عند إطلاق الاشتقاق.
وأفراده عشرة هي: 1- الفعل الماضي. 2- الفعل المضارع. 3- فعل الأمر. 4- اسم الفاعل. 5- اسم المفعول. 6- الصفة المشبهة. 7- اسم التفضيل. 8- اسم الزمان. 9- اسم المكان. 10- اسم الآلة.
الثاني: الاشتقاق الكبير
وعَرَّفوه بأنّه أخذ كلمة من كلمة مع تناسبهما في المعنى واتفاقهما في الحروف الأصلية دون ترتيبها، مثل: حمد ومدح. وأيس ويئس، والحلم والحمل، ودهد وهدد.
وجمهور الصرفيين يطلقون على هذا النوع القلب المكاني، وأول من فكر فيه الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت170هـ) وعلى أساس تلك الفكرة رتب معجمه (كتاب العين)، ولكن أول من بسط فيه القول وبين جوانبه ووضحه أبو الفتح عثمان بن جني (ت392هـ) الذي ذكر أن شيخه أبا عليّ (ت 377هـ) كان يستأنس به يسيرًا.
الثالث: الاشتقاق الأكبر
وهو أخذ لفظة من أخرى مع تناسبهما في المعنى واتحادهما في أغلب الحروف، مع كون المتبقي من الحروف من مخرج أو مخرجين متقاربين مثل: نعق ونهق، وهتن وهتل، وثلب وثلم، ويطلق على هذا النوع أحيانًا الإبدال اللغوي.
الرابع: الاشتقاق الكُبَّار
وهو أخذ كلمة من كلمتين أو أكثر مع تناسب المأخوذ والمأخوذ منه في اللفظ والمعنى مثل عبشمي وعبدري في عبد شمس وعبد الدار، وبسمل وسبحل قال: بسم الله، وسبحان الله. وكثير من العلماء يسميه بالنحت.

الخميس، 12 مارس 2015

الإعجاز القرآني ، في أي شيء؟

لغتك العربية فخر لك لأنها لغة الجنة والقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم
لماذا القرآن معجز ؟


يخبر بما يحدث لنا الآن وفي كل عصر ." يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم "


تطبيقه على أرض الواقع . "وأنفقو مما رزقكم الله "


المصارحة والصدق . "فقاتلوا ائمة الكفر منهم إنهم لا أيمان لهم ."


خطاب الله عباده دون تعالي عليهم وكأنه واحدا منهم تعالى الله . "لما تقولون على الله ما لا تعلمون"


لا تجمل ولا تصنع في مجاملة أحد ولو كان محمد -صلى الله عليه وسلم - عبس وتولى .


السبك للألفاظ وتنسيق الكلمات والجمل والتراكيب اللغوية والبديعية والبلاغية والموسيقية والأسلوبية والدلالية وغيرها في تناسق لغوي جذاب ممتع عند التلاوة وعند القراءة أو التأمل بالنظر في كلمات الله.


 انظر لقوله تعالى : " والصبح إذا تنفس " " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان الشمس والكمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان " أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي " فمثله كمثل الكلب " صم بكم عمي " " كباسط كفيه إلى الماء " " كسراب بقيعة " الأعراب أشد كفرا " " يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا " " تعالوا إلى كلمة سواء " " صفا " بنيان مرصوص " " الجبل كأنه ظلة " نطقنا الجبل فوقهم "فصرهن " تجلى للجبل جعله دكا " لن تستطيع معي صبرا " ضاقت عليهم الأرض وضاقت عليهم أنفسهم " لا ملجأ من الله إلا إليه "




التوحيد والتأمل والمفترض التأمل في الكون والتوحيد والتعامل مع الله لترجع له


انظروا الكتب الأخرى سماوية أو غير واقرأ النصوص لا مجال للمقارنة بين أسلوب وفكر وروحانية وسلوكيات ، القرآن كتاب الله
علمي أدبي سلوكي روحاني قانوني بلاغي نحوي قصصي تاريخي ......


"ما فرطنا في الكتاب من شيء ".



الأربعاء، 11 مارس 2015

لمحة الغربة

في غربة نفتقد فيها الكثير منها الذكريات والأماكن والشخوص لا تستطيع استعادة ذلك نفتقد لحب الحقيقي النابع من فهم الآخر ومعايشته فلا ركن حنون في بلاد الغربة يعوض سكنات ودهاليز وشوارع وحارات وتراب ونكهة الوطن إنها علاقة خاصة في الوجدان والدماء والعقل الباطن .
الغربة دماء في ضريح الوجدان البائس الطريح أرضا .
 

المشترك اللفظي

( العين) لها عدة معاني منها : بصر - ماء - مدينة - جاسوس - حارس - حماية - جندي....
الصلاة : دعاء- رحمة - صلاة.
القرء : الحيض/ الطهر .
الشفق: بياض/ وحمرة.
عقدة النكاح : الولي / الزوج
ويل : خبر النهر في النار / أم دعاء على أحد.
اللمس " باليد / أم الجماع .
السجود : عبادة بالوجه / أم انقياد وطاعة .
أمة : جماعة / مدة .
الفتح : للشيء / بالخير .
قسورة : الأسد أم الحمار الوحشي .
الجهاد : للنفس / أم بالسلاح
عسعس : أقبل/ أدبر
بسط : باليد والضرب / أم باللسان والشتم


مباحث اللغة العربية على صلة وثيقة بالمباحث القرآنية، ولا غرو في ذلك، فالقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، والعلاقة بينه وبين اللغة العربية علاقة وشيجة، لا تنفصم بحال. ومن المباحث اللغوية ذات الصلة بتفسير كتاب الله الكريم مبحث الألفاظ المشتركة، فما المراد بالألفاظ المشتركة، وما الموقف منها بخصوص تفسير كتاب الله العزيز، وما أمثلتها من القرآن الكريم؟ .

تعريف اللفظ المشتركيُعرَّف اللفظ المشترك بأنه: اللفظ الواحد الموضوع لمعنيين فأكثر وضعاً أوليًّا، والمثال الأبرز على الألفاظ المشتركة لفظ (العين)، فهذا اللفظ يُطلق ويراد به العين الباصرة. ويُطلق ويراد به العين الجارية، قال تعالى: {فيها عين جارية} (الغاشية:12). ويُطلق ويراد به الجاسوس، يقال: بعث الملك في المدينة عيونه، أي: جواسيسه. ويُطلق ويراد به الذهب والفضة.

الدليل على اعتبار اللفظ المشتركالمثال القرآني الأشهر الذي يدل على استعمال اللفظ المشترك، قوله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه} (الأحزاب:56)، فـ(الصلاة) من الله تعالى: الرحمة والمغفرة، ومن الملائكة الاستغفار، وهما معنيان متغايران، واستعمل لفظة (الصلاة) فيهما دفعة واحدة؛ حيث وقع الإخبار به، فدل ذلك على صحة استعمال المشترك في كل معانيه في وقت واحد، والوقوع دليل الجواز.

أقسام اللفظ المشتركاللفظ المشترك على أقسام، نذكر منها ثلاثة:

الأول: اللفظ المشترك بين مسميات متضادة، لا يمكن الجمع بينها، ولا الحمل عليها، كلفظ (القرء)، فهو لفظ مشترك بين (الطهر)، و(الحيض)، وهما متضادان، لا سبيل لاجتماعهما معاً. ومثل هذا لفظ (الشفق) فهو لفظ مشترك بين البياض والحمرة، وهما متضادان.

الثاني: اللفظ المشترك بين مسميات مختلفة، لا تضاد بينها، ولا صلة لأحدها بالآخر، كلفظ (العين)، وقد أشرنا إلى إطلاقاته المتعددة.

الثالث: الاشتراك في التركيب، كقوله تعالى: {أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح} (البقرة:237)، فإن {الذي بيده عقدة النكاح} مشترك بين الزوج، والولي. ونحو هذا قوله عز وجل: {ويل للمطففين} (المطففين:1)، فمركب (ويل له) يُستعمل خبراً -بمعنى الإخبار- ويستعمل دعاء -بمعنى الدعاء عليهم-، وقد حمله المفسرون هنا على كلا المعنيين.

الموقف من اللفظ المشتركالموقف من اللفظ المشترك عند أهل اللغة وأهل التفسير يأخذ منحيين:

الأول: يرى أن اللفظ المشترك موجود في اللغة، وأنه يصح إطلاقه على معنييه، أو معانيه جميعاً، إطلاقاً لغوياً، وأن كل ما يتناوله اللفظ من المعاني المتفقة، يجوز أن يكون مراداً منه، لا فرق في ذلك بين المفردات، والجمل؛ فيجوز لك أن تقول: عدا اللصوص البارحة على عين زيد، وتعني بذلك أنهم عوروا عينه الباصرة، وغوروا عينه الجارية، وسرقوا عينه التي هي ذهبه، أو فضته، وجاءت عيون الملك لتقبض على اللصوص. والذاهبون إلى القول بإعمال اللفظ المشترك هم جمهور أهل العلم من اللغويين والمفسرين، في مقدمتهم الشافعي والطبري؛ يقول الشافعي في هذا الصدد: "الاسم المشترك إذا ورد مطلقاً، كـ (العين)، و(القرء) عُمِّم في جميع مسمياته، إذا لم يمنع منه قرينة، وكذا اللفظ الذي يُستعمل مجازاً في محل، وحقيقة في محل، يُعمَّم كلفظ (اللمس)، يُحمل في نقض الطهارة على اللمس باليد، والجماع".

ومن المفسرين الذي أشادوا بهذا المنحى، وانتصروا له ابن عاشور، حيث قال: "والذي يجب اعتماده: أن يُحمل المشترك في القرآن على ما يحتمله من المعاني، سواء في ذلك اللفظ المفرد المشترك، والتركيب المشترك بين مختلف الاستعمالات، سواء أكانت المعاني حقيقية، أم مجازية، محضة، أم مختلفة".

وقد أخذ ابن عاشور على المفسرين الذين لم يحملوا اللفظ المشترك على معانيه مع عدم وجود القرينة الصارفة له إلى معنى بعينه، وقرر أن من منهجه في "تفسيره" حمل اللفظ المشترك على معانيه كافة، ما لم يكن عن بعض تلك المحامل صارف لفظي، أو معنوي، قال: "وقد كان المفسرون غافلين عن تأصيل هذا الأصل، فلذلك كان الذي يرجح معنى من المعاني التي يحتملها لفظ آية من القرآن، يجعل غير ذلك المعنى ملغى. ونحن لا نتابعهم على ذلك، بل نرى المعاني المتعددة التي يحتملها اللفظ بدون خروج عن مهيع الكلام العربي البليغ، معاني في تفسير الآية. فنحن في تفسيرنا هذا إذا ذكرنا معنيين فصاعداً فذلك على هذا القانون".

الثاني: يرى أن اللفظ المشترك لا وجود له في اللغة، أو على الأقل نادر الوجود، وقد عبر عن هذا الموقف الغزالي بقوله: "يصح أن يراد بالمشترك عدة معان، لكن بإرادة المتكلم، وليس بدلالة اللغة"، وقال معقباً على قول الشافعي المتقدم: "والمختار خلاف ما قاله الشافعي رضي الله عنه؛ لأن لفظ (العين) ما وضعته العرب لعموم جملة مسمياته؛ فإنه لا يُطلق لفظ (العين) لإرادة جملتها، كما يُطلق لفظ (الرجال) لإرادة الجمع، بل وُضِعت لآحادها على البدل، فهو عند الإطلاق عندنا مجمل. ولا يُجمع أيضاً بين الحقيقة والمجاز، ولكنه يُحْمَل على الحقيقة على انفرادها، أو على المجاز على حياله؛ لعلمنا بأن العرب لا تطلق لفظ (الأسد) وتعني به الجمع بين الأسد والشجاع".

ومن المفسرين الذين نحو هذا المنحى الإمام الرازي حيث قال: "حَمْل اللفظ المشترك على جميع معانيه لا يجوز، وأيضاً حَمْل اللفظ على حقيقته ومجازه معاً لا يجوز"، وعند تفسيره لقوله تعالى: {ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون} (النحل:49)، ذكر أن (السجود) يطلق على نوعين: سجود عبادة، وسجود انقياد لله تعالى وخضوع، ثم ذكر ثلاثة أقوال في المراد بـ (السجود) في الآية، ثالثها: أن (السجود) لفظ مشترك بين المعنيين، وحمل اللفظ المشترك لإفادة مجموع معنييه جائز، فحمل لفظ السجود في هذه الآية على الأمرين معاً، أما في حق الدابة فبمعنى التواضع، وأما في حق الملائكة فبمعنى سجود المسلمين لله تعالى، وقد عقَّب على هذا القول بقوله: "وهذا القول ضعيف؛ لأنه ثبت أن استعمال اللفظ المشترك لإفادة جميع مفهوماته معاً غير جائز".

ومن المفسرين الذين رفضوا هذا المنحى قبل الرازي الزمخشري، فقد ذكر السمين الحلبي أن "الظاهر من حال الزمخشري أنه لا يجيز الجمع بين الحقيقة والمجاز، ولا استعمال المشترك في معنييه".

قواعد العمل باللفظ المشتركقال العلماء: (الاشتراك) خلاف الأصل؛ لأن الأصل في لسان العرب أن يكون لكل لفظ معنى واحد فقط، أما أن يكون للفظ الواحد أكثر من معنى، فهو خلاف الأصل، والذي دلَّ على هذا الأصل استقراء اللغة؛ حيث أثبت الاستقراء أن أكثر ألفاظ اللغة العربية ألفاظ منفردة ليس لها إلا معنى واحد، والكثرة تفيد الظن والرجحان، فيكون اللفظ المنفرد بمعنى واحد أكثر وجوداً من اللفظ الدال على معنيين فأكثر -وهو المشترك- فيكون مرجوحاً؛ نظراً لقلته.

ثم قالوا: إذا دار اللفظ بين كونه مفرداً، وكونه مشتركاً حُمِلَ على الانفراد؛ لأنه الأصل، دون الاشتراك. وقالوا أيضاً: (المشترك) الذي وُضِع لعدة معان في اللغة، يُعرف المراد منها بالقرائن.

ولا خلاف بين أهل العلم القائلين بوقوع الاشتراك في: أن إطلاق المشترك على أحد معنييه في موضع، لا يُفهم منه منع إطلاقه على معناه الآخر في موضع آخر؛ فإطلاقه تعالى لفظ (العين) على الباصرة في قوله: {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين} (المائدة:45)، لا يمنع إطلاق (العين) في موضع آخر على الجارية، كقوله: {فيها عين جارية}. قال ابن عاشور: "والحق الذي لا شك فيه، أن المشترك يُطلق على كل واحد من معنييه، أو معانيه في الحال المناسبة لذلك، ولو كان إطلاق المشترك على أحد معنييه يفيد منع إطلاقه على معناه الآخر في موضع آخر، لم يكن في اللغة اشتراك أصلاً".

الأمثلة القرآنية على المشتركنذكر فيما يلي أمثلة للألفاظ المشتركة:

- مثال اللفظ المشترك المختلف المعاني: لفظ (الأمة) من الألفاظ المشتركة، وإنما دل في القرآن في كل موطن على معنى واحد، دلَّ عليه سياق الكلام، فمثلاً في قوله تعالى: {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة} (هود:8)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الأمد والحين. وقوله تعالى: {إن إبراهيم كان أمة} (النحل:120)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الإمام الذي يُقتدى به. وقوله سبحانه: {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة} (الزخرف:22)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الدين والملة. وقوله عز وجل: {ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون} (القصص:23)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الجماعة من الناس. وقوله تبارك وتعالى: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} (الأعراف:159)، لفظ (الأمة) هنا جاء بمعنى: الفرقة والطائفة. وهكذا نجد أن لفظ (الأمة) وهو لفظ مشترك، جاء في كل آية من هذه الآيات بمعنى مختلف، حدده السياق الذي ورد فيه.

ولفظ (الفتح) في القرآن جاء بمعان متعددة، حددها السياق، فجاء بمعنى الفتح المادي، وهو الأصل في معنى (الفتح)، والمثال عليه قوله سبحانه: {ولما فتحوا متاعهم} (يوسف:65)، فـ {فتحوا متاعهم} الفتح المادي الذي يزيل الأربطة عن المتاع. وجاء بمعنى الفتح المعنوي، كما في قول الله تعالى: {قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم} البقرة:76)، أي: بما أعطاكم الله ومنحكم من الخير ومن العلم. وجاء (الفتح) بمعنى النصر والغلبة، كما في قوله سبحانه: {ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين} (السجدة:28).

- مثال اللفظ المشترك المتضاد، قوله عز وجل: {والليل إذا عسعس} (التكوير:17)، فلفظ {عسعس} من الألفاظ المشتركة المتضادة، يأتي بمعنى: أقبل، ويأتي بمعنى: أدبر، والسياق هو الذي يحدد المعنى، وقد اختار الطبري أن الصواب من القول هنا أن يكون {عسعس} بمعنى: أدبر؛ وذلك لقوله سبحانه: {والصبح إذا تنفس} (التكوير:18)، فدل ذلك على أن القَسَمَ بالليل حال إدباره، وبالنهار حال إقباله.

- مثال حمل اللفظ المشترك على معنييه، قوله عز وجل: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} (العنكبوت:69)، لفظ (الجهاد) في الآية لفظ مشترك، يُطلق على مجاهدة النفس في إقامة شرائع الإسلام، ويطلق على مقاتلة الأعداء في الذبِّ عن ديار الإسلام، وقد فُسِّرت الآية بكلا المعنيين.

ومن هذا القبيل قوله تعالى: {كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة} (المدثر:50-51)، فلفظ (القسورة) مشترك بين (الرامي) وبين (الأسد)، وحمر الوحش إذا رأت الرامي فرت، والحمر الأهلية إذا رأت الأسد فرت، واللفظ صالح للمعنيين؛ فيُحمل على المعنيين جميعاً.

- مثال حمل اللفظ المشترك في حقيقته ومجازه قوله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس} (الحج:18)، فـ(السجود) له معنى حقيقي، وهو وضع الجبهة على الأرض، ومعنى مجازي، وهو التعظيم، وقد استعمل فعل {يسجد} هنا في معنييه المذكورين لا محالة، الحقيقي والمجازي.

ومن قبيل استعمال المعنى الحقيقي والمجازي أيضاً، قوله عز وجل: {ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء} (الممتحنة:2)، فبسط الأيدي حقيقة في مدها للضرب والسلب، وبسط الألسنة مجاز في عدم إمساكها عن القول البذيء، وقد استعمل هنا في كلا معنييه.