الأحد، 21 أبريل 2013

الإعراب فرع المعنى

دخل أحد النحويين السوق ليشتري حمارا فقالللبائع:أريد حماراً لا بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر إن أقللت علفهصبر وإن أكثرت علفه شكر
لا يدخل تحت البواري ولا يزاحم بي السواري إذا خلافي الطريق تدفق وإذا أكثر الزحام ترفق فقال له البائع: دعنيإذا مسخ الله القاضي حماراً بعته لك
لطيفة :
(
لا تأكل السمك وتشرب اللبن) مثال نحوي مشهور عند النحاةلكون الفعل تشرب يمكن فيه الجزم والنصب والرفع والسبب في ذلك هو إرادةالمعنى وجاء الإعراب تبعا له 

1- 
هل تريد القول لا تأكل السمك ولاتشرب اللبن

2- 
أم تريد القول لا تأكل السمك مع شرب اللبن 
3- 
أم تريد القوللا تأكل السمك ومباح لك أن تشرب اللبن
 

- 
في المعنى الأول كلا الفعلين ( تأكل وتشرب ) منهي عنه والواو عاطفة
 
- 
وفي المعنى الثاني النهي عن أن يكون أكلكللسمك مصاحبا لشربك اللبن والواو للمعية
 
- 
وفي المعنى الثالت الفعل الأول ( تأكل ) منهي عنه والفعل الثاني مباح والواو استئنافية
 
الأوجه الجائزة فيالفعل تشرب
 :

1- 
الجزم على أن الواو للعطف، عطفت الفعل (تشرب) على الفعل (تأكل) على نية تكرار (لا) الناهية وتحرك الباء بالكسر لالتقاء الساكنين فيكونالمعنى: النهي عن أكل السمك، والنهي عن شرب اللبن

2- 
النصب بأن مضمرة وجوباً علىأنالواوللمعية، ويكون المعنى لا يكون أكلك السمكمصاحبا لشربك اللبن 
3- 
الرفع بالضمة على أن الواو للاستئناف، ويكون المعنىحينئذ : لا تأكل السمك وأنت الذي تشرب اللبن
 ولذلك قالوا : الأعراب فرع عن المعنى.

معكوسات ومدلولات المثنى

البردين ... الصبح و العصر

الذهبين ... الزيت و القمح

الثقلين ... الإنس و الجن

الأسودين ... التمر و الماء

النجدين ... الخير و الشر

الدائبين ... الشمس و القمر

الزهراوين ... البقرة وآل عمران

الأخبثين ... البول والغائط

العتمتين ... الصبح و العشاء

الذبيحان ... اسماعيل بن ابراهيم و عبد الله بن المطلب

الأميران ... المرض و القلب

السبطان ... الحسن و الحسين رضي الله عنهما

الفرقتان ... العرب و العجم

الدارين ... الدنيا و الآخرة

الأصغرين ... القلب و اللسان

كل القادم يدل على ............ الليل والنهار
الجديدان   الأجدّان  الأهرمان    الأصرمان    الردفان الحرسان    العصران   الفتيان  الطريدان  
  الملوين و  الجديدين و الأحدين و العصرين و البردين و القرنين و الأبردين و الخافقين و الدائرين و الحاذقين و الخيطين و هما زنمتا الدهر و ابنا سمير و ابنا سبات .
 

المعنى وعكسه في كلمة واحدة


كلمة تعطي المعنى وعكسه ..!!!

أن تجد كلمة تعطي المعنى وعكسه
فى نفس الوقت ..!


ومن هذه الكلمات :
وراء : خلف أو قدام/ وبه فسر قوله تعالى( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا )أي أمامهم .


عسعس الليل:إذا أقبل بظلامه أو أدبر / ولذا قالوا في تفسير قوله تعالى:
(والليل إذا عسعس) إذا أقبل بظلامه أو إذا أدبر. روي القولان عن ابن عباس رضي الله عنهما
الصريم: الليل أوالصبح / وبه فسر قوله تعالى( فأصبحت كالصريم )
أي كالليل الأسود وقيل كالنهار فلا شيء فيها .

الغابر :الباقي أو الغائب /. ولذا قالوا في تفسير قوله تعالى:
(فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين)
أي الباقين في عذاب الله أو الغائبين عن النجاة .

التعزير : أي التعنيف أو التعظيم / ومنهاقوله تعالى:
( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه ... )أي تعظموه.
الأقراء : الحيض أو الأطهار / ولذا اختلفوا في تفسير قوله تعالى:
(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء )
قال أهل الكوفة: هي الحيض، وهو قول عمر وعلي وابن مسعود .

وقال أهل الحجاز: هي الأطهار، وهو قول عائشة وابن عمر
وقال الشافعي من إن الانتقال من الطهر إلى الحيضة يسمى قرءا .
أسررت الشيء : أخفيته أو أعلنته / وبه فسر قوله تعالى:
( وأسروا الندامة لما رأوا العذاب) أي أظهروها .

صار : أي جمع أو قطع / وبه فسر قوله تعالى(فصرهن إليك )
قال ابن عباس أي قطعهن ، وقال عطاء: اضممهن إليك .
الرجاء : للرغبة أو الخوف / وبه فسر قوله تعالى :
( ما لكم لا ترجون لله وقارا ) أي لا تخافون عظمة الله تعالى .

الطرب : الفرح أو الحزن // جاء في المعجم :
الطرب خفة تصيب الإنسان لشدة حزن أو سرور .
الناهل : العطشان أو الذي قد شرب حتى روي ./ وفي المعجم : النَّاهِلُ : العطشان والرَّيان .

العادل : المنصف أو المشرك القاسط عن الحق .
طلعت على القوم : إذا أقبلت عليهم حتى يروك
أو إذا غبت عنهم حتى لا يروك .

شعبت الشيء : أصلحته أو شققته .
الهاجد : المصلي بالليل أو النائم .
الجلل : الشيء العظيم أوالشيء الصغير الحقير .
الصارخ :المستغيث والصارخ المغيث .
الإهماد : السرعة في السير أو الإقامة .

المشترك اللفظي والجناس التام

إنَّ سيبويه (ت 180 هـ) هو أوّل من أشار إلى المشترك اللفظي حيث ذكره في تقسيمات الكلام في كتابه قائلا: "أعلم أنّ من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين واختلاف اللفظين والمعنى واحد واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين... واتفاق اللفظين والمعنى مختلف، قولك: وجدت عليه من الموجدة ووجدت إذا أردت وجدان الضالّة "وأشباه هذا كثير" أما ابن فارس(ت 395 هـ) فقد أفرد للمشترك اللفظي بابا خاصا وعرفه بقوله "معنى الاشتراك: أن تكون اللفظة محتملة لمعنيين أو أكثر...) أما أهل الأصول فيذكر السيوطي أنهم عرفوه بأنه ):اللفظُ الواحدُ الدالُّ على معنيين مختلفين فأكثر دلالةً على السواء عند أهل تلك اللغة واختلف الناسُ فيه فالأكثرون على أنه مُمْكِنُ الوقوع لجواز أن يقعَ إما من وَاضِعَيْن بأنْ يضعَ أحدُهما لفظاً لمعنًى ثم يضعُه الآخرُ لمعنًى آخر ويَشْتَهِر ذلك اللفظ بين الطائفتين في إفادته المعنيين وهذا على أنَّ اللغات غيرُ توقيفية وإما مِنْ واضعٍ واحدٍ لغرض الإبهام على السامع حيثُ يكونُ التصريح سبباً للمَفْسدة كما رُوي عن أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه - وقد سأله رجلٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم وقت ذهابِهما إلى الغار‏:‏ مَنْ هَذا قال‏:‏ هذا رجلٌ يَهْديني .
فهذه التعريفات تبين لنا أن المشترك اللفظي كمفهوم هو اللفظ الدال على أكثر من معنى وبعبارة أخرى هو دلالة دال واحد على مدلولات مختلفة.
2-اختلاف فقهاء اللغة القدماء في ظاهرة الاشتراك اللفظي:
تباينت آراء علماء اللغة القدامى في وقوع المشترك اللفظي فتراوحت بين إثبات المشترك ونفيه واختلفت بين حصره وتوسيعه. فابن جنّي وهو من القائلين بالاشتراك يثبت الاشتراك للحروف والأسماء والأفعال، يقول : "من" و"لا" و"إن" ونحو ذلك، لم يقتصر بها على معنى واحد، لأنّها حروف وقعت مشتركة كما وقعت الأسماء مشتركة نحو الصدى، فإنّه ما يعارض الصوت وهو بدن الميّت وهو طائر يخرج فيما يدّعون من رأس القتيل إذا لم يؤخذ بثأره وهو أيضا الرجل الجيّد الرعية للمال في قولهم: هو صدى مال... ونحوه ممّا اتفق لفظه واختلف معناه، وكما وقعت الأفعال المشتركة، نحو وجدت في الحزن ووجدت في الغضب ووجدت في الغنى ووجدت في الضالة ووجدت بمعنى علمت ونحو ذلك، فكذلك جاء نحو هذا في الحروف" وكذلك المبرد الذي ألف في المشترك كتابا سماه (ماتفق لفظه واختلف معناه) ومثل له قائلا:(وأما اتِّفَاقُ اللفظين واختلافُ المعنيين فقولك‏:‏ وَجدت شيئاً إذا أردت وِجْدان الضَّالة ووجَدْت على الرجل من المَوْجدَة ووجدْتُ زيداً كريماً أي علمت‏.‏ وكذلك ضربتُ زيداً وضربتُ مَثلاً وضربتُ في الأرض إذا أبعدت وكذلك العين عينُ المال والعين التي يُبصر بها وعينُ الماء والعينُ من السحاب الذي يأتي من قِبَل القِبلة وعين الشيء إذا أردتَ حقيقته وعين الميزان) ‏‏، فهذان مثالان يبينان رأي المثبتين ،أما طائفة المنكرين للمشترك اللفظي فيمثلها كل من ابن درستويه (ت 347 هـ) وقد نقل السيوطي رأيه قائلا "قال ابن درستويه في شرح الفصيح - وقد ذكر لفظة (وجد) واختلاف معانيها - هذه اللفظة من أقوى حجج من يزعم أنّ من كلام العرب ما يتفق لفظة ويختلف معناه، لأنّ سيبويه ذكره في أوّل كتابه، وجعله من الأصول المتقدّمة، فظنّ من لم يتأمّل المعاني ولم يتحقّق الحقائق أنّ هذا لفظ واحد قد جاء لمعان مختلفة، وإّنما هذه المعاني كلّها شيء واحد، وهو إصابة الشيء خيرا كان أو شرّا، ولكن فرّقوا بين المصادر، لأنّ المفعولات كانت مختلفة"، ويقول أيضا: "فإذا اتفق البناءان في الكلمة والحروف ثم جاءا لمعنيين مختلفين، لم يكن بد من رجوعهما إلى معنى واحد يشتركان فيه فيصيران متّفقي اللفظ والمعنى".لكن على الرغم من هذا القول إلا أنه يقر بوجود المشترك اللفظي بشكل قليل وشرطه في نظره أن يجيء في لغتين متباينتين وهذا قوله: "ولكن يجيء الشيء النادر من هذا لعلل" وعلة ذلك عنده: "وإنما يجيء ذلك في لغتين متباينتين أو لحذف واختصار وقع في الكلام حتى اشتبه اللفظان وخفي سبب ذلك على السامع وتأوّل فيه الخطأ" [نفس أي المزهر].وتابعه في مذهبه أبو هلال العسكري (ت 395 هـ) حيث قال: "وقال بعض النحويين: لا يجوز أن يدلّ اللفظ الواحد على معنيين مختلفين حتى تضاف علامة لكلّ واحد منهما، فإن لم يكن فيه لذلك علامة أشكل وألبس على المخاطب وليس من الحكمة وضع الأدلة المشكلة إلاّ أن يدفع إلى ذلك ضرورة أو علة، ولا يجيء في الكلام غير ذلك إلاّ ما شذّ وقلّ" كما أنكر المشترك اللفظي أبو علي الفارسي (ت 377 هـ) وهذا رأيه: "اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين ينبغي ألا يكون قصدا في الوضع ولا أصلا، ولكنه من لغات تداخلت أو تكون كل لفظة تستعمل بمعنى ثم تستعار لشيء فتكثر وتغلب، فتصير بمنزلة الأصل" .
فهذه الأقوال تبين لنا المنطلقات التي بنى عليها كل فريق رأيه سواء كان من المنكرين للظاهرة أو من المثبتين لها،لكن الجلي والظاهر للعيان هو أن المشترك اللفظي موجود في اللغة العربية بإجماع أكثر العلماء وخير دليل على وجوده وجوده في القرآن الكريم. 
وهذا هو الذي حدا بكثير من الباحثين إلى قبوله والتصريح بأنه"لا معنى لإنكار المشترك اللفظي مع ما روي لنا من الأساليب الصحيحة من أمثلة كثيرة لا يتطرق إليها الشك " "فالمشترك واقع ملموس وحقيقة لا خيال وكثير لا قليل" . فهو إذن من مظاهر سعة العربية في التعبير ودليل على حكمتها بتعبير ابن الأنباري في كتابه (الأضداد).

السبت، 20 أبريل 2013

إعجازات اللغة العربية في القرآن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
8  ميمات متتابعة في القرآن
تتابع الميم الشفوية المطبقة المجهورة به تنبيه ذهني وعقلي للتتابع الحرف فيوحي باليقظة : لاحظ في تتابع 8 ميمات في آية واحدة
الآية المشار إليها هي قوله تعالى:قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [هود:48].
لما ثنية الكعبين ولم تجمع
م ثنَّى الله جل وعلا الكعبين وجمع المرفقين في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين"؟



 
كل يد لها مرفق واحد، أما كل رجل فلها كعبان، ولو قال تعالى (الكعوب) لما دلّ ذلك على وجوب غسل الكعبين، فلو غسلوا كعباً واحداً لكفاهم، لكن الله تعالى أراد أن يغسل كل واحد من المخاطبين إلى الكعبين. والتخصيص في نوع الجمع بين القلة والكثرة والختام بتخصيص المثنى لما في الرجل من مشقة وجب النص عليها ولعل الوجه والرأس واليدين بهما السهولة في الوضوء .
 
لما يضاف نا للجمع مرة ومرة تي للمفرد في كلمة آيتنا / آياتي
يقول ربنا جل وعلا في سورة المؤمنون (ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون) 105، وفي سورة المطففين (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) 15، نلاحظ في الآيتين استخدام صيغة المفرد في الآية الأولى واستخدام الجمع في الآية الثانية، فإن كان الجمع يوحي بالعظمة والهيبة فلم استخدم المفرد، وجاء هذا التنوع في القرآن في عدة مواضع مثل: (قلنا اهبطوا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدىً فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، نلاحظ في بداية الآية: (قلنا) جمع، (منّي) مفرد، (هداي) مفرد 
وأعتذر على الإطالة؟ ومع احترامي وتقديري؟
 
 



 
فقد قال أبو البقاء العكبري في علل البناء: النون من حروف الزيادة لشبهها بالواو.. وتكون للواحد العظيم لأن الآمر إذا كان مطاعا توبع على الفعل.
 فاستخدام ضمير الجمع مكان ضمير المفرد يكون للدلالة على التعظيم والإجلال، والله سبحانه هو المستحق لكمال العظمة والجلال، وقد سبق ذكر هذا المعنى في الفتوى رقم: 36693.
وعليه؛ فإن الألفاظ المضافة لله سبحانه تضاف بضمير الجمع الدال على العظمة، ولذلك جاء لفظ (آياتنا) بضمير الجمع في القرآن (92) مرة، كما في المعجم المفهرس، ومن ذلك قوله تعالى: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {المطففين:13}، وهذا من باب التعظيم الذي يليق بالله تعالى، والذي يتناسب من جهة أخرى مع سياق سورة المطففين الذي يراد به التهديد والوعيد للفجار والمكذبين، بينما لفظ (آياتي) بضمير المفرد جاء في القرآن (14) مرة فقط، ومن ذلك قوله تعالى: قَدْ كَانَتْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ{المؤمنون:66}، وقوله: أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ {المؤمنون:105}، وإنما جاءت بلفظ الإفراد مع استحقاق لله لكمال العظمة؛ لأن سياق الآيات في الموضعين من سورة المؤمنون في معرض التنكيل والمجازاة يوم القيامة، وهذا مقام توحُّد وتفرُّد، كما قال الله تعالى: يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ {غافر:16}، مع أن الملك له قبل ذلك اليوم وبعده، فالدلالة على توحد الله وانفراده بالمجازاة في ذلك اليوم تكون أظهر مع ضمير المفرد، هذا بخلاف قوله تعالى في السورة نفسها: ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ{المؤمنون:45}، بضمير الجمع الدال على التعظيم.
وأما قوله تعالى: قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {البقرة:38}، فهو من باب الالتفات البلاغي، وهو التحويل في التعبير من اتجاه إلى آخر من جهات أو طرق الكلام الثلاث: التكلّم والخطاب والغيبة، مع أنّ الظاهر في متابعة الكلام يقتضي الاستمرار على ملازمة التعبير وفق الطريقة المختارة أوّلاً دون التحوّل عنها.
قال أبو حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط: (مني) متعلق بيأتينكم، وهذا شبيه بالالتفات، لأنه انتقل من الضمير الموضوع للجمع، أو المعظم نفسه، إلى الضمير الخاص بالمتكلم المفرد، وقد ذكرنا حكمة ذاك الضمير في: قلنا، عند شرح قوله: {وقلنا يا آدم اسكن} وحكمة هذا الانتقال هنا أن الهدى لا يكون إلا منه وحده تعالى، فناسب الضمير الخاص كونه لا هادي إلا هو تعالى، فأعطى الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره الضمير الخاص الذي لا يحتمل غيره تعالى، وفي قوله: مني، إشارة إلى أن الخير كله منه، ولذلك جاء: قد جاءكم برهان من ربكم. وقد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء. فأتى بكلمة: من، الدالة على الابتداء في الأشياء، لينبه على أن ذلك صادر منه ومبتدأ من جهته تعالى.انتهى.
وقال قبل ذلك في قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {البقرة:34}، في قوله: {قُلْنَا} التفات، وهو من أنواع البديع، إذ كان ما قبل هذه الآية قد أخبر عن الله بصورة الغائب، ثم انتقل إلى ضمير المتكلم، وأتى بـ {نا} التي تدل على التعظيم وعلوّ القدرة وتنزيله منزلة الجمع، لتعدد صفاته الحميدة ومواهبه الجزيلة.
وحكمة هذا الالتفات وكونه بنون المعظم نفسه أنه صدر منه الأمر للملائكة بالسجود، ووجب عليهم الامتثال، فناسب أن يكون الأمر في غاية من التعظيم، لأنه متى كان كذلك كان أدعى لامتثال المأمور فعل ما أمر به من غير بطء ولا تأول لشغل خاطره بورود ما صدر من المعظم، وقد جاء في القرآن نظائر لهذا، منها: (وقلنا يا آدم اسكن)، (وقلنا اهبطوا)، (قلنا يا نار كوني برداً)، (وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض)، (وقلنا لهم ادخلوا الباب)، (وقلنا لهم لا تعدوا)، فأنت ترى هذا الأمر وهذا النهي كيف تقدّمهما الفعل المسند إلى المتكلم المعظم نفسه، لأن الآمر اقتضى الاستعلاء على المأمور، فظهر للمأمور بصفة العظمة، ولا أعظم من الله تعالى. انتهى.
ومما له تعلق بهذا الموضوع ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما لفظ "القرب" فقد ذكره تارة بصيغة المفرد وتارة بصيغة الجمع؛ فالأول إنما جاء في إجابة الداعي: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع. وكذلك في الحديث: اربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته. وجاء بصيغة الجمع في قوله: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد. وهذا مثل قوله: (نتلوا عليك)، (نحن نقص عليك)، (فإذا قرأناه)، و(إن علينا جمعه وقرآنه)، و(علينا بيانه)، فالقرآن هنا حين يسمعه من جبريل والبيان هنا بيانه لمن يبلغه القرآن، ومذهب سلف الأمة وأئمتها وخلفها: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع القرآن من جبريل، وجبريل سمعه من الله عز وجل، وأما قوله: (نتلوا)، و(نقص)، (فإذا قرأناه)، فهذه الصيغة في كلام العرب للواحد العظيم الذي له أعوان يطيعونه، فإذا فعل أعوانه فعلا بأمره قال: نحن فعلنا: كما يقول الملك: نحن فتحنا هذا البلد وهزمنا هذا الجيش ونحو ذلك؛ لأنه إنما يفعل بأعوانه والله تعالى رب الملائكة وهم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وهو مع هذا خالقهم وخالق أفعالهم وقدرتهم وهو غني عنهم؛ وليس هو كالملك الذي يفعل أعوانه بقدرة وحركة يستغنون بها عنه فكان قوله لما فعله بملائكته: نحن فعلنا أحق وأولى من قول بعض الملوك. 
 

المجاز المرسل أمثلة وقيمته الفنية





المجاز المرسل :
المجاز المرسل : هو مجاز لغوي علاقته غير المشابهة , وللمجاز المرسل علاقات كثيرة







منها :
1- السببية : إذا كانت الكلمة المذكورة التي استعملت في غير ما وضعت له , سبباً في المعنى المراد من القول .
مثال : رعينا الغيث . والذي نرعاه ليس الغيث ولكن العشب المسبب عن نزول الغيث .


2- المسببية : حينما يكون اللفظ المذكور , مسبباً عن المعنى المراد , ويكون المعنى المراد سبباً في اللفظ المذكور .
مثال : وينزل لكم من السماء رزقاً . والذي ينزله الماء الذي مسبب للرزق .


3- الجزئية : إذا كان اللفظ المستعمل جزءاً من المعنى المراد
مثال : فتحرير رقبة مؤمنة . كل الإنسان العبد والرقبة جزء منه , فأطلق الجزء ويراد الكل


4- الكلية : حينما نستعمل الكل ونريد الجزء .
مثال : ويجعلون أصابعهم في أذانهم . ليس كل الأصابع فقط الأنامل .


5- اعتبار ما كان : وهو أن يسمى الشيء المستعمل باسم ما كان عليه من قبل .
مثال : وآتوا اليتامى أموالهم . وعندما ندفع إليهم أموالهم ليسوا يتامى حيث يكونون قد بلغوا وأونس منهم الرشد , وتسميتهم باليتامى باعتبار ما كانوا عليه .

" ومن يأت ربه مجرما "


6- اعتبار ما يكون : وهو أن يسمى الشيء المستعمل باسم ما يؤول إليه في المستقبل .
مثال : فبشرناه بغلام حليم . والغلام الصغير ليس حليما ولكنه سيكون بالمستقبل حليما .
إني أراني أعصر خمراً . والعنب المعصور بالبداية ليس خمراً لكنه سيؤول إلى التخمر


7- الحالية : وهي أن يكون اللفظ المستعمل حالاً في المعنى المراد , فنطلق اسم الحال ونريد المحل .
مثال : إن الأبرار لفي نعيم . أي الجنة محل النعيم


8- الآلية : وهي أن تكون الكلمة آلة لما هو مراد .
مثال : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه . اللسان آلة للغة


9- المجاورة : وهي أن يسمي الشيء المستعمل باسم ما يجاوره .
مثال : خلت الراوية من الماء . الراوية : هي الدابة , ويريد قربة الماء التي عادة تحملها الدابة .


10- المحلية : وهو أن يكون اللفظ المستعمل محلاً والمعنى المراد حالّاً فيه .
مثال : وأسأل القرية . أي أهل القرية







سرجمال المجاز : الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة وجذب الانتباه وإعمال الذهن

لتعرفه عليك بأمثلة القرآن الكريم .

.