الاثنين، 5 نوفمبر 2012

خصائص اللغة العربية, ومميزاتها الذهبية


أولاً: اللغة العربية لغة أهل الجنة -جعلنا الله وإياكم منهم-:

روى
ابن أبي الدنيا بإسناده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (يدخل أهل الجنة الجنة على طول آدم ستين ذراعاً بذراع
الملك, على حسن يوسف, وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة, وعلى لسان محمد
صلى الله عليه وسلم..). [حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 6/43]
وروى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: "لسان أهل الجنة عربي".اهـ وقال عقيل قال الزهري: "لسان أهل الجنة عربي".اهـ
قال الإمام ابن القيم في نونيته "الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية":
ولقد أتى أثر بأن لسانهم *** بالمنطق العربي خير لسان
وأخرج
ابن عساكر في التاريخ عن ابن عباس: أن آدم عليه السلام كانت لغته في الجنة
العربية, فلما عصى سلبه الله العربية, فتكلم بالسريانية, فلما تاب ردّ
عليه العربية. إلا أن عبد الملك بن حبيب يقول: كان اللسان الأول الذي نزل
به آدم من الجنة عربياً إلى أن بَعُد العهد وطال, حُرِّف وصار
سِريانياً.اهـ [المزهر للسيطوي 1/3]
وقال سفيان الثوري: لم ينزل وحي إلا
بالعربية ثم ترجم كل نبي لقومه, واللسان يوم القيامة بالسريانية, فمن دخل
الجنة تكلم بالعربية.اهـ [رواه ابن أبي حاتم]
وقالت المستشرقة الألمانية
الدكتورة آنا ماري شيمل: واللغة العربية لغةٌ موسيقية للغاية, ولا أستطيع
أن أقول إلا أنها لا بدّ أن تكون لغة الجنة.اهـ [مجلة مجمع اللغة العربية,
المجلد44, ج1, ص46]
ولسانُ الجنةِ منْ لُغتي *** للحُورِ بها والوِلدانِ
سـأظلُّ أُردد مفتخِراً *** ببيـانٍ عَذْبٍ فَتّانِ
لُغتي يا أجملَ أُغنيةٍ *** يَحميكِ إلهُ الأكوانِ

ثانياً: اللغة العربية لغة القرآن والسنة:

قال
الله تعالى: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون), وقال تعالى: (وكذلك
أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله
من ولي ولا واق), وقال تعالى: (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان
الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين), وقال تعالى: (وكذلك أنزلناه
قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا), وقال
تعالى: (وإنه لتنزيل رب العالمين* نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من
المنذرين* بلسان عربي مبين), وقال تعالى: (قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم
يتقون), وقال تعالى: (كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون), وقال
تعالى: (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل
هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى
أولئك ينادون من مكان بعيد), وقال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا
لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق
في السعير), وقال تعالى: (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون), وقال
تعالى: (ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر
الذين ظلموا وبشرى للمحسنين), وقال تعالى: ( فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى
ورحمة ) قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: فقد جاءكم من
الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم النبي العربي قرآن عظيم فيه بيان
للحلال والحرام وهدى لما في القلوب ورحمة من الله لعباده الذين يتبعونه
ويقتفون ما فيه.اهـ وقال تعالى: (فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين
وتنذر به قوما لدا) قال الإمام ابن كثير رحمه الله: وقوله: (فإنما يسرناه)
يعني القرآن (بلسانك) أي يا محمد وهو اللسان العربي المبين الفصيح
الكامل.اهـ وقال تعالى: (ولو نزلناه على بعض الأعجمين* فقرأه عليهم ما
كانوا به مؤمنين) قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: أنه
لو نزل على رجل من الأعاجم ممن لا يدري من العربية كلمة وأنزل عليه هذا
الكتاب ببيانه وفصاحته لا يؤمنون به.اهـ وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:
وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية،
وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها،
ورسائلها..اهـ
وروى أبو بكر الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء عن الحسن
البصري أنه سئل: ما تقول في قوم يتعلمون العربية؟ قال: "أحسنوا يتعلمون
لغة نبيهم".
وقد بوب البخاري في صحيحه: "باب نزل القرآن بلسان قريش".
وقال الثعالبي: إن من أحب الله أحب رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم, ومن
أحب النبي أحب العرب, ومن أحبَّ العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل
الكتب على أفضل العجم والعرب, ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها, وصرف
همّته إليها.اهـ [فقه اللغة وسرّ العربية ص2]
وقد حدثنا شيخنا عبد الغني
الكبيسي العراقي حفظه الله عن الشيخ أمجد الزهاوي رحمه الله: أنه كان إذا
مر في الطريق ورأى قصاصة أو ورقة مكتوب عليها باللغة العربية فإنه يحملها
معه ولا يدعها على الأرض ويقول : هذه لغة القرآن. اهـ
لغتي يا بحراً ممتداً *** قد ناغى كلَّ الشُطآنِ
يا خيرَ بيانٍ باركَهُ *** ربي في آي القرآنِ
قد كان رسولُ اللهِ بها *** مَثَلاً أعلى في التبيانِ

ثالثاً: معرفة اللغة العربية؛ نحوها وصرفها ومعانيها وأساليبها: من شروط المفتي:

قال
الإمام الشافعي رحمه الله: لا يحل لأحد أن يفتي في دين الله إلا رجلاً
عارفا بكتاب الله بناسخه ومنسوخه، وبمحكمه ومتشابهه، وتأويله وتنزيله،
ومكيه ومدنيه وما أريد به وفيما أنزل، ثم يكون بعد ذلك بصيراً بحديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالناسخ والمنسوخ، ويعرف من الحديث ما عرف من
القرآن، ويكون بصيراً باللغة، بصيراً بالشعر وبما يحتاج إليه للعلم
والقرآن.. اهـ [الفقيه والمتفقه 2/ 157]
وقال الإمام أبو محمد ابن حزم
رحمه الله: وفرض على من قصد التفقّه في الدين كما ذكرنا أن يستعين على ذلك
من سائر العلوم بما تقتضيه حاجته إليه في فهم كلام ربه تعالى، وكلام نبيه
صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين
لهم) ففرض على الفقيه أن يكون عالما بلسان العرب ليفهم عن الله عز وجل، وعن
النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون عالما بالنحو الذي هو ترتيب العرب
لكلامهم الذي به نزل القرآن، وبه يفهم معاني الكلام التي يُعبر عنها
باختلاف الحركات وبناء الألفاظ، فمن جهل اللغة وهى الألفاظ الواقعة على
المسميات، وجهل النحو الذي هو علم اختلاف الحركات الواقعة لاختلاف المعاني,
فلم يعرف اللسان الذي به خاطبنا الله تعالى ونبينا عليه السلام، ومن لم
يعرف ذلك اللسان لم يَحِلّ له الفتيا فيه، لأنه يفتي بما لا يدري، وقد نهاه
الله تعالى عن ذلك بقوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم). وبقوله
تعالى: (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم). وبقوله تعالى: (ها أنتــم
هــؤلاء حاججتــم فيما لكم به عـــلم فلم تحاجُّـــــون فيما ليس لكم به
عـــلم). وقال تعــالى: (وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا
وهو عند الله عظيم ).. [الإحكام لابن حزم 5/ 124- 126]
وقال الإمام أبو
عمرو ابن الصلاح رحمه الله: المفتي المستقل، وشرطه: أن يكون ... عارفاً من
علم القرآن، وعلم الحديث، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلمي النحو، واللغة..اهـ
[أدب المفتي ص 86-87]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإن الله
تعالى لما أنزل كتابه باللسان العربي, وجعل رسوله مبلغاً عنه للكتاب
والحكمة بلسانه العربي, وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به, لم يكن
سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط اللسان, وصارت معرفته من الدين, وصار
اعتبار التكلم به أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله, وأقرب إلى إقامة
شعائر الدين, وأقرب إلى مشابهتهم للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار,
في جميع أمورهم, وسنذكر إن شاء الله تعالى بعض ما قاله العلماء, من الأمر
بالخطاب العربي, وكراهة مداومة غيره لغير الحاجة...اهـ [ الاقتضاء ص143 ]
وجاء
في تفسير ابن كثير عند قوله تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها
زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا
الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين)..قال أيوب : سألت الحسن
عن قوله (فمرت به) قال: لو كنت رجلا عربيا لعرفت ما هي, إنما هي فاستمرت
به.اهـ
وقال شرف الدين يحيى العمريطي:
وكان مطلوباً أشدَّ الطلبِ *** من الورى حفظُ اللسانِ العربي
كي يفهمـوا معاني القرآنِ *** والسنةِ الـدقيقــةِ المعاني
فكلما
ازداد المفتي تبحراً في اللغة ازداد فهماً لنصوص الوحيين, وكلام السلف
الصالحين.. قال الإمام الشافعي رحمه الله: وما ازداد - أي المتفقه- من
العلم باللسان الذي جعلهالله لسان من ختم به نبوته وأنزل به آخر كتبه كان
خيراًله.اهـ
دخل أبو يوسف القاضي على الرشيد ومعه الكسائي, وهما في
مُذاكرة وممازحة فقال: يا أمير المؤمنين, إن هذا الكوفي قد غلب عليك! فقال:
يا أبا يوسف, إنه ليأتيني بأشياء يشتمل عليها قلبي وتأخذ بمجامعه. فقال
الكسائي: يا أبا يوسف هل لك في مسألة؟! فقال: في نحوٍ أو فقه؟ قال: بل في
فقه. فضحك الرشيد وقال: تُلقي على أبي يوسف الفقه! قال: نعم. قال: يا أبا
يوسف, ما تقول في رجل قال لزوجه: أنتِ طالقٌ ان دخلتِ الدار؟ قال: إذا دخلت
طلقت. قال: أخطأتَ يا أبا يوسف! فضحك الرشيد ثم قال: كيف الصواب؟ فقال:
إذا قال "أنْ" وجب الفعل ووقع الطلاق, دخلت الدار بعد أو لم تدخل, وإن قال
"إنْ" بالكسر لم يجب ولم يقع الطلاق حتى تدخل الدار. [ حدائق ابن عاصم
ص374]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر
في العقل والخلق والدين تأثيراً قوياً بيناً, ويؤثر أيضاً في مشابهة صدر
هذه الأمة من الصحابة والتابعين, ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق.
وأيضاً
فإن نفس اللغة العربية من الدين, ومعرفتها فرض واجب, فإن فهم الكتاب
والسنة فرض, ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية, وما لا يتم الواجب إلا به
فهو واجب.
ثم منها: ما هو واجب على الأعيان, ومنها ما هو واجب على
الكفاية, وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا عيسى بن يونس عن
ثور عن عمر بن يزيد قال: كتب عمر إلى أبي موسى رضي الله عنه: (أما بعد,
فتفقهوا في السنة, وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي). وفي حديث
آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (تعلموا العربية فإنها من دينكم,
وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم), وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من
فقه العربية وفقه الشريعة, يجمع ما يحتاج إليه, لأن الدين فيه أقوال
وأعمال, ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله, وفقه السنة هو فقه أعماله.
اهـ [الاقتضاء ص178-179]

رابعاً: بعض ما تميزت به اللغة العربية عن غيرها:

إن
اللغة العربية أمتن تركيباً, وأوضح بياناً, وأعذب مذاقاً.. قال ابن خلدون:
وكانت المَلَكة الحاصلة للعرب من ذلك أحقّ الملكات وأوضحها بياناً عن
المقاصد.اهـ [مقدمة ابن خلدون ص546]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله بعد أن ذكر إجماع أهل السنة والجماعة على أن جنس العرب أفضل من جنس
العجم , عبرانيهم وسريانيهم وروميهم وفرسيهم.. وساق الأدلة على ذلك ثم قال:
وسبب هذا الفضل –والله أعلم– ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم
وأعمالهم. وذلك أن الفضل: إما بالعلم النافع, وإما بالعمل الصالح, والعلم
له مبدأ وهو: قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ, وتمام, وهو: قوة المنطق,
الذي هو البيان والعبارة. والعرب هم أفهم من غيرهم, وأحفظ وأقدر على البيان
والعبارة. ولسانهم أتمّ الألسنة بياناً وتمييزاً للمعاني, جمعاً وفرقاً,
يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل, إذا شاء المتكلم الجمع, ثم يميز بين
كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر..إلخ [ الاقتضاء ص141 ]
ويرى ابن
فارس أن اللغة العربية أفضل اللغات وأوسعها, إذ يكفي ذلك دليلاً أن رب
العالمين اختاراها لأشرف رسله وخاتم رسالاته, فأنزل بها كتابه المبين.
ولذلك لا يقدر أحدٌ من التراجم أن ينقل القرآن الكريم إلى اللغات الأخرى,
كما نُقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية والرومية, وتُرجمت التوراة
والزبور وسائر كتب الله بالعربية. والسبب في ذلك يعود إلى أن العجم لم تتسع
في المجاز اتّساع العرب. [الصاحبي لابن فارس ص13]
وتتميز اللغة العربية
بثراء عظيم في أبنيتها, فقد قام الإمام الخليل بن أحمد رحمه الله بعد
أبنية العربية المستعمل منه والمهمل, على مراتبها الأربع من الثنائي
والثلاثي والرباعي والخماسي من غير تكرار فبلغ "12.305.412" كلمة. [انظر
كتاب العين] في حين يرى بعض الباحثين أن المستعمل منها لا يزيد عن ثمانين
ألف كلمة. [عجيب اللغة لحمادة ص44]
وذكر الإمام السيوطي في معرض تفضيله للغة العربية على سائر اللغات مزايا وخصائص اللغة العربية, ومما ذكره:
1- كثرة المفردات والاتساع في الاستعارة والتمثيل.
2- التعويض: وهو إقامة الكلمة مقام الكلمة.
3- فكّ الإدغام, وتخفيف الكلمة بالحذف, نحو: لم يكُ.
4- تركهم الجمع بين الساكنين, وقد يجتمع في لغة العجم ثلاثة سواكن.
5- وللعرب ما ليس لغيرهم, فهم يفرقون بالحركات وغيرها بين المعاني. [انظر المزهر للسيوطي 1/321 وما بعدها].
ومن
خصائص اللغة العربية دلالة بعض الحروف على المعاني, قال الإمام ابن جنّي:
وذلك أنهم قد يُضيفون إلى اختيار الحروف وتشبيه أصواتها بالأحداث المعبّر
عنها بها ترتيبها, وتقديم ما يضاهي آخره, وتوسيط ما يضاهي أوسطه, سَوْقاً
للحرف على سَمْت المعنى المقصود والغرض المطلوب. فحرف (التاء) إذا جاء ثاني
الكلمة دلّ على القطع: بتّ الحبل. بتر العضو.. وحرف (الغين) في أول الكلمة
يدلّ على الاستتار والظلمة والخفاء: غابت الشمس, غاص الماء, غطس
السبّاح...إلخ. وحرف (النون) في أول الكلمة يدل على الظهور والبروز: نفث,
نفخ, نبت...إلخ [الخصائص لابن جنّي 2/163]
ومن خصائص اللغة العربية
سهولة تعلمها, قال العالم الفرنسي مارسي: "من السهل جداً تعلُّم أصول اللغة
العربية, فقواعدها التي تظهر معقدة لأول نظرةٍ هي قياسية ومضبوطة بشكل
عجيب لا يكاد يُصدق, فذو الذهن المتوسط يستطيع تحصيلها بأشهرٍ قليلةٍ
وبجهدٍ معتدل".اهـ [مجلة مجمع اللغة العربية, المجلد44, ج1, ص46]
قال العلامة محمد بهجة الأثري في اللغة العربية :
مُخلَّدَة الشباب على الليالي *** فلا يدنو مشيبٌ من حماها
يَشيخُ الدهر حالاً بعد حال *** وما تنفكُّ تزهو في صباها
عجبت لها , ومنبَتُها الصحارى *** تُغَذِّي إِرْبةَ الدنيا لغاها
حباها بارئُ الأصوات أحلى *** وأعذبَ ما يَرِفُّ به صداها
مُنَغَّمةٌ كأنّ لها رباطاً *** مع الإيقاع توقِعُه خطاها
هي الفصحى لنا وزْرٌ وحقٌ *** علينا برها ومنى رضاها
  • نغذيها بأنفسنا ونحمي *** قداستها , ونرمي من رماها

اللغة العربية والتقدم العلمي

يظن البعض خطأ أنه كلما توسعنا في تدريس العلوم باللغات الأجنية ازدادت فرص التقدم العلمي لدينا‏.‏ والحقيقة التي أود أن ألفت الأنظار اليها هي عكس ذلك تماما‏;‏ فكلما توسعنا في نقل العلوم إلي اللغة العربية وتوسعنا في تدريس العلوم طبيعية كانت أو رياضية أو إنسانية بها نجح أبناؤنا في استيعابها‏,‏ ونجحنا في توسيع القاعدة العلمية لدي شبابنا سواء من الباحثين العلميين المتخصصين أو لدي غيرهم‏!‏

إنني أعتقد أن تخلفنا العلمي يزداد كلما ضيقنا فرص نشر الثقافة العلمية وجعلناها مقصورة علي طائفة العلماء الذين يجيدون معرفة العلوم بلغاتها الأجنبية‏.‏ وقبل أن يسارع أنصار تدريس العلوم باللغات الأجنبية في الاعتراض أقول إنني أعرف كل الحجج وأقدرها مثلما يقدرونها هم تماما‏;‏ إذا لا أحد يختلف معهم حول ضرورة وأهمية إتقان اللغات الأجنبية ولا أحد يختلف معهم في أن هذه اللغات هي لغات العلم المعاصر وإن متابعة الإنتاج العلمي العالمي سيكون أسرع لدي من يلمون إلماما كاملا بهذه اللغات المعاصرة‏,‏ ولا أحد يختلف معهم في صعوبة متابعة هذا الإنتاج العلمي العالمي بالترجمة الي العربية‏,‏ خاصة إن معظم علمائنا الآن لا يجيدون العربية ولا يعرفون كيف ينقلون المصطلحات العلمية المستحدثة اليها‏,‏ كما أنهم يرددون أن لغتنا العربية أصبحت قاصرة عن متابعة العلوم المعاصرة‏,‏ وأنها بعبارة أخري لغة غير علمية‏!‏ وهنا تكمن خطورة ما يؤمنون به‏;‏ حيث إن أي مجتمع يعجز عن أن ينتج معرفة علمية بلغته القومية يعتبر بلا أدني شك مجتمعا متخلفا‏,‏ يعتبر مجتمعنا فقد أهليته للمشاركة في التقدم العلمي العالمي‏,‏ فضلا عن أنه يصبح مجتمعا عاجزا عن إبراز هويته الحضارية والعلمية معا‏!‏

إن عجز معظم أبناء الجيل الحالي من علمائنا عن نقل ما تخصصوا فيه من علوم إلي لغتهم القومية هو تقصير ينبغي أن يعترفوا به‏,‏ وأن يساعدوا مجتمعهم علي تربية جيل جديد يتقن اللغتين‏;‏ لغتهم وأي لغة أخري‏,‏ بحيث يمكن لأبناء هذا الجيل الجديد أن يدرسوا ويدرسوا هذه العلوم باللغة العربية‏,‏ إذ أن الدراسات التربوية ـ العلمية الحديثة أثبتت أن الإنسان لا يمكن أن يبدع بشكل كامل إلا في إطار لغته الأصلية القومية‏.‏ وأن الإبداع العلمي لابد أن يتوافر له ما يسمي بالبيئة العلمية المشجعة أو المواتية‏.‏ وهذه البيئة الداعمة للإبداع العلمي لا يمكن أن تتوافر لأناس لا يعرفون شيئا عن العلوم التي سببت كل هذا التقدم التقني الذي يستمتعون بنتاجه دون أن يعرفوا كيف أنتج‏,‏ وكيف يكون التعامل الأمثل معه وكيف يمكن تطويره؟

إن الاحتجاج بأن اللغة العربية لغة عاجزة عن استيعاب التقدم العلمي المعاصر كلام يعبر عن الأستسلام والعجز من قبل من يرددونه لأنهم يتجاهلون أن اللغة العربية كانت هي لغة العلم الأولي طوال ما يسمي بالعصور الوسطي في الغرب وإنها هي اللغة التي حملت اليهم‏(‏ أي الي الغربيين‏)‏ كل العلوم في أرقي صور تقدمها وأنها هي اللغة التي اضطروا هم لتعلمها وإتقانها حتي يستطيعوا الإلمام بأحدث صور التقدم العلمي العالمي آنذاك‏,‏ وصدق روجر بيكون حينما قال‏:‏ أعجب ممن يريد أن يتخصص في الفلسفة والعلوم ولا يعرف اللغة العربية‏!‏ لقد تعلم البشر جميعا درس نقل العلوم من لغة إلي أخري من العرب‏,‏ حيث كانوا أصحاب أول حضارة تنقل نتاج الحضارات السابقة إلي لغتها‏,‏ ومن خلال هذه الحركة النشيطة في الترجمة‏,‏ تلك الحركة التي شجعها الجميع إلي حد أن كان الخلفاء يزنون الكتاب المترجم ذهبا ويعطونه لمن قام بترجمته‏,‏ أقول إنه من خلال هذه الترجمة لكل نتاج العلوم يونانية كانت أم فارسية أم هندسية نجح المسلمون في استيعابها وفي خلق البيئة المواتية للتقدم والإبداع العلمي‏,‏ فكان منهم العلماء الذين ساهموا في تطوير كل العلوم المعروفة آنذاك وفي تأسيس الكثير من العلوم الجديدة‏.‏ وكان أن تتلمذ علي مؤلفاتهم كل علماء الغرب في عصر نهضتهم الحديثة وقد اعترف معظمهم بذلك كما خلده مؤرخو العلم في مؤلفاتهم‏.‏

أقول ذلك لأذكر علماء العربية المعاصرين‏,‏ بأن العرب حينما أرادوا قديما جعل لغتهم لغة للعلم وللتقدم العلمي الي جانب كونها لغة الأدب والقص‏,‏ كان لهم ذلك‏.‏ فكيف لنا الآن أن نتقاعس عن دورنا في إعادة الرونق العلمي إلي اللغة العربية بنقل العلوم المعاصرة اليها مهما واجهنا من صعوبات ومهما أنفقنا من أموال‏!‏

إن القضية ليست مجرد قضية ترجمة لكتاب هنا وكتاب هناك من هذا العلم أو ذلك‏!‏ إنما هي قضية أمن قومي بحق‏;‏ فالأمن القومي الآن مرهون بما نحققه من التقدم العلمي‏,‏ الذي يصعب تحقيقه بالشكل الشامل الذي نطمح اليه دون تخصيص جزء كبير من جهدنا وأموالنا لخلق البيئة العلمية المواتية والداعمة للإبداع العلمي‏.‏ وذلك لن يتحقق إلا بأن يقرأ أطفالنا قبل شبابنا العلوم بلغتهم العربية التي يستوعبون مفرداتها جيدا ولا يستطيعون التفكير إلا بها هي دون أي لغة أجنبية أخري مهما بلغت درجة إتقانهم لها‏!!‏

إن قراءة العلوم باللغة القومية هو الطريق الوحيد لأن يصبح أبناء هذه الأمة علماء بحق وقادرين علي نشر علومهم وثقافتهم العلمية بين مواطنيهم وتلاميذهم ولا يمكن أن يتفاعل المجتمع الجاهل بأبسط مباديء المعرفة العلمية مع التقدم العلمي ولا أن يشجعه ففاقد الشيء لا يعطيه‏.‏ إن الجيل الحالي من علماء مصر وغيرهم من العلماء في كافة البلدان العربية هم المسئولون أمام الله وأمام أوطانهم إن لم يعترفوا بأنهم إنما يقصرون حقا في حق أمتهم طالما لم يسعوا إلي نقل ما تعلموه من علوم ومن نظريات علمية إلي تلاميذهم ومواطنيهم باللغة العربية‏.‏ لقد كان الجيل الذي تأسست علي يديه الجامعات المصرية بل والجامعات العربية الأخري وهو جيل الرواد بحق يدرك هذه القضية الخطيرة ولذلك وضع ضمن قانون الجامعات بندا يلزم الأساتذة بالتدريس باللغة العربية‏,‏ ومن ثم كان لزاما علي كل المبعوثين أن يعودوا من بعثاتهم الدراسية ليحولوا ما تعلموه باللغة الأجنبية إلي علم عربي يقدم إلي تلاميذهم باللغة العربية‏.‏ ولا أعرف متي وكيف بدأنا في تغيير هذا القانون الملزم؟‏!‏

لا أعرف كيف سمحنا لأنفسنا أن تهون علينا لغتنا العربية إلي الحد الذي أصبحت معه غريبة بين أهلها‏,‏ نتهمها بأنها ليست لغة علمية ولا تصلح كوعاء للمعرفة العلمية؟‏!‏

لا أعرف كيف ذلك بينما أصبحت اليابانية والكورية والصينية لغات علمية مرموقة؟‏!‏

مره أخري أقول ولا أمل من القول إن قضية ترجمة العلوم إلي اللغة العربية قضية قومية خطيرة ينبغي الالتفات إليها إذ لا مجال للحديث عن التقدم العلمي طالما أننا بعيدون عن نقل العلوم إلي لغتنا القومية‏.

الأحد، 4 نوفمبر 2012

صفات المعلم الناجح " الفعال


كلمة إلى كل معلم

صفات المعلم الناجح " الفعال " *
العمل لله 
سم باسمه في بداية الحصة 
اجعل الطلاب يسبحون ويذكرون الله والصلاة على نبيه بين ثنايا الدرس 
اخلص العمل لتراه في أبنائك 
كن حازما مرعبا قويا لا تخش الا الله في تجاوزاتهم 
الخوف منك من علامات النجاح 
 لا تباسط معهم إلا بعد حين من الدراسة 
كن مودي فتش فجأة 
إخلاص العمل لله 
تخيل أن بعملك سوف تدخل الناس الجنة 
أنت قدوتك رسولك محمد صلى الله عليه وسلم 
تمكن من علمك واعتزازك به 
أنقذ المسلمين بعملك وأخرج منهم شباب يحب دينه ويعمل له 

•أن يكون مستشعرا للمكانة السامية لرسالة العلم وأهله ، تلك المكانة التي تجعله دائم البحث عن الحقيقة مدافعا عنها مستحضرا للنصوص الكثيرة في ذلك والتي منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( العلماء ورثة الأنبياء.....).
• أن يكون مثلا طيبا للمواطنة الصالح غارسا ومنميا لها في نفوس طلابه .
• صاحب عقلية ناضجة لديه القدرة على التفسير الصائب للأحداث كمن يرى الصورة من جميع جوانبها .
• أن يكون متمكنا من مادته العلمية. 
•أن يكون لديه الاستعداد لمسايرة التغيير والتقدم والتطوير . 
•أن يكون متفتحا على مكتشفات العلم محبا للجديد من الآراء منتقيا ناقدا واعيا.
•أن يتميز بالنظرة الموضوعية الواقعية للأمور ، فلا يتعصب لرأيه .
• أن يكون مثقفا واسع الأفق لا يحصر اهتمامه كله في مادة تخصصه .
•أن يمتلك القدرة على التخيل ورؤية الواقع في صورته المحسنة والمرجوة. 
•أن يتخلى عن بعض الطرق التقليدية التي تعود على القيام بها بعض المعلمين في الفصل متفاعلا مع كل جديد مفيد ، كبعض الاستراتجيات الحديثة في التعليم والتعلم .
•التفاؤل المبني على الواقع المدروس ، من خلال التربية والحرص على غرس بذرة التفاؤل في أن ماضينا المشرق مختلفا عن حاضرنا. 
•التفاعل الاجتماعي مع البيئة المحيطة متفهما لظروفها ، وهذا مما يجعل الناس يؤمنون أكثر بالدور الخالد للمدرسة والعاملين بها.
•التميز بالعطف الإنساني والتفهم لظروف طلابه الاجتماعية والنفسية لكسر الحواجز وحل المشكلات .
•أن يكون متفهما لنفسيات طلابه ولقدراتهم الجسمية والعقلية ، موضع ثقة لهم ، متحسسا لظروفهم الاجتماعية خارج المدرسة.
•أن يكون محلا للمسؤولية ، معترفا بالخطأ ، قائلا : " لا أعلم " فيما لا علم له به .
•أن يكون حساسا لطبيعة العلاقة التي تربطه بطلابه كمعلم ، واضعا الحدود لتلك العلاقة.
•أن يكون وسطا بين طلابه بحيث لا ينحاز لفئة على فئة مهما كانت الأسباب .
•أن تكون لديه القدرة على التصرف السليم والحاسم في جميع الأحوال طبقا لما يقتضيه كل موقف.
•أن يكون نشطا خارج المدرسة مسهما في أوجه النشاطات الاجتماعية في البيئة المحيطة بمدرسته .
•أن يكون متوافقا مع ذاته أولا ، ينظر في تصرفاته قبل أن يحدث طلابه عن التوافق النفسي ، إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه .
•أن يعترف بينه وبين نفسه بأنه قد يتعلم هو نفسه شيئا جديدا من خلال بعض تساؤلات طلابه ومناقشتهم.
وأخيرا : الكمال غاية لا تدرك لكن وجود عدد من هذه الصفات المتميزة في شخصية معلم من المعلمين كفيل بأن يجعله ناجحا في عمله سعيدا بين طلابه ليكون معلما مطبوعا لا مصنوعا.
المعلم الفعال هو ذلك المعلم الذي يحقق الأهداف باتساق سواء ركزت تلك الأهداف بشكل مباشر أو غير مباشر على تعلم طلابه 
أ) الخصائص المعرفية :- 
إن حصيلة المعلم المعرفية وقدراته العقلية من العوامل الهامة التي يجب أخذها في الحسبان عند الحديث عن المعلم الفعال،ومن أهم الخصائص المعرفية للمعلم ما يلي 
الإعداد الأكاديمي والمهني: 
فقد أثبتت الدراسات والبحوث إلى وجود ارتباط إيجابي بين مستوى التحصيل الأكاديمي للمعلمين وفعالياتهم التعليمية فكلما زاد التحصيل الأكاديمي زادت فعالية المعلمين 
اتساع المعرفة والاهتمامات :- 
إنّ سعة إطلاع المعلم تجعله أكثر فعالية من المعلم الأقل إطلاعا خاصة إذا أضيف إلى سعة الإطلاع جانباً من الذكاء 
المعلومات المتوافرة للمعلم عن طلابه 
إن معرفة المعلم بطلابه وقدراتهم العقلية ومستوياتهم تجعله أكثر فعالية في تواصله وتعامله معهم 
امتلاك المهارات التالية :- 
أ-معرفة المادة الدراسية التي يقوم بتدريسها 
ب- معرفة مبادئ النمو التي يخضع لها نمو تلاميذه ألعقلية واللغوية الخ
ج- معرفة الدوافع التي تؤثر في درجة إقبال تلاميذه على التعلم 
على المعلم أن يكون حريصاً على زيادة العلم والتبحر فيه وعدم التوقف عند حد المادة الدراسية التي يدرسها 
وأهم الخصائص الشخصية اللازمة للمعلم :- 
1.الاتزان والدفء والمودة حيث ثبت أن المعلم الفعال يعوق عملية اكتساب الثقة بالمدرسة عند تلاميذه في حين يسهل المعلم الودود والمتعاطف هذه الثقة 
2.الحماس ثبت أن الطلاب أكثر استجابة نحو المعلمين المتحمسين ونحو المواد التي تقدم على نحو حماسي 
.3 الإنسانية المعلم الفعّال هو المعلم (الإنسان) والمعلم الإنسان هو المعلم القادر على التواصل مع الآخرين والمتعاطف الودود والصادق 

المتحمس المرح الديمقراطي 
النفسية المبسطة المتفتحة وهي غير الإنطوائية ، غير المنقبضة السمحة ، المحبة ، المتفائلة غير الحاقدة المتشائمة ، والثغر الباسم له أثر في النفوس غير العابس الكئيب 
4.الموهبة والرغبة إن المدرس الموهوب الولوع باختصاصه ، الشغوف بطلابه والمتفرغ لهم مدرس ناجح، إنه يضجر من الفراغ ، إنه يبدع ويعمل بالحكمة القائلة ( إن النفوس لتتعب من الراحة ، فأريحوها بالعمل 
صفات عامة للمعلم:- 
تحدث بعض العلماء والمربين عن بعض الصفات والخصائص العامة للمعلم أحببت أن أشير إليها لأنني أظن أنها مهمة فقد أورد الدكتور إبراهيم ناصر عدة أمور تتعلق بصفات المعلم 
أ- صفات تتعلق بشخصيته العامة :- 
1. متزن 2- عادل 3 – محايد 4-مرح 5- صابر 6- متعاطف 
7ـ عطوف 8ـ معطاء 9-متحمس - 
ب- صفات تتعلق بتعامله مع تلاميذه :- 
1ـ لديه اهتمام بمشاعر التلاميذ 2- يستثير عقولهم للبحث والتفكير
3- يشرح وفسر ويبسط الموضوع 4 .متجاوب مع التلاميذ 
5- متفاعل مع قدراتهم واستعداداتهم 
وأما الدكتور عابد الهاشمي فقد وضع صفات للمعلم أهمها :- 
1- المنطق السليم والبعد عن العامية والتكلف في الحديث 
2- المظهر المقبول للنفس 3- الصحة والقوة
4- الذكاء والعقلية المرنة 5-الموهبة والرغبة
6- الثقافة العامة 7- التجربة والخبرة في الحياة
إن المعلم الأصيل يجعل من كل دقيقة في الدرس فرصة تستحق أن يعيشها تلاميذه ، وكلما تمرس المدرس بالتفكير بمهارة في دقائق تفاصيل الموضوع الذي يتناوله هو وتلاميذه كان أكثر استعداداً للإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم بطريقة تعود عليهم بالفائدة وتكفل لهم النمو الأفضل 
ولذلك كان على المعلم أن يديم الاستعداد والتخطيط لعمله حتى لا يضيع وقته ووقت تلاميذه دون فائدة. 
ولا شك أن المعلم الذي يحسن استغلال الوقت وتنظيمه وتقديم مادته العلمية لطلابه بأسلوب سهل ميسور سيكون محبوباً من تلاميذه . 
ولكن ما هي الكفايات والأمور التي تجعل المعلم محبوباً من تلاميذه وبشكل حقيقي؟!! 
*الإخلاص والتقوى 
*قوة الشخصية 
*الذكاء 
*الحماس 
* الحلم والحزم 
* حسن المظهر 
*الصدق في القول والعمل 
المعلم هو العنصر الفعّال في عملية التعليم ، فبمقدار ما يحمل في رأسه من علم وفكر ، وما يحمل في قلبه من إيمان برسالته ، ومحبة لتلاميذه ، وما أوتي من موهبة وخبرة في حسن طريقة التعلم يكون نجاحه وأثره في أبنائه وطلابه وكثيراً ما كان المعلم الصالح عوضا عن ضعف المنهج وضعف الكتاب ،وكثيراً ما كان هو المنهج والكتاب معاً. 
فالمعلم هو الربان الذي يسخر براعته ومهارته في إيجاد التناسق والتفاعل الإيجابي بين العوامل التي تؤثر على سير السفينة نحو وجهتها بسرور وبدون مشقة . 
إن المحبة المتبادلة بينك وبين تلاميذك من أهم عوامل نجاح العملية التعليمية فكيف تكسب محبة تلاميذك ؟ 
لا شك أخي المعلم أن شخصية المعلم تعلب دوراً مهما في إيجاد المحبة والمودة بين المعلم وتلاميذه ، فما هي مقومات الشخصية التي يجب أن تتوفر في شخصية المعلم حتى تكسبه محبة تلاميذه ؟ 
أثبتت التجارب والممارسات العملية أن اتصاف المعلم بالصفات التالية تكسبه محبة تلاميذ

أخلاق و آداب المهنة موضوع له مذاق خاص فهو لا يتعلق بالجوانب الفنية فى عملك ، و إنما بالأساس الأخلاقي لهذا العمل ، و بالتالي فهو لا يخاطب العقـــــل فقط ، و إنما يخاطب أيضاً الضمير و الوجدان . و على ذلك فهو نوع من حوار النفس قبل أن يكون حوار مع الآخرين .

عزيزي المعلم .. هذا الكتاب هو وسيلتك كي تسلط الضوء على القضايا الأخلاقية في أعمالك اليومية ، و كل ما فيه مستمد من الممارسات العملية للمعلمين فى المدارس من الحضانة إلى الثانوية ، و ليس به قصص تخيلية أو إرهاصات أكاديمية . انه دليلك إلى التعامل الأخلاقي مع كل جانب من جوانب عملك بالمدرسة .

و هذا المرجع - بين يديك – تستطيع قراءته وحدك و تأمل أفكاره و الدخول فى حوار مع نفسك حول ما يثيره من تساؤلات و ما يطرحه من مجادلات و معضـــلات ، و بالتالي التوصل إلى استخلاص النتائج و إصدار الأحكام بمفردك .. و مع ذلك فان المشاركة فى حلقة تدريبية يكون هذا المرجع هو مادتها العلمية ستكون أكثر فائدة بالتأكيد ، إن لم يكن لشئ فلغرض تبادل الرأي و الاستماع إلى الآخرين و التعرض لانتقاداتهم فذلك يثرى تجربة التعلم بلا حدود .

انتبــــــــــــــــه !

ليس هذا الكتاب قائمة بالقواعد الأخلاقية الواجبة أو قائمة بالمسموحات و المحظورات ، و لا هو سلسلة من النصائح و المواعظ المملة ، كما لا يقصد أن يكون ميثاقاً أخلاقياً يتضمن الإجابات على كل التساؤلات .. ليس هذا كله و إنما هو
الدكتور : صديق عفيفي

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

النعيم الزائل

ألا كل شيء ما خلا الله باطل         وكل نعيم لا محالة زائل
المعنى : همسة تنبيهية بزوال الكون واعتبار اجمل ما فيه هو الله فلا نعيم الا القرب من الله مهما كان برحمته ومنه الراحة والبعد خلاء وشقاء وبطلان .
البلاغة : براعة استهلال بألا للتنبيه .

كل : عموم وشمول
حسن التقسيم للبيت
والتصريع الموسيقي لشطريه
النحو : ألا
ما خلا+مفعول به
لا محالة لا نافية للجنس .