الأربعاء، 26 يونيو 2019

لماذا نلحد؟



 فكرة في كل عقل :
أين الله؟ موجود أم غير موجود؟
نظرة الملحد في كل عصر أمر طبيعي فهي منذ بدايات الكون ؛ لأن عقل المفكر قائم على الشك في كل شيء حتى يتحقق، وكل ما أثير من اعتراضات حول (الله والقرآن والتطور البشري وانتقاء الأنبياء ونزول الأديان والوحي والكتب وبدايات خلق الإنسان والكون والزمان والمكان والقضاء والقدر والعدل والظلم والجنة والنار والعقاب والثواب والغنى والفقر والصحة والمرض والشجاعة والجبن .....) كلها أفكار وغيرها الكثير تجد عند البعض عدم الإجابة والشك والحيرة ؛ فسرعان ما يختار الطريق السهل للإلحاد دون إمعان العقل والبحث والتدبر.
من الشك لليقين:
في الحقيقة  البحث بنفسك ،دون الاستعانة بمن يسيطر على عقلك ويوجهك، سوف تهتدي لإجابة كل ما يثير الشك عندك، ابحث بنفسك وبنفسك وبنفسك وبعقلك أنت وبفكرك أنت وخلوتك أنت، ابحث في كل قضية تشك فيها بالعقل والبحث والتقصي، فكل من يجد فكرة يعترض عليها، لا مانع، ولكن بالتفكير العقلي العميق الموسع والعلم الموسوعي الدنيوي (فيزياء أحياء رياضيات فلك كيمياء

أمثلة للبحث
نجد الكثير قد رجع من الإلحاد إلى الإيمان، فالعلماء(مثل الدكتور مصطفى محمود)(إنما يخشى الله من عباده العلماء) من يعرف الله العلماء( الموسوعي العقلي المفكر في الفيزياء والفلك والأحياء..) وليس غيرهم،  فكلما ازدادوا علما عرفوا الله حقا، فنجد دائما أن الذي يلحد هم من لا يبحثون بعمق، ويُسلمون عقولهم لشكوك الغير ،فبمجرد فكرة يهتز بها، يقوم بترديد الشك الذي أعجبه دون بحث أو تعمق عقلي في الفكرة التي شُكك فيها، ولعل البيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ،والحالة النفسية والمكانية قد أعطته مسوغا لتصديق ذلك والحقيقة أنه في قرارة نفسه يعرف الحقيقة؛ ولكنه يكسل في البحث عنها، ويستسهل طريق الشك والنقد، فهي فكرة تروقه يلوي لها الأدلة؛ ليقتنع بها ويقنع الآخرين ،فطالما الحرية الفكرية متاحة اقتنع، ولكن،،، بالبحث العقلي الصادق اليقيني المحيط الموسوعي ستجد الحقيقة        ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)

أسئلة الشك:
الله موجود أم لا ؟ الكون أولا أم الله؟ الإنسان أصله قرد أم لا؟ آدم شكله ؟ بداية الكون وقته ؟ الزمان بدايته؟ المكان أولا أم الزمان؟ الفرخة أم البيضة أولا؟ الأنبياء لماذا هم ؟ ولماذا منعوا؟ ولماذا ليس مباشرا مع الله نتعامل؟ وأين الشياطين والملائكة؟ وأين جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل؟ متى بُدء الكون؟ وماذا قبله؟ لماذا كل هذه النجوم والمجرات والسموات ؟ لماذا العرش على الماء؟ ولماذا وصف جهنم والعذاب وتبديل الجلود؟( رغم أن الإنسان خلق ضعيفا مكتوب له في أم الكتاب ما سيحدث له مسبقا القضاء والقدر سبق منذ الأزل) لماذا يترك القاتل الظالم الكافر الجاحد المؤذي الشرير؟ ولماذا خلق ؟ لماذا نزل آدم الأرض؟ ولماذا الطوفان ؟ ولماذا قتل هابيل ؟ ونشر زكريا ؟ وصلب المسيح أم رفع؟ لماذا هزم بعض الأنبياء؟ لماذا لا ينشر الحق والعدل؟

إجابات أسئلة الشك:
كل مسألة مما سبق بالبحث العقلي والموسوعي  توصلت، لإجابات شافية يقينية تقنع عقلي أنا ،ولا أجبرك لتعرف قناعاتي وحججي لأنها أقنعتني أنا وليس أنت ،فما عليك إلا بخوض الطريق بنفسك، والدور عليك أنت بالبحث بنفسك وبعقلك لا بعقل الآخرين، وكل ما توصلت له من أفكارترضيني، وتجعلني أقتنع بما أنا عليه من دين الإسلام الدين الحق في كل فكره وتوجيهه وقرآنه ونبيه.
مذاهب لا تحصى:
 فما يعرضه "  دارون أو ماركس أو أي مذهب أو دين أو نظرية أو مفكر مهما كان مسماه ومهما تعددت آلاف الأديان والمذاهب والأفكار وتفريعاتها سواء كان (دهري حنفي يهودي مسيحي إسلامي وجودي أوجبري أو معتزلي أو أشعري أو صوفي أو علماني أو ماسوني بهائي قادني بوذي زردشتي مانوية اشتراكي أو شيوعي رأسمالي نازي صهيوني عبدة إبليس أو عبدة الشيطان أو ما سمعت عنه أو لم تسمع عنه بعد ... )
كل هذا الخلط يدور في فلك (كون أم إله؟) إعادة لنفس الفكر والمسائل حول كل ما يعترض عليه العقل من التصديق ،ويستحيل عليه رؤيته بأم عينه.

عقلي أحسن من عقلك أتوافق؟
وكل نتاج السابقين يبحث عن إخضاع فكر الإنسان لمعتقده ويصر أنه الأحسن الأفضل الأقنع الأحق، ثم ينطلق ملحد مفكر خارج السرب .

تريدها حلال أم حرام؟ أنا جاهز
 ليعرض شكوك عقله وفكره وقناعته حول نفس المسائل قادما بحجج وأدلة تفند وتهدم وتهد .
وعلى الجانب الآخر يظهر من يرد ويدافع بحجج وأدلة تفند وتهدم وتهد، وكأنها حرب كلامية لأجل ماذا؟ في الحقيقة إنها متعة العقل والتفكير تسعد من يقوم بها .

الهدف من  الشك
 ولكن بعد كل هذا الجدال هدفك الراحة الفكرية وإقناع نفسك بما تفعل أنك على الصواب ، لا مانع من ذلك ابحث وتعمق وجادل وحاور وتعلم وتعقل،ولكنك(ستجد أن وقتك الذي تسعد به قد ضاع، ودُفع عقلك إلى الانشغال  والاشغال والاشتغال والإلهاء والهبد ،المهم أنك قُذفت بعيدا؛ لمصلحة من قذفك أو بسبب عقلك المريض الذي يحزنك ويبعدك عن السعادة والتمتع بالحياة ،وضاع وقتك فيما لا يفيد عن متعة الحياة الحقيقية، وخدمة مصالح الغير في إلهاء هؤلاء المشككين ).

ملحد غير ملحد هذه مبادئ إنسانية للجميع
عش ملحد غير ملحد ،المهم تقتنع بصدق بما أنت عليه ، ولا تجبر أحدا على تغميته وإجباره على ما أنت عليه ليساق دون علم وبحث ، عش بحرية وكرامة وسعادة وتنعم وشجاعة، وحب الآخرين وسلام وأمن وإخلاص وإتقان للعمل  عش بمبادئ الأخلاق الفاضلة، والتعايش السلمي ، والأخوة الإنسانية، عش بالعدل والإنصاف والقسط والخير ، عش بالعمل الصالح ،ومساعدة الآخر ، وإماطة الأذى، وصلة الرحم ،وبر الوالدين حتى وإن بعدا عن نفس فكرك ودينك،تعارف مع جميع الناس، تشاور وتحاور ولا تعنف ولا تكن شريرا أو مؤذيا، لا تقتل ، لا تسرق لا تسخر لا تجسس لا تغتب لا تظن ظن السوء بالآخرين ، التمس العذر والضعف لآخرين، زر المريض تصدق على الفراء والمساكين واقض لهم الحوائج ، كن صادقا ، عندك الحياء والخجل ، استأذن قبل الدخول، ابدأ بالسلام، لا تخاصم ولا تفجر، ولا تعذب ، ارحم الحيوان، لا تسرف ، ولا تبخل ، ولا تحقد،لا تطعن ، لا تشتم ولا تسب ، ولا تلعن، ولا تفحش، ولا تكون بذيئا، التمس الضعف والعذر للناس، ولا تذل ولا تستعبد، لا تحقر أحدا، لا تظلم المرأة في حقوقها لأنها ضعيفة، استوصوا بهم خيرا،غض بصرك ، واغضض من صوتك، ولا تعتدي إلا على من اعتدى عليك، ولا تسرف في القصاص، فالقصاص حياة وعدل ومساواة، لا يجرمنك بغضك لأحد؛ أن تشهد عليه ،الحرية في الفكر والرأي دون إجبار أو تسفيه.

الخلاصة الإلهية:
لتعلم أن الأخلاق السابقة وغيرها كثير جدا هي ما حث عليه الإسلام، وهي ما ذكر في القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف ، وما جاء عكس ذلك مكذوب على الله ونبيه محمد -صلى الله عليه وسلم - ابحث وسترى صدق ما أقول ، كل مسألة تعترضك استقصيها بحثا سترى أن الله لخص كل ما يريد في( الإسلام والقرآن ومحمد) هم خلاصة البشرية في طريق السعادة والسلام والحب والتعايش والتعارف والتراحم والتشارك، وذلك لنستريح ونسعد في جنته ، فما كنا ننشد من سعادة ونعيم  ، ستجده يوم القيامة بعد الموت في جنات النعيم.

مقياس الخالق:
 مقياس الخالق بين الناس جميعا التقوى وعدم التعدي على الآخر اخلص في الاكتشاف العلمي والتأمل في الآفاق والكون والجبال والسماء والأرض والمجرات والذرات ،والتأمل في الآثار السابقة، وأخذ العبرة منها والتعلم منهم، ثم تأمل في نفسك وفي كل عضو منك لترى حقيقة واحدة أننا لم نخلق عبثا ، وأن هناك خالق منظم مدبر عالم يريد لنا الخير حتى وإن بدا لعقلك غير ذلك.

المهم أنه جدال منذ الأزل (تقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر) لماذا؟؟؟؟
 فلسفة أرسطو أفلاطون بطليموس جالينوس سقراط ديكارت ابن خلدون ابن رشد الغزالي الفارابي السهراوتي ابن سينا ابن الراوندي ابن المقفع الجاحظ أبو نواس بشار الأحوص الرازي المعري إخوان الصفا.....وأي مذهب على وجه الأرض ، ما هو إلا شيء معاد ومكرر.
المثالية في التفكير وانتصار قوى الشر على الخير ، والعبث في إدارة حياة البشر من قِبل الخالق ، وتخلي الله عن الضعفاء والعصاة والخارجين عليه والملحدين له، وتركهم كل على هواه من ظلم وقتل وسجن وتعذيب وفقر وجوع وعري وحرمان دون تغير عاجل أو آجل له أمام عينه ، توقف معجزات الله أمام البشر ، توقف الأنبياء المرسلين من قِبل الله، عدم ثقة المفكر في قدراته على فحص ما يأتيه من أخبار والتحقق منها والانسياق والإعجاب بفكرة توافق هواه، أو صدورها من شخص مقنع لديه، على حين يجد المناقض لذلك من وجود غنى وعدل وراحة وتقدم وحرية وأمان وأمن ورغد العيش والرفاهية والترف.
فالمتأمل يجد أن البداية للملحد من نتاجات مجتمعية أو تأملية لبدايات الكون وتناقضاته، ثم تتحول بعد ذلك لنقد القرآن والكون ووجود الله والأنبياء، والخوض في أصل الخلق ونظرية التطور.
الإلحاد يظهر في كل عصر فهو أمر ليس بجديد على البشر ، القدرات العقلية المحدودة لماهية الكون وبداياته ونهاياته وسننه وتغيراته وموت الإنسان ، والغنى والفقر وتفاوت الناس في ملذات الدنيا ونعيمها ، وانتشار الظلم والتعذيب والقتل والتهجير وقهر الظالم للمظلوم، وعدم نصرة الله للمظلوم ،وعدم شفاء غيظ المظلومين، وتأخر نصرهم ، وتوعد الله للناس بالنار التي ليس لها مثيلا في التعذيب والحرق والقتل وإبدال الجلود وإعادة التعذيب ، ومفاتن الجنة التي ليس لها من مثيل من حور عين وأنهار خمر ولبن وعسل والأكل والشرب بلا عمل فهو نعيم متناهي ، ترك الله لدينه وعباده وعدم نصرهم ، وانتصار قوم على قوم ودين على دين ولون على لون وعرق على عرق ، النظرة الضيقة كلها متعلقة بمتناقضات يرفضها العقل ، ويتمنى تغيرها لما يراه هو، وعلى هواه وما يريده ، كل ذلك بنظرة في نطاق محدود وهو العالم الدنيوي .
إذن القضية متعلقة بصورة كبيرة ( بضعف وقهر وظلم وفقر وقتل..... وغيرها من مسالب المجتمع)، فتره يرى مسالب الخالق وتخليه عنه وتركه في مخالب الغير دون الدفاع عنه، وغلبة الظالم وتمتعه وغناه وسلطته وقوته وسيطرته عليه.
للرد بمنتهى البساطة ، التفكر في الكون ونظامه الدقيق المبدع لا يحتاج أدنى شك في قدرة الخالق، ووجوده ودرايته وعلمه وتدبيره لأمور جميع ذرات ومجرات في الكون.
القرآن لا جدال على كونه معجز لغة وترقيما وعددا وعلما ؛ ولنرجع لإحكامه العددي الدقيق والدقة في الآيات الكونية ، والتوجيه الدستوري والاقتصادي والأخلاقي، الذي يدعو لكل فضيلة مهما كانت الرؤية قاصرة الفهم في طعن المستشرقين، الذين ينقدون لأجل مصالح آخرين ونصرة بغير حق لفكرة يريدونها، وفتح المجال؛ لتعويم الفكر وتشكيك غير ذوي العلم ،الذين لا يقرأون ولا يفكرون؛ لضيق وقتهم في البحث عن الحقيقة ؛لأنهم يبحثون عن الأهم ،وهو الحفاظ على النفس من مأكل ومشرب وملبس ومتع وسلامة لحياته من الكدر.
 فالمجال مفتوح ومرن لفهم القرآن؛ لاستنباط وتفسير وتأويل الرأي والفكر السديد الموافق، لفطرة الإنسان السوي ومصالحه المرسلة، واستحسان ما يتوافق مع المجتمع ،وتحقيق الموافقة للعرف الصالح للإنسان في حياته ومعاشه الصحيح، وجلب المصالح ودرء المفاسد، والاستحسان وسد الذرائع والقياس، وتغير الزمان والمكان والفكر والمستجد والوارد مع كل عصر؛ ولذلك الفهم المفتوح غير المغلق على ما كان من إجماع سابق بل قد يكون هناك إجماعات مغايرة ومتجددة بما يوافق العصر الحديث والذي سيأتي فكتاب الله هو الخلاصة البشرية لكل الأديان السابقة سماوية وغير سماوية ؛ لأنه يدعو لكل فضيلة وخلق إنساني.
أما المتأولون والمستخرجون والفاهمون من القرآن أنه( قتل أو سفك أو حد أو رجم أو جلد أو ملذات بالجنة أو تهويلات للنار أو تعدي على الحرمات والنساء والإفك وغصب الزوجة وتعدد الزوجات والدعوة للقتل، ومعاداة المخالف لديني وشيوع الكفر والفسق والإلحاد وادعاء الألوهية، وتساهل الله في خطابه ونزوله لعقول البشر في ردوده ، وتركه للخلق في الضلال والكفر ومعاداته ، وتدمير خلقه وكونه، وإعادة ما في التورة وتنقيحها أو أخلاقيات الإنجيل وتنقيتها ، والتكرار في قصص الأنبياء والانتقاء منها ، والتركيز على سلالة إبراهيم ويعقوب وسلالته وحصر الأنبياء فيهما فقط وهما من نسل سام بن نوح فقط وكأنها ملكية تتوارث النبوة بل أن هناك أنبياء كثر في وقت واحد لمكان واحد ،بل هناك خسف لأقوام وطوفان وتعذيب وتحدي وإهلاك وتدمير، واستخلاص هؤلاء وانتقاء الجنس والعنصرية للسام دون الحام بالرسالة ،وقراءات القرآن وتنوعها واختلافها في التدوين والمعنى والحروف والتشكيل والنطق، وتحدي فرعون وتركه وكثرة الحديث عن قصة موسى وفرعون الذي أعلن لنفسه الألوهية ولم يهلك في ساعته، والأحاديث الصحيحة والضعيفة والتي لا توافق عقل ولا دين في البخاري وغيره، واكتشاف صغرات السنة، وتأويلات المفسرين والفلاسفة وكأن المكتشف اكتشف أنهم ليسوا آلهة ، الحقيقة أن الأمر أهون من ذلك فلم نقدس بشرا في قوله أو فعله أو  فهمه لشيء ، فالكل وسيلة توصيل من المُرسِل الأعلى، والكل خاضع للعقل والمنطق، الله نفسه يقول دائما انظروا في خلق السموات، انظروا في خلق أنفسكم انظروا في آثار الأمم السابقة، بل ولكي نقتنع به فهو يخاطب عقولنا، ويعطي الدليل على صدق ألوهيته، وتوجيهنا بالعقل والمنطق؛ لكي نقتنع به إلها واحدا خالقا متحكم في كل ما في الكون ، من ذرات وسموات وأراضين وماء وحيوان ونبات وجماد وإنسان ومرئي وغير مرئي وما كشف لنا وما لم يكشف لنا من غطاء العين  ....وغيرها، والبشر مساق وموجه ومسير أو مخير ومفكر أو مغلق أو موافق لين أو معاند جاحد منكر ؛ لماذا؟؟ لأجل الظهور أو إعجابه بالنفس والفكرة المسيطرة والموجهة إليه من خلال نفسه أو من خلال غيره سواء كان (مستشرق شخصية مؤثرة دولة متقدمة ، خادم لمن يسوق لهم فكره؛ لتحقيق مصالحهم ومنفعتهم في السيطرة على العقول وتوجيهها بالإعلام والتلفاز والميديا الإلكترونية والكتابية ومن خلال الفن وأهله والغناء وربعه والأدباء وإبداعهم، كل ذلك مساق وموجه بنفسه أو بالعقل الجمعي والذباب الإلكتروني، لما يريد من منفعة ومصلحة "فالغاية تبرر الوسيلة" ،في رفض أو قبول وتحليل أو تحريم في نفس الوقت والحالة، وذلك تبعا لاحتياج الموجِه ( سواء كان مستعمر أو مدمر أو حاقد على( دنيتك ورفاهيتك أو دينك أو خائف منك وما تملكه من قوة، "فكر وعلم وأرض وكنوز ومدخرات وموقع ووحدة لغوية وعرقية ومذهبية...وغيرها").
 فالمبرر للسيطرة عليك وتوجيهك وتحريك فكرك في اتجاه واحد هو يريده (سواء إنكار وجود الله أو الأنبياء أو القرآن غير المعجز.... أو غيرها من متطلبات المُوجِه) والحقيقة طريقة التوجيه جاهزة حسب ما تريد ويريد كل عقل لإقناعه (من طريق الدين أو العقل أو العلم أو المنطق أو الأمن أو حسب ما تتنوع به العقول)
 فهناك الإقناع الشرعي بالرضا بالفقر، (وهو مطابق لكل قرآن وحديث ودين وخلق ومصلحة الوطن ومنطقية العقل وتحقيق الأمن السلمي والصحي والغذائي فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها) مثل: أبو ذر وأهل الصفة.. ، وعلى الجانب الآخر من الإقناع بالغنى (ذهب أهل الدثور بالأجور، ساعة وساعة، لأن تترك ورثتك أغنياء خير ،والمؤمن القوي خير، واليد العليا خير، وعثمان كان غني وابن عوف..  )
فالعكس بالعكس صحيح أيضا ، القدرة على أن تقنع بالفكرة وعكسها أمر يسير ما دامت لديك الحجة والبرهان وقدرتك على الشواهد إنها قدرات العقل السُفِسْطائيّ المملوك لكل واحد منا الذي يبرر له كل أفعاله مع اعتقاده الجازم في قرارة نفسه ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) (استفت قلبك)(اجتهد رأي ولا ألوا)...... الفكرة متاحة بالنقيضين ولا مانع، المهم الالتزام الأخلاقي الإنساني بعدم الرفض للآخر، مهما كان دينه أو لونه أوعقله، إنه (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل ؛ لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) التعايش والتوافق وعدم الاحتكاك هو نظام الكون ، ومن يخالف ذلك المنطق السلمي نتج عنه خروج عن النظام الكوني فأدى للخلل.
           " لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"
فأبسط مسألة في نفس الإنسان وخلقه وهو ضمن خلق الكون بكل مكوناته من ذرات وإلكترونيات ونواة ومدارات وأفلاك وغازات متنوعة من أكسجين هيدروجين ووجود البورتون والنيترون ووجود النيزك والنجم والكوكب وماء ونار وشجرو زرع وهواء وتراب ورمل وكسوف وخسوف ومواقع النجوم وخلق الكون والبداية النهاية حياة وموت البشر والكائنات والنجوم وغيرها، والسماء والأرض والعلم والقمر الطبيعي والصناعي.
المثال الأبسط : التأمل في خلق الإنسان( انظر لنفسك ترى الله)
 (خلق الجمجمة و التجويف العقلي المتعرج الدقيق للمخ ، وخلق اللسان وهو آلة النطق ، والعظام والنَّفس والدم والأمعاء والقولون والقلب والبنكرياس والمخ والمخيخ والغدد الليمفاوية والنخامية والعصب والفقرات والعمود الفقري والأطراف والبنان والبصمات والعين والقرنية والعدسات وبياض وسواد العين والبؤبؤ والحدقة والشفتان والأسنان والفك والحلق والضرس والسنة والناب والأنف والفتحتين والشعر والشهيق والزفير، والبطين والأذين والشريان والوريد والدم والكرات البيضاء والحمراء والشعيرات الدموية والدمعية والعصبية والمصران والاست والفرج والبول ومجراه المني والخصيتان وتحول الأحمر إلى أبيض والشهوة المخلوقة والفخذ والركبة والسمانة والكعب والكاحل والمقعدة والفلقتين والمستقيم والثديين والجلد والأغشية والأظافر والرسخ والكف واليد وباطن اليد وظهر اليد والكوع والمرفق والساعد والباي والتراي والترابيس والصدر والترقوة والرقبة والحلقوم والبلعوم والأذنان وقناة استكيس وأذن وسطى وخارجية وداخلية وطبلة وسمع وتردد صوت وذبذبات تصل العقل فيتم ترجمتها؛ لفهم وعلم وكتابة واستنتاج وربطه ببصر وعمل وتطبيق ، ولسان وتذوق حار بارد حلو مر كلام وحروف ومخرجات لكل حرف من منطقة مختلفة وتنوع اللغات واللهجات والحروف واللغات والألسنة،
(بل عالم الموت و النوم والأحلام والرؤيا والثبات والنعاس والغفوة) وأضغاث الأحلام وحلم المؤمن والكافر أو أي ديانه وتكون الرؤيا منه صادقه يفسرها نبي الله يوسف والحلم صادر من كافر أو غيره ، فكان الحلم سبب لخروج من سجن ووصول للقمة وانصاف مظلوم وتغيير المقادير وشفاء غيظ يوسف برؤية أخوته الذين ظلموه، إنها رؤية الله يعطيها لمن شاء من عباده لحكمته هو وجبريته في الكون منذ الأزل المكون في أم الكتاب واللوح المحفوظ سلسلة مكونة مسبقة لخلق السبب والمسسبب والناتج والعلة والمعلول والجوهر والكنه والذات والعرض.
صور من القديم:
ابن المقفع:
ابن المقفع عن رحلة برزويه مع الأديان، فهو يشكك أولاً في صحة الدين الذي ورثه عن أبائه ثم يحاول أن يجد مطلبه في غيره، إلى أن ينكر على أهل كل دين أنهم يتحزبون لإيمانهم الذي ولدوا عليه وورثوه عن أبائهم دون تفكير في صحة هذا المعتقد من عدمه، علاوة على ذلك أن أصحاب الديانات المختلفة يتنابذون فيما بينهم ويدعي كل منهم صحة معتقده وبهتان معتقد الآخرين، ولما أعمل عقله لم يجد في أي منها ما يدعو للتسليم به دون غيره، ويتوصل في النهاية إلى أن يكتفي بحسن الخلق مع الناس ورد الأذى عنهم.
أبو بكر الرازي:
ورأيُ الرازي في النبوة والأنبياء ينحصر حول قيمة العقل، ففي رأيه أنه ما دام الله قد منحنا العقل وميزنا به عن سائر خلقه وهيأ له القدرة على اكتشاف الخير والشر، فما حاجة الإنسان لنبي يعلمه الشرائع والأخلاق، ثم أن لعقل الإنسان قدرة أيضاً على معرفه الخالق من خلال النظر في خلقه فلا حاجة لإرسال نبي يعلم الناس طريق الله. ثم يحاول أن يدفع الاعتراضات على كلامه من عدة جوانب.
 أولهاأن الأولَى بحكمة الله وعدله اللذين يؤمن بهما أصحاب الديانات، أن يساوي بين خلقه في القدرة على معرفة الخير والشر، وأن الله إذا ميز بعضهم بهذه الموهبة عن البعض الآخر يكون قد زرع بينهم الشقاق، وهو ما نراه يحدث بين أصحاب المذاهب المختلفة من القتال والنزاع وإراقة الدماء. وبرأيه إن المسؤول عن ذلك ليس الضعف أو قلة الفهم عند أبناء المعتقدات، إنما خلل في نظرية النبوة نفسها، فالأنبياء في رأيه يبشرون بشرائع وأفكار غير قابلة للجدال والنقاش باعتبارها قادمة من السماء وتحيط بها هالة من التقديس، وهو يرى أن الكثير مما أتى به الأنبياء يخالف الطبيعة الإنسانية والسلام بين بني البشر، بالإضافة إلى إدعاء كل دين استئثاره بالحقيقة منفرداً، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال للشقاق والسجال بين أطراف تتجاذب الحقيقة.
 وثانياًيقول إن أصحاب الأديان يرون أن الناس مراتب وفُضل بعضهم على بعض، ومنهم من يمتاز عن البقية بالعلم، وإذا كان ذلك كذلك فحري بالأنبياء الذين هم أشرف الخلق بأن يمتازوا على الجميع؛ لكن الرازي يرى أن ذلك ليس دليلاً على النبوة، فالناس من وجهة نظره متساوون في القدرة على المعرفة ولا يميز أحدهم عن الآخر إلا الاجتهاد في تحصيلها والقابلية النفسية لإعمال الذهن.
 ثالثاً: إن الأنبياء يختلفون فيما بينهم في نواحٍ كثيرة فمنهم من يُؤلِّه المسيح ومنهم من يراه بشراً عادياً ومنهم من يراه زنديقاً كاليهود، ويتساءل كيف لله أن يبعث للناس برسائل متناقضة كل التناقض، وفي الأخير: لا يرى الرازي مبرراً لأن نعلل إيمان معظم البشر بالنبوة كدليل على صدقها، فالناس إما يسلمون بما ورثوه ويتكاسلون عن التحقيق فيه ثم يسلمون به لاعتيادهم عليه ويتحول المعتقد بمرور الأجيال إلى ما يشبه الطبيعة والغريزة في هؤلاء الناس، أو أنهم يخافون بطش رجال الدين والسلطان بهم، أو ينخدعون في المظهر البراق للدعاة والمبشرين والوعاظ، أي أن كثرة العدد ليست دليلاً على صدق المذهب
وبعض الانتقادات التي يوجهها ابن الرازي للكتب المقدسة نجدها مثلاً في اعتراضه على ما ورد في التوراة عن إصدار الله أوامره لليهود بالقتل وإباحة دماء الشعوب الأخرى، وعلى تشبيههم للذات الإلهية بشخص يحب رائحة شواء اللحم والذبائح وبعجوز أشيب الشعر، وهو ما يناقض تأكيد النبي موسى على أن الله قديم غير مصنوع ولا مؤلف ولا تنفعه المنافع ولا تضره المضار.
 ثم يعترض على ما جاء في الإنجيل عن المسيح أنه قال "ما جئت لأنقد الناموس بل لأكمله" - قاصدًا بهذا توراة النبي موسى - ثم يقوم المسيح بإلغاء معظم شرائع الناموس من تقديس السبت والأخذ بالثأر وما إلى ذلك، وهو بذلك يحاول إثبات تناقض الإنجيل، ولا يكتفي بهذا فيهاجم عقيدة التثليث والتوحيد في المسيحية باعتبارها غير  متسقة ومتناقضة.
 ثم يوجه طعنه للقرآن الكريم على اعتبار ما يراه من تشبيه وتجسيم للذات الإلهية في آيات مثل "الرحمن على العرش استوى"، و قوله "ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية". وأنكر الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم أيضاً، ورد السؤال التعجيزي المعتاد "إذا كنتم تنكرون إعجاز القرآن فهل لكم أن تأتوا بمثله؟" بسؤال آخر وهو: هل لكم أن تأتوا بمثلما كتب بطليموس وجالينوس؟ وما أراد قوله هو عدم قدرة أي شخص على الإتيان بمثل ما كتبه شخص آخر لأن الأسلوب اللغوي يشبه البصمة ويختلف باختلاف المتحدث.
 الحقيقة أن الرازي لم يولِ بالاً للاجتهادات التي قام بها مشايخ المعتزلة لتأويل هذه الآيات على اعتبار أن لها معنى داخلياً غير معناها الظاهر ينفي عنها التجسيم والتشبيه، فيما يرى الرازي أنها مجرد محاولة من المعتزلة لإنقاذ الموقف.
 ويزيد على ذلك بأن ينتقد تواتر الروايات عن الرسول في أحاديثه الشريفة، ويدفع بأنه لو سقط شخص من ضمن سلسلة الرواة الطويلة عن النبي نتيجة لذلة أو نسيان، فإن الرواية تسقط بدورها، وهو يرى أن ذلك تسبب بتناقض الروايات النبوية ومن ثم يعفي نفسه من الأخذ بالأحاديث الشريفة جملة.

أبو العلاء المعري:
ثقته في قدرة الإنسان على التمييز بين الخير والشر دون الحاجة للدين. ومما كتبه
يرتجي الناس أن يقوم إمام    ناطق في الكتيبة الخرساء 
كذب الظن لا إمام سوى الـ عقل مشيراً في صبحه والمساء 
إنما هذه المذاهب أسبا       بٌ لجذب الدنيا إلى الرؤساء 

كما ذهب إلى إنكار الكتب السماوية:
 دين وكفر وأنباء تقص وفر  قان وتوراة وإنجيل
 في كل جيل أباطيل يدان بها فهل تفرد يوماً بالهدى جيل؟ 
ويبدو أنه قد تقلب في مراحل كثيرة بين الشك والإيمان.
جابر بن حيان:
وصل إلى درجة الاعتقاد في مقدرة الكيمياء على تخليق ما يشبه الكائنات الحية والإنسان، الأمر الذي يذكرنا بالمحاولات الحديثة الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
مادة لحد في اللغة: 
 ألْحَدَمالَ ، وعَدَلَ ، ومارَى ، وجادَلَ ، وأشْرَكَ باللهِ ، أو ظَلَمَ ، أو احْتَكَرَ الطَّعامَ ، ـ ألْحَدَ في الحَرَمِتَرَكَ القَصْدَ فيما أُمِرَ بهألحد إليه : مال :- { لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ } .و أَلْحَدَ في الدِّين : طَعَنَ . ( إِنَّ الَّذَينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ) ) . و أَلْحَدَ الرّجُلُ : جادل ومارى  و أَلْحَدَ اللَّحْدَ : حَفَرَهو أَلْحَدَ الميتَ : دَفَنَهُ في اللَّحدو أَلْحَدَ بفلان : أَزرى به وقال عليه باطلاً .
تأمل: قول أبي العلاء المعري:

                          إنما هذه المذاهب أسبا  بٌ لجذب الدنيا إلى الرؤساء 
الخلاصة: في نشر القيم والأخلاق والخير والمحبة والإنسانية والعدل والمساواة.
الحل :
1-تأمل الكون 2- تأمل خلق الإنسان 3- الخلوة النفسية والعقلية والروحية 4- لترى الله انظر لنفسك وكونك.


لغتك العربية فخر لك لأنها لغة الجنة والقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم
صورة واحدة لجزء صغير من جسمك دليل وجود خالق مدبر مبدع محكم رحيم محب


ليست هناك تعليقات: