الأحد، 24 أبريل 2016

( مباحث في علم المعاني)الإطناب والإيجاز والمساواة والالتفات التجاهل والقلب التعبير بالمضارع عن الماضي والعكس والتغليب.

 أقسام الإطناب :
1- ومن أقسامه ما يسمى بالتوشيع :
وهو أن يؤتى في آخر الكلام بمثنى مفسر بمفردين حتى يظهر المعنى ظهورا بينا :
كما لو قلت :
ــ العلم علمان : (علمان مثنى سيفسر هذا المثنى )
العلم علمان : علم الدين وعلم الدنيا
أيضا من أنواع الإطناب :
الاعتراض :
ـــــــــــــــــــ
وهو أن يؤتى بجملة معترضة أو بجملتين أو أكثر في أثناء الكلام :
وهي من حيث الحكم النحوي لا محل لها من الإعراب
وإنما يؤتى بها عند البلاغيين لأغراض :
من بين هذه الأغراض :
الدعاء :
كأن تقول لشخص : إني – حفظك الله – مشغول
الأصل : إني مشغول
ومن الأغراض التي تستفاد من الجملة الاعتراضية :
التنزيه :
((وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ))
يمكن أن يكون الكلام في غير القرآن: قال ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق
وقد يراد منه التهويل :
كما في قوله تعالى :
(( وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ))
ممكن أن يكون الأصل : وإنه لقسم عظيم
وقد يراد منه: التنبيه على فضيلة الشيء:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمثلا قول الشاعر :منبها على فضل العلم :
واعلم فعلم المرء ينفعه      
                          أن سوف يأتي  كل ما قُدِّرا
أصل الكلام :
 واعلم أن سوف يأتي كل  ما قدرا
فأتى بجملة :" فعلم المرء ينفعه " جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب يراد منها :
" التنبيه على فضل العلم "
وهناك أيضا فوائد ممكن تعرف حسب السياق
2- ومن أقسام الإطناب :
التكرار
وهو أن يذكر الشيء أكثر من مرة
ويكون هذا لأغراض :
من بينها :
التأكيد :
(( كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون ))
ومن فوائد التكرار :
قصد الاستيعاب :
كقولك : قرأت الدرس بابا بابا
ومن فوائد التكرار :
زيادة الترغيب:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في العفو مثلا
قال تعالى :
 ((وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))
لكن فيما استدل به عندي فيه توقف :
لأن معنى العفو والمغفرة والصفح يختلف إذا اجتمعن إلا إن كان القصد العفو في  مجمله فيمكن أن يكون
يمكن أن نأتي بمثال بحيث لا يدخل علينا فيه:
ــ إن تعفو عن زيد إن تعفو عن زيد فأنت كريم
وقد يكون التكرار :
للتعزز:
مثل :
سقى الله نجدا والسلام على نجد  
                         ويا حبذا نجد على القرب والبعد
وهنا أيضا أغراض للتكرار تعرف حسب السياق
البلاغة تعتمد على الذوق وبالنظر المتأمل في السياق تعرف الغرض منه
3- ومن أنواع  الإطناب :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
التذييل :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وهو أن تعقب جملة بجملة أخرى مستقلة تشتمل على معناها تأكيدا لها :
قال تعالى :
{ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ }
التذييل : ((وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ))
4- ومن أقسام الإطناب :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاحتراس:
ــــــــــــــــــــــ
ويسمى بالتكميل :
وهو أن يؤتى بعد كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفع ذلك الإيهام حتى لا يلومه لائم .
كقول الشاعر :
فسقى دياركِ غير مفسدها
ماذا يستفاد من هذا الشطر من البيت ؟
السقيا قد تكون للإصلاح وقد تكون للفساد
فاحترس
مثال أوضح :
قال تعالى :
 (( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ))
أين الإطناب ؟
على حبه
ممكن أن يكون :
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا
فربما يتوهم متوهم لو لم تكن هذه الكلمة موجودة أنهم يطعمون مما لا يحبون
لأنهم يطعمون مع حبهم واشتهائهم لهذا الطعام .
مثل ما قالت المرأة في حديث أم زرع :
قالت :
 (( زوجي ألمس مس أرنب والريح ريح زرنب وأنا أغلبه والناس يغلب))
قالت وأنا أغلبه
لو لم تأت  بقولها والناس يغلب لتوهم أنه ضعيف في جميع الأحوال
لكنها أحبت أن تبيين أنه لكرمه ودماثة  خلقه يدعني أن أغلبه
لكنه بين الناس من الشجعان
هذا ما يسمى :
بالتكميل
او
الاحتراس
إذاً :
عندنا في تأدية المعنى ثلاث طرق:
الإيجاز
الإطناب
المساواة
 
 
 
والمساواة :
هي تأدية المعنى بعبارة مساوية له
مثل :
جاء  زيدٌ
لو سألت سؤالا :
قوله تعالى :
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً }
هل  هنا إيجاز؟
هل هنا إطناب ؟
هل هنا مساواة ؟
فيها إطناب ونوعه :   احتراس :
قد يعمل الشخص عملا وليس من المؤمنين
أمثلة للتطبيق :
ــــــــــــــــــــــــ
يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
((أصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا اللهَ باطلُ ))
في المثال :
إطناب ونوعه : احتراس
(( ولكن البر من اتقى ))
هل البر يتقي ؟
صاحب البر هو الذي يتقي
في  المثال : إيجاز :
ونوعه : إيجاز حذف
أصل الكلام : ولكن ذا البر من اتقى
فحل المضاف إليه البر محل " ذا "
(( خلطوا عمل صالحا وآخر سيئا ))
إيجاز حذف :
التقدير : وآخر عملا سيئا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 
 
عندنا في علم المعاني  :
ما يسمى بالالتفات :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما هو الالتفات ؟
هو العدول عن أسلوب إلى أسلوب آخر
لماذا ؟
حتى لا يمل السامع
إما ان يكون الحديث في  مقام الخاطب أو التكلم أو الغيبة
لأن المتكلم إما أن : يخاطب شخصا أو يتكلم أو يخبر عن غائب
سأضرب أمثلة  ومن ثم تعرف من  ثنايا السياق أنه عدل مثلا عن التكلم إلى  الخطاب أو عن التكلم إلى الغيبة:
ــــــــــــــــــــــــ
عدول من التكلم إلى الخطاب :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(({وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
أول الحديث : (( وما لي لا أعبد )) تكلم
إلى الخطاب : ( (ترجعون ))
عدول من الخطاب إلى الغيبة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }
(( ربنا إنك )) هذا خطاب
(( إن الله لا يخلف الميعاد )) غيبة
لم يقل : إنك لا تخلف الميعاد
وعلى هذا فقس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومما يذكر في علم المعاني :
تجاهل العارف :
وذلك أن يجعل العارف بالشيء نفسه جاهلا لأغراض :
منها المبالغة في الذم :
كقولك لشخص : أنت رجل أم طفل ؟
هو عارف لكنه أراد بهذا التجاهل أن يبالغ في ذمه
ومن أغراضه :
المبالغة في المدح :
كقول الرجل يدخل الأنس في  نفس زوجته :
وجهك بدر أم شمسٌ ؟
ومما يذكر في  علم المعاني :
ما يسمى بالقلب :
ــــــــــــــــــــــــــ
ويعرف بالتأمل :
كقولك :
 عرضت الناقة على الحوض
هنا فيه قلب
الأصل : عرضت الحوض على الناقة
ما هو الذي يعرض ؟
الحوض
ومما يذكر في علم المعاني أيضا :
التعبير عن المضارع بلفظ الماضي لأغراض :
ــ التنبيه على تحقق الوقوع :
قال تعالى : (( أتى أمر الله ))
هل أتى ؟
لا
إذاً الأصل : يأتي أمر الله
فعبر عن المضارع الذي للمستقبل عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه
مثل ما مر معنا في القواعد الأربعة : إذ وإذا
ومن بينها :
التفاؤل :
مثل : إن شفاك الله تسافر معي
الأصل : إن يشفك الله تسافر معي، لأنه لم يشف لكن أتى بالماضي بدلا عن المضارع تفاؤلا بشفائه
ومن فوائده :
التعريض :
قال تعالى : (( لئن أشركت ليحبطن عملك ))
الأصل : لئن تشرك لأنه لم يشرك
لكن من الذي أشرك ؟
الكفار
فعبر عن المضارع بلفظ الماضي تعريضا بالمشركين لأن أعمالهم قد حبطت
ومما  يذكر  في علم المعاني أيضا :
التعبير عن الماضي بلفظ المضارع :
ومن فوائده :
 إفادة الاستمرار فيما مضى
قوله تعالى :
 (( لو يطيعكم في  كثير من الأمر ))
الأصل : لو أطاعكم
ومرت معنا هذه الآية
المعنى : لو استمر على إطاعتكم لهلكتم
ومما يذكر أيضا في علم المعاني :
التعبير عن المستقبل إما باسم الفاعل او اسم المفعول
يوم القيامة في المستقبل :
اسم الفاعل واسم المفعول يدلان في  حقيقتهما على الحاضر
فإذا عبر عن المستقبل بما يدل على الحاضر ماذا يستفاد ؟
تحقق الوقوع
قال عز وجل :
(( إن الدين لواقع ))
هنا : واقع : اسم فاعل
قال تعالى :
(( ذلك يوم مجموع له الناس ))
هنا مجموع : اسم مفعول
آخر ما يذكر في علم المعاني وهو شيء مفيد :
وهو ما يسمى بالتغليب :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تذكرون في المثنى قولنا : جاء العمران أو جاء الشيخان
قلنا : هذا من باب التغليب
جاء العمران :
يطلق على عمر وعلى أبي بكر
من باب التغليب
هذا مرادنا هنا
كيف نغلب ؟
بدل ما نذكر  مجيء أو ذهاب هذين الشخصين نريد أن نغلب حتى نختصر
لكن ما هي سبل التغليب ؟
كيف الوصول للتغليب ؟
التغليب هو :
 ترجيح أحد الشيئين على الآخر في اللفظ
وذلك يكون بتغليب المذكر على المؤنث :
قال تعالى عن مريم :
 (( وكانت من القانتين ))
ولم يقل : القانتات
ويكون أيضا :
بتغليب الأخف على غيره :
رأيت الحسنين
أو رأيت الحسينين
 أيهما اخف ؟
رأيت الحسنين :
الحسن وحسين
فغلبنا في اللفظ الحسن
لم ؟
لأنه أخف
ومن الطرق :
تغليب الأكثر على الأقل :
قال تعالى عن قوم  شعيب :
((لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ))
أدخل شعيب عليه الصلاة والسلام في العود إلى ملتهم مع أنه لم يكن فيها من قبل
لكن لماذا أدخل هنا ؟
من باب تغليب الأكثر على الأقل .
ومن الطرق وهي الأخيرة :
تغليب العاقل على غيره :
كما في قوله تعالى :
 (( الحمد لله رب العالمين ))
تمّ بحمد الله

ليست هناك تعليقات: