الأحد، 9 يونيو 2013

المعنى وضده بكلمة واحدة

لغتك العربية فخر لك لأنها لغة الجنة والقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم
من أمثلة التضاد ( الشيء وضده بلفظ واحد ) في لغتنا الجميلة : 


- اشترى : أي أعطى الثمن وقبضه .

- عسعس الليل : أي أقبـل وأدبـر .

- فــزع : أي أغـاث ، واستغاث .

- قســط : أي عــدل وظــلم .

- ولــى : أي أدبــر , وأقبـل .

- الصريـم : الليــل والنــهار . 

- الشـرف : الارتـفاع والانحدار .


- (وراء) تكون قُدَّاماً ، وتكون خَلْفاً قال الله _عز وجل_ : { وكان وراءهم ملكٌ يأخذ كل سفينةٍ غصباً } _ 89 من سورة الكهف_ 

كذلك ( فوق ) تكون بمعنى دُون قال الله _عز وجل_: { إن الله لا يستحى 
أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها} _ 26 سورة البقرة _
أي : فما دونها ، وهذا قول أبي عبيدة ، وقال الفرَّاء ( فما فوقها ) يعني الذباب 
والعنكبوت 

الصَّارِخ ُ : المستغيث ، والمغيث 
الرَّهْوة : الارتفاع , والانحدار
التضاد 
هو نوع من الاشتراك اللفظي ,وهو من أعجب ما في أمر هذه اللغة , لأنه إيقاع اللفظ الواحد على معنيين متناقضين, و مثل ذلك إذا لم تصح فيه الحجة و لم تصح فيه الحجة ولم ينهض به الدليل كان عبثا ,لما فيه من التباس أطراف الكلام ورجوعه بعضه على بعض بالنقص وإن أصحب من القرينة بما يوضح تأويله ويعين جهة الخطاب فيه ؛ وذلك ما لا يمكن أن يغمز فيه على العربية و هي بخصائصهاو سنن أ هلها في الوضع والتصرف تعتبر كالعقل المدرك في جمجمة اللغات0 وحاصل كلامهم في الأضداد يرجع الى أربعة مذاهب :

1-إبطال الأضداد وأن اللغة في ذلك تجري على وجه واحد ؛و هذا مذهب لم نتحققه و لم نتصفح شيئا من آراء القائلين به وإنما أخذناه مما نقله السيوطي في (( المزهر )) عن ابن درستويه (( المتوفى سنة \ 347 \ )) 
في(( شرح التفصيل )) قال : (( : الارتفاع بمشقة وثقل ، ومنه قيل للكوكب :قد ناء إذا طلع 0 وزعم قوم من الغويين أن النوء السقوط أيضا , وأنه من الأضداد ))

2- إثبات التضاد متى كان إيقاع اللفظ على الضدين في لغة القبيلة الواحدة ؛ لأن التضاد يكون متحققا في الوضع حينئذ 0 ومن أصحاب هذا الرأي ابن دريد ,قال في الجمهرة , : الشعب الافتراق , الشعب الاجتماع ؛ وليس من الأضداد وإنما هي لغة لقوم 0 

3- إثباته التضاد متى كان إيقاع اللفظ على الضدين في لغة القبيلة الواحدة 
؛ لأن التضاد يكون متحققا على الضدين بمساواة بينهما و لكن أحد المعنيين لحي من العرب و المعنى الآخر لحي غيره ,ثم سمع بعضهم لغة فأخذ هؤلاء عن هؤلاء و هؤلاء عن هؤلاء 0 وذلك أي الجمهور من العلماء 0 

4- إثباته مطلقا من وضع واحد أو متعدد, واعتبار الضد معنى مشتقا من أصل الوضع ؛ فا لأصل لمعنى واحد ثم تداخل على جهة الاتساع 0 وأصحاب هذا الرأي يعتلون لذلك بإ مكان الرجوع الضدين إلى باب واحد في الاشتقاق أحيانا , كقولهم :الصريم , يقال لليل والنهار , لأن كليهما ينصرم من الآخر , فأصل المعنيين من باب واحد وهو القطع 0 وهذا المذهب كما ترى جدلي ، و نظن القائلين من علماء الكلام 0 

و الذي عندنا في ذلك أن التضاد ليس قديما في اللغة , وإنما هو من سنن الوضع عند العرب ؛ لأنه لا تمس إليه الحاجة الطبيعية , وليس كل ما ورد من ألفاظه لفظة واحدة تفتقر إليها اللغة ,فلا بد أن يكون أصله حادثا في زمن النهضة التي تقدمت الإسلام حين اختلطت القبائل و انصرف العرب إلى زينة المنطق و التملح في الكلام ,فهو تفنن تداخله بعض القبائل في لغتها وتتوسع به إحدى المناسبات المرهونة بأوقاتها , ثم يعرفون به ويمضون عليه في التعبير فيثبت في ميراث القبيلة من اللغة 0 و مما يرجح ذلك أن الألفاظ التي يتحقق فيها معنى التضاد الطبيعي قليلا : كا لسدفة للضوء و الظلام , والصريم الليل والنهار , و الجون للأبيض والأسود , والسجود للانحناء والانتصاب , ونحوها ؛ وقليل منها منسوب للقبائل التي استعملته على وجهيه 
أما أكثر مايعدونه من الأضداد فمعظمه حادث في الإسلام , اقتضاه تصرفهم في اللغة على ضروب من الإشارة والإيجاز ؛ فهو تفنن محض لا يرجع إلى الوضع الواحد و لا المتعدد , بل يكاد يعد نوعا من البديع أو الصناعات اللفظية؛ ومن يقرأ كتاب (( الأضداد )) لأبي بكر الأنباري ويتدبر معاني ما فيه ويعتبر نسبة الشواهد التي جاء بها يتحقق ما ذهبنا إليه ؛ و قد رأيناهم ربما اختلفوا في تفسيرالكلمة فعدوا ما يقتضيه الاختلاف من التضاد أمرا واقعا في حقيقة المعنى، كاختلافهم في معنى ( أشد ) من قولهم: بلغ فلان أشده ، فإن منهم من يفسرها ببلوغ ثمانية عشر سنة ،و منهم من يقول ببلوغ أربعين أو ثلاث وثلاثين، و بهذا الاختلاف المتناقض يعدون اللفظة من باب الأضداد 000 و ربما تزيد بعض أهل اللغة فيتوسع في تفسير الكلمة بالمعنيين المضادين ليدل بذلك على أتساع علمه ، كقول بعضهم في (( الضد )) نفسه : إنه يقع على معنيين متضادين ، يقال: فلان ضدي ، أي خلافي ، و هو ضدي أي مثلي قال ابن الأنباري : و هذا عندي قول شاذ لا يعمل عليه ، لأن المعروف من الكلام العرب : العقل ضد الحمق ، و الإيمان ضد الكفر ، و الذي ادعى من موافقة (( الضد )) للمثل لم يقم عليه دليلا تصح به حجته 0 

و لو صح أن التضاد قديم في اللغة و أنه ثابت في أصل الوضع , لفسد هذا الوضع و لبطلت حكمته ؛ ثم لا بد أن يكون من أثر ذلك شئ كثير في منقول اللغة ؛ و هو خلاف الواقع؛ حتى إن العلماء كانوا يتميزون من هذا النوع بمعرفة ألفاظ معدودة , كالألفاظ التي عقد لها أبو عبيدة في (( الغريب المنصف )) باب الأضداد , و هي أربعون لفظة, و هذا ابن الأنبا ري المتوفى سنة < 328 > و هو من أوسع الناس حفظا للغة , قد ألف كتاب (( الأضداد )) الذي قالوا أنه لم يؤلف في الأضداد أكبر منه , و ذكر في مقدمته أنه نظر في الكتب التي أحصيت فيها الحروف المتضادة , فوجد كل واحد من أصحابها أتى من الحروف بجزء و أسقط جزءا , فجمعها في كتابه (( ليستغني الناظر فيه عن الكتب القديمة المؤلفة في مثل معناه ؛ إذا اشتمل على جميع ما فيها )) ؛ و مع ذلك لم يشتمل كتابه إلا على قريب من \300\ حرف لا يتحقق التضاد في نصفها , و الباقي متجوز به و متوسع فيه 0 

أما الألفاظ التي رويت من هذا الباب و نسبوها لقبائل مسماة , فقد حرصنا على جمعها إتباعا لطريقتنا التي نحوناها في هذا التاريخ ؛ لأنا نرى في مثل ذلك أشباحا للمعاني التاريخية التي ذهبت في آفاقها , و الشبح إن لم يفصل معاني جسمه و لم يضبط أجزاءه , فلا أقل من أن يعين موقعه و يظهر منه صورة مبهمة , و ذلك فتح عظيم في مثل هذا التاريخ المستغلق بابه , المضروب على الغيب حجابه و تلك الألفاظ هي : الرجاء : يستعمل بمعنى الشك , و الطوع و اليقين 0 وكنانة و خزاعة و نضر و هذيل يقولون :لم أرج , و يريدون لم أبال 0 
و بنو عقيل تقول : لمقت الكتاب ألمقه لموقا و لمقا , إذا كتبته ؛ و سائر قيس 
يقولون : لمقته لموقا إذا لمحته 0 

و السامد في كلام أهل اليمن : اللاهي , و في كلام طيئ : الحزين 0 
يقال : شريت إذا ابتعت , و لكنها بمعنى ((بعت )) لغة لغاضرة 0 
و السدفة يذهب بنو تميم إلى أنها الظلمة , و قيس يذهبون إلى أنها الضوء حاب الرجل فهو حائب , إذا أثم ؛و الحائب في لغة بني أسد القائل 0 
المعصر في لغة قيس و أسد : التي دنت من الحيض 0 و في لغة الأزد : التي ولدت , أو تعنست 0 

يقال : عين , للخلق كالقربة التي تهيأت مواضع منها للتثقب , و طيئ تقول 
عين للجديد 
المقور في لغة الهلاليين: السمين , و في اغة غيرهم : المهزول 0 

الساجد : المنحني , عن بعض العرب ؛ و هو في لغة طيئ : المنتصب 0 
القلت في كلام أهل الحجاز : نقرة في الجبل يجتمع فيها الماء فيغرق فيها الجمل والفيل لو سقط فيها , و هي في لغة تميم و غيرهم نقرة صغيرة في الجبل يجتمع فيها الماء 0 
رزقه بمعنى اناله , و لكنها في لغة الأزد بمعنى شكره 0
و هذا كل ما أمكن العثور عليه في كتب اللغة و غيرها ؛ و هو متمم لما تقصيناه من لغات العرب 0 

هناك 4 تعليقات:

Unknown يقول...

بحثٌ جميلٌ ضروريٌٌّفهمه حتى للمختصين...
سلمت يداك أخي الكريم

أبو مروان يقول...

سلمت يداك

Unknown يقول...

هل العبادة من فعل عبد من افعال الأضداد

عبد الغفار كمال الدين AGK يقول...

نعم وكذلك الأمة/أمة عبدة وأمة حرة وهي أمة الله/ والعبد عبد لله فهو حر/عبد: الْعَبْدُ: الْإِنْسَانُ، حُرًّا ڪَانَ أَوْ رَقِيقًا، يُذْهَبُ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّهُ مَرْبُوبٌ لِبَارِيهِ، جَلَّ وَعَزَّ.