الخميس، 9 مايو 2013

الفروق اللغوية في القرآن

لغتك العربية فخر لك لأنها لغة الجنة والقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم



الفرق بين البصر والنظر:
البصر: من أهم عمليَّات العين: البصر، ويرادُ بما يرادفه وهو النَّظر، والرُّؤية، والمشاهدة، والملاحظة، والاطِّلاع، فالبصر هو إدراك العين، ويطلق على القوة الباصرة، وهو قوة مُرتَّبة في العصبين المجوفين، التي من شأنِها إدراك أشباح الصور، بانعكاس الضوء فيها؛ إذ البصر هو حاسة الرُّؤية.
وَرَد في القرآن مع ما يتعلق به من العمليَّات في "274" موضعًا؛ ليدلَّ على العلم القوي المضاهي لإدراك الرُّؤية، فيقال: بصر بالشيء: علمه عن عيان، فهو بصير به.
قال تعالى: «فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ» [القلم: 5]، «فَلاَ أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ» [الحاقة: 38 - 39]، «يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا» [مريم: 42].
وبيان أنَّ العين هي أداة الإبصار في «أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا» [الأعراف: 195]، وفرق بين النظر والبصر؛ «وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ» [الأعراف: 198]؛ فالنظر هو عبارة عن تقليب الحدقة نحو المرئي التماسًا لرؤيته، ولما كانت الرُّؤية من توابع النظر ولوازمه غالبًا، أُجْرِيَ لفظُ النظر على الرُّؤية على سبيل إطلاق اسم السبب على المسبب، كما ورد في حكاية عن طلب موسى؛ «رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ» [الأعراف: 143]؛ فكان الردُّ: «قَالَ لَنْ تَرَانِي» [الأعراف: 143]
الفرق بين الموت والوفاة :
في سورة الزمر (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42))؟
الوفاة: يقولون وفّى ماله من الرجل أي استوفاه كاملاً غير منقوص أي قبضه وأخذه فلما يقال توفي فلان كأنه قُبِضت روحه كاملة غير منقوصة.
والموت هو مفارقة الحياة وليس فيها معنى القبض ولذلك يستعمل لفظ الموت أحياناً استعمالاً مجازياً يقال ماتت الريح أي سكنت وهمدت والذي ينام مستغرقاً يقال له مات فلان إذا نام نوماً عميقاً مستغرقاً. هذا السكون للموت فكأن هذا الشيء الذي يفارق جسد الإنسان بالمفارقة موت والذي توفّي تقبضه ملائكة الموت.
الفرق بين العام والسنة :
في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) العنكبوت)؟
العام هو لما فيه خير والسنة لما فيه شر. العلماء يقولون الغالب وليست مسألة مطلقة. لكن في الاستعمال القرآني أحياناً يستعمل (تزرعون سبع سنين دأباً) (ثم يأتي عام فيه يغاث الناس) الزرع فيه جهد في هذه السنين. في قصة نوح (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً) كأن الخمسين عاماً هي الخمسين الأولى من حياته التي كان مرتاحاً فيها وبقية السنين ال 950 كان في مشقة معهم حتى بلغ أن يقول (ولا يلدوا إلا فاجراً كفّارا) هذه تجربة. هذا الغالب ومن أراد أن يلتزم الاستعمال القرآني يحرص على استعمال السنة في جدب وقحط والعام لما فيه خير .في سورة الكهف ذكر القرآن (ثلاثمئة سنين وازدادوا تسعاً) لم يقل وازدادوا تسعة أعوام .
الفرق بين يعملون ويفعلون وبين الفعل والعمل :
يقولون العمل ما كان فيه امتداد زمن، العمل أخصّ من الفعل فكل عمل فعل ولا ينعكس. والعمل فيه امتداد زمن (يعملون له ما يشاء من محاريب) هذا للجانّ وهذا العمل يقتضي منهم وقتاً لكن لما تحدث تعالى عن الملائكة قال (ويفعلون ما يؤمرون) لأن فعل الملائكة برمش العين. وقال أيضا :(ألم تر كيف فعل ربك بعاد) باللحظة أرسل عليهم حجارة، (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) خسف بهم ،وقال: (وتبين لكم كيف فعلنا بهم) العقوبات .
الفرق بين النصيب والكفل :
قال تعالى في سورة النساء (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً «85») من معاني الكفل في اللغة النصيب المساوي ومنها المِثل. أما النصيب فهو مُطلق وليس له شيء محدد. وفي القرآن الكريم استخدمت كلمة كفل عند ذكر السيئة (له كفل منها) لأن السيئات تُجزى بقدرها ولا يزيد عليها بدليل قوله تعالى (ومن عمل سيئة فلا يُجزى إلا مثلها)، أما الحسنة فتضاعف وتتسع وتعظم وقد تكون عشرة أضغاف وقد تكون أكثر ولم يحدد أنها مثلها لذا جاءت كلمة نصيب مع الحسنات لأن الحسنة لها نصيب أكثر من السيئات.
الفرق بين جاء وأتى :
قال تعالى (فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ «61 الحجر») وقال تعالى (يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً «43»مريم) وقال تعالى (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً «1» الإنسان).
إذا نظرنا في القرآن كله نجد أنه لم تستعمل صيغة المضارع للفعل جاء مطلقاً في القرآن كله ولا صيغة فعل أمر ولا اسم فاعل ولا اسم مفعول ،وإنما استعمل دائماً بصيغة الماضي. أما فعل أتى فقد استخدم بصيغة المضارع.
من الناحية اللغوية: جاء تستعمل لما فيه مشقة أما أتى فتستعمل للمجيء بسهولة ويسر .قال تعالى في سورة النحل (أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ «1») وقال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78)) هنا أشقّ لأن فيه قضاء وخسراناً وعقاباً.
وكذلك في قوله تعالى(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)) وقوله (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)) تكذيب الرسل شيء معهود لكن الاستيئاس هذا شيء عظيم أن يصل الرسول إلى هذه الدرحة فهذا أمر شاق لذا وردت كلمة جاءهم في الآية الأولى أما في الثانية فالتكذيب هو أمر طبيعي أن يُكذّب الرسل لذا وردت أتاهم وليس جاءهم.
الفرق بين الإنصات والاستماع:
الإنصات: هو عدم الكلام والسكوت لإعجاب المستمع بحديث المتكلم فيسكت ويستمع للاستفادة والفهم. (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ «204» الأعراف) و (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ «29» الأحقاف).
والاستماع: هو سماع مقصود ومخططٌ له من قبل المستمع ويصل بالمستمع إلى التأمل في المعاني التي يستمع إليها بقصد الفهم والتعلم والاستفادة. (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ «204» الأعراف) و (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ «29» الأحقاف)
الفرق بين النبي والرسول :
معنى النبي والرسول شرعاً:
فالنبي: هو الذي ينبئه الله وهو ينبئ بما أنبأ الله به فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه فهو رسول وأما إذا كان إنما يعمل بالشريعة قبله ولم يرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة فهو نبي وليس برسول قال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى .........(52) الحج وقوله "من رسول ولا نبي" فذكر إرسالاً يعم النوعين وقد خص أحدهما بأنه رسول فإن هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته إلى من خالف الله كإرساله نوح ،وقد ثبت في الصحيح أنه أول رسول بُعث إلى أهل الأرض وقد كان قبله أنبياء كشيت وإدريس وقبلهما آدم كان نبيا مكلما وقال تعالى:" مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ(43) فصلت...فإن الرسل ترسل إلى مخالفين فيكذبهم بعضهم ... وقوله "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي" دليل على أن النبي مرسل ولا يسمى رسولاً عند الإطلاق لأنه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه ،بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنه حق كالعلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:" العلماء ورثة الانبياء" .
الفرق بين اللعب واللهو :
قيل اللعب ما يشتغل به الإنسان، ولا يكون فيه ضرورة في الحال، ولا منفعة في المآل. ... ، وإن شغله عن مهماته فهو اللهو ؛ ولهذا جاز الجمع بينهما حيث وردا في القرآن. ..... فالفرق ما بين اللعب واللهو ، أن اللعب شيء للترويح ، لكن اللهو يكون وليد الرغبة والشهوة ، وقد يلهي عن ذكر الله ، فأي شيء يلهي يأخذ هذا الحكم ويعتبر من الدنيا . ((وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)) الأنعام 32وكذلك قال : ((اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ )) الحديد 20 . فقد قدم اللعب في أكثر الآيات على اللهو ؛لأن اللعب هو لعب الصبيان فيكون في زمن الصبا بينما اللهو يكون في زمن الشباب وما بعده .
الفرق بين الخلق والجعْل :
الخلق : إيجاد شيء معدوم من شيء موجود ، (خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ (2)) الأنعام ، (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ (11)) لقمان . (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ «4») التين .
الجعل: هو خلقٌ لوظيفة الأشياء. الله خلق الأرض ووظيفتها أنه جعلها بساطاً ،(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا «19») نوح، و(جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا (5)) يونس ، و(جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا (22)) البقرة، (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ «80») النحل. فكلمة جعلّ تعني خلقاً ، ولكنْ خلق لوظائف المخلوقات، وحينئذٍ كل شيء خلقه لكي يكون وظيفة لمخلوق آخر هذا الجعل.


للمس والمس معناهما متقارب وقد يعبر بأحدهما عن الآخر، والفرق بينهما دقيق كما بينه الراغب الأصفهاني في المفردات فقال: اللمس: إدراك بظاهر البشرة كالمس ويعبر به عن الطلب، والمس يقال فيما يكون معه إدراك بحاسة اللمس.

ومن أمثلة التعبير باللمس عن الطلب قول الشاعر:

ألام على تبكيه**** وألمسه فلا أجده

ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: التمس ولو خاتماً من حديد. وقوله تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا {الجن:8}، ويكنى به وبالملامسة عن الجماع كما في قوله تعالى: أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء {النساء:43}، وقرئ أو لمستم، وحمل على المس وعلى الجماع، وقال ابن منظور في اللسان: يقال مسست الشيء أمسه إذا لمسته بيدك. وبذلك تعلم معنى قوله تعالى لا يمسه إلا المطهرون من حيث اللغة، وقد اختلف أهل العلم في معنى (لا يمسه) هل هو حقيقة في المس بالجارحة أو المعنى؟ وكذلك اختلفوا في (المطهرون) من هم؟ وبإمكانك أن تعرف ما يترتب على ذلك من أحكام فقهية في الفتوى رقم: 14507 وما أحيل عليه فيها.

والمس يكنى به عن الجماع ومقدماته وعلى هذا حمل قوله تعالى: وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ {البقرة:237}، كما يكنى به عن الجنون وعن كل ما ينال الإنسان من الأذى، كما في قوله تعالى: يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ {البقرة:275}، وقوله تعالى: وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ {البقرة:80}، وقوله تعالى: مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء {البقرة:214}، مسني الضر. اهـ باختصار من مفردات القرآن للأصفهاني.

الزواج والنكاح: كلمة «الزواج» والفعل «زوّج» لا يستعملان إلا بعد تمام العقد والدخول واستقرار الحياة الزوجية، لذا نلاحظ استعمال الفعل «زوّج» بصيغة الماضي الذي يدل على وقوع الحدث، كما في قوله: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان: 54]، وكما في قوله: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: 37]. 
أما «النكاح» فإنه يعني الرغبة في الزواج، أو إرادة وقوعه، أي قبل أن يتحقق الزواج فهو نكاح، لذلك نجد أن الأفعال التي تؤدي هذا المعنى في القرآن الكريم جميعها دالة على المستقبل؛ كما في قوله: {قَالَ إنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ} [القصص: 27]، وكما في قوله: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ . 

أمّا الفرق بين المرأة والزوجة :هناك فرق كبير بين معنى زوج وامرأة في اللغة وفي القرآن الكريم 
فكلمة زوج جاءت في القرآن الكريم بمعنى الصنف أو القرين من الذكر والأنثى أو غيرهما قال تعالى ( اسكن أنت وزوجك الجنة)( وجعل منها زوجها ) (اسكن أنت وزوجك الجنة )( احشروا الذين ظلموا وازواجهم ) (سبحان الذي خلق الأزواج كلها ) ( ومن كل شيء خلقنا زوجين اثنين ) ( من كل زوج كريم ) ( ثمانية أزواج ) (وكنتم أزواجا ثلاثة ) ( وزوجناهم بحور عين ) أي قرناهم بهم .
وجاء بمعنى المرأة التي تخص الرجل بعقد نكاح قال تعالى ( والذين يتوفون ويذرون أزواجا ) ( يا أيها النبي قل لأزواجك ) ( إنا أحللنا لك أزواجك ..) ( ولكم نصف ما ترك أزواجكم ) ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ) 
بينما كلمة المرأة معناها في اللغة مختلف تماما فكلمة المرأة في معنى العلو والارتفاع من جهة ومعنى الإنسانية من جهة أخرى فمبنى هذه الكلمة على ذلك قال الخليل بن أحمد الفراهيدي : 

والأَمِرة : البَرَكة وامرأة أَمِرةٌ أي مباركة على زوجها وأَمِرَ الشيء أي كَثُرَ
والإِمَّرة : الأُنثى من الحُمْلان والإِمَّرُ الضعيف من الرجال قال امرؤ القيس
وأَمِرَ وَلَدَها أي كَثُرَ ما في بَطْنها وأَمِرَ بنو فلان أمارة أي كثروا وكَثُرَت نَعَمُهم
مرء : المَريء : رأس المَعِدَة والكَرِش اللاّزق بالحُلْقوم وهو مجرى الشراب والطعام وهو أحمر مستطيل جوفه أبيض ومريء الطعام أضيق من الحُلْقوم
والمُروءة : كمال الرُّجوليّة وقد مَرُؤَ الرجل وتمرّأ إذا تكلَّف المُروءة وهو مريءٌ بيِّنُ المروءة
ومَرُؤَ الطعام وهو مريء بيِّنُ المَراءة ويقال ما كان الطعام مريئاً وقد مَرُؤَ مَراءة واستمرأ وهذا الشيء يُمْرِئني الطعام
والمرأة : تأنيث المَرْء 
وقال ابن منظور في لسان العرب : وحكى ابن الأَعرابي أَنه يقال للمرأَة إِنها لامْرُؤُ صِدْقٍ كالرَّجل قال وهذا نادر وفي حديث عليٍّ كَرَّمَ اللّهُ وجهه لما تَزَوَّج فاطِمَة رِضْوانُ اللّه عليهما قال له يهودي أَراد أَن يبتاع منه ثِياباً لقد تَزَوَّجْتَ امْرأَةً يُرِيد امرأَةً كامِلةً كما يقال فلان رَجُلٌ .
هذا من حيث اللغة العربية أما من حيث الاستخدام في القرآن الكريم فقد جاءت كلمة مرأة أو امرأة لكل أنثى تخص الرجل سواء كانت أمة أو أخته أو زوجته أو بنته أو غير ذلك . قال تعالى ( وإن امراءة خافت من بعلها نشوزا ...) والمقصود الزوجة .(وامرأة العزيز ) ( ولم يلتفت منكم أحد إلا امرأتك.)قال تعالى (وامرأته حمالة الحطب ) وقال (ووجد من دونها امرأتين تذودان ..) وغير ذلك من الأيات 
فالظاهر والله أعلم أنه إذا كان المقصود بالآية الكريمة التعبير عن العلاقة الزوجية أو الترابط بين الرجل والمرأة جاء التعبير بالزوجية وأما إذا كان المقصود بالتعبير ما يخص الرجل أو ما يلحق به من المسؤولية تجاه المرأة أو جنس النساء من دون قصد للعلاقة التي بينهما جاء التعبير بالمرأة 
فالمرأة تساوي الرجل في الإنسانية والتكاليف الشرعية وهي تأنيث مرء .
أو يكون المقصود الزوجية ولكن تكون هذه العلاقة ضعيفة وغير متينة أو تقوم على غير الأسس التي يريدها الله تبارك وتعالى ولذلك أكثر الحديث في كلمة امرأة اذا كان المقصود الزوجية تكون في علاقات بين كافرين أو مسلم وكافر أو غير متوافقين .فإذا تعطلت الحياة بين الرجل والمرأة في حياتهما الزوجية من السكن والمودة والرحمة بخيانة أو تباين في العقيدة أو بعقم أو ترمل ، فالبيان القرآني يستعمل : إمرأة لا زوج : 
كقوله تعالى : (( امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ )) [ يوسف : 30 ] 
وقوله تعالى : (( امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا )) [ التخريم : 10 ] 
وقوله جل جلاله : (( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا )) [ مريم : 5 ] وقوله وامرأته حمالةت الحطب وغير ذلك....
هذا والله تعالى أجل وأعلم .