الأربعاء، 25 مارس 2015

الحذف في القرآن الكريم

فإن الله تعالى أنزل القرآن بلسان عربي مبين، فالتعابير القرآنية بالغة غاية الكمال في البلاغة؛ لأن الله تعالى أحكم آياته وتحدى به أفصح العرب فعجزوا عن معارضته مع ما آتاهم الله تعالى من الفصاحة، ومع حرصهم الشديد على إبطاله، ومع هذا كله عجزوا عن الإتيان بمثله، أو بسورة مثله، والقرآن هو معجزة الله الخالدة إلى قيام الساعة، والإعجاز البياني واحد من أوجه إعجاز القرآن الكريم، تحدى الله تعالى به الإنس والجن في قوله تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً﴾ [الإسراء: 88].
فالقرآن له نمطه الخاص في التركيب، إذ يجد المتمرس في أساليب العربية وطرائقها في التعبير أن نمط الجملة العربية في القرآن فريد متميز.
ونحن نذكر وجهاً من أوجه الإعجاز البياني ألا وهو الذكر والحذف للكلمات والحروف، فقد يذكر الحرف في كلمة في موطن ما، ويحذف هذا الحرف من نفس الكلمة في موطن آخر، وتذكر الكلمة في موطن ما وتحذف في موطن آخر مع اقتضاء ذكرها، وذكرها وحذفها ليس عشوائياً وإنما لحكمة قد نعلمها وقد لا نعلمها، وقد نعلم جزءاً منها.
ولكن ينبغي أن يعلم أن الحذف إذا نُسب في القرآن فإننا لا ننسب الحذف إلى مضمون القرآن بل ننسبه إلى تركيب اللغة، فاللغة تجعل للجملة العربية أنماطاً تركيبية معينة فإذا لم تشتمل على بعض هذه التراكيب عددنا ذلك حذفاً.
وللحذف أغراض كثيرة ذكرها البلاغيون ليس هذا مجال إحصائها ولكننا سنذكر بعض أمثلة إعجاز القرآن البياني في حذف وذكر بعض الكلمات والحروف. والله المستعان..
المبحث الأول: الذكر والحذف في الحروف:
من روائع البيان القرآني المعجز أنه يحذف حرفاً من بعض ألفاظه في موضع ويذكره في موضع آخر، وحذف هذا الحرف ليس حذفاً اعتباطياً كما أن ذكره ليس مصادفة عشوائية إنما ذكره لحكمة وحذفه لحكمة.
وهناك أغراض يذكرها أهل اللغة في هذا الباب فيقولون: زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى إلى غيرها من الأغراض العربية وفي القرآن نجد من هذا كثيراً ولكن يحكمه التوازن الدقيق ليس في بعض أبوابه بل في كل أبوابه.
ولننظر إلى بعض الأمثلة في حكمة ذكر أو حذف بعض حروف الكلمات في القرآن الكريم.
المثال الأول:
"تسطِعْ" و"تستطع".
وردت هاتان الكلمتان في قصة موسى والخضر حيث رافق موسى الخضر وأمره بعدم سؤاله عما يفعله فكان يفعل أموراً يرى موسى أن الخضر فيها مخالف فينكر عليه، فقال له بعد إنكاره الفعل الثالث: ﴿هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً﴾ [الكهف: 78] بإثبات التاء.
ثم نبأه بتأويل أفعاله وأخبره أنه لم يفعل ذلك من تلقاء نفسه ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾" ثم قال له: ﴿ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً﴾ [الكهف:82] بحذف التاء.
وجه الإعجاز البلاغي:
هنا أن المرة الأولى كان موسى في قلق محيِّر جرّاء أفعال الخضر فراعى السياق القرآني الثقل النفسي الذي يعيشه موسى عليه السلام فأثبت التاء ليتناسب مع الثقل النفسي لموسى، الثقل في نطق الكلمة بزيادة الحرف. وحذفه في المرة الثانية بعد زوال الحيرة وخفة الهم عن موسى ليتناسب خفة الهم مع خفة الكلمة بحذف الحرف الذي ليس من أصل الكلمة.
المثال الثاني:
"اسطاعوا" و"استطاعوا":
جاءت هاتان الكلمتان في سورة الكهف في الحديث عن السد الذي بناه ذو القرنين على يأجوج ومأجوج وأنه بعد أن بناه عليهم كي يمنع فسادهم أرادوا الخروج فحاولوا تسلق السد فلم يفلحوا ثم حاولوا أن ينقبوه أو يخربوه فلم يستطيعوا كذلك، قال تعالى: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً﴾ [الكهف: 97].
فلماذا حذف التاء في الأولى وأثبته في الثانية؟. يظهر والله أعلم أن ذلك ليتناسب مع السياق فتسلق السد شيء لطيف يحتاج إلى لطف وخفة فناسب حذف التاء والنقب والخراب شيء ثقيل يحتاج إلى جهد وقوة ومعدات ثقيلة فناسب ذكر التاء ليكون ثقل الكلمة مناسب لثقل الفعل وخفة الكلمة مناسب لخفة الفعل(1) فسبحان القائل: ﴿قل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً﴾ [الإسراء: 88].
وذكر الدكتور فاضل السامرّائي بعض حالات ذكر وحذف الحرف في القرآن الكريم فقال: نذكر من حالات ذكر وحذف الحرف في القرآن الكريم حالتين: الأولى: عندما يحتمل التعبير ذكر أكثر من حرف، ومع ذلك يحذفه، والثانية عندما لا يحتمل التعبير ذكر حرف بعينه.
الحالة الأولى: ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [النمل: 91] يحتمل أن يكون المحذوف (الباء)؛ لأن الأمر عادة يأتي مع حرف الباء (أمرت بأن) كما في قوله تعالى (تأمرون بالمعروف) كما يحتمل التعبير ذكر حرف اللام ﴿وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الزمر:12] فلماذا حذف؟ هذا ما يسمى التوسع في المعنى وأراد تعالى أن يجمع بين المعنيين (الباء واللام) فإذا أراد التخصيص ذكر الحرف وإذا أراد كل الاحتمالات للتوسع في المعنى يحذف.
مثال: ﴿أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَق﴾ [الأعراف: 169].
في الآية حرف جر محذوف، يحتمل أن يكون (في) ﴿أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ﴾، ويحتمل أن يكون (اللام) (ألم يؤخذ عليكم ميثاق الكتاب لئلا يقولوا على الله إلا الحق) ويحتمل أن يكون (على) (ألم يؤخذ عليكم ميثاق الكتاب على ألا يقولوا على الله إلا الحق) ويحتمل أن يكون بالباء (ألم يؤخذ عليكم ميثاق الكتاب بألا يقولوا على الله إلا الحق) لذا فهذا التعبير يحتمل كل معاني الباء واللام وفي وعلى للتوسع في المعنى أي أنه جمع أربع معاني في معنى واحد بحذف الحرف.
الحالة الثانية: يحذف الحرف في موقع لا يقتضي إلا الحذف بالحرف، والذكر يفيد التوكيد بخلاف الحذف (مررت بمحمد وبخالد) أوكد من (مررت بمحمد وخالد).
مثال من القرآن الكريم: في سورة آل عمران قال تعالى ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 141، 142].
إذا كان التعبير يحتمل تقدير أكثر من حرف يُحذف للتوسع في المعنى وعندما لايحتمل إلا حرفاً بعينه فيكون في مقام التوكيد أو التوسع وشموله ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران: 142] ذكرت اللام في كلمة (ليعلم) وحذفت في كلمة (يتّخذ)، الآية الأولى نزلت بعد معركة أحد ﴿يَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ غرض عام يشمل كل مؤمن ويشمل عموم المؤمنين في ثباتهم وسلوكهم أي مما يتعلق به الجزاء ولا يختص به مجموعة من الناس فهو غرض عام إلى يوم القيامة والله أعلم. وهذا علم يتحقق فيه الجزاء.
أما في قوله (يتخذ منكم شهداء) ليست في سعة الغرض الأول فالشهداء أقل من عموم المؤمنين. وكذلك في قوله تعالى في سورة آل عمران ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 141] ذكرت في (ليمحص) ولم تذكر في (يمحق). غرض عام سواء في المعركة (أحد) أو غيرها لمعرفة مقدار ثباتهم وإخلاصهم وهو أكثر اتساعاً وشمولاً من قوله تعالى: (ويتخذ منكم شهداء) ويمحق الكافرين ليست بسعة (ليمحص الله) لم تخلو الأرض من الكافرين ولم يمحقهم جميعاً.
وزوال الكافرين ومحقهم على وجه العموم ليست الحال وليست بمقدار الغرض الذي قبله. (ليعلم الله) غرض كبير متسع وكذلك قوله تعالى (ليمحص الله) إنما قوله تعالى: (يتخذ منكم) و(يمحق الكافرين) فالغرض أقل اتساعاً لذا كان حذف الحرف (لام).
أما في قوله تعالى ﴿وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [آل عمران: 154]. هنا الغرضين بدرجة واحدة من الإتساع ولهذا وردت اللام في الحالتين.
المبحث الثاني: الذكر والحذف لبعض كلمات الآية:
قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً﴾ [النساء: 19] مع أن أكثر المنهيات كانت تلي حرف النهي مباشرة كقوله تعالى: ﴿ولا تقتلوا أولادكم﴾ وقوله ﴿ولا تقربوا الزنى﴾ وقوله ﴿ولا تقربوا مال اليتيم﴾.. الخ المنهيات، ففي هذه الآية لم يقل لا ترثوا النساء كرهاً بل قال "لا يحل لكم..الخ".
وعند البحث عن نظائر هذه الآية كقوله تعالى: ﴿لا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئاً﴾ [النساء: 229]. يبدو والله أعلم أن هذه الكلمة إنما تأتي بجانب قضايا كان الناس يزاولونها من دون أن يروا بها بأساً أو حرجاً كالقضايا السابقة بل كانت عادات منتشرة بين العرب، أما بقية المنهيات الأخرى كالقتل والزنى وأكل مال اليتيم وغيرها فهي أمور تنفر منها العقول السليمة والطباع المستقيمة وتنكرها الأعراف السائدة لا يقرها عقل ولا شرع؛ لذلك كان النهي عنها مباشراً لما جبل في الفطرة على النفور منها بخلاف الأشياء السابقة المقررة عندهم فتحتاج لترسيخ التحريم ألفاظاً قوية حادة قاطعة. فانظر إلى جمال التعبير القرآني لهذه الأمور حتى لا يساورها شك في التحريم. فهذه فروق عجيبة في التعبير أعجزت أفصح البلغاء عن معارضته، سبحان العليم الخبير(2).
1- جاء في قوله تعالى في حديثه عن الزوجين اللذين لا يستطيعان مواصلة الحياة الزوجية ﴿وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللّهُ وَاسِعاً حَكِيماً﴾ [النساء: 130].
وجاء في قوله تعالى مبيناً حرمة دخول المشركين إلى المسجد الحرام للمفارقة العقدية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ا لْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 28].
فلماذا ذكر في الآية الأخيرة "إن شاء" ولم يذكرها في السابق مع أن الحديث عن موضوع واحد وهو الإغناء وكذلك كل شيء إنما يكون بمشيئة الله تعالى..
والذي يظهر والله أعلم أن الآية الأولى جاءت خطاباً لبعض الأفراد الذين تعسر عليهم مواصلة الحياة الزوجية رجالاً كانوا أم نساء فأراد الله تبارك وتعالى -والله أعلم بما ينزل- أن يبين لهم سعة فضله وواسع رزقه وعظيم تيسيره.
وأما الآية الثانية فجاءت خطاباً للأمة والأمة لابد أن تتعود التضحية للمحافظه على عقائدها ومقدساتها مهما كلفها ذلك من ثمن وقد يؤدي بها ذلك إلى أن تحرم بعض المكاسب وتتحمل كثيراً من الأعباء لذا ذكر فعل المشيئة.
فانظر إلى هذه اللفتة البيانية العظيمة في كتاب الله تعالى يظهر لك أن كل حرف وكلمة في كتاب الله تعالى وضع الحكمة "والله أعلم بما ينزل".
ويشبه الآية الأولى كلام الله تعالى في قوله ﴿وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور: 32].
فهذه الآية كذلك لم تتقيد بالمشيئة لأنها شئون فردية(3).
2- قوله تعالى ﴿وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ﴾ [الأحزاب: 35] لماذا ذكر كلمة فروجهم عند كلامه عن الرجال ولم يذكر ذلك عند كلامه على النساء، وقد يقال إن ذلك من باب حذف المفعول لدلالة ما قبله عليه وهذا من أبواب العربية وهو معروف.
إلا أن هناك أمر آخر قد نلمسه في بيان سر الحذف وهو أن الله سبحانه وتعالى لم يمدح النساء بحفظ الفروج فقط ولكنه مدحهم بمطلق الحفظ، والمرأة لا ترتقي لهذه الأوجه ولا تصل لهذه الرتبة إلا إذا حافظت على نفسها من كل أسباب الغواية، ولو جاء في الذكر الحكيم لفظ (والحافظات لفروجهن) لوجدنا امرأة تقبل على الرجال الأجانب وتفعل معهم كل ألوان الزنا المجازي عدا الزنا في الفرج وتقول إنها حفظت فرجها فتدخل في زمرة الممدوحين في هذه الآية فهذه المرأة قد وقف النظم القرآني أمامها لأن القرآن لم يرد من المرأة حفظ الفرج فقط ولكن حفظ كل ما من شأنه أن يحفظ؛ لأنها كلها عورة فحذف المفعول للتعميم والشمول وسبحان من نزل القرآن تبياناً لكل شيء ونلمس هذا الحذف قد يكون أعم من الذكر.
وسئل الدكتور حسام النعيمي لماذا حذف كلمة ربهم في قوله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [الزمر: 71].
وذكرها مع الذين اتقوا؟ وما دلالة وجود الواو وحذفها في قوله تعالى (وفتحت) (فتحت) ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزمر: 73].
فأجاب بقوله: ذكر ربهم مع الذين اتقوا ولم يذكرها مع الذين كفروا وذكر وحذف الواو في (فتحت) و (وفتحت) يتعلق بالحذف والذكر. في هذه الآية من سورة الزمر ذكر تعالى الذين كفروا عندما يساقون إلى النار فهؤلاء لا يستحقون أن يرد معهم اسم الله سبحانه وتعالى فضلاً عن أن يذكر اسم الرب (ربهم) الذي يعني المربي والرحيم العطوف الذي يرعى عباده فلا تنسجم كلمة ربهم هنا مع سوق الكافرين إلى جهنم وعدم ذكر كلمة ربهم مع الذين كفروا هو لسببين: الأول أنهم يساقون إلى النار، وثانياً أنهم لا يستحقون إن تذكر كلمة ربهم معهم فلا نقول وساق الذين كفروا ربُهم إلى جهنم لأن كلمة الرب هنا: فيها نوع من التكريم والواقع أنه كما قال تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ [الأعراف: 51]، لكن مع المؤمنين نقول ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ﴾ ذكر كلمة ربهم هنا تنسجم مع الذين اتقوا. وفعل كفر يتعدّى بنفسه أو بحرف الجر وهنا لم يتعدى الفعل وهذا يدل على إطلاق الذين كفروا بدون تحديد ما الذي كفروا به لتدل على أن الكفر مطلق فهم كفروا بالله وبالإيمان وبالرسل وبكل ما يستتبع الإيمان.
﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا﴾ لم تذكر كلمة (ربهم) لأن الربوبية رعاية ورحمة ولا تنسجم مع السوق للعذاب ولا يراد لهم أن يكونوا قريبين من ربهم لكنها منسجمة مع سوق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة فهي في هذه الحالة مطلوبة ومنسجمة. كلمة الرب فيها نوع من التكريم فلا تذكر مع الكافرين لكن مع المؤمنين تكون مطمئنة ومحببة إليهم ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا﴾.
وقد وردت (كفروا ربهم) في مواطن أخرى في القرآن لكن في هذا الموقع لم ترد لأنه لا تنسجم مع سوق الكافرين إلى النار ولا بد أن ننظر في سياق الآيات فقد قال تعالى ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً﴾ [المزمل: 4] والترتيل في القرآن ليس هو النغم وإنما النظر في الآيات رتلاً أي آية تلو آية متتابعة لأنها مرتبطة ببعضها فإذا اقتطعت آية من مكانها قد تؤول وتفسّر على غير وجهها المقصود لكن إذا أُخذت في داخل سياقها فستعطي المعنى المطلوب الذي لا يحتمل وجهاً آخر.
والبعض يتداول آيات خارج سياقها فتعطي معنى وفهماً غير دقيق للآية ولو أُخذت الآيات في سياقها لفهمناها الفهم الصحيح ولذا يجب أخذ الآيات في سياقها.
بالنسبة لذكر وحذف الواو في كلمة (فتحت) و (وفتحت) حذف الواو مع النار وهذا نوع من إذلال الكافرين والمضي في عقابهم لأن الذين كفروا عندما يساقون الى جهنم كأنهم ينتظرون ثم تفتح لهم الأبواب عندما يصلون إليها وهم في خوف ولكن تفتح الأبواب عند وصولهم وتفاجئهم النار، بينما المؤمنون يرون أبواب الجنة مفتحة لهم من بعيد ويشمون رائحتها من بعد، ورائحتها تشم من مسافة 500 عام وهذا نوع من الإكرام لهم لأن الأبواب مفتحة لهم قبل وصولهم إليها فيكونون في حالة اطمئنان في مسيرهم إلى الجنة.
والواو في (وفتحت) هي واو الحالية أي وقد فتحت أبوابها أي وهي في حالة انفتاح أي سيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها حال كونها مفتّحة أبوابها. فالنار إذن أبوابها موصدة حتى يساق إليها الكافرون فتفتح فيتفاجؤن بها وهذا نوع من الإذلال لهم وإخافتهم وإرعابهم بما سيجدون وراء الأبواب أما الجنة فأبوابها مفتوحة وهذا نوع من التكريم للمؤمنين.

الثلاثاء، 24 مارس 2015

تأمل قدرة الله في إنشاء الكون

قال الله تعالى: {إنَّ في خَلقِ السَّمواتِ والأَرضِ واختِلافِ اللَّيلِ والنَّهارِ لآياتٍ لأُولي الألبابِ(190) الَّذين يَذكرونَ الله قِياماً وقُعُوداً وعلى جُنُوبِهم ويَتَفَكَّرُونَ في خَلقِ السَّمواتِ والأَرضِ ربَّنا ما خَلَقتَ هذا باطلاً سبحانكَ فَقِنَا عذابَ النَّارِ(191)}
/ ومضات:
ـ إن إبداع هذا الكون وتناسقه قد أوجدته يدٌ حكيمة، أحكمت صُنعه بحيث يجري وفق نظام مبرمج ودقيق للغاية، فشكَّلت من ذلك الإحكام لوحات رائعة تحمل في طياتها أجمل صور الإبداع وألوانه، ممَّا يهدي المتأمِّل فيها إلى قدرة الله، فتتفجَّر ينابيع التسبيح والإقرار بتلك العظمة والقدرة من قلبه على لسانه.
ـ لقد كرَّم الله تعالى الإنسان بالعقل، وهيّأ له السُّبل كي يبحث في هذا الكون بالنظر والتأمُّل والتفكُّر.
ـ كلُّ ما في هذا الكون يجذب النفوس للإيمان، حتَّى إذا جاءها نداء الأنبياء، محرِّكـاً كوامن عقولها وقلوبها، استجابت لما يُحييها ويُسعِدها، قال تعالى: {ياأيُّها الَّذين آمنوا استَجيبُوا لله وللرَّسول إذا دعاكم لما يُحْيِيكُمْ..} (8 الأنفال آية 24).
/ في رحاب الآيات:
لا يمكن لمن يسعى إلى معرفة الله عزَّ وجل وتَبَيُّنِ صفاته العليَّة أن يبلغ غايته؛ ما لم يتفكَّر في مخلوقات الله ابتداءً بأقربها وانتهاءً بأبعدها، لينتقل من دائرة التفكير بها إلى كمال اليقين بأنها أدلَّة ناطقة بعظمة الخـالق، وروعـة صنعته، وبديع إتقانه. وفي القرآن الكريم إشارات جمَّة إلى تلك الدلالات، وحضٌّ على التفكُّر والتأمُّل فيما أبدع الخالق، من سماء وأرض وجبال وبحر.. وملائكة وجنٍّ وإنس.. وغيرهم من العوالم والمخلوقات.
ويهدف القرآن الكريم في كثيرٍ من آياته إلى لفت أنظار الناس لمعرفة الإله الحق، وإنارة قلوبهم بأدلَّة التوحيد، وذلك بدعوتهم وحثِّهم على التفكير في ملكوت السموات والأرض ليخلُصَ الإنسان إلى الاعتراف بوحدانية الله وقدرته الباهرة، بعد أن تأمَّل في خلقه المنظور، وتدبَّر معاني كتابه المسطور؛ فعرف خالقه وأحبَّه، وحاذر أن يعصيه. وفي ذلك قال أحد الحكماء: [لو تفكَّر الناس في عظمة الله تعالى لما عَصَوْه]، وقال آخر: [من نظر إلى الدُّنيا بغير عين العبرة والموعظة انطمس من بصر قلبه بقدر تلك الغفلة].
وللنظر في هذا الكون وظيفة أخرى هي تتبُّع الإبداع الإلهي ودقَّته، وتصوُّر قدرة الله الَّتي تحرِّك نواميسه وتحكم موازينه، لنلمس بذلك جمال الطبيعة، وسحرها وغموضها، إلى جانب عظمتها الَّتي تنبئ عن عظمة مُبدِعها، فيكون لنا فيها الراحة والسرور من جهة، واليقين والإيمان من جهة أخرى. فالدعوة إلى النظر في الكون دعوة للإنسان ليهتدي إلى مبدعه وخالقه، وليعرف حقائق الأشياء وخصائصها؛ كي يتسنَّى له الانتفاع بما أودع الله فيها من قُوى. وكان من نتاج الاستجابة لهذه الدعوة الَّتي دعا إليها القرآن، أن أخذت العقول حريَّتها في النظر والتأمُّل، ونهض كلُّ إمام من أئمَّة العلم يبحث ويدرس ويجتهد في سائر العلوم والفنون، دون أن يجد في ظل الإسلام ما يعوِّق نشاطه الفكري واستقلاله العقلي، وكانت حصيلة ذلك كلِّه، ظهور الحضارة العربية الإسلامية الرائعة، الَّتي كانت أساساً للنهضة الأوربية، وذلك بشهادة أحد المنصفين منهم عندما قال: [لو لم يظهر العرب على مسرح التاريخ لتأخَّرت نهضة أوربا الحديثة عدَّة قرون].
وممَّا تجدر الإشارة إليه في رحاب الآيات القرآنية السابقة؛ أنها قَرنَتِ التفكُّر في خلق السموات والأرض بالتوجُّه القلبي لذكر الله وعبادته حق العبادة، ليُعلم من هذا بأن الفكر والذكر جناحان لا استغناء عنهما ولا عن أحدهما لمن يريد أن يحلِّق للوصول إلى معرفة الله. فالمؤمنون الَّذين يذكرون الله على اختلاف حالاتهم، قائمين وقاعدين ومضطجعين، ويتفكَّرون في خلق السموات والأرض تتفتَّح بصائرهم على الحقائق الكبرى، ويُغمرون بالعشق الإلهي. فلحظات الذكر عندهم تمثِّل صفاء القلب، وشفافية الروح، وتفتُّح الإدراك واستعداده لتلقِّي بركات السماء، كما تمثِّل التأثُّر والاستجابة، فهي لحظات العبادة، والوصال والتلقِّي، وبالتالي فلا عجب أن يكون الاستعداد فيها لإدراك الآيات الكونية أكبر، وأن يكون التفكُّر مُلْهِماً للحقيقة الكامنة فيها؛ وهي أن هذا الكون لم يُخلق عبثاً ولا باطلاً، فلا يملك المرء بعد كلِّ هذا إلا أن يتوجَّه إلى الله متضرِّعاً معلناً قناعته بحكمته تعالى في خلق المخلوقات قائلاً: {ربَّنا ما خلقتَ هذا باطلاً}. وهذا من أدب المؤمن مع الله؛ فهو حين يهتدي إلى شيء من معاني إحسانه وكرمه في بديع خلقه، ويستشعر عظمته، ينطلق من الإقرار إلى الدعاء طالباً من مولاه أن يجنِّبه عذاب النار وأن يوفِّقهُ إلى صالح الأعمال، لتكون وقاية تحول دون سخطه، ووسيلة تقرِّب إلى رضاه.
فمن أوائل الدلائل على عظمة الله عملية الخَلْق، وقد تحدَّى الله من يدَّعون الألوهية وينسبونها لغيره؛ عن طريق مَثَلٍ ضربهُ لهم بواحدة من أحقر مخلوقاته شأناً، ألا وهي الذبابة، ليقيم عليهم الحُجَّة والبرهان؛ فيتوصلوا إلى الإقرار بعظمته والاعتراف بالعجز عن تقديره حقَّ قدره.
سورة الحج(22)
قال الله تعالى: {ياأيُّها النَّاس ضُرِب مثلٌ فاستمعوا له إنَّ الَّذين تدعون من دون الله لن يَخلُقوا ذُباباً ولو اجتمعوا له وإن يَسلُبْهُمُ الذُّبابُ شيئاً لا يَسْتَنْقِذُوه منه ضَعُفَ الطَّالبُ والمطْلوبُ(73) ما قَدَرُوا الله حقَّ قَدرِهِ إنَّ الله لقويٌّ عزيز(74)}
/ ومضات:
ـ عندما ظهرت رسالة الإسلام كان الوثنيون يعبدون الأصنام من دون الله، فتحدَّاهم تعالى في هذه الآيات بدليل منطقي واقعي يدحض شِرْكَهم واعتقادهم بألوهيَّة الأصنام؛ وهو ثبوت العجز في حقها من ناحيتين: إنها عاجزة عن استرداد ما يُسلب منها ولو كان المسلوب ذرَّةً، ولو كان السَّالب ذبابة، وهي أشدُّ عجزاً عن القدرة على خلق شيء، ولو كان ذبابة أيضاً.
ـ هذه الآيات قد تضمَّنت مثلاً ضربه الله بمخلوق من أضعف مخلوقاته لإثبات قدرته تعالى على الخلق، وعجز المخلوقات عن هذه القدرة مهما أوتوا من علوم وإمكانيات.
/ في رحاب الآيات:
لو عمدنا إلى إحصاء ما خلقه الله تعالى من نجوم وكواكب ومجرَّات وعوالم لما استطعنا إليه سبيلا، ولو أردنا تركيز أبحاثنا عن هذا الكون لمعرفة ما يحتويه من الكائنات؛ لاستغرق ذلك آلاف السِّنين وملأ ملايين المجلَّدات دون أن نبلغ غايتنا. ولذلك يُنَحِّي تعالى في هذه الآية الكريمة كلَّ عظيم من مخلوقاته جانباً، ويختار الذُّبابة الضئيلة الحجم والمكانة، ويطرح علينا سؤالاً منطقياً مُعجزاً: هل يستطيع من ألَّهناهم وقدَّسناهم من دون الله ـ مجتمعين متكاتفين ـ أن يخلقوا واحدة مثلها؟ والجواب: إنهم أضعف وأقلُّ شأناً من أن يخلقوا ذبابة واحدة وهم الأحياء العقلاء! فكيف بالأصنام الحجريَّة الصمَّاء الَّتي كان الوثنيون يعبدونها؟.
لقد أراد الله بهذا المثل أن يثبت عجز تلك الأرباب المُدَّعاة، والَّتي كان الناس يتَّخذونها آلهة من دون الله، في صورة مثال معروض للأسماع والأبصار. فخلْقُ الذباب من قِبل أيٍّ من المخلوقات مستحيل، مثله مثل خلق الجمل والفيل، ولكنَّ أسلوب التحدِّي القرآني المعجز يختار الذباب الصغير الضئيل الشأن ويبيِّن العجز عن خلقه؛ ليلقي في النفس مشاعر الضعف أكثر ممَّا يلقيه العجز عن خلق الجمل والفيل، وبهذا يضعنا تعالى في مواجهة عجزنا أمام قدرته العظيمة، دون أن يُخلَّ بالمعنى، وهذا من بديع إعجاز القرآن الكريم.
وتستمر العظمة الإلهية في تحدِّي المشركين والكشف عن حال أصنامهم ومعبوداتهم الَّتي لا حول لها ولا قوَّة، فيسألنا تعالى: لو أن ذبابة حطَّت على طعام أو متاع ثمَّ طارت بعد أن علقت بأرجلها ذرَّات قليلة ممَّا حطت عليه، فهل تستطيع هذه الأصنام مجتمعة أن تستردَّ منها ما علق بها؟.
ولا يخفى أننا نتحسَّس في الآية الكريمة موقعاً آخر من البلاغة الرفيعة نتذوَّقها في الأسلوب القرآني، فلو أنه قال: وإن تسلبهم السباع شيئاً لا يستنقذوه منها، لأوحى ذلك بأن المانع هو أن قوَّة تلك الأصنام لا تضاهي قوَّة السباع، ولكنه ذكر الذباب كي لا يخطر في البال أي لون من ألوان القدرة الَّتي يمكن أن تُنسب إلى تلك الأحجار الجامدة.
فما أضعف هذا العابد الَّذي يطلب الخير من غير الله، وما أضعف هذا المعبود العاجز عن إنجاز ما يُطلب منه. وما أشقى هؤلاء الَّذين سلكوا طريق الوثنيَّة والشِّرك بالله لأنهم لم يقدِّروا الله حق قدره، فأَشركوا معه في العبادة ما لا يستطيع خلق ذبابة حقيرة، في حين أنهم يرون آثار قدرته، وبديع خلقه، وعظيم سلطانه. والقرآن الكريم يوجِّه أنظار الناس إلى التأمُّل في عجائب صنع الله في الكون، وهي مبثوثة في كلِّ الوجود، فكيف لا يؤمنون، وكلُّ ما حولهم يقود إلى الإيمان بالخالق المدبِّر الحكيم؟.
 
سورة الشورى(42)
قال الله تعالى: {ومن آياته خَلْقُ السَّمواتِ والأَرضِ وما بثَّ فيهِما من دابَّةٍ وهو على جمعِهِم إذا يشاءُ قدير(29)}
/ ومضات:
ـ من الدلائل على عظمة الله وقدرته عزَّ وجل خلْق السموات والأرض، وما أوجد فيهما من مخلوقات تسعى، لا نعرف إلا بعضاً منها ولا ندري عما تفرَّق منها في ملكوت الله الواسع إلا الشيء القليل.
ـ أشارت الدراسات والأبحاث العلمية إلى وجود كائنات تحيا وتعيش في الكواكب الأخرى. وقد قال بعض العلماء في هذا الشأن: [إن من يعتقد بأنه لا توجد حياة ومخلوقات على غير كوكبنا الأرضي كمن يعتقد بأن قطَّـته تَلِد دون سائر قطط العالم]. والحقيقة أن القرآن الكريم له السـبْق في هذا المجال وذلك بصريح قوله تعالى: {وما بثَّ فيهِما من دابَّة} أي في الأرض وفي السماء.
ـ كلُّ هذه المخلوقات تحت أنظار الله وفي قبضته، فهو القادر على جمعها متى يشاء وأين يشاء وكيف يشاء قال تعالى: {وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ والأرضُ جميعاً قَبضَتُه يوم القيامة والسَّمواتُ مَطويَّاتٌ بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} (39 الزمر آية 67).
/ في رحاب الآيات:
آيات الإعجاز في خلق الله لا حصر لها ولا عدَّ، وهي مبثوثة في كلِّ ناحية من نواحي هذا الكون الفسيح؛ فالإنسان ذاته آية، والسماء وما أظلَّت آية، والأرض وما أقلَّت آية.. وغيرها كثير، وما على الإنسان إلا أن يفتح عينيه متأمِّلاً ليرى، ويصغي بأذنيه متعقِّلاً ليسمع، فيتفتَّح قلبه، وتتنوَّر بصيرته، ويحدث التَّماسُّ بينه وبين الإيمان بخالق هذه الآيات العظام.
إن هذه الآية الَّتي ذَكرتْ خلق السموات والأرض ماثلة للعيان، قائمة تشهد بذاتها على ما جاء به الوحي، وهي لا تحتمل جدلاً أو ريبة، لأنها قاطعة في دلالتها، تخاطب الفطرة الَّتي تشهد بأن الَّذي أنشأ هذه الآيات ودبَّرها لا يمكن أن يكون الإنسان ولا أي مخلوق غيره، مِن خلق الله أجمعين، لأن ضخامتها الهائلة، وتناسقها الدقيق، ونظامها المضطرد، ووحدة نواميسها الثابتة، كلُّ ذلك لا يمكن تفسيره عقلاً إلا على أساس الإيمان بوجود إله أنشأها ويدبِّرها. والفطرة السليمة تتلقَّى هذا المنطق عن الكون تلقِّياً مباشراً، وتدركه وتطمئنُّ إليه قبل أن تسمع عنه كلمة واحدة.
وتنطوي آية خلق السموات والأرض على آية أخرى في ثناياها يُجملها عزَّ وجل بقوله: {..وما بثَّ فيهما من دابَّة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير} فهذه الأحياء المبثوثة في كلِّ مكان، فوق سطح الأرض، وفي أعماق البحر، وفي أجواء الفضاء وفي الكواكب الأخرى، والَّتي لا يعلم الإنسان عنها إلا النَّزْرَ اليسـير، يجمعها الله حين يشاء للمحاسبة، ومعها خلائق أخرى أربى عدداً وأخفى مكاناً، وليس بين بثِّها في السموات والأرض وبين جمعها إلا كلمة (كُنْ) يأمر بها الله عزَّ وجل فإذا هي منصاعة لأمر ربِّها، فتبارك الله العظيم القدير.
ومن ذلك كلِّه ندرك أن الله تعالى يبيِّن الدلائل والبراهين لعباده ليؤمنوا به ويُقبلوا عليه، فيفوزوا برضاه، ويكونوا من سعداء الدارين.
وجملة القول إن الآيات الكونية تحثُّ كلَّ من يحجب عقله عن البحث في علوم الله المودعة في هذا الكون العظيم، على شقِّ الحجاب والانطلاق إلى العلم والمعرفة. فمن يتفهَّم ما جاء في القرآن الكريم تتَّضح له المعاني العلمية الَّتي تضمَّنها، وكلَّما ازداد الرَّكْب الحضاري تقدُّماً، والعلوم ازدهاراً، كلَّما تبيَّن تَطابُق ذلك التقدُّم والازدهار مع ما لفت القرآن الكريم الأنظار إليه. وهذا ما سنلاحظه في محتويات هذا الباب، من خلال دراستنا لنصوص قرآنية تتعلَّق بخلق الكون وما أوجد الله تعالى فيه من مخلوقات وعوالم. وهو يتضمَّن فصولاً أربعة، نعرضها فيما يلي:
الفصل الأوَّل : خلق الكون دلائل الإعجاز في خلق الله
الفصل الثاني : خلق الملائكة
الفصل الثالث : خلق الجن
الفصل الرابع : خلق الإنسان

تحليل اختيار الصديق لابن المقفع


الكـــاتـــب
* ولد عام 106هـ وهو روزبة الفارسى وكنى ( أبا عمرو ) لما أسلم سمى
(عبد الله)
ولقب بـ (ابن المقفع) لأن الحجاج ضرب أباه على يديه فتفقعتا ومات حرقاً وقيل بسبب فساد دينه عام 142هـ .

مصدر بلاغته نشأته فى ظل قبيلة ( بنى الأهتم) ومن أهم صفاته الذكاء وحسن الأخلاق والكرم وحب الأصدقاء ومن أقواله : ( ابذل لصديقك دمك ومالك ) .
آثـــاره الأدبيـــة
1- كليلة ودمنة : لنصح الملوك على ألسنة الحيوان ويرمى به إلى إصلاح الأخلاق
2- الأدب الصغير: دروس أخلاقية واجتماعية ترغب فى العلم .
3-الأدب الكبير : فيه أقوال فى آداب السلطان والحاكم والصديق ومنه هذا النص .
غـــرض النـــص من النثر الاجتماعى لأنه يعالج قضية اجتماعية وهى الصداقة.
1-(اجعل غاية تشبثك فى مؤاخاة من تؤاخى ، ومواصلة من تواصل توطين نفسك على أنه لا سبيل لك إلى قطيعة أخيك - وإن ظهر لك منه ما تكره - فإنه ليس كالمملوك تعتقه متى شئت ، أو كالمرأة التى تطلقها إذا شئت ولكنه عرضك ومروءتك ، فإنما مروءة الرجل إخوانه وأخدانه، فإن عثر الناس على أنك قطعت رجلاً من إخوانك -وإن كنت معذراً - نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء والملال فيه ، وإن أنت مع ذلك تصبرت على مقارته على غير الرضا عاد ذلك إلى العيب والنقيصة) .
اللغويات
غاية
هدف (غايات / غاى)
تشبثك
تمسكك وتعلقك # تفريطك
توطين
حمل وإجبار
سبيل
طريق :سبل / أسبلة/ أسبل
قطيعة
ترك وهجر # وصل
تعتقه
تحرره
شئت
أردت # أبيت ورفضت
المملوك
العبد (المماليك)
مروءتك
إنسانيتك (محاسن الأخلاق)
عرضك
شرفك ( أعراض)
أخدان
أصحاب ( خدن )
إخوان
الأخوة وتربطهم علاقة الدم
الناس
اسم جمع للبشر ( نوس )
عثر
وجد واطلع # فقد ( جهل )
نزل
أصبح
معذراً
لك عذر
الملال
الضجر والسأم# الاستقرار
الخيانة
الغدر # الوفاء
مقارته
البقاء معه# تركه والبعد
تصبرت
تحملت وتجلدت
عاد
رجع
الرضا
القبول # الرفض
النقيصة
العيب ( النقائص)#الفضيلة
العيب
الوصمة ( العيوب)
الرجل
(الصديق)(الرجال )
مؤاخاة
مصادقة # معاداة

مواطن الجمال
- تشبثك فى مؤاخاة........: استعارة مكنية شبه الصداقة بحبل نتمسك به للتجسيم
- قطيعة أخيك : استعارة مكنية شبه الأخوة بحبل يقطع وتفيد التجسيم .
- ليس كالمملوك : تشبيه مجمل منفى للصداقة ويفيد التوضيح .
- ليس كالمرأة : تشبيه مجمل منفى للصداقة ويفيد التوضيح .
س : فى النص بعض القيم لا تتفق وروح الإسلام . وضح ذلك
- الكاتب غير موفق لأنه يرى أن علاقة الصديق أقوى من علاقة الزوج بزوجته وهذا يتعارض مع الإسلام لأن علاقة الزوجية رباط مقدس في قولــه تعالى:
] وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً [ وقوله تعالى :]وجعل بينكم مودة ورحمة [
- لكنه عرضك ومروءتك : تشبيه بليغ للصديق بالعرض والمروءة ويفيد التوضيح .
- مروءة الرجل إخوانه : تشبيه بليغ للمروءة بالأخوة ويفيد التجسيم .
- قطعت رجلاً : استعارة مكنية شبه الرجولة بحبل يقطع وتفيد التوضيح .
- اجعل : أسلوب إنشائي طلبي أمر للنصح والإرشاد .
-تشبثك : لفظة تدل على التمسك والحرص .
- مؤاخاة من تواخي / مواصلة من تواصل : إطناب بالترادف للتوكيد ( إزدواج ) .
- مواصلة – قطيعة : طباق يبرز المعنى ويوضحه
- مواصلة : تدل على استمرار الود
- توطين : لفظة غنية بالدلالة والمعنى تدل على إقناع النفس .
- إن ظهر : تفيد الشك والتقليل والحث على عدم القطيعة.
- إن ظهر لك : إطناب بالاعتراض يفيد الاحتراس .
- فإنه ليس : مؤكد بـ ( إن) وتعليل . - متى شئت : ظرف زمان يفيد الشمول .
- عرضك ومروءتك : العطف يفيد التنويع .
- فإنما مروءة : أسلوب قصر يفيد التوكيد وتخصيص الحكم وتعليل لما قبله.
- إذا : ظرف زمان يفيد التثبت والتحقيق . - مقارته : تعبير يدل على المشقة .
- وإن كنت معذراً : إطناب بالاعتراض يفيد الاحتراس لدقة المعنى .
- إخوانه وأخدانه : جناس ناقص يحدث نغمة موسيقية والعطف يفيد التنوع .
- تصبرت : التشديد في الفعل دل على المشقة والمعاناة.
- العيب والنقيصة : العطف يفيد الإطناب بالترادف للتوكيد

2-(فالاتئاد ، الاتئاد والتثبت ، التثبت ، وإذا نظرت فى حال من ترتئيه لإخاك ، فإن كان من إخوان الدين ، فليكن فقيها غير مراء ولا حريص ، وإن كان من إخوان الدنيا فليكن حراً ، ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير ولا مشنوع فإن الجاهل أهل أن يهرب منه أبواه ، وإن الكذاب لا يكون أخاً صادقاً ، لأن الكذب الذى يجرى على لسانه إنما هو من فضول كذب قلبه ، وإنما سمى الصديق من الصدق ، وقد يتهم صدق القلب ، وإن صدق اللسان ، فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان ، وإن الشرير يكسبك العدو ، ولا حاجة لك فى صداقة تجلب العداوة ، وإن المشنوع شانع صاحبه ) .
اللغويات
الاتئاد
التمهل والتأنى (تيد)# التعجل
التثبت
التأنى
حال
هيئة ( أحولة / أحوال)
ترتئيه
تراه ( تختاره)
حريص
بخيل (حرصاء)# كريم
فقيها
عالماً فطناً ( فقهاء)
جاهل
أحمق(جهال/جهلاء /جهلة)# حليم
مراء
منافق # مخلص
مشنوع
مفضوح (مشهور بالفساد)
شرير
سىء الخلق (أشرار)
يكسب
يجلب لك
أهل
مستحق وجدير
يجرى
يظهر ويكثر
لسان
(ألسن /ألسنة)
فضول
زيادة # نقصان
يتهم
يشك
العدو
العداوة(العدا/الأعداء/الأعادى)
شانع
فاضح
حاجة
ضرورة(حاج / حاجات/حوج)
تجلب
تسوق وتأتى

مواطن الجمال
- إذا نظرت فى حال ...:استعارة مكنية شبه الحال شيئاً مادياً ينظر فيه للتجسيم .
-إخوان الدين .... : استعارة مكنية شبه الدين إنساناً له أخوة وتفيد التشخيص .
-إخوان الدنيا : استعارة مكنية شبه الدنيا إنساناً له أخوة وتفيد التشخيص
-الاتئاد الاتئاد / التثبت التثبت : توكيد لفظى بالتكرار وإيجاز حذف (الزم الاتئاد).
- الاتئاد الاتئاد / التثبت التثبت : أسلوب إنشائى طلبى أمر (أسلوب إغراء ) للنصح والإرشاد.
- ليكن : أسلوب إنشائى طلبى أمر للنصح والإرشاد .
- الدين /الدنيا :طباق يبرز المعنى ويوضحه . -الدين / الدنيا : جناس ناقص يحدث نغمة موسيقية .
- ترتئيه : تدل على انتقاء واختيار الأفضل من الأصدقاء .
- ليس بجاهل : توكيد بحرف الجر الزائد - لا كذاب / لا شرير ...... : تكرار (لا) للتوكيد .
- الجاهل أهل أن يهرب أبواه : كناية عن صفة وهى قبح وضرر الصديق الجاهل .
48

49

- الكذاب لا يكون أخا: تشبيه منفى يفيد التوضيح .
-كذب قلبه: استعارة مكنية شبه القلب إنساناً يكذب وتفيد التشخيص .
- صدق القلب واللسان :استعارة مكنية شبه القلب واللسان بالصادق للتشخيص .
- الكذب الذى يجرى: استعارة مكنية شبه الكذب إنساناً يجرى وتفيد التشخيص .
- لسانه : مجاز مرسل عن الكلام علاقته الآلية .
- ظهر الكذب على اللسان : كناية عن صفة وهى الكلام والكاذب .
- الشرير يكسب العدو : كناية عن صفة وهى ضرر الشرير .
- صداقة تجلب العداوة : استعارة مكنية شبه الصداقة إنساناً يعادى للتشخيص .
- إن الجاهل : أسلوب مؤكد بـ ( إن) .- إن الكذاب : أسلوب مؤكدبـ ( إن) .
- لأن الكذب : مؤكد بـ ( لأن) وتعليل لما قبله. - قد يتهم : تفيد التقليل والشك .
- إنما هو : توكيد بالقصر فى (إنما ) والفصل فى الضمير (هو) .
-إنما سمى : توكيد بالقصر فى (إنما ) فى الضمير (هو) .
-فكيف إذا ظهر .... ؟: أسلوب إنشائى طلبى استفهام للتعجب .
- صداقة / عداوة ، صدق / كذب : طباق يبرز المعنى ويوضحه .
- إن المشنوع : أسلوب مؤكد بـ ( إن) وكلمة مشنوع كلمة غريبة وقد تكون شائعة فى عصره .
- تجلب : لفظة دقيقة لأن الجلب يكون على غير الإرادة وتوحى بكثرة الأعداء
3-(واعلم أن انقباضك عن الناس يكسبك العداوة ، وأن انبساطك إليهم يكسبك صديق السوء ، وسوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء ، فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتك جرائره ، وإن قطعته شانك اسم القطيعة ، وألزمك ذلك من يرفع عيبك ، ولا ينشر عذرك فإن المعايب تنمى والمعاذير لا تنمى ) .
اللغويــــــــــات
انقباضك
عزلتك وانطواءك # تقربك
اعلم
اعرف
انبساطك
انطلاقك وانتشارك دون تمييز
السوء
القبح والشر ( أسواء)
بغض
كره# حب
أعيتك
أعجزتك
جرائره
جناياته (جريره)
شانك
عابك # زانك
اسم
لقب (أسماء/أسامى)
ألزمك
اوجب عليك وغلبك
يرفع
ينشر ويذيع # يسترويكتم
عذر
حجة (أعذار )
المعايب
العيوب ( المعابة) #المحاسن
تنمى
تنتشر وتذيع
المعاذير
الأعذار ( المعذرة – معذار )


مواطن الجمال
- انقباضك يكسبك العداوة : استعارة مكنية شبه الانقباض إنساناً يكسب وتفيد التشخيص.
-انبساطك يكسبك صديق السوء : استعارة مكنية شبه الانبساط إنساناً يكسب وتفيد التشخيص.
- أعيتك جرائره: استعارة مكنية شبه الجرائر بالحمل الثقيل وتفيد التجسيم (كناية)
- صديق السوء : كناية عن السوء وتفيد الإيجاز والتجسيم .
- يرفع عيبك : استعارة مكنية شبه العيب بشىء مادي يرفع وتفيد التجسيم .
- ينشر عذرك : استعارة مكنية شبه العذر بشىء مادي ينشر وتفيد التجسيم .
- المعايب تنمى : استعارة مكنية شبه المعايب بشىء مادي ينمو وتفيد التجسيم.
- اعلم : أسلوب إنشائي طلبي أمر للنصح والإرشاد .
- انقباضك /انبساطك ، الأصدقاء / الأعداء ، واصلت / قطعت: طباق يبرز المعنى ويوضحه .
- اعلم أن انقباضك – أن انبساطك – فإنك : أسلوب مؤكد بـ ( إن ) .
- انقباضك : توحى بشدة الانطواء - انبساطك : توحى بكثرة الإنطلاق والإنتشار بين الناس .
- يرفع عيبك / لا ينشر عذرك ، إن المعايب تنمى / المعاذير لا تنمى: مقابلة توضح المعنى .
- تنمى / لا تنمى : طباق بالسلب يبرز المعنى ويوضحه .

الاثنين، 23 مارس 2015

العامية مستمدة من الفصحى

لغتك العربية فخر لك لأنها لغة الجنة والقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم
 
العامية العربية أصولها من الفصحى وبينها تشابه ومنها القوي والسهل في النطق تبعا للتطور اللغوي وأسهلها العامية المصرية للتطور اللغة والحضارة لديها والموروث الثقافي والحضاري والقدم في النطق إلى أن وصلت لهذا التطور الضخم .
فالنحت في شنو من كلمة أي شيء ؟ ولعلها وردت في كتاب أحمد بن حنبل المسند وغيرها من الكلمات الواردة في كتب التراث التي تدل على جواز الاستخدام النابع من لغة الشارع والأحداث والمستجدات على العصور .
فلا غضاضة ولا استنكاف من استخدام العميات المتنوعة لأنها منذ زمن ولن تؤثر على الفصحى ولن تغير الفهم والاستيعاب لها كم عميات لم تؤثر وكم لغات لم تؤثر المسلم الأجنبي لم تؤثر عليه عميات ولا غيرها ، العربي العاميات شوارعية وغير مؤثرة على الفهم للكتب الفصحى ولا الكتاب المقدس القرآن الكريم ، العامي البسيط يفهم القرآن ببساطة رغم تحدثه التام الكامل للعامية الكتاب مفهوم لدى جميع الناس ولدى جميع اللغات وجميع الأعمار وجميع الأزمان وما العامية هي التي تمحو لغتنا العربية بل تثريه بنحت للكلمات واختزال وقلب ,إبدال وإعلال وتصريفات قلب مكاني وغيرها من تبادل الجذور والاشتقاق الدلالي وقلب الحروف والأصوات مثل ابن جني في الخصائص وكذلك ابن فارس وكذلك مثلثات قطرب ، اقلب الحروف أيس ويأس بأس أبس سبأ سأب سأي ولاحظ لا اختلاف في المعنى.


العربية الفصحى
السعودية النجدية
ليبيا
المغرب
الجزائر
مصر
الأردن وفلسطين
الشامية
العراقية
السودانية
الحجازية الحضر
اليمنية والتهامية
تونس
الكويت
الإماراتية
الحسانية(الموريتانية)
البحرينية
البحرانية
العمانية
لماذا؟
ليش/وشوله
وعلاش/عليش
عْلاش/لاش
عْلاش
ليه
ليش
ليش
ليش/لشو/لويش
ليه
ليه/ليش
لَمَهْ
عْلاش
ليش
ليش
أعلاش
ليش/شوله/شله
/لاويش
ليش
كيف؟
كيف/وشلون
كيف
كِيفَاش
كِيفَاش
إزاي
كيف/شلون
كيف/شلون
شلون
كيف
كيف
كِيفَاش
كيف/شلون
شقى/شقايل
اسم حالة/ كيف آش
شلون
شلون/جيفة (Ch)
كيف
متى؟
متى؟
امته
وقتاشْ/فوقاش/ايمتى
وقتاش
إمته
وينتا/ايمتى
إيمتى/أمَيت
إشوكت
متين
متى
متى
وقتاش
متى
متى
اسم وقت/ أيْنْت
امته
مته
متى
ماذا؟
وشهو/وشو/إيش
شني/شنو
أش/شنو
وشنو/وشي/شتاهو
ايه
شو
شو/أيش
شنو
شنو/ايه
ايش
ماهو
وشنو/وشي
شنو/شنهو
شنهو
شنهو
شنو/شنهو
ويش/شنهو
ايش
هل؟
هل
واش/وشنو
واش/وشنو
الضمير + [‡]
شي[*]
[‡]
-شْ[*]
-إه[*]
كم؟
كم
قداش/أبكم
شحال/مشحال/آش حال
شحال/قداش
كام
قديش
قدّيش
إشكد
كم
كم / قدِّ ايش
كم
قَدَّاشْ
كم/جم (Ch)
كم/جم (Ch)