السبت، 20 أبريل 2013

إعجازات اللغة العربية في القرآن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
8  ميمات متتابعة في القرآن
تتابع الميم الشفوية المطبقة المجهورة به تنبيه ذهني وعقلي للتتابع الحرف فيوحي باليقظة : لاحظ في تتابع 8 ميمات في آية واحدة
الآية المشار إليها هي قوله تعالى:قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [هود:48].
لما ثنية الكعبين ولم تجمع
م ثنَّى الله جل وعلا الكعبين وجمع المرفقين في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين"؟



 
كل يد لها مرفق واحد، أما كل رجل فلها كعبان، ولو قال تعالى (الكعوب) لما دلّ ذلك على وجوب غسل الكعبين، فلو غسلوا كعباً واحداً لكفاهم، لكن الله تعالى أراد أن يغسل كل واحد من المخاطبين إلى الكعبين. والتخصيص في نوع الجمع بين القلة والكثرة والختام بتخصيص المثنى لما في الرجل من مشقة وجب النص عليها ولعل الوجه والرأس واليدين بهما السهولة في الوضوء .
 
لما يضاف نا للجمع مرة ومرة تي للمفرد في كلمة آيتنا / آياتي
يقول ربنا جل وعلا في سورة المؤمنون (ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون) 105، وفي سورة المطففين (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) 15، نلاحظ في الآيتين استخدام صيغة المفرد في الآية الأولى واستخدام الجمع في الآية الثانية، فإن كان الجمع يوحي بالعظمة والهيبة فلم استخدم المفرد، وجاء هذا التنوع في القرآن في عدة مواضع مثل: (قلنا اهبطوا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدىً فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، نلاحظ في بداية الآية: (قلنا) جمع، (منّي) مفرد، (هداي) مفرد 
وأعتذر على الإطالة؟ ومع احترامي وتقديري؟
 
 



 
فقد قال أبو البقاء العكبري في علل البناء: النون من حروف الزيادة لشبهها بالواو.. وتكون للواحد العظيم لأن الآمر إذا كان مطاعا توبع على الفعل.
 فاستخدام ضمير الجمع مكان ضمير المفرد يكون للدلالة على التعظيم والإجلال، والله سبحانه هو المستحق لكمال العظمة والجلال، وقد سبق ذكر هذا المعنى في الفتوى رقم: 36693.
وعليه؛ فإن الألفاظ المضافة لله سبحانه تضاف بضمير الجمع الدال على العظمة، ولذلك جاء لفظ (آياتنا) بضمير الجمع في القرآن (92) مرة، كما في المعجم المفهرس، ومن ذلك قوله تعالى: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ {المطففين:13}، وهذا من باب التعظيم الذي يليق بالله تعالى، والذي يتناسب من جهة أخرى مع سياق سورة المطففين الذي يراد به التهديد والوعيد للفجار والمكذبين، بينما لفظ (آياتي) بضمير المفرد جاء في القرآن (14) مرة فقط، ومن ذلك قوله تعالى: قَدْ كَانَتْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ{المؤمنون:66}، وقوله: أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ {المؤمنون:105}، وإنما جاءت بلفظ الإفراد مع استحقاق لله لكمال العظمة؛ لأن سياق الآيات في الموضعين من سورة المؤمنون في معرض التنكيل والمجازاة يوم القيامة، وهذا مقام توحُّد وتفرُّد، كما قال الله تعالى: يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ {غافر:16}، مع أن الملك له قبل ذلك اليوم وبعده، فالدلالة على توحد الله وانفراده بالمجازاة في ذلك اليوم تكون أظهر مع ضمير المفرد، هذا بخلاف قوله تعالى في السورة نفسها: ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ{المؤمنون:45}، بضمير الجمع الدال على التعظيم.
وأما قوله تعالى: قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ {البقرة:38}، فهو من باب الالتفات البلاغي، وهو التحويل في التعبير من اتجاه إلى آخر من جهات أو طرق الكلام الثلاث: التكلّم والخطاب والغيبة، مع أنّ الظاهر في متابعة الكلام يقتضي الاستمرار على ملازمة التعبير وفق الطريقة المختارة أوّلاً دون التحوّل عنها.
قال أبو حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط: (مني) متعلق بيأتينكم، وهذا شبيه بالالتفات، لأنه انتقل من الضمير الموضوع للجمع، أو المعظم نفسه، إلى الضمير الخاص بالمتكلم المفرد، وقد ذكرنا حكمة ذاك الضمير في: قلنا، عند شرح قوله: {وقلنا يا آدم اسكن} وحكمة هذا الانتقال هنا أن الهدى لا يكون إلا منه وحده تعالى، فناسب الضمير الخاص كونه لا هادي إلا هو تعالى، فأعطى الخاص الذي لا يشاركه فيه غيره الضمير الخاص الذي لا يحتمل غيره تعالى، وفي قوله: مني، إشارة إلى أن الخير كله منه، ولذلك جاء: قد جاءكم برهان من ربكم. وقد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء. فأتى بكلمة: من، الدالة على الابتداء في الأشياء، لينبه على أن ذلك صادر منه ومبتدأ من جهته تعالى.انتهى.
وقال قبل ذلك في قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {البقرة:34}، في قوله: {قُلْنَا} التفات، وهو من أنواع البديع، إذ كان ما قبل هذه الآية قد أخبر عن الله بصورة الغائب، ثم انتقل إلى ضمير المتكلم، وأتى بـ {نا} التي تدل على التعظيم وعلوّ القدرة وتنزيله منزلة الجمع، لتعدد صفاته الحميدة ومواهبه الجزيلة.
وحكمة هذا الالتفات وكونه بنون المعظم نفسه أنه صدر منه الأمر للملائكة بالسجود، ووجب عليهم الامتثال، فناسب أن يكون الأمر في غاية من التعظيم، لأنه متى كان كذلك كان أدعى لامتثال المأمور فعل ما أمر به من غير بطء ولا تأول لشغل خاطره بورود ما صدر من المعظم، وقد جاء في القرآن نظائر لهذا، منها: (وقلنا يا آدم اسكن)، (وقلنا اهبطوا)، (قلنا يا نار كوني برداً)، (وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض)، (وقلنا لهم ادخلوا الباب)، (وقلنا لهم لا تعدوا)، فأنت ترى هذا الأمر وهذا النهي كيف تقدّمهما الفعل المسند إلى المتكلم المعظم نفسه، لأن الآمر اقتضى الاستعلاء على المأمور، فظهر للمأمور بصفة العظمة، ولا أعظم من الله تعالى. انتهى.
ومما له تعلق بهذا الموضوع ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما لفظ "القرب" فقد ذكره تارة بصيغة المفرد وتارة بصيغة الجمع؛ فالأول إنما جاء في إجابة الداعي: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع. وكذلك في الحديث: اربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته. وجاء بصيغة الجمع في قوله: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد. وهذا مثل قوله: (نتلوا عليك)، (نحن نقص عليك)، (فإذا قرأناه)، و(إن علينا جمعه وقرآنه)، و(علينا بيانه)، فالقرآن هنا حين يسمعه من جبريل والبيان هنا بيانه لمن يبلغه القرآن، ومذهب سلف الأمة وأئمتها وخلفها: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع القرآن من جبريل، وجبريل سمعه من الله عز وجل، وأما قوله: (نتلوا)، و(نقص)، (فإذا قرأناه)، فهذه الصيغة في كلام العرب للواحد العظيم الذي له أعوان يطيعونه، فإذا فعل أعوانه فعلا بأمره قال: نحن فعلنا: كما يقول الملك: نحن فتحنا هذا البلد وهزمنا هذا الجيش ونحو ذلك؛ لأنه إنما يفعل بأعوانه والله تعالى رب الملائكة وهم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وهو مع هذا خالقهم وخالق أفعالهم وقدرتهم وهو غني عنهم؛ وليس هو كالملك الذي يفعل أعوانه بقدرة وحركة يستغنون بها عنه فكان قوله لما فعله بملائكته: نحن فعلنا أحق وأولى من قول بعض الملوك. 
 

المجاز المرسل أمثلة وقيمته الفنية





المجاز المرسل :
المجاز المرسل : هو مجاز لغوي علاقته غير المشابهة , وللمجاز المرسل علاقات كثيرة







منها :
1- السببية : إذا كانت الكلمة المذكورة التي استعملت في غير ما وضعت له , سبباً في المعنى المراد من القول .
مثال : رعينا الغيث . والذي نرعاه ليس الغيث ولكن العشب المسبب عن نزول الغيث .


2- المسببية : حينما يكون اللفظ المذكور , مسبباً عن المعنى المراد , ويكون المعنى المراد سبباً في اللفظ المذكور .
مثال : وينزل لكم من السماء رزقاً . والذي ينزله الماء الذي مسبب للرزق .


3- الجزئية : إذا كان اللفظ المستعمل جزءاً من المعنى المراد
مثال : فتحرير رقبة مؤمنة . كل الإنسان العبد والرقبة جزء منه , فأطلق الجزء ويراد الكل


4- الكلية : حينما نستعمل الكل ونريد الجزء .
مثال : ويجعلون أصابعهم في أذانهم . ليس كل الأصابع فقط الأنامل .


5- اعتبار ما كان : وهو أن يسمى الشيء المستعمل باسم ما كان عليه من قبل .
مثال : وآتوا اليتامى أموالهم . وعندما ندفع إليهم أموالهم ليسوا يتامى حيث يكونون قد بلغوا وأونس منهم الرشد , وتسميتهم باليتامى باعتبار ما كانوا عليه .

" ومن يأت ربه مجرما "


6- اعتبار ما يكون : وهو أن يسمى الشيء المستعمل باسم ما يؤول إليه في المستقبل .
مثال : فبشرناه بغلام حليم . والغلام الصغير ليس حليما ولكنه سيكون بالمستقبل حليما .
إني أراني أعصر خمراً . والعنب المعصور بالبداية ليس خمراً لكنه سيؤول إلى التخمر


7- الحالية : وهي أن يكون اللفظ المستعمل حالاً في المعنى المراد , فنطلق اسم الحال ونريد المحل .
مثال : إن الأبرار لفي نعيم . أي الجنة محل النعيم


8- الآلية : وهي أن تكون الكلمة آلة لما هو مراد .
مثال : وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه . اللسان آلة للغة


9- المجاورة : وهي أن يسمي الشيء المستعمل باسم ما يجاوره .
مثال : خلت الراوية من الماء . الراوية : هي الدابة , ويريد قربة الماء التي عادة تحملها الدابة .


10- المحلية : وهو أن يكون اللفظ المستعمل محلاً والمعنى المراد حالّاً فيه .
مثال : وأسأل القرية . أي أهل القرية







سرجمال المجاز : الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة وجذب الانتباه وإعمال الذهن

لتعرفه عليك بأمثلة القرآن الكريم .

.

الخميس، 18 أبريل 2013

مثلثات قُطْرُب عبقري اللغة العربية المجهول


هي منظومة رائعة فكرتها تعتمد علي تغير معني الكلمة بتغير تشكيل حرف واحداً فتح ثم كسر ثم ضم

والإمام قطرب من أهل اللغة ومن تلاميذ سيبويه

مثلثات قطرب

مثلثات قطرب دراسة لغوية دلالية تتناول المفردات في شكل مجموعات، تتكون كُلُّ مجموعة من ثلاث كلمات متفقة في البنية الصَّرفيَّة والحروف وترتيبها، وفي الحركات ما عدا حركة فاء الكلمة أو عينها. وتختلف دلالة كل مفردة تبعًا لاختلاف حركة الفاء أو العين ، حيث يحصل بتغير الحركة تغير في المعنى، ومنه الانتقال من مجال دلالي إلى مجال دلالي آخر.

يعد قطرب أوّل من نبّه لهذا النوع من الدراسة الدلالية، وهو أول من ألف فيها بهذا العنوان. فمثلثات قطرب تعد الأولى من نوعها في هذا الميدان الدلالي، رغم أن الكتب التي ألـّفت بعده قد فاقته في حجم المادة العلمية وتنوعها، إلا أن كتاب المثلّثات ـ أو المثلث ـ لقطرب سيظل معلمًا بارزًا في الكشف عن هذا المنحى الدلالي؛ إذ اشتمل مثلثه على اثنتين وثلاثين مفردة مثلّثة لم ترد على ترتيب مألوف مثل الترتيب الأبجدي أو الموضوعي، ولم يُكشف حتى الآن عن كنه ذلك الترتيب حيث بدأ بمجموعة (الغَمْرُ، الــغِمْرُ، الغُمْرُ)، وانتهى بمجموعة (الصَّلُّ، الصِّلُّ، الصُّلُّ).

وكانت طريقته في عرض مادته إيراد المجموعة كاملة مضبوطة بالشكل، مرتبة ترتيبًا تصاعديًا بدءًا من أخفّ الحركات، وهي الفتحة وانتهاء بأثقلها وهي الضمة. ثم يشرع في بيان الدلالة، مستشهدًا فيما يذهب إليه بالقرآن والحديث والأشعار، إذ يقول: ¸فمنه الأول المفتوح والثاني المكسور والثالث المضموم، أوله: الغَمْرُ والغِـمْرُ والغُمْرُ، فأمّا الغَمْرُ فالماء الكثير، وأمّا الغِمْرُ فالحقد في الصدر، ومنه الحديث: ¸لا تجـوز شهـادة ذي الـغِمْر على أخيه·.

وأمّا الغُمْر فهو الرجل الذي لم يجرّب الأمور، الضعيف في حالاته.

وإليكم المنظومة

********

يا مولعا بالغضبِ *** والهجر والتجنبِ *** هجرك قد برح بي *** في جده واللعبِ

إن دموعي غَمر *** وليس عندي غِمر *** فقلت يا ذا الغُمر *** أقصر عن التعتبِ

بالفتح ماء كثرا *** والكسر حقد سترا *** والضم شخص ما درى *** شيئا ولم يجرب

بدا فحيا بالسَّلام *** رمى عذولي بالسِّلام *** أشار نحوي بالسُّلام *** بكفه المخضبِ

بالفتح لفظ المبتدي ** والكسر صخر الجلمد *** والضم عرق في اليد *** قد جاء في قول النبي

تيم قلبي بالكَلام *** وفي الحشا منه كِلام *** فصرت في أرض كُلام *** لكي أنال مطلبي

بالفتح قول يفهم *** والكسر جرح مؤلم *** والضم أرض تبرم *** لشدة التصلب

ثبت بأرض حَرَّة *** معروفة بالحِرة *** فقلت يا ابن الحُرة *** إرث لما قد حل بي

بالفتح للحجارة *** والكسر للحرارة *** والضم للمختارة *** من النسا في الحجب

جد فالأديم حَلْم *** وما بقي لي حِلْم *** وما هنا ني حُلم *** مذ غبت يا معذبي

بالفتح جلد نقبا *** والكسر عفو الأدبا *** والضم في النوم هبا *** حلم كثير الكذب

حمدت يوم السَّبت *** إذ جاء محذي السِّبت *** على نبات السُّبت *** في المَهْمَهِ المستصعب

بالفتح يوم وإذا *** كسرته فهو الحذا *** والضم نبت وغذا *** إذا مشى في الربرب

خدد في يوم سَهام *** قلبي بأمثال السِهام *** كالشمس ترمي بالسُهام *** بضوءها واللهب

بالفتح حر قويا *** والكسر سهم رميا *** والضم نور وضيا *** للشمس عند المغرب

دعوت ربي دَعْوة *** لما أتى بالدِعوة *** فقلت عندي دُعوة *** إن زرتني في رجب

بالفتح لله دعا *** والكسر في الأصل ادعا *** والضم شئ صنعا *** للأكل عند الطرب

ذلفت نحو الشَرب ** فلم أدر عن شِرب**فانقلبوا بالشُرب ** ولم يخافوا غضبي

بالفتح جمع الأشربه ** والكسر ماء شربه**والضم ماء العنبه ** عند حضور العنب

رام سلوك الخَرق ** مع الطريق الخِرق**إن بيان الخُرق ** عند ركوب السبب

بالفتح أرض واسعه ** والكسر كف هامعه**والضم شخص ما معه ** شيء من التهذب

زاد كثيراً في اللَحا ** من بعد تقشير اللِحا**لما رأى شيب اللُحا ** صرم حبل النسب

بالفتح قول العذل **والكسر لحي الرجل**والضم شعرات تلي ** لحي الفتى والأشيب

سار مجداً في المَلا ** وأبحر الشوق مِلا**ولبسه لين المُلا ** فقلت يا للعجب

بالفتح جمع البشر ** والكسر ماء الأبحر**والضم ثوب العبقري ** مرصع بالذهب

شاكلني بالشَكل ** تيمني بالشِكل**وغلني بالشكل ** في حبه واحزب

بالفتح مثل المثل ** والكسر حسن الدل**والضم قيد البغل ** خوف من التوثب

صاحبني في صَرة ** في ليلة ذي صِرة**وما بقي في صُرتي ** خردلة من ذهب

بالفتح جمع الوفد ** والكسر كثر البرد**والضم صر النقد ** في ثوبه بالهدب

ضمنته بنت الكَلا **بالحفظ منى والكِلا**فشج قلبي والكُلا ** عمداً ولم يراقب

بالفتح بنت للكلا ** والكسر حفظ للولا**والضم جمع للكلا من كل حي ذي أب

طرحني بالقَسط ** ولم يزن بالقِسط** في فيه عرق القُسط ** والعنبر المطيب

بالفتح جور في القضا ** والكسر عدل يرتضي**والضم عود قبضا ** رخاوة للعصب

ظبي ذكي العَرف *** وآخذ بالعِرف***وأمرٌ بالعُرف *** سام رفيع الرتب

بالفتح عرف طيب *** والكسر صبر يندب***والضم قول يجب ** عند ارتكاب الريب

عالٍ رفيع الجَد *** أفعاله بالجِد***والضم بعض القلب *** كان لبعض العرب

غنى وغنته الجَوار *** بالقرب مني والجِوار***فاستمعوا صوتالجُوار ** ثم انتنوا بالطرب

بالفتح جمع جاريه *** والكسر جار داريه***والضم صوت الداعيه ** بويلها والحرب

فأمّ قلبي أَمَّه ***عند زوال الإِمَّه***فاستمعوا يا أُمه *** بحقكم ما حل بي

بالفتح شبح الراس *** والكسر ضد الباس***والضم جمع الناس *** من عجم أو عرب

قولوا الأطيار الحَمام * يبكينني حتى الحِمام**أما ترى يا ابن الحُمام ** ما في الهوى من طرب

بالفتح طير يهدر ** والكسر موت يقدر**والضم شخص يذكر ** بالاسم لا باللقب

كأن ما بي لَمَّة *** مذ شاب شعر اللِمة *** وما بقي لي لُمة *** ولا نقي من نصب

بالفتح خوف الباس *** والكسر شعر الراس *** والضم جمع الناس *** ما بين شخ وصبي

لما أصاب مَسكي ***فاح عبير المِسك *** فكان منه مُسكي *** وراحتي من تعب

بالفتح ظهر الجلد *** والكسر طيب الهند *** والضم ما لا يبدي***من راحة المستوهب

مَلَت دموعي حَجْري ***وقل فيه حِجري *** لو كنت كابن حُجر *** لضاق فيه أدبي

بالفتح حجر الرجل *** والكسر جمع العقل *** والضم اسم النقل *** لرجل منتسب

ناول برد السَّقْط *** من فيه عين السِّقط *** فلاح رمل السُّقط ***وميضه كالشهب

بالفتح ثلج وبرد *** والكسر نار من سند*** والسقط بالضم الولد *** قبل تمام الأرب

وجدته كالقَمَّة *** في جبل ذي قِمة *** مطرح كالقُمة ***فقلت هذا مطلبي

بالفتح أخذ الناس *** والكسر أعلى الراس *** والضم للإنكاس *** من المكان الخرب

هذي علامات الرَّقَاق *** فانظر إلى أهل الرِّقاق *** هل ينطقوا قبل الرُّقاق *** بالصدق أم بالكذب

بالفتح رجل متصل *** والكسر خبز قد أكل ***والضم أرض تنفصل *** على أمام النصب

لا تركنن للصَّل ***ولا تثق بالصِّل ***واحذر طعام الصُّل *** وانهض نهوض المجدب

صوت الحديد صرصرا *** وحية إن كسرا ***والماء إن تغيرا ***بضمها لم يشرب

يسفر عن عين الطَّلا ***وجنة تحكي الطِّلا ***وجيده من الطُّلا *** غيدا ولم تحتجب

بالفتح أولاد الظِّبا *** والكسر خمر شُربا ***والضم جيد ضُربا *** بحسنه جيد االظبي

أتيته وهو لَقا *** فبش بي عند اللِقا ***وقال أطعمني لُقا *** فذاك أقصى إربي

بالفتح كنس المنزل *** والكسر للحرب قلي *** والضم ماء العسل *** عقدته باللهب

دياره قد عمرت *** ونفسه قد عمرت *** ورأسه قد عمرت *** من بعد رسم خرب

بالفتح فيه سكنا *** وكسرها نال الغنى *** والضم مهما أمعنا *** في حرثه المجرب

صاحبني وهو رَشا *** كصحبة الدلو الرِّشا *** حاشاه من أخذ الرُّشا *** في الحكم أو للريب

بالفتح للغزال *** والكسر للحبال *** والضم بذل المال *** للحاكم المستكلب

الريق منه كالزَّجاج *** ولحظه يحكي الزِّجاج *** والقلب مني كالزُّجاج *** واد سريع العطب

بالفتح للقرنفل *** والكسر زج العسل *** والضم ذاك الشغل *** من الزجاج الحلبي

ذلفت نحو الشَّرْبِ *** فلم أدر عن شِربي *** فانقلبوا بالشُّرب *** ولم يخافو غضبي

بالفتح جمع الأشربة *** والكسر ماء شربه *** والضم ماء العنبة *** عند حضور العنب

رام سلوك الخَرْقِ *** مع الطريق الخِرق *** إن بيان الخُرق *** عند ركوب السبب

بالفتح أرض واسعة *** والكسر كف هامعة *** والضم شخص ما معه *** شئ من التهذب

زاد كثيرا في اللَّحَى *** من بعد تقصير اللِحى *** لما رأى شيب اللُحى*** صرم حبل النسب

بالفتح قول العذل *** والكسر لحي الرجل *** والضم شعرات تلي *** لحي الفتى والأشيب

سار مجدا في الملا *** وأبحر الشوق ملا *** ولبسه من الملا *** فقلت يا للعجب

بالفتح جمع البشر *** والكسر ماء الأبحر *** والضم ثوب العبقري *** مرصع بالذهب

شاكلني بالشكل *** تيمني بالشكل *** وغلني بالشكل *** في حبه والحزب

بالفتح مثل المثل *** والكسر حسن الدل *** والضم قيد البغل *** خوفا من التوثب

صاحبني في صرتي *** في ليلة ذي صرة *** وما بقي في صرتي *** خردلة من ذهب

بالفتح جمع الوهد *** والكسر كثر البرد *** والضم صر النقد *** في ثوبه بالهدب

ضمنته نبت الكلا *** بالحفظ مني والكلا *** فسد قلبي والكلا *** عمدا ولم يراقب

بالفتح نبت للكلا ***والكسر حفظ للولا *** والضم جمع للكلى *** من كل حي في

صارحني بالقسط *** ولم يزن بالقسط *** في فيه عرق القسط *** وعنبر المطيب

بالفتح جار في القضا *** والكسر عدل يرتضى *** والضم عود قبضا ***رخاوة للعصب

ظبي ذكي العرف *** وآخذ بالعرف *** وآمر بالعرف *** سام رفيع الركب

بالفتح عرف طيب ***والكسر صبر يندب *** والضم قول يعجب ***عند ارتكاب الريب

عال رفيع الجد *** أفعاله بالجد *** لقيته بالجد *** كالمعطل المخرب

بفتحها أب الأب *** والكسر ضد اللعب *** والضم بعض القلب *** كان لبعض العرب

غنى وغنته الجوار *** بالقرب مني والجوار *** فاستمعوا صوت الجوار *** ثم انثنوا بالطرب

بالفتح جمع جارية *** والكسر جار داريه *** والضم صوت الداعية *** بويلها والحرب

فأم قلبي أمة *** عند زوال الإمة *** فاستامعوا يا أمة *** بحقكم ما حل بي

بالفتح شيب الرأس *** والكسر ضد الباس *** والضم جمع الناس *** من عجم أو عرب

قولوا لأطيار الحمام *** يبكينني حتى الحمام *** أما ترى يا ابن الحمام *** ما بالهوى من طرب

بالفتح طير يهدر *** والكسر موت يقدر *** والضم شخص يذكر *** بالاسم لا باللقب

ورث ضعفا بالقرى *** منها معان بالقرى *** وذاك في غير القرى *** فكيف عند العرب

بالفتح ظهر الوهد *** والكسر طعم الوفد *** والضم جمع البلد *** كمكة أو يثرب

من لي بأصل الظلم *** أو اصطياد الظلم *** ما عنده من ظلم *** ولا مقال الكذب

بالفتح للأسنان *** وللنعام الثاني *** والظلم للإنسان *** مجلبة للغضب

كالقطر جود كفه ***والقطر سيل حتفه *** والقطر ماء أنفه *** وخده للذهب

بالفتح ضيف سكبا *** والكسر صهر ذو إبا *** والضم عود جلبا *** من عدن في المركب

لما رأيت دله *** وهجره ومطله *** رضيت من حبي له *** مثلثا لقطرب

وابن زريق نظما ***شرحا لما تقدما ***فربما ترحما ***عليه أهل الأدب

أديت فيه واجبي *** في خدمة المخالب *** أحمد ذي المواهب *** وذي الوجارالطيب

من جاءه وأمله *** ينال منه أمله *** يسعد من قد وصله *** من أهل علم الأدب

إما لبحث بحثه *** أو لاختراع أحدثه *** في شرح ذي المثلثة *** بلفظه المهذب

مصليا مسلما *** على النبي كلما *** رقرق برق أو هما *** بالودق مجري السحب

الأربعاء، 17 أبريل 2013

صفي الدين الحلي الربيع المصري في الزمن الجميل

* صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي675 - 750 هـ / 1276 - 1349 م
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي.
شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق.
انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد.
له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.

خلعَ الربيعُ على غصونِ البانِ
خلعَ الربيعُ على غصونِ البانِ
حللاً، فواضلها على الكثبانِ
ونمتْ فروعُ الدوحِ حتى صافحتْ
كفلَ الكثيبِ ذوائبُ الأغصانِ
وتتوجتْ بسطُ الرياضِ، 
فزهرهاخدَّ الرياضِ شقائقُ النعمانِ
وتنوعتُ بسطُ الرياضِ، فزهرُها
متباينٌ الأشكالِ والألوانِ
مِن أبيَضٍ يَقَقٍ وأصفَرَ فاقِعٍ،
أو أزرَقٍ صافٍ، وأحمَرَ قاني
والظلُّ يسرقُ في الخمائلِ خطوهُ،
والغُصنُ يَخطِرُ خِطرَة َ النَّشوانِ
وكأنما الأغصانُ سوقُ رواقصٍ
نقَد قُيّدَتْ بسَلاسِلِ الرَّيحانِ
والشمسُ تنظرُ من خلالِ فروعها،
نحوَ الحدائقِ نظرة َ الغيرانِ
والطلعُ في خلبِ الكمامِ كأنهُ
حللٌ تفتقُ عن نحورِ غوانِ
والأرضُ تَعجبُ كيفَ نضحكُ والحيا
يبكي بدمعٍ دائمِ الهملانِ
حتى إذا افترتْ مباسمُ زهرِها،
وبَكى السّحابُ بمَدمَعٍ هَتّانِ
ظلتْ حدائقهُ تعاتبُ جونهُ،
فأجابَ معتذراً بغيرِ لسانِ
طفحَ السرورُ عليّ حتى إنهُ
مِن عِظمِ ما قَد سَرّني أبكاني
فاصرفْ همومكَ بالربيعِ وفصلهِ،
إنّ الرّبيعَ هوَ الشّبابُ الّثاني
إنّي، وقد صفَتِ المياهُ وزُخرفَتْ
جَنّاتُ مِصرَ وأشرَقَ الهَرَمانِ
واخضرّ واديها وحدقَ زهرُهُ
والنِّيلُ فيهِ كَكوثَرٍ بِجنانِ
وبهِ الجواري المنشآتُ كأنّها
أعلامُ بيدٍ، أو فروعُ قنانِ
نهضتْ بأجنحة ِ القلوعِ كأنّها
عندَ المَسيرِ تَهُمُّ بالطّيَرانِ
والماءُ يسرعُ في التدفقِ كلما
عجلتْ عليهِ يدُ النسيمِ الواني
طوراص كأسنمة ِ القلاصِ، وتارة ً
مُتَفَتِّلٌ كأكارِعِ الغِزلانِ
حتى إذا كسرَ الخليجُ، وقسمتْ
أمواهُ لُجّتِهِ على الخُلجانِ
ساوَى البلادَ كما تُساوي 
في النّدىبينَ الأنامِ مواهبُ السلطانِ
النّاصرُ المَلِكُ الذي في عَصرِهِ
شكرَ الظباءُ صنيعة َ السرحانِ
ملكٌ، إذا اكتحلَ الملوك بنورهِ
خَرّوا لهيبَتِهِ إلى الأذقانِ
وإذا جَرى بينَ الوَرى ذكرُ اسمِهِ،
تغنيهِ شهرتُهُ عن ابنِ فلانِ
من معشرٍ خزنوا الثناءَ وقطعوا
بغِنا النُّضارِ جَوائزَ الخُزّانِ
قومٌ يَرونَ المَنّ عندَ عَطائِهِ
مْشركاً بوصفِ الواحدِ المنانِ
الموقدون تحتَ المراجلِ للقِرى
فضَلاتِ ما حَطَمُوا مِنَ المُرّانِ
إنْ أخرَسَتْ فِلَذُ العَقيرِ كلابَهمْ
دعوُا الضيوفَ بألسنِ النيرانِ
أسدٌ روتْ يومَ الهياجِ أكفهمْ
بدَمِ الأُسودِ ثَعالِبَ الخِرصانِ
قصفوا القنا في صدرِ كلّ مدرَّعٍ،
والبيضَ في الأبدانِ والأبدانِ
قد عَزّ دِينُ مُحمّدٍ بسمِيّهِ،
وسما بنصرتِهِ، على الأديانِ
مَلِكٌ تَعَبّدَتِ المُلوكُ لأمرِهِ،
وكذاكَ دولَة ُ كلّ رَبّ قِرانِ
وافى ، وقد عادَ السماحُ وأهلُهُ
رِمَماً، فكانَ لَهُ المَسيحَ الثّاني
فالطيرُ تلجأُ لأنها
بنداهُ لم تأمنْ منَ الطوفانِ
لاعيبَ في نعماهُ إلاّ أنها
يسلو الغريبُ بها عنِ الأوطانِ
شاهَدتُهُ، فشَهدتُ لُقمانَ الحِجى ،
ونظرتُ كِسرى العَدلِ في الإيوانِ
ورأيتُ منهُ سَماحَة ً وفَصاحة ً
أعدَى بفَيضِهِما يَدي ولِساني
يا ذا الذي شغلَ الزمانَ بنفسهِ،
فأصَمّ سَمعَ طَوارِقِ الحِدثانِ
لو يكتبُ اسمكَ بالصوارم والقنا
أغنَى عنِ التضرابِ والتطعانِ
وكتيبَة ٌ ضرَبَ العَجاجُ رِواقَها
من فَوقِ أعمِدَة ِ القَنا المُرّانِ
نسجَ الغبارُ على الجيادِ مدارِعاً
موصولة ً بمدارعِ الفرسانِ
ودَمٌ بأذيالِ الدروعِ كأنّهُ،
حولَ الغديرِ، شقائقُ النعمانِ
حتى إذا استعرَ الوغَى وتتبعتْ
بيضُ الصفاحِ مكامنَ الأضغانِ
فعلتْ دروعكَ عندها بسيوفهمْ،
فِعلَ السّرابِ بمُهجَة ِ الظّمآنِ
وبرزتَ تلفظكَ الصفوفُ إليهمُ
لَفظَ الزّنادِ سَواطِعَ النّيرانِ
بأقَبّ يَعصي الكَفَّ ثمّ يُطيعُهُ،
فتَراهُ بَينَ تَسرّعٍ وتَوانِ
قد أكسَبتْهُ رِياضَة ً سُوّاسُهُ،
فتكادُ تركضهُ بغيرِ عنانِ
كالصقرِ في الطيرانِ، وال
طاووسِ في الــخَطَرانِ، والخَطّافِ في الرَّوغانِ
يَرنو إلى حُبُكِ السّماءِ تَوَهّماً
لمشَى عليهِ مشية َ السرطانِ
وفللتَ حدَّ جموعهمْ بصوارمٍ،
ككراكَ، نافرة ٍ عن الأجفانِ
ضلتْ فظنتْ في مقارعة ِ العدى
أنّ الغُمودَ مَعاقدُ التّيجانِ
صَيّرْتَ هاماتِ الكُماة ِ صَوامِعاً،
وكواسرَ العقبانِ كالرهبانِي
ا ذا الذي خطبَ المديحَ سماحهُ،
فنَداهُ قَبلَ نِدايَ قَد لَبّاني
أقصَيتَني بالجُودِ ثمّ دَعَوتَني،
فنَدَاكَ أبعَدَني، وإنْ أدناني
ضاعَفتَ بِرّكَ لي، ولو لم تُولِني
إلا القبولَ عطية ً لكفاني
فنأيتُ عنكَ، ولستُ أولَ حازمٍ
خافَ النّزولَ بمَهبِطِ الطُّوفانِ
علمي بصرفِ الدهرِ أخلى معهدي
منّي، وصرفَ في البلادِ عناني
ولربما طلبَ الحريصُ زيادة ً،
فغَدَتْ مُؤدّيَة ً إلى النّقصانِ
فَلَئِنْ رَحَلتُ، فقد تَركتُ بَدائِعاً
غصبتْ فصولَ الحكمِ من لقمانِ
وخريدة ً هيَ في الجمالِ فريدة ٌ،
فهيَ الغَريبَة ُ وهيَ في الأوطانِ
مُعتادَة ً تَهَبُ الخَليلَ صَداقَها،
فخراً على الأكفاءِ والأقرانِ
لاعيبَ فيها، وهو شاهدُ حسنِها،
إلاّ تَبَرّجَها بكلّ مَكَانِ
قَلّتْ، وإنْ حَلّتْ صَنائِعَ لَفظِها
لكم، وإنْ نطقتْ بسحر بيانِ
فجميلُ صنعكمُ أجلُّ صنائعاً،
وبديعُ فضلكمُ أدقُّ معانِ
موقع أدب (adab.com)